‏إظهار الرسائل ذات التسميات الاكراد. إظهار كافة الرسائل

نوروز مناسبة للفرح والتسامح، أم فرصة لنشر الكراهية العرقية؟





شعوب عديدة تحتفل بعيد عيد نوروز ( اليوم الجديد)، الذي يصادف 21 آذار من كل عام ، مثل الفرس والاكراد والأفغان والآذاريين والطاجيك والبلوش. تعود جذور هذا العيد القديم الى (الديانة الزرادشتية). كان يحتفل أتباعها بانتهاء فصل الشتاء ، أشهر البرد والسبات، وانبعاث الحياة من جديد في الطبيعة مع بدء فصل الربيع والاعتدال في آذار. لا الأكراد ولا غيرهم من الأقوام والشعوب التي تحتفل بعيد النوروز، لديه وثائق ومستندات تاريخية، توثق للعيد أوتبين حدث تاريخي (سياسي او عسكري أو اجتماعي) محدد بالزمان والمكان يرتبط بعيد النوروز وتؤرخ له، كما هو حال الأعياد الدينية المعروفة لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين. كل ما يحكى ويُروى عن نوروز لا سند علمي أو تاريخي له، إنما هو من نسج الخيال والحكايات الشعبية والقصص والاساطير والملاحم الشعبية، تناقلتها الاجيال. لكل قوم رؤيته ومفاهيمه ودلالاته الرمزية الخاصة بهذا العيد، تتوافق وتنسجم مع تاريخه وثقافته وتخدم الاهداف السياسية والاجندة القومية التي يريدها من الاحتفال بعيد النوروز. لا بل، داخل كل شعب نرى أكثر من تصور لمعاني ودلالات هذا العيد. من بين الروايات الكردية لعيد النوروز، تلك التي تُبرز "كاوا الحداد"،كشخصية اسطورية، ثارت وانتصرت على ملك آشوري، تصفه بـالشرير، مارس الظلم والقهر على الكرد. تقول الرواية " كان هناك ملكُ اشوري شريّرُ يسَمّى (الضحاك). هذا الملك ومملكته قد لُعِنا بسبب شرِّه. حتى الشمس رَفضتْ الشْروق وكان من المستحيلَ نَمُو أيّ نبات. كان لدى الملك (الضحاك) لعنةُ إضافيةُ وهي امتِلاك أفعيين رَبطتا بأكتافِه. عندما كَانتْ الأفاعي تجوع، كَانَ الملك يشعر بألمِ عظيمِ، والشيء الوحيد الذي يَرضي جوعَ الأفاعي كَانتْ أدمغةَ الأطفال. لذا كان كُلّ يوم يقتل اثنان من أطفالِ القُرى المجاورة ويقدم أدمغتهم إلى الأفاعي. كاوى كَانَ الحدادَ المحليَّ الذي كُرِهَ الملكَ لأنه قتل 16 مِنْ أطفالِه الـ17 الذين ضُحّي بهم لأفاعي الملكَ.... كبر الأطفال في الجبال وخلق كاوى منهم جيشاً لا يهزم بهدف القضاء على الملكِ الشريّرِ. وعندما أصبحت اعدادهم عظيمة، نَزلوا مِنْ الجبالِ واقتحموا القلعةَ. وكان كاوى قد أخذ على عاتقه إنزال الضربةَ القاتلةَ بالملكِ الشريّر (الضحاك). وكانت إشارة البدء بالثورة هي إضرام النار في قمة الجبل، ذلك الصباح بدأت الشمس بالشروق ثانية وأزهرت النباتات من جديد وبات ذلك اليوم هو يوم عيد النوروز. عيد الكرد وسائر شعوب المنطقة". هكذا، في الوقت الذي يُطلب وينتظر تحرير العلاقة (الكردية – الآشورية) من رواسب وتراكمات الماضي السلبي ومد جسورالثقة والتعاون السياسي والثقافي والمجتمعي والاقتصادي، بما يعزز اسس التآخي وأواصر العيش المشترك بين الشعبين المتجاورين في الجغرافيا والتاريخ، قامت مجلة (مزكين) الكردية للأطفال، بعددها (78) 15 آذار 2018، بنشر هذه الحكاية الكردية الشعبية المسيئة جداً للشعب الآشوري. مجلة (مزكين) تصدرها (مؤسسة روناهي في شمال سوريا)، وهي من المؤسسات الثقافية الاعلامية التابعة لـ(حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردي، الذي يدير كـ"سلطة أمر واقع " ما يسمى بـ"الادارة الذاتية الديمقراطية- الكردية" التي اعلنها في الشمال السوري". الرواية الكردية، تفتقر الى المصداقية والتوثيق. فهي لا تحدد زمان ومكان وقوع أحداثها. ما من (وثيقة تاريخية) تشير الى ظهور ملك آشوري باسم (الضحاك). أنها مجرد أسطورة " خرافة" لا تمت للواقع بشيء ولا اساس لها في التاريخ. ونحن نتناول الرواية الكردية المتعلقة بعيد النوروز، نتساءل: هل قدرت هيئة تحرير مجلة "مزكين" التأثير السلبي والخطير لهكذا رواية، مسيئة للشعب الآشوري، على مشاعرالطفل الكردي تجاه الطفل الآشوري، وهما يجلسان معاً على ذات المقعد الدراسي ؟؟. شعار المجلة " الاطفال مستقبلنا". لأي مستقبل ولأي نوع من العلاقة (الكردية – الآشورية) تسعى، ما يسمى بالإدارة الكردية، من خلال قيام مؤسساتها الثقافية والاعلامية (مؤسسة روناهي) نشر رواية في مجلة للطفولة، مسمومة ببذور الحقد والكراهية العرقية؟؟ . نشأة الاطفال في بيئة ثقافية واجتماعية مشوهة ومشحونة بثقافة الحقد والكراهية العرقية، تنسف مصداقية المؤسسات الثقافية والسياسية والمجتمعية والمدنية التابعة لما يسمى بالإدارة الكردية، لجهة العمل على تعزيز "أخوة الشعوب" وإحقاق مشروع "الأمم الديمقراطية". الأمر سيكون أكثر سوءاً وخطورة، إذا ما أُدرجت هذه الرواية السيئة، ضمن مناهج التعليم في المدارس الخاضعة لسلطة "الأمر الواقع" الكردية. الكثير من الأخوة الكرد، يشتمون ويهاجمون كل من يشير الى المشاركة الكردية، الى جانب الاتراك العثمانيين، في المذابحوعمليات (الابادة الجماعية) لعام 1915 بحق مسيحيي السلطنة العثمانية، من آشوريين(سرياناً وكلدناً) وارمن وغيرهم، علماً أن الابادة حصلت وهي موثقة بتفاصيلها وأحداثها والعديد من الشهود على تلك المذابح والناجين منها مازالوا أحياء يعيشون بيننا، وقد اعترفت بها عشرات من دول العالم. بعد أيام (24 نيسان) تحل ذكراها الثالثة بعد المئة. الشاتمون الكرد ، يجدون في الاشارة الى المشاركة الكردية بالجرائم الانسانية التي ارتكبت بحق مسيحيي السلطنة العثمانية الاسلامية، اساءة للشعب الكردي وتشويهاً لتاريخه. لا أدري ماذا سيقول هؤلاء الكرد عن قيام مجلة "مزكين" الكردية، بنشر حكاية اسطورية، كاذبة سخيفة، لا من عاقل يقبلها ويصدقها، لا تمت الى الواقع والحقيقة بشيء، الهدف الاساسي وربما الوحيد من نشرها، هو الاساءة للشعب الآشوري وتصوريه على أنه العدو التاريخي للكرد. نشر هكذا روايات مسمومة، يندرج في اطار نهج التسيس للتاريخ ، وبهدف ترسيخ ثقافة الانتقام لدى الانسان الكردي من الشعب الآشوري ؟؟
أخيراً: هل ستتحرك "هيئة أو وزارة حقوق الانسان" في ما يسمى بـ"الإدارة الذاتية" الكردية، للضغط على "مؤسسة روناهي في شمال سوريا " وارغامها على تقديم "اعتذار" صريح للشعب الآشوري (سرياني/كلداني) عن الاساءة التي لحقت به جراء نشر الرواية المشارة اليها في مجلة "مزكين" ؟؟
المصدر: إيلاف

08/04/2018
سليمان يوسف يوسف.. باحث سوري مهتم بقضايا الاقليات

أميركا وحلفاؤها الأعداء (أتراك- أكراد)


أميركا وحلفاؤها (أتراك- أكراد)


الفرات ودجلة نهران توأمان ينبعان من (الهضبة الارمنية) المحتلة من قبل الدولة التركية. معاً، يرسمان (بلاد مابين النهرين) موطن الأكاديين(الآشوريين- البابليين). الفرات/أفرت، كلمة سريانية تعني (الخصب والنمو). بابل كانت أعظم مدينة على شواطئ نهر الفرات. ضفاف هذا النهر شهدت الكثير من المعارك بين الجيش الآشوري وجيوش الغزاة القادمين من الغرب والشرق. ابرز تلك المعارك،المعركة التي انتصر فيها القائد الآشوري/البابلي (نبوخذ نصر) على (فرعون نخو) المصري 605 ق.م . لأهميته الحيوية في حياة سكان بلاد ما بين النهرين، ذُكر نهر الفرات في الكتب المقدسة.
بدأ التاريخ يعيد نفسه على هذا النهر الطويل العابر لحدود العديد من الدول.الحرب السورية الراهنة، بمفاعيلها المختلفة والتدخلات الخارجية فيها ،اعادت للنهر أهميته السياسية والعسكرية الى جانب أهميته الاقتصادية، وقد تجعل منه حدوداً وخرائط لكيانات سياسية جديدة تقوم على أنقاض الدولة السورية، الممزقة اليوم بين القوى (الاقليمية والدولية) المتصارعة على ارضها. منطقة شرقي الفرات، المعروفة بـ(الجزيرة السورية)، تشكل ثلث مساحة اراضي الدولة السورية وتحوي نحو 80% من مخزون النفط والغاز السوري، باتت منطقة نفوذ لأمريكا، حيث اقامت فيها الكثير من القواعد العسكرية وحددت نهر الفرات "خطاً أحمر" يفصل شرق الفرات، كمنطقة نفوذ لها، عن مناطق نفوذ النظام وحلفاءه الروس والايرانيين. وسط هذا التجاذب الاقليمي والدولي وتعارض الارادات السياسية حول الازمة السورية، برز (حزب الاتحاد الديمقراطي- pyd)الكردي، متصدراً المشهد السياسي والعسكري في منطقة شرق الفرات، مستفيداً من تجربة الحزب الأم (حزب العمال الكردستاني pkk- تركيا)، ومن التناقضات بين أطراف الصراع في سوريا. كما هو معلوم، لتحييد (الشارع الكردي) عن معركة الصراع على السلطة، سلم النظام السوري للبيدا ومن دون قتال معظم مدن وبلدات محافظة الحسكة. نجاح حزب الاتحاد الديمقراطي في إخراج (المرأة الكردية) من تحت "العباءة الاسلامية" الى ساحات المعارك وجبهات الحرب للقتال الى جانب الرجل، التنظيمات الاسلامية المتشددة والارهابية مثل (داعش والقاعدة والنصرة)، جعله يحظى بتعاطف غربي و نيل ثقة الامريكان، كشريك لهم في الحرب على الارهاب. وقد تكفلت الادارة الامريكية بمد الجناح العسكري للحزب (قوات حماية الشعب YPG)، عماد ما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، بالمال والسلاح وحمايته من هجمات النظام وحلفاءه. بالفعل، خلال الاسابيع الماضية، قام الطيران الامريكي أكثر من مرة باستهداف قوات روسية وايرانية وقوات النظام وميلشيات مواليه له، حاولت التقدم شرقاً نحو قوات سوريا الديمقراطية. ادارة ترامب لن تترك موسكو تنفرد بملف الأزمة السورية. هي تربط تفكيك قواعدها وسحب قواتها بـ"حل سياسي" ينهي حكم الأسد ويكفل خروج القوات الايرانية وجميع الميليشيات المرتبطة بها من سوريا. هذه شروط تعجيزية ستأخذ امريكا منها ذريعة لإطالة أمد وجودها العسكري في شرقي الفرات، ربما لعقود، ولأهداف لم تكشف عنها بعد. تركيا، التي تضم أكبر تجمع كردي في المنطقة، ترى في تنامي قوة ونفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي تهديداً لأمنها القومي. هي تخشى أن يذهب الامريكان بعيداً في دعمهم العسكري والسياسي لحزب، ترى فيه امتداداً لحركة كردية تركية انفصالية (حزب العمال الكردستاني- pkk) وهي تخشى من أن ينتقل السلاح الامريكي من أكراد pyd الى أكراد الـ pkk . الاحتضان الامريكي لحزب الاتحاد الديمقراطي لم يمنع تركيا من توجيه ضربات سياسية وعسكرية موجعة للحزب. قبل نحو عام قصفت طائرات تركية مواقع عسكرية تابعة لقيادة وحدات حماية الشعب YPG الجناح العسكري لـ PYD في جبل كرا تشوك القريب من القاعدة العسكرية الامريكية في رميلان . الضغوطات التركية المستمرة على الدبلوماسية الروسية وعلى المعارضات السورية، نجحت حتى الآن بحرمان البيدا من المشاركة في جلسات الحوار والمفاوضات بين النظام والمعارضات في (جنيف وسوتشي والآسيتانة). تحت ضغط شبح (الملف الكردي)، ولقطع الطريق أمام المشروع القومي لأكراد سوريا، دفعت تركيا بجيشها للتوغل في عمق الاراضي السورية في أكثر من منطقة حدودية ( (جرابلس ، الباب، عفرين) وهي تهدد بغزو (منبج) وملاحقة مسلحي YPG حتى نهر الدجلة على الحدود العراقية.
امتداد سيطرة "قوات حماية الشعب" الكردية، في الجغرافيا السورية في عمق التجمعات العربية، مثل منبج والرقة وشرق الفرات حتى الحدود (السورية – العراقية)، تصب في صالح حزب الاتحاد الديمقراطي، لجهة تأكيده على أن الأكراد السوريين هم جزء من الشعب السوري ولا نية لديهم بالانفصال وبأن مشروعهم الفدرالي هو مشروع ديمقراطي لكل السوريين وفي اطار الدولة السورية الواحدة. بيد أن السلوك (السياسي والدبلوماسي) للحزب يأتي خلافاً لما يعلنه. بدءاً من انفراد الحزب بإعلان "الادارة الذاتية" ومن ثم "الفدرالية" للمناطق الخاضعة لسيطرته، بتسميات دخيلة على التاريخ السوري "غرب كردستان - روج آفا "، ومن دون مراعاة مواقف ومصالح بقية مكونات المنطقة ، مثل الآشوريين والعرب والارمن. الغاء المنهاج الحكومي الرسمي وفرض المنهاج الكردي في المدارس التي استولى عليها. رفع صور زعيم حزب العمال الكردستاني "عبدالله أوج آلان " على مقراته ومراكزه الحزبية والعسكرية ودوائره المدنية. دبلوماسياً تتنشط ممثليات ومنظمات الحزب في الخارج وكأن المقاطعات السورية التي يديرها هي دويلات بذاتها. ما يعزز الشكوك والاعتقاد بوجود نوايا أو "نزعة انفصالية" لدى حزب الاتحاد الديمقراطي، تصريحات بعض قادته حول مشاريع الحزب. كتلك التي أدلت بها (هدية يوسف) في ايار 2017 لصحيفة "الأوبزرفر" البريطانية: "إنَّ الوصول إلى البحر المتوسط ضمن مشروعنا في شمالي سوريا، وهو حقٌّ مشروع لنا". وعند سؤال هدية عمَّا إذا كان ذلك يعني مطالبة الولايات المتحدة بتقديم دعمها السياسي لهم من أجل الحصول على طريقٍ تجاري يصل إلى البحر، بمجرد أن يساعدوها على استئصال داعش من شمالي سوريا، أجابت "بالطبع". مثل هذه التصريحات، غير المحسوبة النتائج ، تعزز مخاوف الاتراك وتزعزع ثقتهم بحليفهم الامريكي، وتجعل الدولة التركية غير مطمئنة للسياسات الامريكية في المنطقة. فرغم النفي المستمر للإدارات الامريكية لوجود نية أو خطط لديها لتقسيم دول المنطقة، الاتراك يخشون من استراتيجية جديدة لأمريكا بعد غزوها للعراق 2003، تقوم على تقسيم العراق وسوريا ومن ثم تركيا وايران لأجل إقامة ما يسمى بـ "كردستان الكبرى" ، في اطار هذه الاستراتيجية يضع الاتراك الدعم الامريكي لأكراد العراق و سوريا. المفارقة في المشهد، أن مخاوف الاتراك من حليفهم الامريكي لا يعني بأن أعدائهم من الاكراد مطمئنين كثيراً للسياسات الامريكية في سوريا . (اكراد الـ pyd)، الشريك الصغير لأمريكا في حربها على الارهاب، يخشون، بعد الانتهاء من الحرب على داعش، من أن تتخلى أمريكا عنهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، (منبج ومنطقة شرق الفرات)، كما خيبت آمالهم وتخلت عنهم في عفرين، حيث تركتهم مكشوفين يواجهون عدوان الغزو التركي ومرتزقته من ما يسمى بـ"فصائل الجيش السوري الحر".

03/03/2018

سليمان يوسف


المصدر : إيلاف

مهزلة 'الدستور الجديد' لسوريا



مهزلة الدستور الجديد لسوريا



امريكا اعلنت صراحة، بأنها لن تخرج من شرقي الفرات، الغنية بالنفط والغاز والثروات الزراعية، حتى بعد القضاء على عصابات داعش ،حيث لها العديد من القواعد العسكرية لدعم وحماية حلفائها من المليشيات المحلية (قوات سوريا الديمقراطية). امريكا أصبحت تتحدث عن "إعادة إعمار" هذه المناطق بدون العودة للنظام السوري وحكومته بدمشق، وهي تربط سحب قواتها بحل سياسي ينهي حكم الأسد ويكفل خروج القوات الايرانية وجميع الميليشيات المرتبطة بها من سوريا ويضمن مصالح وحقوق حلفائها في قوات سوريا الديمقراطية ، وبشكل خاص أكراد حزب الاتحاد الديمقراطي ، الذي تشكل قواته عمادها الأساسي . شروط ومطالب الامريكان تصطدم برفض النظام وداعميه (الروس والايرانيين). تركيا، الرافضة بقوة لمشروع الفدرالية الكردية في الشمال الشرق السوري، ولأجل ضرب هذا المشروع، احتلت مناطق سورية حدودية (جرابلس- الباب) ومنذ اسابيع تشن عدواناً على عفرين بهدف السيطرة عليها وطرد منها قوات حماية الشعب الكردية، حتى أنها هددت باجتياح منبج بعد عفرين وضرب القوات الامريكية ما لم تنسحب من المدينة الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية . التدخل العسكر التركي زاد الوضع السوري تعقيداً وتشابكاً. تركيا ، كما امريكا، لن تسحب قواتها قبل أن تحقق أهدافها ، الأمنية والسياسية، في سوريا. روسيا تعتبر تدخلها العسكري في سوريا شرعياً لأنه تم بموافقة حكومة دمشق ووقعت معها اتفاقية دفاع مشترك لمدة 49 عام. نظام (ولاية الفقيه) في طهران يعتبر سوريا حجر الاساس في مشروعه الشيعي (الهلال الشيعي) ، الذي يعمل عليه في المنطقة، لهذا ايران لن تخرج من سوريا لو الجميع طلبوا منها وقاتلوها .. إزاء هذا الوضع السياسي والعسكري المعقد والمتشابك في سوريا، أليست مهزلة لا بل "أم المهازل" أن يتحدث الروس عن أن مؤتمر سوتشي نجح في توافق المشاركون على تشكيل "لجنة دستورية" لوضع دستور جديد لسوريا ما بعد الحرب، وأن يشغلوا معهم ممثل الأمم المتحدة الى سوريا (دي مستورا) كذلك المعارضات والموالاة وكل المعنيين بالقضية السورية، بتشكل هذه اللجنة؟؟. اليس من المعيب والسخرية الحديث عن دستور جديد لسوريا وهي ممزقة بين جيوش غازية لدول عديدة (امريكا - روسيا- تركيا- ايران) ، لكل دولة أهداف وأجندات ومصالح خاصة، تتعارض مع أهداف ومصالح الدول الأخرى، وقد يتحول هذا التمزق الى تقسيم أمر واقع للدولة السورية ؟؟؟. متى يستفيق السوريون (موالاة ومعارضة) من غفوتهم ويدركوا بان الجميع يستهزئ بهم وبمستقبلهم و يتاجر بدمائهم ؟؟؟


14/02/2018

سليمان يوسف

العشائر العربية في الجزيرة السورية تفقد ثقتها بالنظام الحاكم




حزب المحافظين الديمقراطي - القامشلي



العشائر العربية في الجزيرة السورية تفقد ثقتها بالنظام وبحزب البعث العربي الحاكم.. وتنظم نفسها في اطار حزب جديد (المحافظين الديمقراطي) الذي اعلن عنه مؤخراً وافتتح مكتب له الخميس 28/08/2017 وسط مدينة القامشلي.. وفق القيادي في الحزب( بسمان العساف) ، " تأسيس الحزب جاء رداً على تهميش العشائر العربية ولأجل أن تأخذ دورها بالمشاركة في الحل السياسي للأزمة السورية ، والحزب منفتح على جميع القوى السياسية والحزبية في الجزيرة وعموم سوريا ".. يبدو لي ومن خلال كلام السيد العساف بأن العشائر العربية قد فقدت ثقتها بحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم وهو حزب قومي عربي وكان للعشائر حضورها القوي الفاعل فيه، بعد انقلاب الاسد الأب على السلطة 1970 حيث أعاد للعشائر اعتبارها ودورها ومكانتها في المجتمع السوري على حساب القوى والتيارات الوطنية المدنية ... فهل ستنجح العشائر العربية، المستاءة من حكم بشار الأسد بسبب تسليمه منطقة الجزيرة لميليشيات حزب (الاتحاد الديمقراطي) الكردي ، في سحب البساط من تحت أقدام النظام وحزبه ( البعث) في الجزيرة ؟؟؟ ... ما هو موقف حزب (المحافظين الديمقراطي ) العشائري، من ما يسمى في "الادارة الذاتية الكردية" في الجزيرة ؟؟... ما يهمنا ويهم كل أبناء الجزيرة السورية بمختلف طيفهم القومي والديني والسياسي ، أن يكون الحزب الجديد (المحافظين الديمقراطي) صمام أمان للسلم الأهلي والمجتمعي في الجزيرة. يتمسك بالهوية السورية للجزيرة وان يكون عامل قوة عنصر فاعل في التيار الوطني السوري ، وأن لا يستنسخ تجربة حزب البعث العربي في الانحياز والتعصب للعروبة والإسلام ...



سليمان يوسف

القامشلي السورية 'مدينة محايدة'




القامشلي السورية "مدينة محايدة"
مدينة القامشلي

القامشلي السورية "مدينة محايدة":
المشهد السياسي والعسكري والمجتمعي والاقتصادي، يبدو فريداً بمدينة القامشلي. تضم العديد من الميليشيات والتشكيلات العسكرية ، المعارضة والموالية، ولمختلف المكونات والقوميات المتعايشة فيها، الكردية والاشورية/السريانية والأرمنية والعربية. الى جانب جيش النظام. القامشلي ممر آمن للقوات الامريكية والروسية والايرانية .. في القامشلي، تتنشط العديد من الأحزاب والحركات السياسية، والتجمعات والمنظمات المدنية، الموالية والمعارضة، ولمختلف مكونات والقوميات.. في القامشلي تعمل العديد من المنظمات الدولية المعنية بشؤون الاغاثة والخدمات الانسانية.. في القامشلي، تتعايش دولتان واحدة شرعية، دولة ( بشار الأسد)، واخرى غير شرعية (دولة أمر الواقع/دولة صالح مسلم). ابن القامشلي حر في ان يلجأ لدولة بشار او لدولة مسلم في إدارة شؤونه.(باستثناء الوثائق الرسمية المعترف بها، فهي محصورة بالدوائر الحكومية الرسمية). مازال تمثال الدكتاتور الراحل (حافظ الأسد) مرتفعاً وسط المدينة ( ساحة سبع بحرات) ليس بعيداً عنه ترتفع صور الدكتاتور القادم (عبدالله أوج آلان) زعيم حزب العمال الكردستاني/تركيا . لا ترى صور لشخصيات آشورية سريانية لأن لا زعامات لهم، سياسية اوغير سياسية.. في القامشلي يعيش من جميع الطوائف والديانات والقوميات والمذاهب ومن مختلف المحافظات السورية. ولأنها مدينة محايدة،- كما هو حال سويسرا- فهي ترحب بكل من يطلب الاقامة والحماية واللجوء السياسي والانساني، من المعارضات ومن الموالاة، حتى لو كان الدكتاتور (بشار الأسد)، ومن اي دولة اخرى في العالم الشرقي والغربي، حتى من الجارة اسرائيل. ولأنها مدينة محايدة، مسموح للساكنين فيها التعامل بجميع العملات الأجنبية.. وأن يرفعوا اي علم او راية يختارونها. ولأن القامشلي مدينة محايدة ليس فقط سياسياً وإنما دينياً ايضاً، مسموح لك التبشير باي دين أو مذهب وأن تتبع اي دين وحتى تغير ديانتك وتتزوج زواج مدني..بقس عليكم أن تعرفوا ، أن هذا الحياد لا يعني بان سكان القامشلي يعيشون في (فردوس ديمقراطي)، ولا يعني بان مصير ومستقبل مدينتهم محسوم.. لكم طيب التحية من القامشلي، مدينة الحب والجمال، عروسة الجزيرة السورية..



سليمان يوسف

على هامش 'معركة عفرين' السورية



حرب تركيا على عفرين
حرب تركيا على عفرين

على هامش "معركة عفرين" السورية:

الأوربيون الكاثوليك ومعهم(البابوية)، سلموا "القسطنطينية"، عاصمة المسيحية الأرثوذكسية في زمن الامبراطورية الرومانية، إلى المسلمين العثمانيين 1453(سلموها برفضهم تقديم الدعم العسكري للرومان لفك حصار العثمانيين للقسطنطينية ، الذي دام شهوراً).. الروس، غدروا بالآشوريين المسيحيين 1914 بتخليهم عنهم في اقليمي "اورمي وهيكاري" الآشوريان، وتركهم يواجهون الموت على ايدي الجيش التركي العثماني المسلم. الانكليز الذين زجوا بالآشوريين في الحرب العالمية الأولى كحليفهم ضد الامبراطورية العثمانية ،دفنوا حلم "الدولة الآشورية"، التي وعدوا الآشوريين بها . لا اعتقد بأن سياسات ومواقف الدولة الروسية والدول الاوربية الغربية ومعها امريكا، قد تغيرت حيال مصير ومستقبل الآشوريين (سريانا/كلدنا) ومسيحيي سوريا و مسحيي المشرق عموماً. لهذا ليس بغريب على حكومات هذه الدول، الباحثة عن مصالحها أولاً وأخيراً، أن تتخلى اليوم عن حلفائها الأكراد وتركهم يواجهون الموت على ايدي الجيش التركي العثماني ، وربما لاحقاً على يد الجيش العربي السوري.

22/01/2018

سليمان يوسف

العلاقة (الآشورية - الكردية )




العلم الآشوري والكردي


بحكم التاريخ والجغرافيا، اختلط الآشوريون (المتحدرون من أصول سامية) مع الكرد (المتحدرون من أصول آرية)، وتأثر كل منهما بثقافة وعادات الآخر، الى درجة يصعب في بعض مناطق "بلاد آشور- بلاد ما بين النهرين" و"كردستان" تميز الانسان الآشوري عن الكردي. غدا "الانتماء الديني" وحده العلامة الفارقة، بعد استحالة التمييز والفصل بينهما على اساس العرق

عندما تتحول الضحية الى جلاد, الأكراد نموذجاً

الصورة من تل أبيض
عندما تتحول "الضحية" الى "جلاد" ، (الأكراد) نموذجاً : المتتبع للاعلام الكردي وللأدبيات الثقافية والسياسية الكردية ، يجد بأن الأكراد، الذين كانوا ضحية الاستبداد (السياسي والثقافي والقومي) للحكم العربي، كغيرهم من القوميات الأخرى الغير عربية، آشوريين(سران/كلدان) وارمن وتركمان وشركس، تحولوا اليوم الى جلاد ضحاياهم من الأقوام الأخرى . فمثلما انتهج العنصريون من القوميين العرب سياسية التعريب لجميع مناحي الحياة والتاريخ والجغرافية، بدأ العنصريون من القوميين الكورد ، ينتهجون ذات السياسة الممنهجة في تكريد الجزيرة السورية. آخر منجزاتهم على هذا الصعيد، تكريد هوية واسم بلدة (تل تمر) وتسميتها بـ ( كري خورما) وهي ترجمة حرفية لاسم البلدة من العربية الى الكردية. هذه التسمية الكردية وردت في موقع إخباري كردي http://xeber24.org/nuce/98353.html علماً أن بلدة (تل تمر) حتى سنوات قليلة لم يكن يسكنها أكراد و كانت ذات غالبية آشورية . و(تل تمر) مع جميع القرى الآشورية المنتشرة على ضفاف نهر الخابور هي بالأصل "كامبات" (مخيمات) بناها الأشوريين النازحون من العراق على اثر مذبحة (سيميل) عام 1933 التي ارتكبها الجيش العراقي بحق آشوريي نينوى .. مع هذا نقول : بأن تل تمر مثل سائر مدن وبلدات وقرى الجزيرة السورية هي بلدات ومدن وقرى سورية ويجب أن تبقى سورية أكانت ذات غالبية آشورية سريانية أو عربية أو كردية . طبعاً، نحن مع إعادة الأسماء القديمة والأصيلة( كردية آشورية سريانية ارمنية ) لجميع المدن والبلدات والقرى التي عربها الحكم العربي الاستبدادي .. لكننا نرفض ونعارض أن يقوم العنصريون الكورد يتكريد جميع القرى والبلدات والمدن الواقعة تحت سيطرتهم بحجة وذريعة أنها كانت كردية ، عربها الحكم العربي . فهم بهذه الممارسات الشوفينية يصبحون هم (الجلاد) بعد أن كانوا (الضحية) ،ويسقطون كل شعاراتهم التي تدعو الى الديمقراطية والتعددية والعيش المشترك واحترام حقوق وثقافة الآخر ..

سليمان يوسف

دعوة وصرخة لاخراج جميع المقرات والحواجز الأمنية

تل تمر
تل تمر
"دعوة وصرخة"، لاخراج جميع المراكز والمقرات والحواجز الأمنية للفصائل المسلحة (الحكومية والأهلية) من داخل مدن وبلدات محافظة الحسكة: بعد سلسلة طويلة من العمليات الانتحارية الإرهابية عبر السيارات، شهدتها معظم مدن وبلدات ومناطق محافظة الحسكة منذ بدء الأزمة السورية ،التي تقف خلفها المجموعات الإرهابية داعش وغيرها، أوقعت حتى الآن مئات القتلى والجرحى جلهم من المدنيين الأبرياء ومن جميع أطياف ومكونات المحافظة. آخرها حصلت في بلدة تل تمر يوم الخميس الماضي، أحدثت مجزرة حقيقية مروعة بحق الأهالي، وهي لن تكون الأخيرة. هذه العمليات الارهابية غالباً تستهدف المقرات والحواجز والمراكز الأمنية والعسكرية (حكومية) ، (كردية أسايش وقوات حماية) ، عربية( دفاع وطني)، آشورية سريانية مسيحية(سوتورو). بالنظر لفشل كل الإجراءات والاحتياطات الأمنية في وقف هذه العمليات الإرهابية الدموية وحماية الأهالي من خطرها ودمارها، بات من الضرورة، وحرصاً على أمن وسلامة الأهالي المدنيين، إخراج المقرات والمراكز والحواجز الأمنية لجميع هذه الفصائل المسلحة (الحكومية والأهلية) من داخل المدن والبلدات وإعادة تمركزها في الأطراف بعيداً عن المناطق والتجمعات السكنية المأهولة. مثل هذا الاجراء من شأنه أن يجنب ليس المدنيين فقط خطر التفجيرات الارهابية فحسب وإنما هو سيحمي عناصر الفصائل المسلحة ذاتها. ففي حال كون المقرات والمراكز خارج وفي أطراف المدن والبلدات يسهل كشف وملاحظة السيارات والأشخاص المشبوهة التي تتجه اليها وتستهدفها. نتمنى أن تجد دعوتنا أو بالأحرى صرختنا هذه آذان صاغية لدى جميع المعنيين بها. أنها صرخة ضمير وحس وطني و إنساني ، تعكس رغبة وطلب معظم أهالي محافظة الحسكة بكل مكوناتهم القومية والدينية والسياسية ..

سليمان يوسف

إسقاط المرشح الآشوري الوحيد عبد الأحد اسطيفو

لا مستقبل سياسي للمكونات الصغيرة مع ديمقراطية الغالبية العددية في الدول والمجتمعات العربية الاسلامية. وإلا بماذا يمكن تفسير إسقاط المرشح الآشوري الوحيد (عبد الأحد اسطيفو) العضو الدائم في الهيئة السياسية للاتلاف المعارض عن المنظمة الآثورية الديمقراطية ، في انتخابات مؤتمر المعارضات الذي عقد في الرياض لاختيار "الهيئة العليا للتفاوض مع النظام". إذا كانت هذه هي المعاير الديمقراطية لدى النخب السياسية المعارضة فأي فرص فوز سيكون للمرشحين الآشوريين ( سريان/كلدان) وللمسيحيين عامة إذا ما أجريت انتخابات عامة برلمانية ومحلية في سوريا الجديدة .. إسقاط المرشح الآشوري من قبل الغالبية العربية الإسلامية ، يجب أن يكون عبرة يدفع الآشوريين والمسيحيين وبقية المكونات السورية الصغيرة الى التمسك بنظام ( الكوتا - المحاصصة) لضمان تمثيلهم العادل في جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في سوريا الجديدة ..

سليمان يوسف

مؤتمر الشغب السياسي الكردي

مؤتمر المالكية ( ديريك) السورية
مؤتمر المالكية ( ديريك) السورية

ابرز نتائج مؤتمر المالكية ( ديريك) السورية (مؤتمر الشغب السياسي الكردي) :
1- تشكيل ما سمي بـ " مجلس سوريا الديمقراطية" بهيمنة كاملة عليه من قبل راعي المؤتمر (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وإدارته الذاتية الكردية ) ..2- شجار سياسي /قومي بين ممثلي (حزب الاتحاد السرياني) وممثلي (حزب الآشوري الديمقراطي)، حول هوية واسم الشعب الذي يزعمون بأنهم جاؤوا ممثلين عنه ومدافعين عن حقوقه .. اختلفوا وتشاجروا على تسمية هذا الشعب .. فقد أصر ممثلي الحزب الآشوري الديمقراطي على تسميته بـ( الآشوري) ، بينما أصر ممثلي حزب الاتحاد السرياني على تسميته بـ ( السرياني الآشوري الكلداني الآرامي).. تكريساً وتجذيراً لهذا الانشطار الشيطاني / الطائفي /المذهبي للشعب الواحد تم تخصيص في ما سمي بـ" مجلي سوريا الديمقراطية" التي انبثق عن المؤتمر، مقعد للسريان يشغله حزب الاتحاد السرياني ومقعد للآشوريين يشغله حزب الآشوري الديمقراطي ... يا للعار !!!


سليمان يوسف

الآشوريون ومؤتمر المعارضات السورية في الرياض

الآشوريون ومؤتمر المعارضات السورية في الرياض
عبد الأحد استيفو
يتساءل الكثير من الآشوريين( سريان -كلدان ) عن سبب إقصاء العضو الدائم والمدلل للمنظمة الآثورية (عبد الأحد استيفو) ،في الهيئة السياسية للاتلاف المعارض، عن "الهيئة العليا للمفاوضات" التي انبثقت عن المؤتمر والتي ستفاوض النظام حول حل سياسي للأزمة ووقف الحرب السورية ؟؟.. هل إقصاءه يحمل رسالة سياسية للمنظمة ومن خلفها للآشوريين السوريين ؟ وهل إقصائه سينعكس سلباً على الحصة الآشورية من الكعكة السورية ؟؟؟ أم أن إقصائه يعكس فشل المنظمة في فرض مندوبها الدائم في الوفد المفاوض ؟ ما نخشاه ويخشاه الآشوريون هو أن يختزل التمثيل الآشوري بالممثل المسيحي( جورج صبرا) وأن تختزل قضية الآشوريين المسيحيين ببعض الحقوق والحريات الدينية في سوريا الجديدة التي لن تكون (مدنية ديمقراطية) كما جاء في البيان الختامي للمؤتمر ،هذا إذا ما بقيت سوريا دولة موحدة ؟!

سليمان يوسف

الإجراءات العقابية الروسية ضد تركيا تبدأ من شمال سوريا


سليمان يوسف - جريدة العرب اللندنية
الإجراءات العقابية الروسية ضد تركيا تبدأ من شمال سوريا
  • لدى موسكو أوراق كثيرة لمعاقبة أنقرة على إسقاط طائرتها، ولعل الورقة الأبرز هي السيطرة على شمال سوريا خاصرتها الجنوبية، وفي حال وقع هذا المحظور بالنسبة إلى تركيا فإن ذلك يعني خروجها من المعادلة السورية.
العرب  [نُشر في 09/12/2015، العدد: 10122، ص(2)]

ستندمون

دمشق - تتجه العلاقة بين روسيا وتركيا نحو المزيد من التصعيد، في ظل إصرار موسكو على عدم تجاوز حادثة إسقاط طائرتها، شمال سوريا، ورفض أنقرة تقديم اعتذارها.
وتشهد العلاقة بين موسكو وأنقرة توترا كبيرا، على خلفية إقدام طائرات تركية على إسقاط طائرة روسية في 24 من نوفمبر الماضي، قالت تركيا إنها تجاوزت حدودها فيما نفت روسيا الأمر.
وعلى ضوء الحادثة اتخذت موسكو جملة من الإجراءات العقابية ضد تركيا ذات طابع اقتصادي، مطالبة تركيا بتقديم اعتذار على خطوتها “التي لا يعلم دوافعها إلا الله”، على حد تعبير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما عززت روسيا على ضوء ذلك التطور من منظومتها الدفاعية لدى الجارة الجنوبية لأنقرة، من خلال نشر منظومة “إس 400” الصاروخية المضادة للأهداف الجوية.
إجراءات موسكو لن تقف عند هذا الحد، وفق ما أكده الرئيس فلاديمير بوتين الذي قال في كلمة له مؤخرا “على أنقرة ألا تتوقع أن تقتصر عقوباتنا على الطماطم”.
ويرى محللون وناشطون سوريون أن روسيا تملك ورقة مهمة لمعاقبة تركيا وهي السيطرة على شمال سوريا، الذي هو خاصرتها الجنوبية.
وقد لوحظ خلال الفترة الأخيرة تعزيز روسيا لحضورها العسكري في محافظة الحسكة وتحديدا في مدينة القامشلي على الحدود مع تركيا.
وقال سليمان يوسف وهو كاتب سياسي معروف ومهتم بشؤون الأقليات في سوريا، أمس الثلاثاء، إن التعزيزات العسكرية الروسية التي وصلت مؤخرا إلى مطار القامشلي هي في أحد جوانبها رسالة إلى أنقرة.
وأضاف يوسف “التعزيزات العسكرية الروسية التي باتت على الحدود مع تركيا بدأ يلحظها سكان المنطقة في مطارها المدني الذي بات أشبه بقاعدة عسكرية حربية”.
وأوضح أن “هذه التعزيزات العسكرية الروسية تأتي في إطار دعم وتعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا والذي يهدف إلى حماية النظام السوري وكذلك إلى محاربة المجموعات الإسلامية المتطرفة والتنظيمات المسلحة الأخرى التي تقاتل الجيش السوري، وبالطبع هي أيضا لا شك رسالة واضحة لأنقرة”.
ويتجلى التركيز الروسي على شمال سوريا أيضا في محافظة حلب، حيث كثفت الطائرات الروسية من ضرباتها في هذا الشطر وبخاصة في جنوب حلب، أين توجد الممرات الاستراتجية التي تعتمدها المعارضة الموالية لأنقرة، لاستقدام الإمدادات من الأسلحة والمواد التموينية والطبية.
ولا تقتصر موسكو فقط على الطلعات الجوية، بل تعول على دور النظام وأيضا وحدات حماية الشعب الكردي (العدو اللدود لأنقرة) للمسك بالأرض.
وقد نجح النظام كما الوحدات في تحقيق تقدم على جبهة حلب الجنوبية، حيث تمكنت قوات النظام، في اليومين الأخيرين، من السيطرة على قرى خلصة والحميرة وزيتان في حلب الجنوبية تحت غطاء جوي روسي.
وتعمل موسكو على تهيئة الأرض للوحدات الكردية على جبهات قريتي “كلجبرين”، و“كلرم تراب”، وطريق “كاسيتلو” (شمال حلب) الواقعة تحت سيطرة المعارضة الموالية لأنقرة.
وبدأ مسلحو “الوحدات الكردية”، الأسبوع الماضي، بفضل الدعم الروسي تحركهم في كل من مدينتي عين العرب (شرقي جرابلس)، وعفرين (غربي أعزاز) بريف حلب، بهدف توحيد المدينتين، وإحكام السيطرة على المنطقة الواصلة بينهما.

سونر جاغابتاي: قد تؤمن روسيا الأسلحة للاتحاد الديمقراطي، فرع حزب العمال في سوريا

ويسعى مسلحو “الوحدات”، الذين يسيطرون على مدينة “عين العرب” (كوباني)، للعبور غربي نهر الفرات، تحت غطاء جوي روسي، والسيطرة على مدينة جرابلس، فيما تعرضت المنطقة الواقعة بين مدينتي منبج وجرابلس (تابعتان لحلب) للعشرات من الهجمات الروسية.
وتقول مصادر محلية إن بلدات “دير جمال” و“مريمين”، و“مالكية” و“زيارة” الواقعة شرق مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة المعارضة، تتعرض بدورها منذ أكثر من أسبوعين، لهجمات برية من قبل “الوحدات”، وجوية من قبل الطيران الروسي.
تركيز روسيا وحلفائها على هذا الشطر من سوريا، هو في حقيقة الأمر استهداف للنفوذ التركي البارز هناك عبر الفصائل التي تدعمها.
وإذا ما تمكن الروس من السيطرة عبر النظام والأكراد على هذا الشطر فإنهم سيسقطون ما عملت تركيا على إنجازه طيلة الأربع سنوات الماضية في “الماء”.
فتركيا تعمل على أن تكون أحد المؤثرين في صياغة مستقبل الجارة الجنوبية، وبتصفية الفصائل التي دعمتها تسليحيا وماليا طيلة عمر الأزمة يصبح “هذا المتاح بعيد المنال”.
ويقول في هذا الصدد مدير برنامج الأبحاث التركية بمعهد واشنطن، سونر جاغابتاي “حلم بوتين اليوم هو إخراج هؤلاء المتمرّدين من سوريا، ما قد يعني هزيمة كاملة لسياسة أنقرة في سوريا. ومن المحتمل أن يخلق ذلك أيضا موجة جديدة كثيفة من اللاجئين، ما سيزيد من العبء الحالي الذي تحمله تركيا المتمثل في حوالي 2.5 مليون لاجئ”.
وليس هذا الجانب الوحيد الذي تعمل روسيا على معاقبة تركيا به، فهناك مسألة لا تقل أهمية وهي إمكانية دعم روسيا لإقامة إقليم حكم ذاتي للأكراد في شمال سوريا.
ويوضح جاغابتاي “قد تؤمّن روسيا الأسلحة لـ‘حزب الاتحاد الديمقراطي’، وهو الفرع السوري من ‘حزب العمّال الكردستاني’، الذي يهدف إلى احتلال حوالي 60 ميلا من الأراضي (ممرّ جرابلس- أعزاز) على طول الحدود التركية السورية لوصل الموقعين في شمال سوريا.
وستسمح مساعدة روسيا لـ’حزب الاتحاد الديمقراطي’ بإنشاء نطاق على امتداد 400 ميل موال لـ’حزب العمّال الكردستاني’ يصل تركيا من الجنوب، وذلك بدعم موسكو”.
ولوقف هذه المخططات الروسية العقابية ترى أنقرة أنه لم يعد من بد سوى السير في إقامة منطقة آمنة شمال سوريا. وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، قائلا “إننا نصر على تطبيق مقترحاتنا الخاصة بإقامة مناطق آمنة بعد تحريرها من العناصر الإرهابية، والخاصة ببرنامج تدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة”.

شغب سياسي كردي

حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي
لا جدال على أن من حق كل فصيل سياسي سوري عقد مؤتمر و يدعو اليه القوى والأحزاب السياسية التي يُقدر أهمية وفوائد حضورها لبحث ومناقشة الأزمة السورية وسبل حلها. لكن أن يبادر حزب (الاتحاد الديمقراطي الكردي) والأحزاب المشاركة في "ادارته الذاتية" الى عقد مؤتمر في إحدى البلدات الخاضعة لسيطرته ( المالكية - ديريك) 100كم شرق القامشلي ، و بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الرياض للمعارضات السورية يومي 8 و9 من هذا الشهر، فقط لأنه لم يدع لمؤتمر الرياض. باعتقادي مبادرة حزب الاتحاد الديمقراطي لعقد مؤتمر في المالكية لقوى سياسية بالتزامن مع مؤتمر الرياض ، يندرج في اطار سياسة " الشغب والتشويش السياسي" على المعارضات السورية التي ستلتقي في الرياض. وهذا ليس بجديد على أحزاب الحركة الكردية فهي تنتهج سياسة التشويش والشغب السياسي بطرق وأشكال مختلفة عندما لا تعجبها مواقف وسياسات المعارضات السورية من القضية الكردية. وقد أصدرت منسقية "الادارة الذاتية الديمقراطية" الكردية بيان إلى الرأي العام بشأن مؤتمر الرياض جاء فيه "فإننا في الإدارة الذاتية الديمقراطية بكل مؤسساتها ومكوناتها نعتبر أنفسنا غير معنيين بكافة مخرجات مؤتمر الرياض، وسنعتبرها وكأنها لم تكن، ولن يستطيع أحد مهما كان أن يفرض علينا أي قرار أو توجه لم نشارك فيه."..
حتى لا يساء فهم وتفسير كلامي من قبل الأخوة الكورد وغير الكورد ، أؤكد على أنني لا اراهن على مؤتمر الرياض و أشكك كثيراً بدور المملكة العربية السعودية الوهابية في الأزمة السورية لقناعتي التامة بأنها من الدول الأساسية الداعمة والممولة للتنظيمات الإسلامية الإرهابية( داعش وشقيقاتها) ..

سليمان يوسف

سوريا وصدام الهويات

                  
صدام الهويات في سوريا

انتهت حقبة الأحلام والطموحات العربية الكبرى من غير أن يتحقق شيئاً منها. واجتاحت مشاعر الإحباط واليأس الشوارع والمجتمعات العربية شرقاً وغرباً. كما زادت الشكوك بالمستقبل العربي مع انسداد أفق الخروج من الأزمات التي تعصف بهذه المجتمعات وطالت كل بناها، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وحتى الروحية. وبقي الفكر العربي المأزوم يخوض معارك قديمة- قومية وآيديولوجية - حسمت منذ زمن وتجاوزها العصر، كما أنه يخوض معاركه الجديدة بذات العقلية والوسائل التقليدية التي كانت سبباً أساسياً لهزيمته. رافضاً الاعتراف بما فرضته التحولات والتغيرات العالمية من قيم وأفكار ومصالح كونية، وبما أبرزته أو طرحته من مشكلات وقضايا جديدة. وبقيت(سياسة النعامة) هي المفضلة والمعتمدة لدى الحكومات والأنظمة العربية التي اعتادت على تجاهل مشكلات وأزمات مجتمعاتها والتنكر لها مهما بلغت من التأزم والخطورة، وإذا ما تفاقمت وانفجرت حتى حُملت المسؤولية للخارج المتآمر .على ضوء هذه الوصفة العربية ليس غريباً أن يرفض القوميون العرب، موالاة ومعارضة، طرح مسألة الهوية الوطنية لسوريا كإشكالية قائمة ترتبط بتركيبة المجتمع السوري وتعدد ثقافاته. فقد وقعت مسألة(الهوية الوطنية)،مع قضايا أخرى مهمة، ضحية الآيديولوجيا والسياسات الخاطئة للقومين العرب الذين تعاطوا مع مسالة الانتماء الى العروبة على أنها قضية محسومة وبديهية لجميع شعوب المناطق التي دخلها العرب المسلمون ونشروا فيها لغتهم وثقافتهم ،دون أن يعيروا أي اهتمام أو اعتبار للثقافات واللغات الأخرى التي كانت سائدة فيها منذ آلاف السنين. ففي سوريا بدلاً من أن يأخذ القوميون العرب بالهوية السورية كهوية أصيلة وموحدة جامعة لثقافات كل الأقوام والشعوب السورية ،فرضوا هويتهم العربية وثقافتهم ولغتهم بقدر ما استطاعوا على الجميع. بسبب نظرة الاستعلاء القومي هذه، والتعاطي السلبي مع ظاهرة التنوع والتعدد الإثني والديني واللغوي والثقافي التي يتصف بها المجتمع السوري، انحرفت هذه الظاهرة التاريخية عن مسارها الطبيعي وأضحت التمايزات الثقافية والاجتماعية والعرقية شروخاً وتصدعات وانقسامات عمودية في البناء السوري، حتى بات يخشى أن تتحول الى كيانات سياسية متصارعة داخل كيان الدولة السورية ،كما هو حاصل اليوم في العراق ولينان.
تجدر الإشارة هنا الى أن (دستور 1950) كان يسمي سوريا بـ(الجمهورية السورية)،لكن بقيام الوحدة القسرية مع مصر وإعلان (الجمهورية العربية المتحدة) 1958، بعد الانفصال تمسك القوميون العرب  بصفة العروبة للدولة السورية واصبحت ( الجمهورية العربية السورية) وجاء انقلاب حزب (البعث العربي الاشتراكي) 1963 ليعزز الهوية العربية لسوريا ، لا بل رفع الهوية العربية الى مرتبة القداسة حتى بدأت الهوية الوطنية لسوريا تتآكل شيئاً فشيئاً وتختفي رموز الاستقلال الوطني أمام طغيان الرموز القومية العربية والحزبية التي فرضها البعث من شعارات وعلم ونشيد قومي ودستور جديد للبلاد نصب فيه(البعث) نفسه قائداً للدولة والمجتمع، واختزل الوطن والوطنية في شخص الحاكم وتعظيمه الى درجة التأليه. فضلاً عن تعريب شامل لمختلف مناحي الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والتربوية والتعليمية، واجراء تغيير ديمغرافي في منطقة (الجزيرة السورية) حيث التجمعات الآشورية(سريانية/كلدانية) والكردية والأرمنية، من خلال توطين فيها آلاف العائلات العربية ،التي استقدمها من محافظات أخرى.
لا جدال، على أن سوريا اليوم هي جزء من محيطها العربي والإسلامي، لكن اطلاق صفة (العروبة) على الدولة السورية واختزال هويتها وحضارتها بالعروبة والإسلام يشكل انتقاص من مكانة الحضارة السورية العريقة التي تمتد لأكثر من ست آلاف عام قبل الميلاد، فضلاً عن أن في هذا الوصف مغالطات تاريخية وتناقضات سياسية عديدة، إذ ليس كل السوريين عرب كما ليس كل العرب مسلمون. والأخطر في موضوع الهوية السورية هو ما يلقنه حزب البعث للأجيال السورية من ثقافة اجتماعية وتربوية عبر مناهج ومقررات، تدرس في مختلف المراحل الدراسية والجامعية في سوريا ضمن خطة ممنهجة ومدروسة الهدف منها غرز عقيدته القومية وآيديولوجيته الحزبية في عقول ونفوس الأجيال السورية القادمة وضبط عملية التنشئة الثقافية والسياسية والاجتماعية لهذه الأجيال وتوجيهها بحيث تضمن ديمومة واستمرار النظام البعثي القائم. ذات الشيء ينسحب على الإعلام السوري (المسموع والمرئي والمقروء)،الذي يسيطر عليه البعث. مثل هذا النظام التعليمي والتربوي والإعلامي المؤدلج  والمنحاز كلياً لفكر وآيديولوجية البعث و للتاريخ العربي الإسلامي يساهم، بشكل أو بآخر، في تصدع الهوية الوطنية لسوريا كما أنه المسؤول، بدرجة كبيرة، عن استنبات جذور التعصب القومي والإثني والديني والانحدار بالوعي الوطني والثقافة الوطنية للشعب السوري .فالعربي الذي يعطي لنفسه حق التطلع لدولة عربية واحدة تضم كل العرب ،يبرر سعي الأكراد والآشوريين والبربر في أن يتطلعوا لوحدة أبناء جلدتهم وقوميتهم .وإلا ما تفسير أن يشعر العربي المسلم في سوريا بأن العربي والمسلم في جيبوتي وباكستان اقرب اليه من جاره الآشوري والأرمني، وبالمقابل الآشوري والمسيحي عامة في سوريا يتعاطف مع الآشوري و المسيحي أينما كان في حين تتسم علاقته مع جاره المسلم بالفتور والجفاء، وهكذا بالنسبة للكردي وغيره . فإذا كانت مشكلة الهوية السورية قد أخذت في الماضي طابعاً صامتاً فهذا لا يعني أنها غير موجودة، وقد تأخذ طابعاً دراماتيكياً بعد أن أخرجتها الحرب السورية من دائرة المحظورات وبرزت الى السطح وبقوة في مرحلة حساسة جداً ، حيث بدأت المنطقة تشهد ما يمكن وصفه بـ"ثورة الهويات المهمشة أو المقموعة" . والحرب بين السوريين المستعيرة منذ نحو خمس سنوات هي في أحد أبعادها وأوجهها " صراع وتصادم هوياتي". أي بموازاة النزاع المسلح على السلطة، ثمة صراعاً على هوية الدولة السورية الجديدة . صراع بين دعاة "الهوية العربية" ودعاة "الهوية الاسلامية" ودعاة "الهوية السورية"  وأنصار "الهوية العلمانية المدنية"  والمكونات السورية المقموعة ، مثل الأكراد والآشوريين(سريان/كلدان) والأرمن والتركمان والشركس..،  التي تقاتل من أجل الاعتراف الدستوري  بهويتها الخاصة كجزء من تركيبة الهوية الوطنية للدولة السورية . إن تحصين الوحدة الوطنية واعادة التوازن للمجتمع السوري يتطلبان التعاطي الايجابي مع التعددية القومية والسياسية والثقافية واللغوية كظاهرة تاريخية وطنية صحية، ومد الجسور المقطوعة بين ماضي سوريا وحاضرها من خلال اعادة كتابة تاريخها و صياغة هويتها الوطنية من جديد بعيداً عن العقائد السياسية والإيديولوجيات القومية والدينية، واعادة الاعتبار للحقب التي اُسقطت من تاريخ سوريا، كالحقبة الفينيقية والكنعانية والآرامية والسريانية(الآشورية) المسيحية ،وصولاً الى صياغة هوية وطنية سورية موحدة جامعة، تعبر عن كل الطيف السوري، تكون فوق كل الهويات الفرعية.
أخيراً: ليس من المبالغة القول: أن حل مسالة الهوية الوطنية لسوريا يشكل المدخل الصحيح والسليم لحل العديد من القضايا العالقة في المجتمع السوري، في مقدمتها مشكلة القوميات الغير عربية، وعليها يتوقف مستقبل الوحدة الوطنية والدولة المدنية والديمقراطية في سوريا.
سليمان يوسف...

باحث سوري مهتم بحقوق الأقليات

اذا يجري في الجزيرة السورية ؟؟

القوات الكردية في سوريا
 بعد أن بدأ العمل بإنشاء قاعدة عسكرية ضخمة ، على أنها روسية ، بالقرب من حقول رميلان للنفط والغاز ( 70 كم شرق القامشلي) وبالتزامن مع التدخل العسكري الروسي الكبير في الحرب السورية لصالح النظام ، أعلنت بعض المصادر، وصول العشرات من عناصر "القوات الأميركية" الخاصة إلى الجزيرة السورية للعمل كمستشارين عسكريين ومدربين للوحدات الكردية ضمن الخطة الأميركية في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية- داعش. طبعاً، ما من أحد يستطيع تحديد سقف وأهداف التعاون العسكري الأمريكي – الكردي في سوريا وفيما إذا كان سيقتصر على التدريب العسكري أم أن له أهداف سياسية !!! ولا ندري ما هو موقف النظام السوري ،الداعم للمقاتلين الأكراد، من هذا التعاون، وأميركا من الدول الأساسية الداعمة للمعارضة السورية والممولة بالمال والعتاد للتنظيمات الاسلامية المسلحة التي تقاتل جيش النظام لأجل إسقاطه !! ما يمكن قوله هو أن الجزيرة السورية مقبلة على تطورات عسكرية وسياسية كبيرة ودراماتيكية قد تقلب الطاولة فوق رؤوس جميع اللاعبين المحليين والاقليمين والدوليين في الحرب السورية ؟؟
سليمان يوسف

هل سينجح العثمانيون الجدد بجعل سوريا قبرص ثانية

العثماني الجديد  اردوغان
هل سينجح العثمانيون الجدد بجعل سوريا "قبرص ثانية" ؟؟؟ العثماني الجديد ( اردوغان) كشر عن "أنيابه الإسلامية" بإسقاطه الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية !!! مهما بلغت سيئات المسلم الإرهابي لا يجب أن يكفر(مبدأ إسلامي)... مهما بلغت مخاطر تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي – داعش وبقية التنظيمات الإسلامية الإرهابية ،التي تقاتل في سوريا ، يجب تفضيلها على التواجد الروسي وغير الروسي المسيحي في المنطقة (مبدأ تركي عثماني إسلامي)، هذه هي القاعدة والمنطلق الذي منهما قررت القيادة العثمانية الإسلامية الاردوغانية إسقاط الطائرة الروسية ومحاولة قتل الطيارين من قبل ميليشياتها التركمانية .. أن مشروع "المنطقة الآمنة" التي تريد تركيا إقامتها على الجانب السوري من حدوها في منطقة يكثر فيها التركمان، يخفي نية تركيا بتحويل سوريا الى "قبرص ثانية" بحجة الدفاع عن الأقلية التركمانية وضمان حقوق التركمان المسلمين السنة!!! نعم تركيا تريد من إسقاط الطائرة الروسية خلط الأوراق وإشعال حرب إقليمية وفوضى عسكرية وسياسية في سوريا لتتسلل من خلالها الى العمق السوري وتحقق أطماعها القديمة !!

سليمان يوسف

الأحزاب السورية ومسألة الأقليات


الأقليات في سوريا
الأحزاب السورية ومسألة الأقليات (1/ 8)
مقدمة البحث:
 الأقليات: جماعات تتميز، عرقياً أو قومياً أو دينياً أو مذهبياً أو لغوياً أو ثقافياً ، عن بقية السكان في مجتمع ما. لديها شعور مشترك بالانتماء، وهي ترغب وتسعى للمحافظة على هذا الانتماء وعلى هويتها الخاصة. بسبب خصوصيتها، غالباً ما تضطهد الأقليات وتستبعد عن الحياة السياسية وعن المشاركة الفعلية في ادارة البلاد من قبل الأغلبية العددية  المهيمنة على الحكم وعلى مقدرات البلاد . أحياناً، ولظروف محلية وعوامل تاريخية وسياسية واجتماعية معينة واستثنائية ، تتمكن الأقلية في بلد ما من الوصول الى السلطة واحتكارها لها وتهميش الأغلبية. طبعاً، هكذا حالات وأوضاع لا تبدو صحية أو طبيعية في الحياة السياسية للدول والشعوب. فقد أثبتت تجارب التاريخ بأن الدول والمجتمعات البشرية لن تتقدم ولن تستقر سياسياً إلا في ظل حكم الأغلبية ( سياسية كانت أم عرقية، دينية كانت أم مذهبية) والتداول السلمي للسلطة.
بفعل التطورات والتحولات السياسية والفكرية الكبيرة التي حصلت في العالم والمنطقة في العقدين الأخيرين، أبرزها سقوط (جدار برلين) و تفكك الاتحاد السوفيتي وتحرر شعوبه من الاستعمار الروسي، برزت" مسألة الأقليات" على السطح السياسي والاجتماعي لتشكل بمفاعيلها إحدى أخطر التحديات الداخلية لكثير من الدول. وتبدو معضلة الأقليات أكثر خطورة وحدية في دول منطقة الشرق الأوسط، ،حيث يترعرع فيها كل أنواع الأقليات(القومية، الدينية ،الاثنية ،اللغوية ،المذهبية،..)،وحيث الرغبة القوية  لدى العديد من هذه الأقوام والشعوب في الانفصال  أو الحكم الذاتي، انطلاقا من مبدأ (حق تقرير حق المصير)،كخيار مناسب للتحرر والخلاص من هيمنة واستبداد الأغلبية.
الدولة السورية الحديثة، التي تأسست في عشرينات القرن الماضي وسط (سوريا الكبرى ،أو التاريخية)، ليست استثناءً عن هذا العالم الذي هي جزءاً منه ومن هذا "الشرق الفسيفسائي" بتركيبته السكانية والاجتماعية والثقافية .فنظراً لموقعها الحيوي والهام في قلب الشرق القديم، شكلت (سوريا) عبر تاريخها الطويل ومازالت، موطناً لكثير من الشعوب والأقوام والثقافات والديانات واللغات ،هي بحق "مهد الحضارات"،  تحتضن اليوم:
-   عرب مسلمون ، يتوزعون على العديد من المذاهب الاسلامية( سنة، وهم الغالبية، علويون ،إسماعيليون، دروز).
-   عرب مسيحيون، يتوزعون على العديد من المذاهب والطوائف (كاثوليك، أرثوذكس، بروتستانت).
-   مسيحيون غير عرب، معظمهم من الآشوريين(سريان/كلدان)، وأقلية أرمنية .
-   أقليات عرقية اسلامية غير عربية (أكراد، شركس ، تركمان.. شيشان).
-   أقلية صغيرة من أتباع الديانة اليزيدية، وأخرى من الطائفة الموسوية(اليهودية) السورية.
من المهم جداُ التأكيد في سياق هذه القضية، على أن جميع هذه الأقوام والشعوب تنتمي الى المجتمع السوري وهي جزء من نسيجه الوطني. هي ليست بشعوب أو أقليات دخيلة أو وافدة على الدولة السورية، كما يروج بعض القوميين العرب والاسلاميين. فأصغر وأحدث هذه الأقليات تعيش منذ عدة قرون على الأرض السورية. وبعض الشعوب السورية، مثل الآشوريون(السريان)،الذين يشكلون العمق الحضاري والتاريخي لسوريا الكبرى ولبلاد ما بين النهرين وعنهم أخذت سوريا اسمها، سبق وجودهم بعشرات القرون وجود العرب المسلمين، الذين استوطنوا في الأراضي السورية بعد الغزو الاسلامي. تجدر الاشارة هنا الى أن قادة "الانقلابات العسكرية" الثلاث، التي شهدتها سوريا في بداية استقلالها، كانوا من ابناء الاقليات ومن أصول غير عربية.(حسني الزعيم- كردي)،(سامي الحناوي- درزي)، (اديب الشيشكلي- من أصول تركمانية). رغم انتماءهم الأقلوي، لم يتصرف هؤلاء القادة في تعزيز سلطتهم على اساس طائفي او اثني. وانما  تطلعوا وسعوا، فترة حكمهم القصيرة( 1949- 1954)،الى تعزيز الروابط الوطنية بين ابناء المجتمع السوري ودمج الاقليات والطوائف فيه. وذلك إدراكا منهم لأهمية (الروابط الوطنية) في تجاوز حالة الانغلاق الطائفي والتكسر المجتمعي. وهم وجودوا في (الدولة المدنية) المخرج المناسب لوضع الأقليات وحماية حقوقها والحفاظ عليها من الذوبان والضياع في مشاريع وكيانات سياسية كبيرة، قومية (عربية) أو دينية (اسلامية). لكن مشروع "الدولة المدنية"، الذي تحمست له وسعت اليه النخب الليبرالية من الأقليات السورية وبشكل خاص النخب المسيحية الأكثر انفتاحاً على الثقافات والمجتمعات الأوربية، سقط بين مطرقة "الشريعة الاسلامية"، التي مازالت تشكل خطاً أحمراً في طريق الانتقال الى الدولة المدنية ، وبين سندان "الايديولوجيات الشمولية" للقوميين العرب .الأمر الذي تسبب، بعد نحو قرن كامل على نشأة الدولة السورية الحديثة وأكثر من ستة عقود على استقلالها، في صعود "مسألة الأقليات" لتلقي بظلالها على الحياة السياسية والاجتماعية في سوريا. ولتشكل اليوم اختباراً حقيقياً للقوى الوطنية والديمقراطية واليسارية في البلاد ولمصداقيتها في طرحها لمشروع (الدولة المدنية) ومطالبتها بالديمقراطية.
صحيح أن مشكلة الأقليات (الاثنية والدينية) في سوريا ليست بدرجة من الخطورة بحيث تهدد أمن واستقرار البلاد، كما هو حاصل في عديد من دول المنطقة والعالم. لكن هذا لا يعني أنها غير مرشحة للتصعيد والتفاقم والانفجار، اذا ما اجتمعت وتضافرت ظروف وعوامل داخلية وخارجية، في ظل الانقسامات العمودية الحاصلة وتنامي العصبيات الاثنية والعرقية والانتماءات المذهبية وتراجع المفاهيم والقيم الوطنية في المجتمع السوري. اذا كان نهج الاستبداد (السياسي / القومي) الذي انتهجه حزب (البعث العربي الاشتراكي) منذ انقلابه على السلطة عام 1963، أنتج أو أفرز مشكلة (الأقليات القومية) في البلاد، فان الاستبداد الديني، الذي يخشى منه اذا ما حكمت سوريا يوماً من قبل (قوى اسلامية)،أياً تكن طبيعة هذه القوى الاسلامية وشعاراتها- وهو أمر غير مستبعد في ضوء الصحوة الاسلامية التي تعم المنطقة- سيفجر (الاستبداد الديني)،الى جانب مسألة الأقليات القومية، مشكلة(الأقليات الدينية) أو بالأحرى(مشكلة مسيحية). حيث يعيش اليوم أكثر من 2 مليون مسيحي في سوريا، لن يتخلوا عن حقوقهم الدينية ولن يتنازلوا عن هامش الحريات الاجتماعية المقبول الذي يتمتعون به منذ نشأة الدولة السورية الحديثة. فكما هو معلوم في شرقنا المتدين لا بل المتعصب للدين، تعد(القضايا الدينية)،من المسائل الأكثر قدسية وحساسية وأهمية من القضايا القومية والسياسية .إزاء هذه الأوضاع والتحديات التي تواجه سوريا، تزداد الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتضافر جهود جميع الأحزاب والقوى الوطنية، سلطة ومعارضة ومنظمات المجتمع المدني، للإسراع في الانتقال بسوريا الى الدولة المدنية الحديثة (دولة المواطنة الكاملة) القائمة على تحييد (الدولة) وهويتها الوطنية السورية عن كل دين وعقيدة وعن كل قومية، عربية وغير عربية. اذ ليس من المبالغة القول: أن وحدتنا الوطنية اليوم باتت مرهونة ومتوقفة على الاحتواء الايجابي لقضية حقوق الأقليات وعلى المعالجات السياسية والديمقراطية العادلة لها ولغيرها من القضايا الوطنية العالقة.
في هذا البحث المتواضع، سنتناول بشيء من النقد والتحليل رؤية وموقف الأحزاب والحركات والتيارات السياسية الأساسية المتواجدة على الساحة السورية، بمختلف اتجاهاتها وانتماءاتها(القومية والإسلامية واليسارية)، من مسالة الأقليات(الاثنية والدينية) في سوريا. وذلك في ضوء ما هو متوفر لدينا من وثائق حزبية وبرامج سياسية ومواقف وتصريحات معلنة لمسئولي وقيادات هذه الأحزاب والمنظمات والحركات السياسية .على أمل أن تفيد وتخدم هذه الدراسة في إلقاء الضوء على (معضلة الأقليات) وأن تحث مختلف القوى الوطنية على البحث عن مخارج وطنية مناسبة لها.
طبعاً، ليس من السهل أن يتناول المرء موضوعاً شائكاً  كـ"معضلة الأقليات" في بلد شائك مثل سوريا. يحكمه نظام قومي عربي شمولي، شديد الخصوصية والحساسية من تناول أو طرح (ملف الأقليات).تديره وتتحكم به سلطة قمعية لا تحترم حقوق الانسان ولا تعير أي اهتمام أو اعتبار لمصالح وحقوق القوميات الغير عربية .أنه (ملف الأقليات) هو شائك اجتماعياً: حيث لدى الأكثريات كما لدى الأقليات على حد سواء، موروث ثقافي تاريخي عميق يشكل، بثقله الاجتماعي والفكري، إحدى العقبات الأساسية أمام انجاز وتحقيق الاندماج الوطني المنشود. شائك سياسياً: حيث  تخضع مسالة حقوق الاقليات، كغيرها من القضايا الوطنية الهامة والمصيرية، لمحاذير، سياسية وايديولوجية وعقائدية وأمنية، من قبل النظام. هذه المحاذير سببت فقراً ثقافياً وفكرياً حول كل ما يتعلق بماضي وحاضر (ظاهرة التنوع والتعددية )التي يتصف بها المجتمع السوري، من جهة أولى .كما أن نهج الاستبداد والمحاذير التي فرضها النظام على ملف الأقليات، أخرجت هذه الظاهرة الحضارية عن سياقها التاريخ الطبيعي وتحولت من عامل قوة وغنى وطني وحضاري لسوريا الى عامل ضعف لا بل الى نقمة على سوريا وشعبها، من جهة ثانية. حتى بات يخشى الكثيرون من أن تفرق السياسية، القائمة على التمايزات بين ابناء الوطن الواحد، ما جمعه التاريخ ووحدته الجغرافية، من شعوب وأقوام وملل سورية عريقة. 

سليمان يوسف