دعماً ونصرةً لـدونالد ترامب




دونالد ترامب




 أضع هذه الواقعة الحقيقية امام الراي العام الأمريكي والأوربي، لعله يأخذ بدعوة دونالد، المتعلقة ب(حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة) .. } في ستينات القرن الماضي قام مطران السريان للجزيرة والفرات( قرياقس) مع وجهاء عشائر عرب بعقد "مصالحة" بين عائلتان عربيتان مسلمتان ،بينها ثارات ، تحصل بينها تصادمات مسلحة يقع فيها قتلى وجرحى .. حرصاً من المطران على نجاح المصالحة ووضع حد لعمليات القتل المتبادل، ابدى استعداده لاستضافة إحدى العائلات المتخاصمة (عائلة الراضي) ، (التي تقرر ترحيلها عن البلدة ،كما تقضي الأعراف والتقاليد العشائرية العربية ترحيل العائلة المعتدية كشرط للمصالحة) وقد تكفل المطران بهذه العائلة العربية المسلمة ووفر لها السكن وسط الحي السرياني المسيحي بمدينة الحسكة .. مرت الايام والسنيين ، في تشرين الأول 2004 قام أحفاد "عائلة الراضى " بقتل شابين آشوريين (إبراهيم عبد الأحد و يلدا يعقوب) بدم بارد أمام منزلهم وفي ذات الحي السرياني المسيحي الذي أواهم ووفر لآبائهم قبل عقود المأكل والمشرب و الأمن والحماية - كما تفعل الدول الأوربية والغرب اليوم للاجئين المسلمين الهاربين من عنف حكوماتهم وإرهاب إخوتهم في الدين- الأول قتلوه على خلفية خلاف شخصي تافه والثاني(يلدا يعقوب) قتلوه وهو يحاول اسعاف (إبراهيم)، بعد أن أطلقوا عليه عيارات نارية قاتلة من مسدساتهم ( أحد القتلة كان نقيب بالدفاع المدني).. نعم قتلوهم وداسوا على جثثهم بدوافع الحقد والكراهية الدينية والعنصرية الدفينة في قلوبهم ولا لشيء آخر .. { ... لهذا أقول: الأمريكيون والأوربيون سيندمون في وقت لن يفيدهم الندم إن هم رفضوا دعوة (دونالد ترامب)، الساعي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة.. نقول هذا ليس بدافع الحقد والكراهية تجاه المسلمين ، حيث لنا بينهم الكثير من الأصدقاء نجلهم كثيراً ونعتز بصداقتهم وهم ناس طيبون . ما نقوله، موقف عام بنيناه في ضوء استمرار مآسي ومحن مسحيي المشرق منذ أن غز المسلمون أوطانهم وبلدانهم ومناطقهم التاريخية وحتى يومنا هذا ..

سليمان يوسف

0 comments:

لماذا سَقطت الدولة السورية؟


15/12/2015

رابط المقال في موقع جريدة " مدار اليوم "


سليمان يوسف
سليمان يوسف

سليمان يوسف
تُولد وتنشأ الدول بفعل الحروب. وبالحروب تعدل حدود الدول، وتغيب دول قائمة عن الخريطة السياسية للعالم. ونشأت الدولة السورية الحديثة بحدودها الحالية عن الحرب العالمية الأولى 1914، وفق الخريطة السياسية، التي وضعها كل من الدبلوماسي الفرنسي “فرانسوا بيكو” والدبلوماسي البريطاني “مارك سايكس” بشكل سري خلال الحرب، واعتمدتها الدول المنتصرة فيها.
هل من خريطة سياسية جديدة أو اتفاقية سرية، شبيهة باتفاقية “سايس بيكو”، تطبخ على نار الحرب السورية، التي باتت أشبه بـ”حرب كونية” مع كثرة التدخلات السياسية والعسكرية (الإقليمية والدولية) فيها ؟؟.
السوريون، موالون ومعارضون، لا يخفون خشيتهم وقلقهم من وجود هكذا خرائط واتفاقيات. ففي معظم بيانتهم ووثائقهم وخطابتهم السياسية، يؤكدون على ضرورة أن يضمن أي حل سياسي لأزمة بلادهم وحدة الدولة السورية أرضاَ وشعباً. وقد شدد المجتمعون في مؤتمر المعارضات السورية، الذي عقد قبل أيام في الرياض بالمملكة العربية السعودية على “التمسك بوحدة الأراضي السورية”. من حق السوريين أن يخافوا على مصير ومستقبل بلادهم من حرب كارثية، مستعرة منذ نحو خمس سنوات، لا نهاية قريبة لها، فرضها عليهم نظام استبدادي متمسك بالسلطة، يرفض الاستجابة لمطالب شعبٍ انتفض لأجل حريته وكرامته. حرب بين السوريين وعلى السوريين، تشابك فيها الداخلي مع الخارجي، أعادت ترتيب الشارع السوري وفق القوة العددية، أنتجت على الأرض خرائط “كانتونات” ومحميات عرقية وطائفية ومذهبية، كما أنها أخرجت من درج “النسيان الدولي” المشروع الفرنسي (زمن الانتداب)، الذي كان يقضي بتقسيم سوريا الى خمس دويلات.
إزاء هذا الوضع السوري الهش وإزاء خارج (اقليمي – دولي) لا تهمه سوى مصالحه، ليس بمستغرب سقوط الدولة السورية، ككيان سياسي واجتماعي واقتصادي، في أول “حرب داخلية” عصفت بها. هي لم تسقط بـ”قرار سياسي” من الخارج أو من الداخل، ولم تسقط بفعل سلاح المتحاربين على أرضها، ولا بإعلان (أبو بكر البغدادي) “دولة الخلافة الإسلامية” على المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه الارهابي(داعش) في كل من سوريا العراق (كما ذهب الصحفي البريطاني روبيرت فيسك، في مقال له في صحيفة الاندبندنت البريطانية) بعنوان “داعش كتب نهاية سايكس بيكو”. استشهد فيسك بتسجيلاً مصوراً بثه “داعش” في أوائل 2014 مصوراً به بلدوزرًا يجرف حاجزًا رمليًا يحدد الحدود بين العراق وسوريا، وأسفله لافتة ملقاة على الرمل مكتوب عليها “نهاية سايكس – بيكو”” الدولية السورية سقطت لأنها، بحكم ظروف نشأتها وتركيبتها السكانية وبنيتها المجتمعية المتنوعة والغير متجانسة عرقياً ودينياً ومذهبياً، هي تحمل في داخلها كل عوامل وأسباب التفكك والانشطار. وقد كشفت الحرب السورية الراهنة بأن السوريين لم يرتقوا بعد الى مستوى الشعب الواحد. فلا أهداف وطنية ومصيرية مستقبلية واحدة لكل السوريين، ولا شعور مشترك بالانتماء لهوية وطنية سورية واحدة. من دون شك، ساهمت السياسات الخاطئة للنظام الاستبدادي – الذي ارسى قواعده حافظ الأسد وأورثه لأبنه بشار- التي قامت على احتكار السلطة والثروة في البلاد على مدى عقود طويلة واختزال الوطن والدولة بشخص الحاكم( الرئيس)، في تقوية الانتماءات والولاءات البدائية (ما قبل الدولة) في المجتمع السوري، وفي تقويض عملية “الاندماج الوطني” بين المكونات السورية وفي إضعاف “الوحدة الوطنية” والتماسك المجتمعي بين السوريين. لكن، يبقى السبب الأساسي والجوهري لسقوط الدولة السورية، هو عدم قيامها منذ البداية على “أسس ومرتكزات وطنية سورية صحيحة جامعة للسوريين”.
وبدلاً من اعتماد (السورية) هوية وطنية للدولة والشعب، تم فرض (العروبة والإسلام) كهوية وانتماء على شعب سوري، متنوع الثقافات والأعراق والديانات. وهذا كان خطأ تاريخياً وسياسياً جسيماً، أجهض كل محاولات النهضة بسوريا وقوض مفهوم الدولة والوطن والمواطنة وحال دون نجاح عملية الاندماج الوطني بين السوريين، ونسف منذ البداية إمكانية قيام دولة مواطنة ودولة مدنية ديمقراطية في سوريا. لأن (العروبة والاسلام) لم يكونا ولن يكونا ابداً محل إجماع وتوافق السوريين، ولم يشكلا ولن يشكلا رابطةً وطنية جامعة، تجمع وتوحد السوريين بقومياتهم واثنياتهم ودياناتهم ومذاهبهم المختلفة. فكما هو معلوم، السوريون ليسوا جميعاً من العرب، وليسوا جميعاً بمسلمين. فمنهم العربي والآشوري( سرياني/كلداني) والكردي واالتركماني والأرمني والشركسي والشيشاني، بينهم المسلم والمسيحي واليزيدي واليهودي. ليس من الوطنية والديمقراطية اختزال كل هذه الفسيفساء المجتمعية والتاريخية الجميلة، بالعروبة والإسلام. (سوريا الكبرى أو القديمة)،التي يعود تاريخها الى أكثر من 8000 عام قبل الميلاد، أغنى وأعظم من أن تنسب هويتها لقوم أو لدين معين. من هذا المنظور التاريخي والوطني، نرى بأن (السورية) وحدها، كهوية وانتماء لجميع السوريين، يمكن أن تكون سفينة إنقاذ ونجاة السوريين من الغرق في بحر التناقضات والصراعات والنزاعات، المسلحة وغير المسلحة، العرقية والطائفية والمذهبية، ويمكن لها أن تجنب سوريا والسوريين خطر السقوط النهائي في شرك التقسيم.

سليمان يوسف باحث سوري مهتم بقضايا الأقليات

0 comments:

عندما تتحول الضحية الى جلاد, الأكراد نموذجاً

الصورة من تل أبيض
عندما تتحول "الضحية" الى "جلاد" ، (الأكراد) نموذجاً : المتتبع للاعلام الكردي وللأدبيات الثقافية والسياسية الكردية ، يجد بأن الأكراد، الذين كانوا ضحية الاستبداد (السياسي والثقافي والقومي) للحكم العربي، كغيرهم من القوميات الأخرى الغير عربية، آشوريين(سران/كلدان) وارمن وتركمان وشركس، تحولوا اليوم الى جلاد ضحاياهم من الأقوام الأخرى . فمثلما انتهج العنصريون من القوميين العرب سياسية التعريب لجميع مناحي الحياة والتاريخ والجغرافية، بدأ العنصريون من القوميين الكورد ، ينتهجون ذات السياسة الممنهجة في تكريد الجزيرة السورية. آخر منجزاتهم على هذا الصعيد، تكريد هوية واسم بلدة (تل تمر) وتسميتها بـ ( كري خورما) وهي ترجمة حرفية لاسم البلدة من العربية الى الكردية. هذه التسمية الكردية وردت في موقع إخباري كردي http://xeber24.org/nuce/98353.html علماً أن بلدة (تل تمر) حتى سنوات قليلة لم يكن يسكنها أكراد و كانت ذات غالبية آشورية . و(تل تمر) مع جميع القرى الآشورية المنتشرة على ضفاف نهر الخابور هي بالأصل "كامبات" (مخيمات) بناها الأشوريين النازحون من العراق على اثر مذبحة (سيميل) عام 1933 التي ارتكبها الجيش العراقي بحق آشوريي نينوى .. مع هذا نقول : بأن تل تمر مثل سائر مدن وبلدات وقرى الجزيرة السورية هي بلدات ومدن وقرى سورية ويجب أن تبقى سورية أكانت ذات غالبية آشورية سريانية أو عربية أو كردية . طبعاً، نحن مع إعادة الأسماء القديمة والأصيلة( كردية آشورية سريانية ارمنية ) لجميع المدن والبلدات والقرى التي عربها الحكم العربي الاستبدادي .. لكننا نرفض ونعارض أن يقوم العنصريون الكورد يتكريد جميع القرى والبلدات والمدن الواقعة تحت سيطرتهم بحجة وذريعة أنها كانت كردية ، عربها الحكم العربي . فهم بهذه الممارسات الشوفينية يصبحون هم (الجلاد) بعد أن كانوا (الضحية) ،ويسقطون كل شعاراتهم التي تدعو الى الديمقراطية والتعددية والعيش المشترك واحترام حقوق وثقافة الآخر ..

سليمان يوسف

0 comments:

المعارضات السورية تعيد أبواق ورموز النظام الأسدي الى الواجهة

 اختارت ( رياض نعسان آغا ) متحدثاً رسمياً باسم الهيئة العليا للتفاوض مع النظام .. واختارت رياض حجاب عضواً في الهيئة . كما اختارت ( جهاد مقدسي) عضواً في الهيئة وهو المتحدث السابق بإسم وزارة خارجية النظام .. كما هو معلوم حجاب كان أمين فرع لحزب البعث في ديرالزور وأصبح رئيس وزراء في حكومة بشار الأسد انشق عنه وهرب خارج البلاد وانضم لجوقة المعارضة في الخارج على أمل أن يسقط بشار ويعود قائداً فاتحاً لسوريا ويشهد الكثير من طلاب جامعة الفرت بان حجاب كان ينجح الطلاب لقاء مبلغ من المال . أما ( رياض نعسان آغا) كان مستشاراً في القصر الجمهوري ووزير ثقافة في حكومة الأسد وقد شارك في حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة حول توريث الحكم من حافظ لابنه بشار وقد دافع الآغا دفاعاً مستميتاً عن توريث السلطة لبشار ..اعتقد بأن اعادة هذه الشخصيات الفاسدة التي كانت جزء من النظام الى الواجهة السياسية مؤشر قوي على افلاس المعارضات وأنها باتت مستعدة للقبول ببقاء بشار الأسد في الحكم والعودة الى أحضان نظامه المستبد .. لعنة الشعب السوري على هكذا معارضات ..

سليمان يوسف

0 comments:

د. كمال اللبواني: من هم قادة المعارضة السورية التي ستفاوض النظام ؟؟؟

د. كمال اللبواني
د. كمال اللبواني


د. كمال اللبواني: كلنا شركاء
بعد إجتماع الرياض واختيار وفد مفاوض يمثل المعارضة السورية … يبدو واضحا أن المطلوب من هذه العملية هو إعادة انتاج النظام لكي يتوقف الصراع في سوريا، وهذه النتيجة التي انتهت إليها خمس سنوات من الثورة تؤكد وترسخ اعلان فشلها، ليس بسبب مؤامرة خارجية كما سوف أشرح ( رغم وجود هذه المؤامرة لكنها ليست هي السبب الكافي ) بل بسبب بنية المعارضة السورية وثقافتها ذاتها:
قيادة المعارضة السورية أو من يسمون كذلك هم عدة أصناف:
1- صنف شارك النظام سابقا وشبح معه ، وعندما اختلف مع رموزه على نسب الحصص والمنافع وتعرض للعض، تحول للمعارضة وصار ينتقد النظام ، ليس لعلة فيه بل لأنه تحول من شريكه لضحيته، وهذا يشمل رجال الأعمال والنافذين في المجتمع الذين يشكلون مكونا أساسيا من الوفد المفاوض الذي تم اختياره … والذين مارسوا الفساد في مؤسسات المعارضة بشكل يفوق ما مارسه رامي مخلوف نوعا وقذارة . فهم لم يكونوا ضد النظام لأنه فاسد ، بل هم ضد أشخاص النظام فقط ، يحملون مثلهم ثقافة الفساد والاختلاس والغش والتزوير ، ويريدون أن يتحكموا هم بهذا النظام  ويتنعمون هم أيضا بفساده …
2- صنف آخر يمثل جماعات سياسية ترى في نفسها أنها أولى بقيادة النظام ، فهي لا تختلف عنه في البنية والفكر والسلوك بل في الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مؤهلين أكثر من شخوص النظام … نميز منها التيار الناصري الذي أوجد الاستبداد في مصر ، والتيار البعثي العراقي الذي أنتج نظام صدام ، والتيار الشيوعي الذي أنتج الأنظمة الستالينية في آسيا وأوروبا الشرقية، والتيار الإخواني الذي أراد استبدال مصدر شرعية الاستبداد والتسلط والشمولية من الفكر الثوري إلى العقيدة الدينية . ويعتبر نفسه أولى بالاستبداد واحتكار السلطة لأنه يستمد شرعيته من السماء . ولكنه أبدا لم يعترض على بنية الاستبداد ولم يؤمن يوما بسلطة الشعب الدنيوية التي تراقب الحاكم وتعزله. ونظامه الموعود شاهدناه في مصر لفترة بسيطة.
3- المنظمات الكردية التي لم تكن ضد النظام إلا بقدر ما كانت ضحيته، و لم تعترض سابقا على التمييز القومي وعدم احترام حقوق الإنسان لأنها ضده من حيث المبدأ بل لأنها ضحيته، وعندما استطاعت بناء ملامح سلطتها الخاصة  عادت لتمارس بحق غيرها ما كان يمارسه النظام بحقها، وبشكل عنصري وقمعي فاق ما فعله النظام العربي .
4- صنف آخر يتكون من مجموعة من نشطاء الأقليات المستقلين الذين سبق واعترضوا على النظام لأنه لم يعطيهم حصة مرضية في نظامه الطائفي، لم يعترضوا على طائفيته وجرائمه بل على توزيع فوائد هذه الطائفية والجريمة … أي على الحصة من (سوق السنة)  وليس على تعفيش ممتلكات السنة.
5- منشقون عن النظام شاركوه لفترة طويلة وكانوا جزءا منه وعمادا فيه باستبداده وفساده، ولكنهم اعترضوا مؤخرا ليس على بنيته ونظام حكمه وثقافته ، بل على سلوكه الإجرامي بعد الثورة ، والذي يفترض أنه متوقع وطبيعي أن يصدر عن هكذا نوع من الأنظمة. وهم فكرا وسلوكا ما يزالون جزءا من هذه الثقافة الاستبدادية الفاسدة ، ولم يخرجوا منها .
6- مقاتلون خرجوا ضد النظام الطائفي الأمني المستبد المتغطرس المتوحش بسلاحهم، ولكنهم مارسوا الطائفية والاستبداد وحتى التعذيب الوحشي وانتهاك حقوق الانسان والأقليات بذات القدر الذي مارسه النظام بحقهم … فثورتهم ليست ضد الطائفية بل ضد طائفة، وليست ضد الوحشية بل فيها. مبررهم الوحيد أنهم يدافعون عن أنفسهم بطريقة العين بالعين.
7- الصنف الأخير والأهم وهو المتزعم هم مجموعة رخيصة من خدمة النظام السابقين وأزلامه الصغار ومأجوريه وعملائه استفادوا من خبرتهم في الاستزلام والتدليس وحمل المناشف ، وتحولوا بذات الصفات لخدمة الدول النافذة التي رعت اجتماع الرياض ووحدة المعارضة ، وبالتالي صاروا في قيادة هذه الثورة والمعارضة التي يفترض أنها خرجت ضدهم وضد أمثالهم ، والنظام ذاته يحتقرهم  ولا يتقزز من شراكتهم ، ويأنف من التحاور معهم ، فهم فعلا مقرفين أكثر من النظام لأنهم يمثلون فضلاته وروثه … لذلك مشاركتهم بالسلطة الانتقالية ستعطيها نكهة مميزة وطعم جديد مقزز أكثر .
منذ ربيع دمشق كنا نقول أن معارضة شخوص النظام شيء ، ومعارضة منطقه وبنيته وثقافته وسلوكه شيء آخر ، لذلك كنا نحرص على اقامة الحوارات التي تنشر الوعي بهذا النظام ومكامن الخلل الذي يجعلنا جميعا نعاني منه ، ونسعى لنشر ثقافة مختلفة عن ثقافة الاستبداد والشمولية والتعصب الديني والقومي والطائفي . لكن هذا الربيع قتل مبكرا وهو طفل يحبو ليعود بعد عشر سنوات متفجرا على شكل ثورة غضب شعبية عفوية ، الربيع العربي كان يفتقر فعلا لنضوج ثقافة الحرية والديمقراطية والمؤسسات ، وتركز فقط على شخوص النظم السابقة وسلطاتهم ، ويعاني من غياب النظرية والثقافة ، وغياب التنظيم ، والمؤسسات البديلة . فالربيع العربي كان عبارة عن تفجر داخل النظام العربي وليس ثورة ضده وعليه ، لذلك كانت نتيجته هي اعادة انتاج الأنظمة بطريقة أخرى  إن كان في تونس أو في مصر أو ليبيا واليمن ، واليوم في سوريا .
وحدهم المثقفون العصاميون المطلعون على تجربة أوروبا الديمقراطية والتحولات في أوروبا الشرقية ، هم من كان على علم ودراية في بنية النظام وفي عناصر التغيير المطلوبة، وهم من صاغ شعارات الثورة الأولى التي لم تتحول لممارسة أبدا ، بل سرعان ما طمرت تحت شعارات أخرى ذات طبيعة مشابهة لطبيعة النظام الطائفي الشمولي ، ولكن بتلاوين مختلفة … وسرعان ما طبقت أشكال أخرى من نظم الفساد والاستبداد والوحشية باسم المعارضة.
فالثورة هي ثورة على نظم وبنى وأنماط تفكير واجتماع يتجسدون في أشخاص ، والمعارض ليس فقط من يكتب بوست أو يخرج في مظاهرة ، بل هو من يحمل ويطبق ثقافة وقيم مختلفة… والثورة على احتكار التمثيل والاستبداد وعلى الفساد وتغييب القانون وحرية الرأي وحق المشاركة في الحياة السياسية من دون تمييز ، وعلى الوساطة والمحسوبيات والتشبيح ، وانتهاكات حقوق الانسان وكرامته ، والمعارضة هي ثورة تغيير في الذات تسبق قهر الآخر وهزيمته … فتغيير النظام ليس في تغيير شخوصه فقط ، واستبدالهم بشخوص يعيدون بناء نظم مشابهة . بل بتغيير الأسس التي قام ويقوم عليها ، وتغيير الثقافة السياسية والوعي الذي تقوم عليه ، وهذا لم يتغير حتى الآن ، ليبدو أن الشعوب العربية ستحتاج للتيه 40 عاما في صحراء الفشل والتخبط التجريبي قبل أن تظهر أجيال جديدة بوعي جديد أدركت بمعاناتها مكامن الخلل وطورت وسائل المناعة ضدها …
اليوم نصل إلى نهاية إعلان فشل الثورة، التي سقطت وبقي النظام بسبب عجزها عن انتاج قيادة غير هذه ، و غدا عندما تعود المعارضة السورية المتجسدة في الرياض لحضن النظام فهي تعود إلى نفسها ، بعد أن فشلت في إزاحته واحتلال مكانه، و فشلت تماما في انتاج أي شيء مختلف عن هذا النظام في كل مؤسساتها وهيئاتها التي عرفناها جيدا،
النظام باق بكل الأحوال إن سقط شخص بشار أو بقي ، بمشاركة المعارضة أو من دونها … لا فرق،  فمن يسمي نفسه معارض هو بشار آخر في الواقع وعليه أن يعارض نفسه وسلوكه أولا ، لأنه شكل من أشكال النظام وأحد تعبيراته ورجالاته ،
وعودة المعارضة والنظام للتوافق هي كعودة العاشق لعشيقته ( ولقاء فيينا بينهما سيكون أشبه بقصيدة نزار قباني : ما أحلى الرجوع إليه ) والغرب أدرك أنه لا بد من وقف هذا الصراع العبثي بين مكونات وشخوص وتجسيدات النظام المختلفة ، وأن الحل هو بالتوفيق بينها تحت شعار وقف حمام الدم الذي لم يعد صراعا بين حق وباطل لذات السبب، بل بين باطل وباطل ،
والشعب أيضا أدرك أن حلمه بالحرية وسلطة القانون والعدالة والنزاهة والمحاسبة والديمقراطية هو حلم مقتول لا محالة إن سقط النظام وحكمت المعارضة أو بقي النظام وسقطت المعارضة ، بل مقتول حتما إذا توافقوا معا فهم لن يتوافقوا إلا على باطل يجمعهم ثقافة وسلوكا، طالما أن من يعارض النظام يعارضه بثقافة النظام ذاتها، لكن هذا الشعب حصر حلمه الصغير بأن لا يرى  شخوص القتل والإجرام ، و أمل في تبديل الجلاد والسياف والسجان ومع ذلك خسر حلمه الصغير هذا على أيديكم .
ما سيجري في كل حال هو استبدال استبداد باستبداد جديد وفساد بفساد آخر … وكفانا  اتهاما للآخرين … فأنتم يا مجلس الرياض وقبله الائتلاف والمجلس الوطني ، وبشخوصكم التي تتكرر ذاتها، لم تكونوا يوما معارضة للنظام بل معارضة لشخوص النظام من داخل ثقافة النظام وبقيمه ذاتها، ولم تكونوا ممثلين للتغيير الذي يطمح به الشعب، ولم تجسدوه في سلوككم يوما حتى عندما سنحت لكم الفرصة، بل كنتم وستبقون طلاب سلطة فساد واستبداد واختلاس وتشبيح على الشعب. والدول التي تساعدكم لا تعرف الحرية ولا الديمقراطية ولا تحترم كرامة وحقوق شعوبها ذاتها فكيف ستحترم كرامة وارداة شعب آخر … إنها سعيدة بأمثالكم لكي تقضي على أمل شعوبها بالتغيير . فأنتم الأبطال الحقيقيين الذين يستحقون التكريم في نظرها. بينما تموت النساء والأطفال تحت الحصار وفي خيم التشرد دون تفكير حتى في إغاثتهم من دول تبذر مئات المليارات .
نحن نفهم أن السلطة هي ما تنشدونه من وراء معارضتكم ، فكل فرد منكم قد عبر عن تمسكه بالزعامة والسلطة بشكل يشبه بشار ، وصراعكم وتنحاركم لم يكن يوما على شيء آخر غير تخاطف المنافع والسلطة، بدليل توحدكم أخيرا بكل ألوانكم على بقاء النظام بشرط أن تكون لكم حصة فيه بضمانات دولية ،
نعم أنتم كلكم بشار وخلافكم معه لم يك إلا سحابة صيف وسوء تفاهم، ومن الطبيعي أن تنتهوا لهذا الوفاق والتآخي معه ، ومن الطبيعي أن يعود الحبيب للحبيب ، عملا بقول الشاعر
( بدل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول )
كل شهداء الثورة وكل تضحياتها لا قيمة لها عندكم ، لأنها سقطت خطأ في مكان ومعركة خاطئة ومؤسفة  بين النظام والنظام… نحن ندرك أننا قد خسرنا معركة الحرية والكرامة منذ أن شاهدنا سلوك المجلس الوطني والائتلاف ووحدة تنسيق الدعم ، والحكومة المؤقتة والمجلس العسكري الأعلى ، وأمراء الحرب، وكذلك نوع العدالة وسلطة القانون التي سادت في المناطق المحررة، ومستوى العمل المؤسسي والنزاهة التي سادت العمل الإغاثي … اليوم مطلوب منكم ومن الدول الراعية ، فقط تنظيف سجن الأسد وشركائه وإعادة الخدمات إليه لكي يعود السجناء لقيودهم وبدلاتهم الجزائية ومهاجعهم، ربما يتابعوا حياتهم تحت سلطتكم …. فهل ستفعلون؟ هل تعدوننا باعادة تشغيل سجن كبير كان اسمه سوريا …
إحذروا ذلك لأن السوريين قد يفكروا ويخططوا لثورة جديدة ، عندها لابد ستقتلوهم كما قتلهم بشار فأنتم الثورة والشرعية والديمقراطية ومن يعارضكم هو ارهابي حتما، إحرصوا على استبعاد أكبر قدر من السوريين عن سجتكم ، فما تبقى من سجناء في حظيرتكم يكفوكم … وقد يسكتوا طويلا وقد يفكروا بثورة أخرى ضدكم أيضا لا ندري … لكنهم إذا فعلوا فلن ينتجوا قادة من أمثالكم أبدا لأنهم تعلموا الدرس؟ والمؤمن لا يلدغ من حجر مرتين .
وكل ثورة وأنتم بخير .

0 comments:

دعوة وصرخة لاخراج جميع المقرات والحواجز الأمنية

تل تمر
تل تمر
"دعوة وصرخة"، لاخراج جميع المراكز والمقرات والحواجز الأمنية للفصائل المسلحة (الحكومية والأهلية) من داخل مدن وبلدات محافظة الحسكة: بعد سلسلة طويلة من العمليات الانتحارية الإرهابية عبر السيارات، شهدتها معظم مدن وبلدات ومناطق محافظة الحسكة منذ بدء الأزمة السورية ،التي تقف خلفها المجموعات الإرهابية داعش وغيرها، أوقعت حتى الآن مئات القتلى والجرحى جلهم من المدنيين الأبرياء ومن جميع أطياف ومكونات المحافظة. آخرها حصلت في بلدة تل تمر يوم الخميس الماضي، أحدثت مجزرة حقيقية مروعة بحق الأهالي، وهي لن تكون الأخيرة. هذه العمليات الارهابية غالباً تستهدف المقرات والحواجز والمراكز الأمنية والعسكرية (حكومية) ، (كردية أسايش وقوات حماية) ، عربية( دفاع وطني)، آشورية سريانية مسيحية(سوتورو). بالنظر لفشل كل الإجراءات والاحتياطات الأمنية في وقف هذه العمليات الإرهابية الدموية وحماية الأهالي من خطرها ودمارها، بات من الضرورة، وحرصاً على أمن وسلامة الأهالي المدنيين، إخراج المقرات والمراكز والحواجز الأمنية لجميع هذه الفصائل المسلحة (الحكومية والأهلية) من داخل المدن والبلدات وإعادة تمركزها في الأطراف بعيداً عن المناطق والتجمعات السكنية المأهولة. مثل هذا الاجراء من شأنه أن يجنب ليس المدنيين فقط خطر التفجيرات الارهابية فحسب وإنما هو سيحمي عناصر الفصائل المسلحة ذاتها. ففي حال كون المقرات والمراكز خارج وفي أطراف المدن والبلدات يسهل كشف وملاحظة السيارات والأشخاص المشبوهة التي تتجه اليها وتستهدفها. نتمنى أن تجد دعوتنا أو بالأحرى صرختنا هذه آذان صاغية لدى جميع المعنيين بها. أنها صرخة ضمير وحس وطني و إنساني ، تعكس رغبة وطلب معظم أهالي محافظة الحسكة بكل مكوناتهم القومية والدينية والسياسية ..

سليمان يوسف

0 comments:

إسقاط المرشح الآشوري الوحيد عبد الأحد اسطيفو

لا مستقبل سياسي للمكونات الصغيرة مع ديمقراطية الغالبية العددية في الدول والمجتمعات العربية الاسلامية. وإلا بماذا يمكن تفسير إسقاط المرشح الآشوري الوحيد (عبد الأحد اسطيفو) العضو الدائم في الهيئة السياسية للاتلاف المعارض عن المنظمة الآثورية الديمقراطية ، في انتخابات مؤتمر المعارضات الذي عقد في الرياض لاختيار "الهيئة العليا للتفاوض مع النظام". إذا كانت هذه هي المعاير الديمقراطية لدى النخب السياسية المعارضة فأي فرص فوز سيكون للمرشحين الآشوريين ( سريان/كلدان) وللمسيحيين عامة إذا ما أجريت انتخابات عامة برلمانية ومحلية في سوريا الجديدة .. إسقاط المرشح الآشوري من قبل الغالبية العربية الإسلامية ، يجب أن يكون عبرة يدفع الآشوريين والمسيحيين وبقية المكونات السورية الصغيرة الى التمسك بنظام ( الكوتا - المحاصصة) لضمان تمثيلهم العادل في جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في سوريا الجديدة ..

سليمان يوسف

0 comments:

بين أمة محمد وأمة علي

 بين "أمة محمد" و"أمة علي"
ضعنا وضيعونا وضاع الوطن السوري بين "أمة محمد" و"أمة علي" : مؤتمر المعارضات السورية في الرياض كرس حالة الاستقطاب والانقسام (الشيعي- السني) في سوريا والمنطقة.. وذلك باختيارها( الرياض) عاصمة المملكة العربية السنية الوهابية مرجعية نهائية لها وتسليم قرارها السياسي والعسكري الى حكام السعودية لتحتمي وتتحصن بهم ، وبهذه الخطوة لم بعد لهذه المعارضات العربية والاسلامية السنية مرجعية وطنية سورية، حتى أنها تخلت عن مرجعيتها القومية العربية المتمثلة بالقاهرة حيث مقر الجامعة العربية!! ... وبهذا تكون هذه المعارضات تساوت مع النظام السوري ذات الرأس العلوي الشيعي (بشار الأسد)، الذي أخذ من طهران عاصمة ولاية الفقيه( ايران الشيعية) مرجعية نهائية له وحصناً منيعاً يحتمي به ، في تكريس وتجذير حالة الانقسام الشيعي – السني، اي بين أمة محمد وأمة علي في سوريا والمنطقة ..

سليمان يوسف

0 comments: