قال الرئيس السوري (بشار
الأسد) في مقابلة له مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية قبل أيام رداً على
سؤال حول واقع المعارضة السورية في الداخل " هناك معارضة في سورية.. وهم
أحرار في أن يفعلوا ما يشاؤون " . وحول معارضة الخارج قال بشار " لقد قلنا
بوضوح إنه عندما يكون هناك اجتماع في سورية يرغبون بحضوره فإننا نضمن ألا
يتم اعتقالهم أو احتجازهم.. لقد قلنا ذلك مرارا.. ليست لدينا مشكلة في هذا
الصدد .." . دققوا في كلام بشار، كم يبدو منفصلاً عن الواقع
وبعيداً عن الحقيقة! هل يعقل أن يصدر هذا الكلام عن رئيس دولة وسجونه
مكتظة بآلاف سجناء الراي والضمير والكلمة، معارضين سلميين ومدنيين
وديمقراطيين لحكمه، ناهيك عن آلاف المعارضين الممنوعين من السفر خارج
البلاد ؟؟ نذكر سيادته بأن قبل أيام توفي في القامشلي المعارض الآشوري
الشاب ( نعمان حنا ) لم يتمكن من السفر خارج البلاد للعلاج لأنه مطلوب
أمنياً وممنوع من السفر ، وبهذا سيادته يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية عن
وفاته .. ونذكر سيادته ايضاً ، بالمعتقل السياسي الآشوري ( كبرائيل موشي
كورية) وقد مضى على اعتقاله التعسفي سنتان من دون محاكمة ، هو في (سجن عدرا
) بالقرب من دمشق ، عله يتـأكد من اعتقاله ويفرج عنه وعن من معه في ذاك
السجن سيء الصيت ؟؟؟
بدأت دول الغرب وامريكا (حلفاء المعارضة) تعيد حسابتها وترتب أولوياتها
ووضعت أمنها القومي وحماية مجتمعاتها وشعوبها في المقدمة وتراجعت عن مطلب
اسقاط النظام السوري ورحيل بشار الى ما بعد القضاء على التنظيمات الاسلامية
الارهابية مثل داعش وغيرها في سوريا والعراق والمنطقة،..تنامي خطر الارهاب
الاسلامي، الذي يهدد بابتلاع المنطقة، ألا يستوجب من المعارضات السورية هي
الأخرى إعادة حسابتها ووضع أمن الوطن والشعب ومستقبل الدولة
السورية في مقدمة أولوياتها ؟ خمس سنوات والشعب السوري ينتظر سقوط
الدكتاتورية ورحيل الطاغية (بشار) ، لكن للأسف، سقطت الوطن وتفتت الدولة،
والدكتاتورية لم تسقط وبشار لم يرحل !!! جاء التدخل العسكري الروسي ليمد في
عمر النظام سنوات وسنوات أخرى !! حتى الآن تبدو المعارضات مصرة على إسقاط
النظام ورحيل بشار حتى لو كلف ذالك رحيل وتهجير وتشريد وقتل ما تبقى من
الشعب السوري وتدمير ما تبقى من الدولة السورية !!! بالمقابل اهل الحكم
متمسكون بشعارهم" إما بشار أو الخراب والدمار " !!! يبدو أن لا أحد
يحترق قلبه على الشعب السوري ولا من منقذ له !!! حتى الآلهة أدارت ظهرها
اليه !!! سليمان يوسف
غالبية المعارضات
السورية ، خاصة العربية والإسلامية منها، تتجاهل في انتقاداتها وتناولها
لحكم بشار الأسد ، وجود حزب (البعث العربي الاشتراكي) في الحكم ،أمينه
العام بشار الأسد.. كـأنه (البعث) بريء مما يحصل في البلاد ولا علاقة للبعث
بما تُحمله للنظام من مسؤولية الكارثة التي حلت بالسوريين. فهي
(المعارضات)تركز فقط على بشار الأسد وتطالب برحيله وإسقاط نظامه الأمني
العسكري. .المعارضات تبرر موقفها المتجاهل للبعث بأنه ليس هو الحاكم الفعلي
لسوريا وإنما هو مجرد غطاء لنظام عسكري
أمني فئوي عائلي متحكم بكل مفاصل الدولة والمجتمع والحزب، يقوم على راس هذا
النظام دكتاتور( بشار الأسد) . قد نتفق الى حد ما مع هذا التوصيف لطبيعة
النظام والحكم في سوريا . لكن ليس من الواقعية السياسية، أن يُنظر لـ(
بشار) ،الذي ورث الحكم عن ابيه، على أنه نتاج عائلة أو طائفة علوية أقلوية
خطفت الدولة والسلطة من الغالبية السنية. لأن الحقيقة، الأسدان (الأب
والابن) هما نتاج حزب قومي عربي فاشي عنصري مستبد شوفيني ( حزب البعث)
يحتكر السلطة منذ انقلابه عليها 1963.. الأنكى أن الكثير من المعارضات
العربية والإسلامية السورية التي تطالب اليوم برحيل الطاغية بشار ، كانت
تمدح وتشيد بالطاغية صدام حسين وتعتبره زعيماً وقائداً عربياً واسلامياً !!
أتساءل بماذا يختلف حافظ وبشار عن صدام حسين السني البعثي (قائد مجلس
قيادة الثورة البعثية في العراق) وقد فاق استبداده وبطشه وقمعه الوحشي بحق
الشعب العراقي ، بطش واستبداد وقمع حافظ وبشار بحق الشعب السوري. فقط ،
نذكر هذه المعارضات وكل المهتمين بالشأن السوري، بأن (حافظ وبشار وصدام )
هم خريجي ونتاج ذات المدرسة القومية العربية البعثية الفاشية.. لهذ من
المهم جداً أن يُجتث الفكر القومي العربي الفاشي لحزب البعث من الحياة
السياسية والثقافية والفكرية في سوريا .. سوريا لن تتخلص من الاستبداد
والدكتاتورية فقط بمجرد رحيل بشار الأسد !!! سليمان يوسف