بطريرك سرياني خارق

البطريرك السرياني افرام كريم
البطريرك السرياني أفرام كريم
بطريرك سرياني خارق!!! . من الأديرة و الكنائس الى تكريم ملكات الجمال ومباركة المقاتلين على جبهات القتال: لم يسبق في تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية أن قام أحد رؤسائها بتفقد أحوال مقاتلين على جهات القتال ، حتى إبان مذابح سيفو على سريان ومسيحيي السلطنة 1915 لم يحصل هذا . لكن يبدو أن الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من اربع سنوات ،وبما حملته من خطر وجودي/كياني على الوجود السرياني الآشوري والمسيحي عامة في سوريا وبالنظر للمكانة الخاصة والمتميزة لسوريا (كوطن وتاريخ وحضارة وهوية) لدى السريان الآشوريين اللذين عنهم أخذت اسمها، غيرت الكثير من المفاهيم والقناعات الدينية واللاهوتية القديمة لدى بعض رجال الدين المسيحي.. في سياق هذه المتغيرات، يجب النظر الى مبادرات البطريرك الجديد للكنيسة السريانية ( افرام الثاني كريم- ابن القامشلي) الذي كسر القواعد والتقاليد والأعراف الكنسية والاجتماعية. قبل أسابيع وفي مشهد غير مألوف خارق للأعراف والتقاليد الكنسية ، قام البطريرك بشخصه بتكريم ملكة جمال اللاذقية في مهرجان السياحة .. قبل أيام قام البطريرك بزيارة لافتة و جريئة الى الخطوط القتالية الأمامية حول بلدة صدد السريانية السورية ،حيث ينتشر مقاتلين سريان آشوريين أرمن من الجزيرة السورية، تابعين لـ(سوتورو - مكتب الحماية- مقره القامشلي)، يقاتلون الى جانب مقاتلين سوريين من مختلف الديانات والطوائف السورية ضد عصابات تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي- داعش ، الذي سيطر مؤخراً على قرية مهين المجاورة لصدد . بزيارته هذه بارك البطريرك المقاتلين على جبهة صدد وصلى لأجل نصرتهم والتقى مع من تبقى من الاهالي الصامدين في صدد والقرى المجاورة مثل الحفر.

 سليمان يوسف

0 comments:

المطارنة المخطوفين في ذمة الامريكان



المطارنة المخطوفين في ذمة الامريكان: بالعودة الى ما قاله بطريرك السريان (أفرام كريم) لجريدة الشرق الأوسط 18 ديسمبر/كانون الأول 2014 : " "عندما كنت بالولايات المتحدة - نهاية عام 2013- أكدت وزارة الخارجية لنا بادئ الأمر أنها على علم بمكان الأساقفة المخطوفين ( يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي ) وعندما سالناهم إذا كان من الممكن أن ينقلوا الينا منهم خطاباً أو صورة أو رسالة صوتية مسجلة ، أجابوا ( ليس بإمكاننا ذلك لكننا نعلم مكانهم وهم يتلقون معاملة طيبة" .. ها وقد مضى أكثر من ثلاثون شهراً على خطف المطارنة ومازال مصيرهما مجهولاً وقضيتهم باتت من القضايا المنسية، رغم أهميتها وحساسيتها الدينية والاجتماعية لملايين مسيحيي المشرق. إذ لا من دليل حسي أو مادي على أنهما على قيد الحياة .. إذا كان ما صرح به البطريرك افرام صحيحاً ودقيقاً ، كان من المفترض به ،بالتعاون والتنسيق مع جميع المرجعيات المسيحية لمختلف الكنائس السورية و المشرقية ، أن يتابع قضية المطارنة المخطوفين مع تلك الشخصيات في وزارة الخارجية الامريكية الذين قالوا له بأنهم على علم بمكان المطارنة ووضعهم أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية باعتبار أمريكا دولة عظمى ودائمة في مجلس الأمن الدولي وهو المسؤول عن توفير الحماية الدولية للأفراد والمجموعات البشرية الذين حياتهم في خطر وتعجز حكومات بلدانهم عن توفير هذه الحماية لهم .. أن إقرار أو اعلان سياسيين أمريكيين عن علمهم بمكان وجود المطارنة هذا يعني أنهم على صلة مباشرة أو غير مباشرة بالجهة الخاطفة ، هذا يستوجب عليهم أن يحثوا ادارتهم الامريكية على التحرك( السياسي والعسكري) لإنقاذ حياة المطارنة المخطوفين..


سليمان يوسف

0 comments:

الإدارة الذاتية في الجزيرة السورية، بين المشروع الوطني والطموح كردي





رابط المقال في موقع الحوار المتمدن
  لا جدال على أن "الإدارة الذاتية" ، للأقاليم في الدول والأمم الحضارية، هي إحدى آليات العمل الديمقراطي لإشراك المواطنين في تقرير مصيرهم وتطوير أوضاعهم وصناعة مستقبلهم. من هذا المنطلق تُعتبر الإدارة الذاتية حق مشروع ومطلب ملح لمختلف المناطق والمحافظات السورية، خاصة وقد فشل "الحكم المركزي" على مدى عقود في بناء (دولة مواطنة) حقيقية، وفي إنجاز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.   "منطقة الجزيرة - محافظة الحسكة" ، باعتبارها الأكثر بعداً عن العاصمة (دمشق) وأكثر المناطق السوريةعانت من "حكم مركزي شمولي" نهب واستنزاف ثرواتها وخيراتها حتى جعلها أكثر مناطق البلاد فقراً وعوزاً وتأخراً  رغم أنها أغناها بـ(الثروة الزراعية والحيوانية والنفطية)، هي أكثر المناطق والأقاليم السورية حاجة لـ "إدارة ذاتية" أو لـ"حكم ذاتي". على أن تأتي "الإدارة الذاتية" في سياق مشروع وطني تحديثي، وفي اطار (نظام حكم لا مركزي – ديمقراطي تعددي) لسوريا الجديدة. يتيح لأبناء منطقة الجزيرة فرصة المشاركة الفعلية والمتوازنة في إدارة شؤونهم والنهوض بمنطقتهم، وتطوير مختلف الثقافات واللغات المحلية ( الآشورية /السريانية، الكردية ،الأرمنية، العربية ) التي تزخر بها. لا أن تكون "الإدارة الذاتية" مشروع سلطة وغطاءً لمشروع سياسي /حزبي/عرقي. كما هو حال "الإدارة الذاتية" التي أعلنها ويسعى لفرضها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي - الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني ذو النشأة التركية -  في المناطق التي انسحبت منها سلطة الاستبداد وباتت تحت سيطرته وسلطته، مستغلاً الظروف والأوضاع الاستثنائية التي تعصف بالبلاد. ولأنها كذلك " مشروع سلطة وغطاء لمشروع عرقي"، رفضت الغالبية الساحقة من أبناء الجزيرة، بعربها وكردها وآشورييها وأرمنها ، الانخراط في مجالس وهيئات الإدارة الكردية. إذ يكاد ينحسر جمهورها على أنصار (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) و (حزب الاتحاد السرياني) المرتبط به. تطعيم مجالس وهيئات الادارة ببعض الآشوريين السريان والعرب والأرمن، ممن أرادوا الانتفاع والارتزاق، لا يعني بأنها تحظى بدعم وتأييد هذه المكونات، وإنما هذا التطعيم هو لتجميل صورة " الإدارة الكردية" والتسويق لها في الداخل والخارج.
دفاعاً عن (المشروع الكردي) ، المتمثل بالإدارة الذاتية المعلنة، صرحت ( الهام احمد) - القيادية في حركة المجتمع الديمقراطي  ‹TEV-DE"" الرديفة لحزب الاتحاد الديمقراطي - على موقع ولاتي نت بتاريخ  15/8/2015 "على الجميع معرفة أن الإدارة الذاتية تُسيّر نظام في غرب كردستان ومن يرى نفسه خارج هذا النظام يجب أن يرى نفسه خارج غرب كردستان"  .كلام السيدة الهام يحمل تهديدات صريحة وواضحة بطرد وابعاد، عن المناطق المشمولة بالإدارة الكردية، كل من يعترض ويرفض المشروع الكردي.  وهي تذكرنا بتهديدات القوميين العرب ، بطرد كل من يرفض المشروع القومي العربي ويعترض على توحيد الشعوب والأراضي العربية في دولة أو (أمة عربية واحدة).
حتى الآن ، لا من حكومة أو جهة، سورية أو غير سورية، اعترفت بالإدارة الكردية. لهذا، بقيت جميع قراراتها وقوانينها من غير قيمة قانونية ، ولا يؤخذ بها. مع هذا يستعجل الأوصياء على هذه الإدارة ، كأنهم في سباق مع الحدث السوري، في استصدار القوانين والقرارات وتشكيل مجالس ومؤسسات وهيئات "دويلتهم" وبناء جيشهم الخاص (وحدات حماية الشعبYPG   ) ، بموازاة مؤسسات ودوائر الحكومة السورية ، التي مازالت تعمل في كبرى مدن المحافظة(الحسكة والقامشلي). ناهيك عن سيطرة "الأسايش الكردية" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي على الكثير من المؤسسات والمنشئات والدوائر والأبنية الحكومية. وقد اُزيلت عنها أعلام الدولة السورية واعلام  حزب البعث العربي الحاكم وصور بشار الأسد، واستُبدلت بالأعلام الكردية واعلام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وصور زعيم حزب العمال الكردستاني pkk  (عبد الله آجلان ). كما استُبدلت اسماء الكثير من الساحات والشوارع والملاعب والمدارس بأسماء كردية. وترغم المحال التجارية والمدارس الحكومية والخاصة على التعطيل بالمناسبات الكردية وبمناسبات تخص الحزب. وفرض ترديد النشيد القومي الكردي (أي رقيب) في المدارس الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية . كل هذا حصل ويحصل أمام أعين السلطات الأمنية والعسكرية والسياسية التابعة للنظام من غير أن تحرك ساكناً. أنها لمفارقة سياسية تاريخية مدهشة، أن يقبل نظام "قومي عربي" ،ممثلاً بحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم لسوريا منذ أكثر من نصف قرن، بتقاسم (السلطة والثروة) في منطقة الجزيرة السورية ذات الغالبية العربية مع (حزب كردي) والعديد من قياديي هذا الحزب، كانوا في السجون أو منفيين عن البلاد ، حتى بعد أشهر من انطلاق حركة الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكم بشار الأسد. أنها حالة شاذة واستثنائية عن أخلاق وقواعد نظام قومي عربي دكتاتوري شديد المركزية ، املتها ظروف الحرب الداخلية والصراع على السلطة ومصالح سياسية واقتصادية مشتركة مع خصوم الأمس، رغم التناقضات السياسية والأيديولوجية العميقة بينهما. أنها "لعبة السياسة"، في كل زمان ومكان، حيث لا أعداء ولا أصدقاء دائمين، فقط توجد مصالح ثابتة.
لا ننفي الدور الأساسي لقوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ( قوات حماية الشعب ) في طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية - داعش من  المناطق التي سيطر عليها هذا التنظيم الارهابي في منطقة الجزيرة ومناطق سورية أخرى. بيد أن تضحيات الحزب لا تبرر له استغلال الأوضاع الراهنة ليجعل من الجزيرة ، التي يتصف مجتمعها بالتنوع الديني والعرقي والثقافي واللغوي، " كانتون كردي" وتنفيذ أجندة حزبية وقومية خاصة تتصادم مع المشروع الوطني السوري العام، وتتعارض مع الأهداف الوطنية التي من أجلها انطلقت حركة الاحتجاجات الشعبية ضد الدكتاتورية والاستبداد. الانفراد بتقرير مصير ومستقبل الجزيرة السورية من قبل أي حزب أو مكون سوري، بغض النظر عن هويته القومية والسياسية، سيولد ردود أفعال سلبية لدى المكونات والأحزاب الأخرى و يؤسس لعلاقات غير طبيعية بينها ، ويوفر بيئة خصبة ومناسبة للتطرف وإثارة الحساسيات والنزعات العرقية والطائفية. بالفعل، بدأ العرب والسريان الاشوريين والمسيحيين عموماً بالتعبير عن استيائهم وامتعاضهم من سياسات وممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الهادفة الى تعزيز سلطته والانفراد في تقرير مصير ومستقبل الجزيرة السورية وفرض الهوية الكردية وإعادة صياغة الحياة ورسم المستقبل في هذه المنطقة الحيوية من سوريا ، بما يتفق مع عقيدة وفلسفة الحزب. عربياً: أعلنت العشائر العربية في حزيران الماضي عن تشكيل ما اُطلق عليه "لواء درع الجزيرة السورية" . جاء في بيان الاعلان عنه " أنه سيتصدى لخطر تنظيم الدولة الاسلامية – داعش الارهابي.  ومن غير المسموح لأي جهة استغلال الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن من اجل تنفيذ أية أجندة انفصالية أو فدرالية تحت أي عنوان.. وسنواجه بقوة وبكل الأسلحة المتاحة والكبيرة والمتعددة أي محاولات عبثية بمصير الجزيرة السورية"، في إشارة واضحة لـ (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي)  و(قوات حماية الشعب) التابعة له.  آشوريا /مسيحياً: قبل أسابيع ، اصدرت الكنائس والمؤسسات والأحزاب السياسية الآشورية السريانية والأرمنية والتجمعات المدنية والهيئات المجتمعية المسيحية، بيانا للراي العام ، استنكرت فيه قوانين وقرارات الإدارة الكردية ،خاصة تلك المتعلقة بإدارة أموال المهاجرين والتجنيد الاجباري في القوات الكردية وفرض المنهاج الكردي في المدارس الحكومية والخاصة التابعة للكنائس. وحذرت في بيانها من العواقب الخطيرة لمثل هذه القوانين والقرارات التعسفية والغير مدروسة وتناقضها مع مبادئ حقوق الإنسان وحقوق المواطنة وحق التملك وما قد تسببه من إثارة للفتن الطائفية بين إثنيات المجتمع . واتهمت في بيانها الإدارة بمحاولة الاستيلاء على أملاك المسيحيين من عقارات واراض زراعية بحجة استثمارها لصالح المجتمع ، ودفع المسيحين للهجرة من مناطقهم التاريخية وإحداث خلل ديمغرافي يشكل خطراً على الوجود الآشوري السرياني والمسيحي في الجزيرة. ختمت بيانها - بمقاضاة الإدارة الكردية - بالمطالبة بإلغاء هذه القوانين والقرارات "نعتبر أنفسنا مدّعيين شرعاً وقانوناً أمام المحاكم ودوائر القضاء المحلي والدولي للمطالبة بإلغاء هذا القانون". البيان يعكس حالة الإحباط واليائس والاستياء العام في الشارع المسيحي ، من نظام شمولي دكتاتوري تخلى عن البلاد والعباد وتمسك بالسلطة. كما ان البيان يحمل هواجس ومخاوف المسيحيين من مستقبل مجهول يبدو قاتماً في ظل "سلطة كردية" ناشئة ، تسعى لتكون بديلاً لهذا النظام في منطقة الجزيرة ، لا يبدو أنها تختلف عنه في سلب الارادات وفرض الأجندات وتمجيد الشعارات وتأليه الرموز . 

سليمان يوسف
باحث سوري مهتم بقضايا الأقليات 

0 comments:

الكنيسة والأحزاب والحركات السياسية والقومية الآشورية السريانية

آشوريو (سريان) الشتات، نجاح كنسي وفشل سياسي/قومي: لم يعد خافياً حجم النجاح الذي حققته الكنيسة في استقطاب الجاليات الآشورية السريانية الكلدانية الى جانبها في دول الشتات ، على حساب الأحزاب والحركات السياسية والقومية الآشورية السريانية الكلدانية. نجاح الكنيسة، يتجلى في أكثر من موقع ونشاط . مساهمة الانسان الآشوري السرياني الكلداني بشكل كبير وسخي في تقديم الدعم المادي (التبرع بالمال) لمؤسسات ونشاطات الكنيسة وفي بناء كنائس جديدة. في حين، يعزف أو يرفض هذا الانسان تقديم أي دعم للأحزاب والحركات السياسية والقومية .. في كل دول الشتات حتى الآن لم نسمع ولم يعلن عن افتتاح أو تدشين مركز آشوري سرياني كلداني واحد للدراسات والبحوث التاريخية أو السياسية ولم يعلن عن ولادة جمعية أو منظمة حقوقية واحدة تهتم بقضايا وحقوق الانسان الآشوري (السرياني/الكلداني) ، ومنذ سنوات طويلة ،لم يؤسس حزب آشوري سرياني كلداني جديد . كذلك لم تفتح فضائية اعلامية آشورية سريانية كلدانية محترمة جادة جديرة بالمشاهدة والمتابعة من جمهور واسع وعريض ،يديرها ويقوم عليها اعلاميون آشوريون/سريان/كلدان محترفون... وقد اثبتت الكنيسة كمؤسسة على أنها أكثر قدرة من الأحزاب في تعبئة الجاليات في التظاهرات الاحتجاجية التي تنظم من حين لآخر للتضامن مع أبناء شعبنا في اوطانهم الأم ( سوريا العراق تركيا) . بروز وتصاعد نفوذ الكنيسة في أوساط الجاليات له أسباب عديدة ، بعضها يرتبط بالهوى الديني الذي يسيطر على الانسان الآشوري السرياني الكلداني والشرقي عموماً . وثمة سبب مهم واساسي هو أن الكثير من المهاجرين يجدون في الكنسية كمؤسسة اجتماعية تربوية وطناً مصغراً يلجئون اليه كبديل عن الوطن الكبير( الأم) الذي تركوه وفقدوه .. وسبب ثالث لا يقل أهمية يتمثل بتراجع وفقدان الثقة بالأحزاب والحركات القومية السياسة الآشورية السريانية الكلدانية .

سليمان يوسف

0 comments:

النظام السوري

للمدافعين عن سلمية وديمقراطية النظام السوري : في سنوات ما سمي بربيع دمشق الذي صاحب السنوات الأولى من حكم الأسد الأبن( بشار) الذي ورث السلطة عن أبيه حافظ عام 2000 ،كانت فصائل المعارضة ( العربية والكردية والآشورية واليسارية ولجان احياء المجتمع المدني وجمعيات حقوق الانسان ) تنظم اعتصامات رمزية في مناسبات معينة في العاصمة دمشق للاحتجاج على سياسات النظام. أحد الاعتصامات أقيم يوم 8 آذار أمام "قصر العدل" للاحتجاج على استمرار قانون الطوارئ الذي فرضه البعث على البلاد يوم انقلب على السلطة 1963. شعار المعتصمين " لا لقانون الطوارئ" . لم تمض سوى دقائق على بدء الاعتصام السلمي الرمزي حتى حاصرت قطعان من شبيحة النظام ( شبيبة البعث وطلبة البعث من جامعة دمشق) حاملين العصي والهراوات ، جاءت بهم جنرالات الأمن معززين بالمئات من قوات حفظ النظام . بعد محاصرتنا من قبل هؤلاء الشبيحة بدأوا بالهجوم الوحشي علينا نحن المعتصمين، كأننا قطاع طرق ولصوص، وقد جرحوا العديد وخطفوا أخرين، حتى فضوا الاعتصام وشتتوا المعتصمين في شوارع دمشق . نعم هذا النظام وهو في ربيع تسامحه وانفتاحه على المعارضة لم يقبل ولم يتحمل سماع شعار ( لا لقانون الطوارئ)، فكيف به أن يقبل شعار (اسقاط النظام) وأن يكون مسالماً ديمقراطياً وديعاً ،مع المطالبين برحيل الدكتاتور ؟؟ الجواب برسم المدافعين عن سلمية وديمقراطية هذا النظام ! .. طبعاً وأسفاه: غالبية ممن اعرفهم وشاركوا في تلك الاعتصامات فروا خارج البلاد وأخلوا الساحة لشبيحة النظام ، بعد عسكرة الانتفاضة وتحولها الى نزاع مسلح على السلطة.

0 comments:

الديمقراطية والعلمانية


لا يمكن لأي حزب ديني أن يتعايش مع الديمقراطية والعلمانية: لأن من شروط وأسس الديمقراطية والعلمانية هو (فصل تام بين الدين والدولة) أي تحييد الدولة بكل مؤسساتها وسلطتها التشريعية والتنفيذية والقضائية والسياسية عن الدين .. قد يقول البعض بأن الأحزاب المسيحية في اوربا تعايشت وقبلت بالديمقراطية والعلمانية الغربية .. في الحقيقة أن الأحزاب التي توصف بالمسيحية أو تسمى مسيحية في اوربا هي ليست مسيحية بالمعنى العقائدي او الديني .. أن الدين بالنسبة لها ليس أكثر من اسم أو غطاء عام . إذ تخلوا دساتيرها وايديولوجيتها وأجندتها السياسية من أي مطلب أو هدف يخص المسيحية كديانة أو المسيحيين كطائفة.. بخلاف الأحزاب الدينية الإسلامية التي تأخذ من العقيدة الإسلامية( القرآن والسنة ) منهجاً سياسياً وفكرياً وتشريعياً لها ، وهي( الأحزاب الإسلامية) تسعى لاقامة نظام حكم إسلامي وفق هذه العقيدة والمنهجية الإسلامية .. وهذا يتعارض بشكل كامل ويتنافى مع شروط وقواعد الديمقراطية والعلمانية .. وأنا على ثقة مطلقة بأن حزب العدالة والتنمية الإسلامي في تركيا سينقلب على الديمقراطية والعلمانية في تركيا ويحولها الى دولة بنظام حكم إسلامي عندما يتمكن من ذلك ..

سليمان يوسف

0 comments:

أردوغان

"المآذن رماحنا .. والقبب خوذاتنا .. والمساجد ثكناتنا والمصلون جيشنا" هذه المقولات هي لاردوغان العثماني .. نذكر المسيحيين السوريين المعارضين الجالسين في أحضان اردوغان وكل السوريين المهللين لحزبه الاسلامي بفوزه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ... هل هناك تطرف وإرهاب فكري وتعصب اسلامي أكثر من هذه المقولات النارية .. بماذا يختلف اردوغان وحزبه الاسلامي عن داعش الارهابي ؟؟؟

سليمان يوسف

0 comments:

العثماني الجديد ( اردوغان )


العثماني الجديد( اردوغان ) وحزبه الاسلامي العنصري ،(حزب العدالة والتنمية) الساعي لاعادة تركيا والمنطقة الى زمن الخلافة العثمانية الاسلامية الظلامية،جاء الى السلطة عبر الديمقراطية التي ارسى قواعدها كمال أتاتورك الذي انهى دولة الخلافة العثمانية الاسلامية واعلن ولادة الجمهورية التركية العلمانية 1923 .. لهذا لا فضل لاردوغان وحزبه الاسلامي في الديمقراطية القائمة في تركيا .. لا بل يعمل اردوغان بطرق واشكال مختلفة منذ وصوله الى السلطة 2002 على تقويض الحياة الديمقراطية والعلمانية لصالح الاسلمة .وعلينا أن لا ننسى بان حكومة اردوغان من أكثر الداعمين للارهاب الاسلامي في سوريا وبأن تركيا تحتل لواء اسكندورن السوري. لهذا لا يستحق حزب العدالة والتنمية كلمة" مبروك" على فوزه بالاغلية البرلمانية في الانتخابات الأخيرة .. 


سليمان يوسف

0 comments:

الإرهاب والتطرف الإسلامي في سوريا

لا ننفي بأن الإرهاب والتطرف الذي تمارسه التنظيمات والمجموعات الإسلامية هو في جزء منه ردة فعل على استبداد النظام وممارساته القمعية بحق معارضيه من السوريين .. لكن من الخطأ القاتل والاجحاف والغباء اختزال كل هذا الإرهاب والقتل المتوحش وذبح وحرق الأحياء من الناس من قبل تنظيم الدولة الإسلامية – داعش ومن قبل غيره من التنظيمات الإسلامية الإرهابية، فقط بردة فعل على عنف النظام.. إن عنف وإرهاب وتوحش التنظيمات الإسلامية يعود بشكل أساسي الى الموروث ( الديني والاجتماعي والثقافي ) التاريخي المتخلف للشعوب الإسلامية في المنطقة .. فهذا العنف والقتل مبرر لا بل مبارك في العقيدة الإسلامية تحت عنوان " الجهاد الإسلامي" .. ولأته جهاد إسلامي مقدس ، المرجعيات الإسلامية لا تدين ولا تستنكر إرهاب التنظيمات الإسلامية والجرائم المروعة التي تقوم بها . ومؤسسة الأزهر الإسلامية وهي اعلى المرجعيات الإسلامية السنية رفضت أكثر من مرة وعلى لسان رئيسها ( احمد الطيبي) تكفير تنظيم داعش ورفض تكفير المسلم مهما بلغت سيئاته وجرائمه ،لطالما نطق بالشهادتين .. فوفق هذا الفهم الظلامي للعقيدة تعتبر الشهادتين في الإسلام " رخصة للقتل ولممارسة الإرهاب" !!! 

سليمان يوسف


تابعونا على فيس بوك Souleman Youssf

0 comments:

الصحافة السريانية ( الاشورية)

"دعوة آشورية " في يوم (الصحافة السريانية): االيوم 1 تشرين الثاني (عيد 166 ) للصحافة السريانية ( الاشورية)، (ذكرى صدور اول صحيفة سريانية (باللغة السريانية )في أورميا (ايران حالياً) وهي (زهريري دبهرا ) – أي (أشعة النور)عام 1849.. بهذه المناسبة العظيمة ، بمعانيها ودلالاتها القومية والسياسية ، نقدم التحية والتقدير لصاحب كل قلم آشوري( سرياني/ كلداني) حر ، يدافع عن "القضية الاشورية" وعن حقوق جميع المضطهدين والمظلومين في سوريا والمنطقة والعالم .. ونتمنى من أصحاب هذه الأقلام الآشورية الحرة أن تبقى اقلامهم الحرة، في هذا الزمن الصعب والمصيري ،"صرخة آشورية" قوية مدوية دائمة متجددة في وجه الاستبداد (الديني والسياسي والقومي) وفي وجه كل أعداء الآشوريين في المنطقة والعالم و المتأمرين على قضيتهم ..

سليمان يوسف

تابعونا على فيس بوك Souleman Youssf

0 comments:

الحملة العسكرية الروسية

الحملة العسكرية الروسية المقدسة في سوريا تقدم سريان حمص هدية لداعش !!! يبدو أن النظام والروس تركوا سريان ومسيحيي ريف حمص الشرقي لقمة سائغة لتنظيم الدولة الاسلامية الارهابي( داعش) ؟؟ وإلا بماذا يمكن تفسير سطيرة داعش على قرى سريانية مسيحية جديدة في ريف حمص مثل مهين وهو على وشك السيطرة على صدد ، بعد شهر كامل من بدء العمليات العسكرية-(المعركة المقدسة) وفق وصف بطريرك موسكو- للطيران الروسي في سوريا ؟؟

سليمان يوسف

0 comments:

بعد الانسحاب من لبنان: ماذا لو قرر الرئيس...؟



بعد الانسحاب من لبنان: ماذا لو قرر الرئيس...؟
الأربعاء - 04 مايو 2005م

سليمان يوسف يوسف


رابط المقال في موقع قناة العربية Alarabiya
بعد ثلاثة عقود من دخوله لبنان، أنهى الجيش السوري يوم الاثنين25-4-2005 انسحابه الكامل من جميع الأراضي اللبنانية، أي قبل الموعد الذي حددته القيادة السورية لهذا الانسحاب. وبهذا تكون سوريا قد التزمت بتنفيذ ما يترتب عليها بالنسبة الى قرار مجلس الأمن 1559، ويكون الرئيس بشار الأسد، قد وفى بما قاله في الخامس من آذار الماضي تحت قبة البرلمان السوري امام أعضاء مجلس الشعب، الذين صفقوا بحرارة وحماسة شديدتين لقرار الانسحاب، الذي برره الرئيس ودافع عنه بالقول: اننا نعلن انسحابنا من لبنان بعد أن أنهى الجيش السوري مهمته بنجاح في وقف الحرب الأهلية اللبنانية واستتباب الأمن في البلد الشقيق لبنان وتحقيق المصالحة الوطنية بين اللبنانيين عبر اتفاق الطائف.

وأنا على يقين تام، بأنهم (أعضاء مجلس الشعب) كانوا سيصفقون بذات الحرارة والحماسة، لو قال الرئيس بشار الأسد: لا لن نسحب جيشنا من لبنان، تحت الضغوط الأميركية والدولية، لأن في ذلك،خدمة لإسرائيل، و مهانة وطنية وقومية وانتقاص للسيادة اللبنانية والسورية معاً.
ماذا لو أننا نرى الرئيس بشار الأسد وهو يفتتح المؤتمر القطري العاشر لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" في حزيران المقبل، بصفته الأمين العام القطري، وهو يقول: هذا آخر مؤتمر قطري بتاريخ حزب البعث، كحزب حاكم في سوريا، وذلك استجابة للضغوط الداخلية، ونزولاً عند مطالب قوى المعارضة الوطنية بأطيافها ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان السوري، واستكمالاً لعملية الإصلاح والتحديث والتحول الديموقراطي، التي أعلنا عنها في خطاب القسم في 20-7-2000 ، وتمشياً مع التحولات والتطورات السياسية والثقافية والاجتماعية التي حصلت في المجتمع السوري منذ انقلاب البعث على السلطة عام 1963.
ويضيف السيد الرئيس: والآن حان الوقت لينسحب حزب البعث من الحياة السياسية السورية، كحزب حاكم، بعد أن أدى دوره الوطني ونجح، بعد أربعة عقود من الحكم المطلق، في تثبيت أركان الدولة وترسيخ الاستقرار السياسي في سوريا، تاركاً المجال والحرية للشعب السوري ليختار، وبشكل ديموقراطي حر، شكل النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يرغب به.
أنا على يقين تام بأن جميع أعضاء المؤتمر - وإن كانت الأكثرية غير راغبة بذلك - سيصفقون بحرارة وحماسة شديدتين لكلام الرئيس بشار الأسد، ويتكرر المشهد ذاته الذي استمتع المواطن السوري بمشاهدته تحت قبة البرلمان في الخامس من آذار الماضي، وإن اختلف الموضوع والخلفية. ذلك أن معظم أعضاء مؤتمر حزب البعث هم نسخة عن اعضاء مجلس الشعب، وهم خريجو المدرسة الحزبية والسياسية نفسها وحاملو الايديولوجيا نفسها، وبالتالي هم بدون مواقف ورؤى سياسية ولا دور لهم في رسم سياسية البلاد أو في اتخاذ القرارات المصيرية.
ثم، وبعد انتهاء أعمال المؤتمر القطري لحزب البعث، يذهب الرئيس بشار الأسد، الى مجلس الشعب، حاملاً دستوراً جديداً للبلاد، ملغياً كلاً من المادة الثالثة، الخاصة بدين رئيس الدولة، والمادة الثامنة، التي تنص على أن حزب البعث قائد الدولة والمجتمع، وكل المواد والنصوص والقوانين السورية، التي تميز بين المواطنين على أساس الانتماء الديني أو القومي أو السياسي، دستوراً وطنياً يعطي الحق والفرصة، لكل مواطن سوري، عربياً كان أم آشورياً ، كردياً أم أرمنياً، مسلماً كان أم مسيحياً، دون تمييز أو تفضيل بينهم، لأن يترشح لمنصب الرئاسة وينتخب عبر صناديق الاقتراع وليس الاستفتاء، والانتقال بسوريا من مرحلة الشرعية الثورية الى الشرعية الديموقراطية. ويلغي قوانين الطوارئ والأحكام العرفية وكل ما يرتبط بها، من محاكم وأحكام استثنائية ، ويطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي ويدعو جميع المنفيين للعودة الى وطنهم سوريا، دستوراً جديداً يؤسس لدولة حديثة، تقوم على عقد اجتماعي وسياسي وطني جديد، يجسد مفهوم الدولة الوطنية وحقوق المواطنة، دولة يعمل الجميع فيها شركاء تحت سقف الوطن، ويخافون عليها لا يخافون منها... وأنا على يقين تام بان يتكرر المشهد ذاته سيتكرر للمرة الثالثة، ويلقى مشروع الرئيس تصفيقاً حاراً من قبل جميع أعضاء مجلس الشعب ذاته.
إنها فرصة تاريخية للرئيس بشار الأسد، لأن يدخل التاريخ من جديد ومن بوابته المفتوحة له، بوابة الديموقراطية، لكي يمرر جميع مراسيم الإصلاح وقوانينه التي يرغب بها، ومن دون شك يمتلك من الأجهزة والقوة والسلطة على تنفيذها، إذ أنه رئيس دولة، كانت يوماً واحة للديموقراطية الليبرالية وبرجاً للأحزاب السياسية، و شعبها اليوم، متعطش لتلك الحرية والديموقراطية، كما أنه( السيد الرئيس) أمام مجلس شعب، مطيع، لم يتعلم، أو لم يجرب أو يجرؤ ، يوماً ولو لمرة واحدة،أن يقول لا أو يرفض أو يعترض على قرار أو مرسوم أو مشروع رئاسي، إذ وظيفته كانت ،منذ دورته الأولى عام 1973التي بدأت مع عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد وحتى اليوم، فقط القول نعم والتصفيق بحرارة وحماسة عندما يتحدث الرئيس، حتى قبل ان يسمع ما سيقوله.
أقول هذا، وعذراً من السيد الرئيس بشار الأسد، لأنني أخشى، وأعتقد بأنه يخشى معي الكثير من السوريين، أن تنتهي دورة هذا المجلس بعد سنتين، ويأتي مجلس جديد غير مطيع، وغير متعلم على التصفيق، مجلس شعب جديد يأتي، في غير الظروف السياسية المحلية والأوضاع الإقليمية والدولية التي أتت بالمجلس الحالي، عندها ستضيع الفرصة التاريخية على الرئيس وعلى مشروعه الإصلاحي الديموقراطي، وفرصة انقاذ الوطن من المنزلق الخطير الذي قادته اليه السياسات القديمة لقيادته السياسية والحزبية في الماضي. فإذا كان قرار الانسحاب من لبنان قد حقق المصالحة بين القيادة السورية والمجتمع اللبناني والدولي، فانه يبقى المهم والأهم هو أن تتحقق المصالحة مع المجتمع السوري.

* نقلا عن جريدة "النهار" اللبنانية

0 comments: