‏إظهار الرسائل ذات التسميات الديمقراطية. إظهار كافة الرسائل

سوريا والنظام الطائفي:





الطائفية في سوريا
الطائفية


"الطائفية المجتمعية" التي كانت سائدة في المجتمع السوري ، هي التي أنتجت "طائفية سياسية"، أوصلت حافظ الاسد الى السلطة وعززت حكم الاقلية العلوية لسوريا . بمعنى ، أن "النظام الطائفي" هو حصيلة ونتاج بيئة طائفية كانت سائدة في المجتمع السوري، ولم تكن "الطائفية" نتاج نظام طائفي/علوي . الآشوريون (السريان) المسيحيون ، اكثر من عانى وكابد من النهج الطائفي للحكم في سوريا في عهد الوحدة المشؤومة مع مصر . برزت الطائفية السنية والعنصرية العربية في اقبح صورها، بزيارة جمال عبد الناصر الى القامشلي وتوصياته بتقويض الوجود الآشوري(سرياني/كلداني) المسيحي في القامشلي وبقية مدن وبلدات محافظة الحسكة، ذات الغالبية الآشورية المسيحية آنذاك.. وقد استمر النهج الطائفي في الحكم في سوريا بعد سقوط الوحدة وانقلاب البعث على السلطة 1963. سوريا تحترق بنار الطائفية الاسلامية والعنصرية العربية، المتعشعشة في قاع المجتمع السوري..


سليمان يوسف

مسيحيو المشرق والعلاقة مع الاستبداد والحكام الطغاة







كثيرون يتساءلون عن سر وقوف غالبية المسيحيين الى جانب الحكام الطغاة في دول المشرق ؟؟.. في سوريا،لا ننفي وقوف الشارع المسيحي، خاصة بشقه الكنسي، الى جانب بشار الأسد ونظامه ، رغم إدراك المسيحيون بأن بشار طاغية ودكتاتور ونظامه استبدادي قمعي فاسد . بيد أن هذا الموقف ، لا يعني بأن المسيحيين يرفضون انتقال سوريا الى نظام ديمقراطي تعددي عادل. المسيحيون يدركون جيداً بأنهم والفئات المستضعفة هم أكبر المستفيدين من نظام وطني ديمقراطي يحقق العدل والمساواة بين المواطنين السوريين. لكنهم يخشون ارتدادات سقوط الاستبداد وما سيحصل من فوضى وفلتان أمني ، سيكون المسيحيون ابرز ضحاياه، مثلما حصل لمسيحيي العراق على اثر إسقاط الطاغية صدام حسين، حيث كان مصيرهم القتل والخطف على الهوية والتهجير والسطو على ممتلكاتهم . نعم ، مخاوف مسيحيي المشرق لها ما يبررها ، في التاريخ القديم وفي الماضي القريب وفي الحاضر الراهن. أنهم يخشون من هيجان "الشعوب والأقوام الاسلامية" التي يعيشون بينها وهي بغالبيتها الساحقة بعيدة عن قيم الديمقراطية ومفاهيم الحرية واحترام حقوق الآخر... إثناء الحملات العسكرية الأوربية على الشرق المعروفة بـ "الحروب الصليبية"، ثار المسلمون على مسيحيي المشرق، حيث كان ينظر اليهم على أنهم "عملاء الصلبيين ومتهمون بالتواطؤ معهم". مما اضطر الحكام المسلمين (الخلفاء) الى حماية المسيحيين من الهجمات الوحشية والهياجانات الشعبية المسلمة عليهم..... رغم مضي قرون طويلة على تلك الحقبة السوداء وسقوط دولة الخلافة الاسلامية ونشوء الدول الوطنية في المنطقة ، نظرة غالبية المسلمين لم تتغير كثيراً الى الانسان المسيحي . مسيحيو المشرق، مازالوا بنظر غالبية الشعوب الاسلامية، حتى بنظر الكثير من مثقفيهم "مشكوك بوطنيتهم .. بقايا الصليبيين.. متواطئون مع الغرب الكافر .. اقوام وافدة دخيلة على المنطقة .. أهل ذمة) .. هذا الواقع المرير الذي يعيشه مسيحيو المشرق ، انكشف وانجلى مع ظهور تنظيم الدولة الاسلامية- داعش الارهابي .. إذ راينا كيف تعرض المسيحيون في كل من العراق وسوريا ومصر وليبيا ، الى حملات تطهير عرقي وديني في المناطق التي اجتاحتها عصابات داعش.. حتى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، تكاد تخلو من المسيحيين..... بقي أن نشير، أن أحد المعارضين السوريين في لقاءات موسكو ، عندما بدأت "رندة قسيس" بالتحدث ، همس بأذن صديقه" انها من بقايا الصلبيين" ..


2018/1/2
سليمان يوسف

المعارضات السورية تعيد أبواق ورموز النظام الأسدي الى الواجهة

 اختارت ( رياض نعسان آغا ) متحدثاً رسمياً باسم الهيئة العليا للتفاوض مع النظام .. واختارت رياض حجاب عضواً في الهيئة . كما اختارت ( جهاد مقدسي) عضواً في الهيئة وهو المتحدث السابق بإسم وزارة خارجية النظام .. كما هو معلوم حجاب كان أمين فرع لحزب البعث في ديرالزور وأصبح رئيس وزراء في حكومة بشار الأسد انشق عنه وهرب خارج البلاد وانضم لجوقة المعارضة في الخارج على أمل أن يسقط بشار ويعود قائداً فاتحاً لسوريا ويشهد الكثير من طلاب جامعة الفرت بان حجاب كان ينجح الطلاب لقاء مبلغ من المال . أما ( رياض نعسان آغا) كان مستشاراً في القصر الجمهوري ووزير ثقافة في حكومة الأسد وقد شارك في حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة حول توريث الحكم من حافظ لابنه بشار وقد دافع الآغا دفاعاً مستميتاً عن توريث السلطة لبشار ..اعتقد بأن اعادة هذه الشخصيات الفاسدة التي كانت جزء من النظام الى الواجهة السياسية مؤشر قوي على افلاس المعارضات وأنها باتت مستعدة للقبول ببقاء بشار الأسد في الحكم والعودة الى أحضان نظامه المستبد .. لعنة الشعب السوري على هكذا معارضات ..

سليمان يوسف

إسقاط المرشح الآشوري الوحيد عبد الأحد اسطيفو

لا مستقبل سياسي للمكونات الصغيرة مع ديمقراطية الغالبية العددية في الدول والمجتمعات العربية الاسلامية. وإلا بماذا يمكن تفسير إسقاط المرشح الآشوري الوحيد (عبد الأحد اسطيفو) العضو الدائم في الهيئة السياسية للاتلاف المعارض عن المنظمة الآثورية الديمقراطية ، في انتخابات مؤتمر المعارضات الذي عقد في الرياض لاختيار "الهيئة العليا للتفاوض مع النظام". إذا كانت هذه هي المعاير الديمقراطية لدى النخب السياسية المعارضة فأي فرص فوز سيكون للمرشحين الآشوريين ( سريان/كلدان) وللمسيحيين عامة إذا ما أجريت انتخابات عامة برلمانية ومحلية في سوريا الجديدة .. إسقاط المرشح الآشوري من قبل الغالبية العربية الإسلامية ، يجب أن يكون عبرة يدفع الآشوريين والمسيحيين وبقية المكونات السورية الصغيرة الى التمسك بنظام ( الكوتا - المحاصصة) لضمان تمثيلهم العادل في جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في سوريا الجديدة ..

سليمان يوسف

بين أمة محمد وأمة علي

 بين "أمة محمد" و"أمة علي"
ضعنا وضيعونا وضاع الوطن السوري بين "أمة محمد" و"أمة علي" : مؤتمر المعارضات السورية في الرياض كرس حالة الاستقطاب والانقسام (الشيعي- السني) في سوريا والمنطقة.. وذلك باختيارها( الرياض) عاصمة المملكة العربية السنية الوهابية مرجعية نهائية لها وتسليم قرارها السياسي والعسكري الى حكام السعودية لتحتمي وتتحصن بهم ، وبهذه الخطوة لم بعد لهذه المعارضات العربية والاسلامية السنية مرجعية وطنية سورية، حتى أنها تخلت عن مرجعيتها القومية العربية المتمثلة بالقاهرة حيث مقر الجامعة العربية!! ... وبهذا تكون هذه المعارضات تساوت مع النظام السوري ذات الرأس العلوي الشيعي (بشار الأسد)، الذي أخذ من طهران عاصمة ولاية الفقيه( ايران الشيعية) مرجعية نهائية له وحصناً منيعاً يحتمي به ، في تكريس وتجذير حالة الانقسام الشيعي – السني، اي بين أمة محمد وأمة علي في سوريا والمنطقة ..

سليمان يوسف

مؤتمر الشغب السياسي الكردي

مؤتمر المالكية ( ديريك) السورية
مؤتمر المالكية ( ديريك) السورية

ابرز نتائج مؤتمر المالكية ( ديريك) السورية (مؤتمر الشغب السياسي الكردي) :
1- تشكيل ما سمي بـ " مجلس سوريا الديمقراطية" بهيمنة كاملة عليه من قبل راعي المؤتمر (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وإدارته الذاتية الكردية ) ..2- شجار سياسي /قومي بين ممثلي (حزب الاتحاد السرياني) وممثلي (حزب الآشوري الديمقراطي)، حول هوية واسم الشعب الذي يزعمون بأنهم جاؤوا ممثلين عنه ومدافعين عن حقوقه .. اختلفوا وتشاجروا على تسمية هذا الشعب .. فقد أصر ممثلي الحزب الآشوري الديمقراطي على تسميته بـ( الآشوري) ، بينما أصر ممثلي حزب الاتحاد السرياني على تسميته بـ ( السرياني الآشوري الكلداني الآرامي).. تكريساً وتجذيراً لهذا الانشطار الشيطاني / الطائفي /المذهبي للشعب الواحد تم تخصيص في ما سمي بـ" مجلي سوريا الديمقراطية" التي انبثق عن المؤتمر، مقعد للسريان يشغله حزب الاتحاد السرياني ومقعد للآشوريين يشغله حزب الآشوري الديمقراطي ... يا للعار !!!


سليمان يوسف

الآشوريون ومؤتمر المعارضات السورية في الرياض

الآشوريون ومؤتمر المعارضات السورية في الرياض
عبد الأحد استيفو
يتساءل الكثير من الآشوريين( سريان -كلدان ) عن سبب إقصاء العضو الدائم والمدلل للمنظمة الآثورية (عبد الأحد استيفو) ،في الهيئة السياسية للاتلاف المعارض، عن "الهيئة العليا للمفاوضات" التي انبثقت عن المؤتمر والتي ستفاوض النظام حول حل سياسي للأزمة ووقف الحرب السورية ؟؟.. هل إقصاءه يحمل رسالة سياسية للمنظمة ومن خلفها للآشوريين السوريين ؟ وهل إقصائه سينعكس سلباً على الحصة الآشورية من الكعكة السورية ؟؟؟ أم أن إقصائه يعكس فشل المنظمة في فرض مندوبها الدائم في الوفد المفاوض ؟ ما نخشاه ويخشاه الآشوريون هو أن يختزل التمثيل الآشوري بالممثل المسيحي( جورج صبرا) وأن تختزل قضية الآشوريين المسيحيين ببعض الحقوق والحريات الدينية في سوريا الجديدة التي لن تكون (مدنية ديمقراطية) كما جاء في البيان الختامي للمؤتمر ،هذا إذا ما بقيت سوريا دولة موحدة ؟!

سليمان يوسف

بصمات أصولية اسلامية في البيان الختامي لمؤتمر المعارضات السورية في الرياض

البيان الختامي لمؤتمر المعارضات السورية في الرياض
البيان الختامي لمؤتمر المعارضات السورية في الرياض

ابرز هذه البصمات: كتابة (التاريخ الهجري الاسلامي) في البيان وقبل (التاريخ الميلادي) وهو التقويم المعترف به عالمياً.. عدم ورود مصطلح (العلمانية والليبرالية) في البيان .. تعبير ( مدنية الدولة ) جاء ضبابياً ومبهماً ، جاء في البيان" اعرب المجتمعون عن ايمانهم بمدنية الدولة السورية" .. الايمان شيء والعمل والتمسك بالمطلب والحق شيء آخر . ناهيك عن أن للاسلام السياسي فهمه وتفسيره الخاص لمصطلح( الدولة المدنية) التي يقبل بها..شدد المؤتمرون على رفضهم للإرهاب بكافة أشكاله، ومصادره، بما في ذلك إرهاب النظام وميليشياته الطائفية، من غير أن يشيروا أو يسموا التنظيمات الاسلامية المسلحة الارهابية التي تقاتل في سوريا حتى داعش التي يجمع عليها الكل بأنه تنظيم ارهابي لم يأتي البيان على ذكره ..عدم الاشارة بالمطلق الى مسؤولية حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم لسوريا - وهو حزب فاشي وعنصري- عن الكارثة التي حلت بالبلاد.. طغيان الصبغة العربية الاسلامية على الهيئة التفاوضية العليا التي انبثقت عن المؤتمر والتي ستشكل الوفد الذي سيفاوض وفد النظام ..اختيار العاصمة السعودية( الرياض ) مقراً للهيئة وهي باتت المرجعية الوحيدة لكل الفصائل والتنظيمات والأحزاب والشخصيات التي شاركت في المؤتمر.هذه البصمات هي مؤشر قوي على أن سوريا الجديدة لن تكون دولية مدنية ديمقراطية بهوية وطنية سورية يفصل فيها الدين عن السياسية وإنما ستكون دولة بحكم ونظام اسلامييين وستبقى هويتها عربية اسلامية .. 


سليمان يوسف

شغب سياسي كردي

حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي
لا جدال على أن من حق كل فصيل سياسي سوري عقد مؤتمر و يدعو اليه القوى والأحزاب السياسية التي يُقدر أهمية وفوائد حضورها لبحث ومناقشة الأزمة السورية وسبل حلها. لكن أن يبادر حزب (الاتحاد الديمقراطي الكردي) والأحزاب المشاركة في "ادارته الذاتية" الى عقد مؤتمر في إحدى البلدات الخاضعة لسيطرته ( المالكية - ديريك) 100كم شرق القامشلي ، و بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الرياض للمعارضات السورية يومي 8 و9 من هذا الشهر، فقط لأنه لم يدع لمؤتمر الرياض. باعتقادي مبادرة حزب الاتحاد الديمقراطي لعقد مؤتمر في المالكية لقوى سياسية بالتزامن مع مؤتمر الرياض ، يندرج في اطار سياسة " الشغب والتشويش السياسي" على المعارضات السورية التي ستلتقي في الرياض. وهذا ليس بجديد على أحزاب الحركة الكردية فهي تنتهج سياسة التشويش والشغب السياسي بطرق وأشكال مختلفة عندما لا تعجبها مواقف وسياسات المعارضات السورية من القضية الكردية. وقد أصدرت منسقية "الادارة الذاتية الديمقراطية" الكردية بيان إلى الرأي العام بشأن مؤتمر الرياض جاء فيه "فإننا في الإدارة الذاتية الديمقراطية بكل مؤسساتها ومكوناتها نعتبر أنفسنا غير معنيين بكافة مخرجات مؤتمر الرياض، وسنعتبرها وكأنها لم تكن، ولن يستطيع أحد مهما كان أن يفرض علينا أي قرار أو توجه لم نشارك فيه."..
حتى لا يساء فهم وتفسير كلامي من قبل الأخوة الكورد وغير الكورد ، أؤكد على أنني لا اراهن على مؤتمر الرياض و أشكك كثيراً بدور المملكة العربية السعودية الوهابية في الأزمة السورية لقناعتي التامة بأنها من الدول الأساسية الداعمة والممولة للتنظيمات الإسلامية الإرهابية( داعش وشقيقاتها) ..

سليمان يوسف

سوريا وصدام الهويات

                  
صدام الهويات في سوريا

انتهت حقبة الأحلام والطموحات العربية الكبرى من غير أن يتحقق شيئاً منها. واجتاحت مشاعر الإحباط واليأس الشوارع والمجتمعات العربية شرقاً وغرباً. كما زادت الشكوك بالمستقبل العربي مع انسداد أفق الخروج من الأزمات التي تعصف بهذه المجتمعات وطالت كل بناها، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وحتى الروحية. وبقي الفكر العربي المأزوم يخوض معارك قديمة- قومية وآيديولوجية - حسمت منذ زمن وتجاوزها العصر، كما أنه يخوض معاركه الجديدة بذات العقلية والوسائل التقليدية التي كانت سبباً أساسياً لهزيمته. رافضاً الاعتراف بما فرضته التحولات والتغيرات العالمية من قيم وأفكار ومصالح كونية، وبما أبرزته أو طرحته من مشكلات وقضايا جديدة. وبقيت(سياسة النعامة) هي المفضلة والمعتمدة لدى الحكومات والأنظمة العربية التي اعتادت على تجاهل مشكلات وأزمات مجتمعاتها والتنكر لها مهما بلغت من التأزم والخطورة، وإذا ما تفاقمت وانفجرت حتى حُملت المسؤولية للخارج المتآمر .على ضوء هذه الوصفة العربية ليس غريباً أن يرفض القوميون العرب، موالاة ومعارضة، طرح مسألة الهوية الوطنية لسوريا كإشكالية قائمة ترتبط بتركيبة المجتمع السوري وتعدد ثقافاته. فقد وقعت مسألة(الهوية الوطنية)،مع قضايا أخرى مهمة، ضحية الآيديولوجيا والسياسات الخاطئة للقومين العرب الذين تعاطوا مع مسالة الانتماء الى العروبة على أنها قضية محسومة وبديهية لجميع شعوب المناطق التي دخلها العرب المسلمون ونشروا فيها لغتهم وثقافتهم ،دون أن يعيروا أي اهتمام أو اعتبار للثقافات واللغات الأخرى التي كانت سائدة فيها منذ آلاف السنين. ففي سوريا بدلاً من أن يأخذ القوميون العرب بالهوية السورية كهوية أصيلة وموحدة جامعة لثقافات كل الأقوام والشعوب السورية ،فرضوا هويتهم العربية وثقافتهم ولغتهم بقدر ما استطاعوا على الجميع. بسبب نظرة الاستعلاء القومي هذه، والتعاطي السلبي مع ظاهرة التنوع والتعدد الإثني والديني واللغوي والثقافي التي يتصف بها المجتمع السوري، انحرفت هذه الظاهرة التاريخية عن مسارها الطبيعي وأضحت التمايزات الثقافية والاجتماعية والعرقية شروخاً وتصدعات وانقسامات عمودية في البناء السوري، حتى بات يخشى أن تتحول الى كيانات سياسية متصارعة داخل كيان الدولة السورية ،كما هو حاصل اليوم في العراق ولينان.
تجدر الإشارة هنا الى أن (دستور 1950) كان يسمي سوريا بـ(الجمهورية السورية)،لكن بقيام الوحدة القسرية مع مصر وإعلان (الجمهورية العربية المتحدة) 1958، بعد الانفصال تمسك القوميون العرب  بصفة العروبة للدولة السورية واصبحت ( الجمهورية العربية السورية) وجاء انقلاب حزب (البعث العربي الاشتراكي) 1963 ليعزز الهوية العربية لسوريا ، لا بل رفع الهوية العربية الى مرتبة القداسة حتى بدأت الهوية الوطنية لسوريا تتآكل شيئاً فشيئاً وتختفي رموز الاستقلال الوطني أمام طغيان الرموز القومية العربية والحزبية التي فرضها البعث من شعارات وعلم ونشيد قومي ودستور جديد للبلاد نصب فيه(البعث) نفسه قائداً للدولة والمجتمع، واختزل الوطن والوطنية في شخص الحاكم وتعظيمه الى درجة التأليه. فضلاً عن تعريب شامل لمختلف مناحي الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والتربوية والتعليمية، واجراء تغيير ديمغرافي في منطقة (الجزيرة السورية) حيث التجمعات الآشورية(سريانية/كلدانية) والكردية والأرمنية، من خلال توطين فيها آلاف العائلات العربية ،التي استقدمها من محافظات أخرى.
لا جدال، على أن سوريا اليوم هي جزء من محيطها العربي والإسلامي، لكن اطلاق صفة (العروبة) على الدولة السورية واختزال هويتها وحضارتها بالعروبة والإسلام يشكل انتقاص من مكانة الحضارة السورية العريقة التي تمتد لأكثر من ست آلاف عام قبل الميلاد، فضلاً عن أن في هذا الوصف مغالطات تاريخية وتناقضات سياسية عديدة، إذ ليس كل السوريين عرب كما ليس كل العرب مسلمون. والأخطر في موضوع الهوية السورية هو ما يلقنه حزب البعث للأجيال السورية من ثقافة اجتماعية وتربوية عبر مناهج ومقررات، تدرس في مختلف المراحل الدراسية والجامعية في سوريا ضمن خطة ممنهجة ومدروسة الهدف منها غرز عقيدته القومية وآيديولوجيته الحزبية في عقول ونفوس الأجيال السورية القادمة وضبط عملية التنشئة الثقافية والسياسية والاجتماعية لهذه الأجيال وتوجيهها بحيث تضمن ديمومة واستمرار النظام البعثي القائم. ذات الشيء ينسحب على الإعلام السوري (المسموع والمرئي والمقروء)،الذي يسيطر عليه البعث. مثل هذا النظام التعليمي والتربوي والإعلامي المؤدلج  والمنحاز كلياً لفكر وآيديولوجية البعث و للتاريخ العربي الإسلامي يساهم، بشكل أو بآخر، في تصدع الهوية الوطنية لسوريا كما أنه المسؤول، بدرجة كبيرة، عن استنبات جذور التعصب القومي والإثني والديني والانحدار بالوعي الوطني والثقافة الوطنية للشعب السوري .فالعربي الذي يعطي لنفسه حق التطلع لدولة عربية واحدة تضم كل العرب ،يبرر سعي الأكراد والآشوريين والبربر في أن يتطلعوا لوحدة أبناء جلدتهم وقوميتهم .وإلا ما تفسير أن يشعر العربي المسلم في سوريا بأن العربي والمسلم في جيبوتي وباكستان اقرب اليه من جاره الآشوري والأرمني، وبالمقابل الآشوري والمسيحي عامة في سوريا يتعاطف مع الآشوري و المسيحي أينما كان في حين تتسم علاقته مع جاره المسلم بالفتور والجفاء، وهكذا بالنسبة للكردي وغيره . فإذا كانت مشكلة الهوية السورية قد أخذت في الماضي طابعاً صامتاً فهذا لا يعني أنها غير موجودة، وقد تأخذ طابعاً دراماتيكياً بعد أن أخرجتها الحرب السورية من دائرة المحظورات وبرزت الى السطح وبقوة في مرحلة حساسة جداً ، حيث بدأت المنطقة تشهد ما يمكن وصفه بـ"ثورة الهويات المهمشة أو المقموعة" . والحرب بين السوريين المستعيرة منذ نحو خمس سنوات هي في أحد أبعادها وأوجهها " صراع وتصادم هوياتي". أي بموازاة النزاع المسلح على السلطة، ثمة صراعاً على هوية الدولة السورية الجديدة . صراع بين دعاة "الهوية العربية" ودعاة "الهوية الاسلامية" ودعاة "الهوية السورية"  وأنصار "الهوية العلمانية المدنية"  والمكونات السورية المقموعة ، مثل الأكراد والآشوريين(سريان/كلدان) والأرمن والتركمان والشركس..،  التي تقاتل من أجل الاعتراف الدستوري  بهويتها الخاصة كجزء من تركيبة الهوية الوطنية للدولة السورية . إن تحصين الوحدة الوطنية واعادة التوازن للمجتمع السوري يتطلبان التعاطي الايجابي مع التعددية القومية والسياسية والثقافية واللغوية كظاهرة تاريخية وطنية صحية، ومد الجسور المقطوعة بين ماضي سوريا وحاضرها من خلال اعادة كتابة تاريخها و صياغة هويتها الوطنية من جديد بعيداً عن العقائد السياسية والإيديولوجيات القومية والدينية، واعادة الاعتبار للحقب التي اُسقطت من تاريخ سوريا، كالحقبة الفينيقية والكنعانية والآرامية والسريانية(الآشورية) المسيحية ،وصولاً الى صياغة هوية وطنية سورية موحدة جامعة، تعبر عن كل الطيف السوري، تكون فوق كل الهويات الفرعية.
أخيراً: ليس من المبالغة القول: أن حل مسالة الهوية الوطنية لسوريا يشكل المدخل الصحيح والسليم لحل العديد من القضايا العالقة في المجتمع السوري، في مقدمتها مشكلة القوميات الغير عربية، وعليها يتوقف مستقبل الوحدة الوطنية والدولة المدنية والديمقراطية في سوريا.
سليمان يوسف...

باحث سوري مهتم بحقوق الأقليات

الأحزاب السورية ومسألة الأقليات


الأقليات في سوريا
الأحزاب السورية ومسألة الأقليات (1/ 8)
مقدمة البحث:
 الأقليات: جماعات تتميز، عرقياً أو قومياً أو دينياً أو مذهبياً أو لغوياً أو ثقافياً ، عن بقية السكان في مجتمع ما. لديها شعور مشترك بالانتماء، وهي ترغب وتسعى للمحافظة على هذا الانتماء وعلى هويتها الخاصة. بسبب خصوصيتها، غالباً ما تضطهد الأقليات وتستبعد عن الحياة السياسية وعن المشاركة الفعلية في ادارة البلاد من قبل الأغلبية العددية  المهيمنة على الحكم وعلى مقدرات البلاد . أحياناً، ولظروف محلية وعوامل تاريخية وسياسية واجتماعية معينة واستثنائية ، تتمكن الأقلية في بلد ما من الوصول الى السلطة واحتكارها لها وتهميش الأغلبية. طبعاً، هكذا حالات وأوضاع لا تبدو صحية أو طبيعية في الحياة السياسية للدول والشعوب. فقد أثبتت تجارب التاريخ بأن الدول والمجتمعات البشرية لن تتقدم ولن تستقر سياسياً إلا في ظل حكم الأغلبية ( سياسية كانت أم عرقية، دينية كانت أم مذهبية) والتداول السلمي للسلطة.
بفعل التطورات والتحولات السياسية والفكرية الكبيرة التي حصلت في العالم والمنطقة في العقدين الأخيرين، أبرزها سقوط (جدار برلين) و تفكك الاتحاد السوفيتي وتحرر شعوبه من الاستعمار الروسي، برزت" مسألة الأقليات" على السطح السياسي والاجتماعي لتشكل بمفاعيلها إحدى أخطر التحديات الداخلية لكثير من الدول. وتبدو معضلة الأقليات أكثر خطورة وحدية في دول منطقة الشرق الأوسط، ،حيث يترعرع فيها كل أنواع الأقليات(القومية، الدينية ،الاثنية ،اللغوية ،المذهبية،..)،وحيث الرغبة القوية  لدى العديد من هذه الأقوام والشعوب في الانفصال  أو الحكم الذاتي، انطلاقا من مبدأ (حق تقرير حق المصير)،كخيار مناسب للتحرر والخلاص من هيمنة واستبداد الأغلبية.
الدولة السورية الحديثة، التي تأسست في عشرينات القرن الماضي وسط (سوريا الكبرى ،أو التاريخية)، ليست استثناءً عن هذا العالم الذي هي جزءاً منه ومن هذا "الشرق الفسيفسائي" بتركيبته السكانية والاجتماعية والثقافية .فنظراً لموقعها الحيوي والهام في قلب الشرق القديم، شكلت (سوريا) عبر تاريخها الطويل ومازالت، موطناً لكثير من الشعوب والأقوام والثقافات والديانات واللغات ،هي بحق "مهد الحضارات"،  تحتضن اليوم:
-   عرب مسلمون ، يتوزعون على العديد من المذاهب الاسلامية( سنة، وهم الغالبية، علويون ،إسماعيليون، دروز).
-   عرب مسيحيون، يتوزعون على العديد من المذاهب والطوائف (كاثوليك، أرثوذكس، بروتستانت).
-   مسيحيون غير عرب، معظمهم من الآشوريين(سريان/كلدان)، وأقلية أرمنية .
-   أقليات عرقية اسلامية غير عربية (أكراد، شركس ، تركمان.. شيشان).
-   أقلية صغيرة من أتباع الديانة اليزيدية، وأخرى من الطائفة الموسوية(اليهودية) السورية.
من المهم جداُ التأكيد في سياق هذه القضية، على أن جميع هذه الأقوام والشعوب تنتمي الى المجتمع السوري وهي جزء من نسيجه الوطني. هي ليست بشعوب أو أقليات دخيلة أو وافدة على الدولة السورية، كما يروج بعض القوميين العرب والاسلاميين. فأصغر وأحدث هذه الأقليات تعيش منذ عدة قرون على الأرض السورية. وبعض الشعوب السورية، مثل الآشوريون(السريان)،الذين يشكلون العمق الحضاري والتاريخي لسوريا الكبرى ولبلاد ما بين النهرين وعنهم أخذت سوريا اسمها، سبق وجودهم بعشرات القرون وجود العرب المسلمين، الذين استوطنوا في الأراضي السورية بعد الغزو الاسلامي. تجدر الاشارة هنا الى أن قادة "الانقلابات العسكرية" الثلاث، التي شهدتها سوريا في بداية استقلالها، كانوا من ابناء الاقليات ومن أصول غير عربية.(حسني الزعيم- كردي)،(سامي الحناوي- درزي)، (اديب الشيشكلي- من أصول تركمانية). رغم انتماءهم الأقلوي، لم يتصرف هؤلاء القادة في تعزيز سلطتهم على اساس طائفي او اثني. وانما  تطلعوا وسعوا، فترة حكمهم القصيرة( 1949- 1954)،الى تعزيز الروابط الوطنية بين ابناء المجتمع السوري ودمج الاقليات والطوائف فيه. وذلك إدراكا منهم لأهمية (الروابط الوطنية) في تجاوز حالة الانغلاق الطائفي والتكسر المجتمعي. وهم وجودوا في (الدولة المدنية) المخرج المناسب لوضع الأقليات وحماية حقوقها والحفاظ عليها من الذوبان والضياع في مشاريع وكيانات سياسية كبيرة، قومية (عربية) أو دينية (اسلامية). لكن مشروع "الدولة المدنية"، الذي تحمست له وسعت اليه النخب الليبرالية من الأقليات السورية وبشكل خاص النخب المسيحية الأكثر انفتاحاً على الثقافات والمجتمعات الأوربية، سقط بين مطرقة "الشريعة الاسلامية"، التي مازالت تشكل خطاً أحمراً في طريق الانتقال الى الدولة المدنية ، وبين سندان "الايديولوجيات الشمولية" للقوميين العرب .الأمر الذي تسبب، بعد نحو قرن كامل على نشأة الدولة السورية الحديثة وأكثر من ستة عقود على استقلالها، في صعود "مسألة الأقليات" لتلقي بظلالها على الحياة السياسية والاجتماعية في سوريا. ولتشكل اليوم اختباراً حقيقياً للقوى الوطنية والديمقراطية واليسارية في البلاد ولمصداقيتها في طرحها لمشروع (الدولة المدنية) ومطالبتها بالديمقراطية.
صحيح أن مشكلة الأقليات (الاثنية والدينية) في سوريا ليست بدرجة من الخطورة بحيث تهدد أمن واستقرار البلاد، كما هو حاصل في عديد من دول المنطقة والعالم. لكن هذا لا يعني أنها غير مرشحة للتصعيد والتفاقم والانفجار، اذا ما اجتمعت وتضافرت ظروف وعوامل داخلية وخارجية، في ظل الانقسامات العمودية الحاصلة وتنامي العصبيات الاثنية والعرقية والانتماءات المذهبية وتراجع المفاهيم والقيم الوطنية في المجتمع السوري. اذا كان نهج الاستبداد (السياسي / القومي) الذي انتهجه حزب (البعث العربي الاشتراكي) منذ انقلابه على السلطة عام 1963، أنتج أو أفرز مشكلة (الأقليات القومية) في البلاد، فان الاستبداد الديني، الذي يخشى منه اذا ما حكمت سوريا يوماً من قبل (قوى اسلامية)،أياً تكن طبيعة هذه القوى الاسلامية وشعاراتها- وهو أمر غير مستبعد في ضوء الصحوة الاسلامية التي تعم المنطقة- سيفجر (الاستبداد الديني)،الى جانب مسألة الأقليات القومية، مشكلة(الأقليات الدينية) أو بالأحرى(مشكلة مسيحية). حيث يعيش اليوم أكثر من 2 مليون مسيحي في سوريا، لن يتخلوا عن حقوقهم الدينية ولن يتنازلوا عن هامش الحريات الاجتماعية المقبول الذي يتمتعون به منذ نشأة الدولة السورية الحديثة. فكما هو معلوم في شرقنا المتدين لا بل المتعصب للدين، تعد(القضايا الدينية)،من المسائل الأكثر قدسية وحساسية وأهمية من القضايا القومية والسياسية .إزاء هذه الأوضاع والتحديات التي تواجه سوريا، تزداد الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتضافر جهود جميع الأحزاب والقوى الوطنية، سلطة ومعارضة ومنظمات المجتمع المدني، للإسراع في الانتقال بسوريا الى الدولة المدنية الحديثة (دولة المواطنة الكاملة) القائمة على تحييد (الدولة) وهويتها الوطنية السورية عن كل دين وعقيدة وعن كل قومية، عربية وغير عربية. اذ ليس من المبالغة القول: أن وحدتنا الوطنية اليوم باتت مرهونة ومتوقفة على الاحتواء الايجابي لقضية حقوق الأقليات وعلى المعالجات السياسية والديمقراطية العادلة لها ولغيرها من القضايا الوطنية العالقة.
في هذا البحث المتواضع، سنتناول بشيء من النقد والتحليل رؤية وموقف الأحزاب والحركات والتيارات السياسية الأساسية المتواجدة على الساحة السورية، بمختلف اتجاهاتها وانتماءاتها(القومية والإسلامية واليسارية)، من مسالة الأقليات(الاثنية والدينية) في سوريا. وذلك في ضوء ما هو متوفر لدينا من وثائق حزبية وبرامج سياسية ومواقف وتصريحات معلنة لمسئولي وقيادات هذه الأحزاب والمنظمات والحركات السياسية .على أمل أن تفيد وتخدم هذه الدراسة في إلقاء الضوء على (معضلة الأقليات) وأن تحث مختلف القوى الوطنية على البحث عن مخارج وطنية مناسبة لها.
طبعاً، ليس من السهل أن يتناول المرء موضوعاً شائكاً  كـ"معضلة الأقليات" في بلد شائك مثل سوريا. يحكمه نظام قومي عربي شمولي، شديد الخصوصية والحساسية من تناول أو طرح (ملف الأقليات).تديره وتتحكم به سلطة قمعية لا تحترم حقوق الانسان ولا تعير أي اهتمام أو اعتبار لمصالح وحقوق القوميات الغير عربية .أنه (ملف الأقليات) هو شائك اجتماعياً: حيث لدى الأكثريات كما لدى الأقليات على حد سواء، موروث ثقافي تاريخي عميق يشكل، بثقله الاجتماعي والفكري، إحدى العقبات الأساسية أمام انجاز وتحقيق الاندماج الوطني المنشود. شائك سياسياً: حيث  تخضع مسالة حقوق الاقليات، كغيرها من القضايا الوطنية الهامة والمصيرية، لمحاذير، سياسية وايديولوجية وعقائدية وأمنية، من قبل النظام. هذه المحاذير سببت فقراً ثقافياً وفكرياً حول كل ما يتعلق بماضي وحاضر (ظاهرة التنوع والتعددية )التي يتصف بها المجتمع السوري، من جهة أولى .كما أن نهج الاستبداد والمحاذير التي فرضها النظام على ملف الأقليات، أخرجت هذه الظاهرة الحضارية عن سياقها التاريخ الطبيعي وتحولت من عامل قوة وغنى وطني وحضاري لسوريا الى عامل ضعف لا بل الى نقمة على سوريا وشعبها، من جهة ثانية. حتى بات يخشى الكثيرون من أن تفرق السياسية، القائمة على التمايزات بين ابناء الوطن الواحد، ما جمعه التاريخ ووحدته الجغرافية، من شعوب وأقوام وملل سورية عريقة. 

سليمان يوسف

الإسلام - فيتو الهي





الإسلام - فيتو الهي


 الاسلام - بكل أشكاله وتلاوينه ومذاهبه ومرجعياته وعقائده وشرائعه – منذ أن ظهر استخدم ويستخدم في كل زمان ومكان كـ "فيتو الهي" في وجه دعاة الإصلاح والديمقراطية والمدنية والحداثة والمطالبين بالمساواة بين المسلمين وغير المسلمين في حقوق المواطنة في جميع الدول التي تدين بهذا الدين .. حيث دساتير جميع الدول التي تدين بالإسلام (الجمهورية والملكية )تختم دساتيرها بالعبارة التالية" لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت وأحكام الإسلام والشريعة الإسلامية" !! منذ أيام رفع المرجع الديني الشيعي السيد (محمد اليعقوبي) هذا الفيتو الإلهي بوجه النواب العراقيين المطالبين بإلغاء أو تعديل المادة ٢٦ من قانون البطاقة الوطنية الموحدة بحيث تساوي بين القاصرين المسلمين وغير المسلمين في اختيار دينهم ، قال اليعقوبي ،ان إلغاءها "خطأ تاريخي"، ناسفاً كل مقومات الدولة الوطنية وشروط المواطنة الصحيحة !!

سليمان يوسف

الديمقراطية والعلمانية


لا يمكن لأي حزب ديني أن يتعايش مع الديمقراطية والعلمانية: لأن من شروط وأسس الديمقراطية والعلمانية هو (فصل تام بين الدين والدولة) أي تحييد الدولة بكل مؤسساتها وسلطتها التشريعية والتنفيذية والقضائية والسياسية عن الدين .. قد يقول البعض بأن الأحزاب المسيحية في اوربا تعايشت وقبلت بالديمقراطية والعلمانية الغربية .. في الحقيقة أن الأحزاب التي توصف بالمسيحية أو تسمى مسيحية في اوربا هي ليست مسيحية بالمعنى العقائدي او الديني .. أن الدين بالنسبة لها ليس أكثر من اسم أو غطاء عام . إذ تخلوا دساتيرها وايديولوجيتها وأجندتها السياسية من أي مطلب أو هدف يخص المسيحية كديانة أو المسيحيين كطائفة.. بخلاف الأحزاب الدينية الإسلامية التي تأخذ من العقيدة الإسلامية( القرآن والسنة ) منهجاً سياسياً وفكرياً وتشريعياً لها ، وهي( الأحزاب الإسلامية) تسعى لاقامة نظام حكم إسلامي وفق هذه العقيدة والمنهجية الإسلامية .. وهذا يتعارض بشكل كامل ويتنافى مع شروط وقواعد الديمقراطية والعلمانية .. وأنا على ثقة مطلقة بأن حزب العدالة والتنمية الإسلامي في تركيا سينقلب على الديمقراطية والعلمانية في تركيا ويحولها الى دولة بنظام حكم إسلامي عندما يتمكن من ذلك ..

سليمان يوسف