‏إظهار الرسائل ذات التسميات السريان. إظهار كافة الرسائل

عاجل : اختطاف الناشط و الاعلامي سليمان يوسف يوسف







سليمان يوسف يوسف
سليمان يوسف يوسف


قام مسلحين تابعين ل "حزب الاتحاد السرياني" الحليف للقوات الكردية والمنضوي تحت ما يمسى بالإدارة الذاتية الكردية في منطقة الجزيرة السورية  باختطاف الكاتب و الناشط السياسي الاشوري المعارض سليمان يوسف يوسف من منزله وامام اسرته مساء 2018\09\30 ومايزال مصيره مجهول حتى اللحظة .
https://www.facebook.com/souleman.yusph

مسيحيو المشرق والغزو الاسلامي


مسيحيو المشرق والغزو الاسلامي
سليمان يوسف



تأمل مسيحيو المشرق أن يروا البدو العرب وهم يعودوا الى من حيث أتوا، الى الصحراء، بعد أن تُدفع لهم الأموال والمؤن ، كما كانوا يفعلون دائماً عند غاراتهم على أهل الحضر قبل ظهور الاسلام . لم يكن في وسع المسيحيين المتحضرين، خاصة الآشوريين(السريان)، أن يقيم البدو الغزاة "إمبراطورية اسلامية" تحل مكان "المحتل (الروماني – الفارسي). تتحدث بعض المصادر عن أن قادة الغزوات العربية الاسلامية رفضوا قبض مبالغ مالية كبيرة عرضتها عليهم الكنائس، لقاء طردهم المحتلين، والعودة الى من حيث أتوا وترك المسيحيين يديرون شؤونهم ويحكمون مناطقهم. العرب بعد أن اعتنقوا الاسلام، لم تعد أهداف غزواتهم تقتصر على الغنائم والمنافع المادية، كما كان الحال قبل الاسلام، وإنما تطلعوا الى نشر دينهم الجديد "الاسلام" بين الشعوب الأخرى وإقامة "دولة اسلامية" تضم جميع المناطق والبلدان التي يتحلونها. جاء في كتاب (ماردين)، للمؤرخ والباحث الفرنسي( إيف ترنون)، " عام 833 قام الغزاة العرب المسلمين يقودهم الأمير الحمداني - مبعوث الخليفة في بغداد- بغزو المناطق التاريخية للسريان المسيحيين في موزوبوتاميا العليا( ماردين- نصيبين- راس العين) بذبح المسيحيين وأجبروا الناجين على اعتناق الاسلام ، حتى سقطت المنطقة 868 م تحت سلطة الحمدانيين القادمون من الجزيرة ووصلت غزواتهم حلب 944" . هذه الوقائع والأحداث التاريخية تُدحض كل ما قيل عن أن الآشوريين(السريان) استقبلوا الغزاة العرب المسلمين بالترحاب وسلموا لهم مفاتيح المدن السريانية المسيحية في سوريا وبلادالرافدين من دون قتال. الاسلام لم يكتف بحرمان مسيحيي المشرق (اصحاب الارض) من فرصة إقامة دولهم وكياناتهم الوطنية الخاصة بهم في مناطقهم التاريخية، وإنما ومن خلال الشروط التي فرضها عليهم - العيش كرعايا وأهل ذمة منتقصي الحقوق في كنف الدولة الاسلامية- نجح بمحاصرة "المسيحية" في موطنها ، حتى تلاشت من كثير من مناطق المشرق وغدت التجمعات المسيحية المتبقية فيه اشبه بـ"جزر" معزولة ،مهددة بالغرق في "بحر اسلامي" يقضم أجزاءً منها مع كل هيجان جديد له.
سقوط وتفكك (دولة الخلافة الاسلامية العثمانية)، الأكثر ظلماً واضطهاداً للمسيحيين، على أيدي الجيوش الأوربية إبان الحرب العالمية الأولى، أتاح الفرصة لشعوب المنطقة التحرر من الاحتلال العثماني وإنشاء دولها وكياناتها الوطنية الخاصة. بيد أن حكومات الدول العربية الاسلامية الناشئة خيبت آمل مسيحيها، باعتمادها الطائفية والعنصرية العرقية نهجاً لها في الحكم والادارة. مازالت قاعدة " اللامساواة الدينية" - تفضيل المسلم على غير المسلم - التي جاء بها الاسلام، معمولاً بها بشكل أو آخر في هذه الدول. حكوماتها وأنظمتها السياسية، تمارس الاضطهاد (ديني- عرقي) الموصوف في دساتيرها وقوانينها. أبقت على "العقيدة الاسلامية" والاحكام المتفرعة عنها كمصدر اساسي للتشريع. اعتمدت "نظام الملل" العثماني- التمتع ببعض الحقوق الدينية – كقاعدة واساس الحل لقضية الاقليات المسيحية. السياسات الطائفية لحكومات الدولة العربية الاسلامية، حالت ومازالت تحول دون قيام "دولة مواطنة" يتساوى فيها الجميع (مسلمون ومسيحيون واتباع الديانات الأخرى) في الحقوق والواجبات. المستور أو المخفي من الواقع المرير، الذي يعيشه مسيحيو المشرق والمخاطر التي يواجهونها ،انكشف مع ظهور "تنظيم الدولة الاسلامية- داعش" الارهابي. فقد شاهد العالم ، كيف تعرض المسيحيون في كل من العراق وسوريا ومصر وليبيا ، الى عمليات إبادة وحملات تطهير عرقي وديني في المناطق التي اجتاحتها عصابات تنظيم الدولة الاسلامية.
للأسف ، تبدو كل الخيارات المستقبلية أمام المسيحيين المتبقين في المشرق صعبة وقاسية ومحبطة للآمال . جولات الحوار (الاسلامي – المسيحي) لم تثمر ولن تثمر عن اي نتيجة ايجابية على صعيد تبديد هواجس المسيحيين المشرقيين من المستقبل المجهول الذي ينتظرهم في أوطانهم الأم. خيار العيش المشترك في ظل "دولة مواطنة مدنية"، الذي عمل عليه المتنورون المسيحيون والمسلمون، اصطدم ومازال برفض الاسلام السياسي والاسلام التقليدي . يبقى السبيل الوحيد لبقاء المسيحية في المشرق الى جانب الاسلام، هو إقامات كيانات ودويلات خاصة بالمكونات المسيحية المشرقية (قبطية - آشورية/ سريانية/ كلدانية- مارونية ) بحماية دولية. لأكثر من سبب وسبب، لا فرصة لاستقلال الشعوب المسيحية المشرقية في كيانات سياسية خاصة به .

المصدر إيلاف

سليمان يوسف

باحث سوري مهتم بقضايا الاقليات



القامشلي السورية 'مدينة محايدة'




القامشلي السورية "مدينة محايدة"
مدينة القامشلي

القامشلي السورية "مدينة محايدة":
المشهد السياسي والعسكري والمجتمعي والاقتصادي، يبدو فريداً بمدينة القامشلي. تضم العديد من الميليشيات والتشكيلات العسكرية ، المعارضة والموالية، ولمختلف المكونات والقوميات المتعايشة فيها، الكردية والاشورية/السريانية والأرمنية والعربية. الى جانب جيش النظام. القامشلي ممر آمن للقوات الامريكية والروسية والايرانية .. في القامشلي، تتنشط العديد من الأحزاب والحركات السياسية، والتجمعات والمنظمات المدنية، الموالية والمعارضة، ولمختلف مكونات والقوميات.. في القامشلي تعمل العديد من المنظمات الدولية المعنية بشؤون الاغاثة والخدمات الانسانية.. في القامشلي، تتعايش دولتان واحدة شرعية، دولة ( بشار الأسد)، واخرى غير شرعية (دولة أمر الواقع/دولة صالح مسلم). ابن القامشلي حر في ان يلجأ لدولة بشار او لدولة مسلم في إدارة شؤونه.(باستثناء الوثائق الرسمية المعترف بها، فهي محصورة بالدوائر الحكومية الرسمية). مازال تمثال الدكتاتور الراحل (حافظ الأسد) مرتفعاً وسط المدينة ( ساحة سبع بحرات) ليس بعيداً عنه ترتفع صور الدكتاتور القادم (عبدالله أوج آلان) زعيم حزب العمال الكردستاني/تركيا . لا ترى صور لشخصيات آشورية سريانية لأن لا زعامات لهم، سياسية اوغير سياسية.. في القامشلي يعيش من جميع الطوائف والديانات والقوميات والمذاهب ومن مختلف المحافظات السورية. ولأنها مدينة محايدة،- كما هو حال سويسرا- فهي ترحب بكل من يطلب الاقامة والحماية واللجوء السياسي والانساني، من المعارضات ومن الموالاة، حتى لو كان الدكتاتور (بشار الأسد)، ومن اي دولة اخرى في العالم الشرقي والغربي، حتى من الجارة اسرائيل. ولأنها مدينة محايدة، مسموح للساكنين فيها التعامل بجميع العملات الأجنبية.. وأن يرفعوا اي علم او راية يختارونها. ولأن القامشلي مدينة محايدة ليس فقط سياسياً وإنما دينياً ايضاً، مسموح لك التبشير باي دين أو مذهب وأن تتبع اي دين وحتى تغير ديانتك وتتزوج زواج مدني..بقس عليكم أن تعرفوا ، أن هذا الحياد لا يعني بان سكان القامشلي يعيشون في (فردوس ديمقراطي)، ولا يعني بان مصير ومستقبل مدينتهم محسوم.. لكم طيب التحية من القامشلي، مدينة الحب والجمال، عروسة الجزيرة السورية..



سليمان يوسف

العلاقة (الآشورية - الكردية )




العلم الآشوري والكردي


بحكم التاريخ والجغرافيا، اختلط الآشوريون (المتحدرون من أصول سامية) مع الكرد (المتحدرون من أصول آرية)، وتأثر كل منهما بثقافة وعادات الآخر، الى درجة يصعب في بعض مناطق "بلاد آشور- بلاد ما بين النهرين" و"كردستان" تميز الانسان الآشوري عن الكردي. غدا "الانتماء الديني" وحده العلامة الفارقة، بعد استحالة التمييز والفصل بينهما على اساس العرق

كلنا داعش - سليمان يوسف








"كلنا داعش" عنوان لمقال، كتبه وزير إعلام كويتي سابق ( سعد بن طفلة العجمي) نشر في صحيفة "الشرق" القطرية بتاريخ 7 آب 2014 يقول فيها:" الحقيقة التي لا نستطيع نكرانها، أن داعش تعلمت في مدارسنا وصلّت في مساجدنا، واستمعت لإعلامنا، وتسمّرت أمام فضائياتنا، وأنصتت لمنابرنا، ونهلت من كتبنا، وأصغت لمراجعنا، وأطاعوا أمراءهم بيننا، واتبعوا فتاوى من لدنا..".. يضيف" باختصار، نحن جميعا داعش، نحن الذين خلقناها وصنعناها وربيناها وعلمناها وجندناها وشحناها وعبأناها ثم وقفنا حيارى أمام أهوالها التي صنعناها بأيدينا..". كلام الوزير العجمي، فيه الكثير من الصراحة والجرأة ووصف دقيق للواقع العربي والاسلامي، لم نعتاده من المثقف العربي المسلم، في اكثر الدول العربية والاسلامية حرية وديمقراطية. للأسف، جميع المؤسسات والمرجعيات والسلطات الحكومية والدينية في العالمين ( العربي والاسلامي)، تتجاهل هذا الواقع، تتهرب من مسؤوليتها الوطنية (القانونية والاخلاقية) عن نمو الفكر الاسلامي المتطرف ونشأة التنظيمات والمجموعات الاسلامية الجهادية السلفية المتشددة، التي أعادت بالمنطقة الى زمن الحروب والغزوات العربية الاسلامية الأولى.
في مصر ، في الوقت الذي يتعرض مواطنيها الأقباط المسيحيين في منطقة سيناء لهجمة وحشية ولعمليات تطهير عرقي وديني على ايدي عصابات (بيت المقدس) التي بايعت داعش، أشاد البيان الختامي لـ"مؤتمر الأزهر الدولي للحرية والمواطنة" الذي احتضنته القاهرة يومي (28 شباط و1 آذار 2017) بما وصفها بـ"العلاقة التاريخية وتجارب العيش المشترك والمثمر على قاعدة المواطنة الكاملة حقوقاً وواجبات، في مصر والدول العربية الاسلامية". كيف يستقيم الحديث عن المواطنة والدولة المدنية والعيش المشترك ، مع نظام حكم يضطهد أكثر من 10مليون مواطن قبطي ويحرمهم من حقوق المواطنة الكاملة ؟؟.أي عيش مشترك وتسامح ديني هذا الذي في مصر، ومشيخة الأزهر والحكومة المصرية يلتزمان الصمت والسكوت حيال شتم وتحقير المسيحيين واليهود ونعتهم بـ" أحفاد القردة والخنازير" نهاراً جهاراً ومن على منابر ومآذن المساجد في مختلف المدن والبلدات المصرية و لا يحركان ساكناً حيال "قنابل الفتاوى"، التي يطلقها مشايخ السلفية المصرية في وجه اقباط مصر ويكفرونهم، يُحَرمون على المسلم تهنئتهم بأعيادهم الدينية ويدعون لمقاطعتهم اقتصادياً واجتماعياً ؟؟. الخطاب الديني لشيخ الأزهر لا يختلف كثيراً عن خطاب مشايخ السلفية برفضه تكفير داعش، متعللاً بعدم جواز تكفير المسلم لطالما هو ينطق بالشهادتين، مهما بلغت سيئاته وجرائمه. أي إيمان لمسلم، ينحر الرقاب، يحرق الأحياء، يغتصب النساء، وهو يهتف باسم الله الأكبر؟. إصرار الأزهر على عدم تكفير داعش وغيرها من التنظيمات الاسلامية الارهابية هو بمثابة دعم ومباركة رسمية من اعلى المرجعيات الاسلامية السنية في العالم (مشيخة الأزهر) ومن خلفها اهل الحكم في مصر، لإرهاب داعش ضد أقباط مصر وضد عموم مسيحيي المشرق. أن الانتقاص من حقوق فئة من المواطنين والانتقاص من كرامتهم ومكانتهم الوطنية لأسباب تتعلق بعقيدتهم الدينية أو هويتهم الاثنية أو المذهبية، يوفر الحجج والذرائع لقوى الشر والتطرف الديني التعدي عليهم واستهدافهم وشحن المجتمع بالكراهية الدينية والعرقية ضدهم تمهيداً لممارسة العنف الديني الطائفي ضدهم . تنظيم الدولة الاسلامية وغيره من التنظيمات الاسلامية المتشددة لم تأت من كوكب آخر . هي حصيلة موروث تاريخي عربي اسلامي متخلف مجبول بالدم منذ قتل أول خليفة في الاسلام (عمر بن الخطاب)، ونتاج بيئة مجتمعية ومناهج ثقافية تربوية دينية للأجيال العربية الاسلامية. فما المنتظر من مقررات ومناهج مدرسية تمجد قادة الغزوات والحروب الاسلامية ومحشوة بالأفكار الظلامية تمجد الغزو والقتل والذبح ؟.مناهج لا علاقة لها بروح العصر وقيم ومفاهيم المدنية والحداثة مثل( الديمقراطية والعدالة واحترام الآخر والإخلاص والتسامح وحب الوطن والمواطنة والعلمانية والليبرالية وغيرها). محنة مسيحي المشرق لم تبدأ مع ظهور تنظيم الدولة الاسلامية 2014. داعش هو النسخة الأكثر توحشاً وارهاباً بين التنظيمات الاسلامية المتشددة التي استهدفت مسيحيي المشرق على مدى العقود الماضية. قتل وتهجير اقباط مصر، قبلها قتل وخطف وتهجير آشوريي الحسكةالسورية، ثم خطف وقتل وتهجير آشوريي ومسيحيي نينوى العراقية، جميعها محطات وحلقات جديدة وإضافية في محنة مسيحيي المشرق ، تعزز الاعتقاد لدى بان ثمة مخطط قديم جديد يهدف الى تفريخ المنطقة من العنصر المسيحي المتجذر فيها ، بعد أن تم إفراغها من العنصر اليهودي.

09/03/2017

سليمان يوسف

المصدر: إيلاف

عندما تتحول الضحية الى جلاد, الأكراد نموذجاً

الصورة من تل أبيض
عندما تتحول "الضحية" الى "جلاد" ، (الأكراد) نموذجاً : المتتبع للاعلام الكردي وللأدبيات الثقافية والسياسية الكردية ، يجد بأن الأكراد، الذين كانوا ضحية الاستبداد (السياسي والثقافي والقومي) للحكم العربي، كغيرهم من القوميات الأخرى الغير عربية، آشوريين(سران/كلدان) وارمن وتركمان وشركس، تحولوا اليوم الى جلاد ضحاياهم من الأقوام الأخرى . فمثلما انتهج العنصريون من القوميين العرب سياسية التعريب لجميع مناحي الحياة والتاريخ والجغرافية، بدأ العنصريون من القوميين الكورد ، ينتهجون ذات السياسة الممنهجة في تكريد الجزيرة السورية. آخر منجزاتهم على هذا الصعيد، تكريد هوية واسم بلدة (تل تمر) وتسميتها بـ ( كري خورما) وهي ترجمة حرفية لاسم البلدة من العربية الى الكردية. هذه التسمية الكردية وردت في موقع إخباري كردي http://xeber24.org/nuce/98353.html علماً أن بلدة (تل تمر) حتى سنوات قليلة لم يكن يسكنها أكراد و كانت ذات غالبية آشورية . و(تل تمر) مع جميع القرى الآشورية المنتشرة على ضفاف نهر الخابور هي بالأصل "كامبات" (مخيمات) بناها الأشوريين النازحون من العراق على اثر مذبحة (سيميل) عام 1933 التي ارتكبها الجيش العراقي بحق آشوريي نينوى .. مع هذا نقول : بأن تل تمر مثل سائر مدن وبلدات وقرى الجزيرة السورية هي بلدات ومدن وقرى سورية ويجب أن تبقى سورية أكانت ذات غالبية آشورية سريانية أو عربية أو كردية . طبعاً، نحن مع إعادة الأسماء القديمة والأصيلة( كردية آشورية سريانية ارمنية ) لجميع المدن والبلدات والقرى التي عربها الحكم العربي الاستبدادي .. لكننا نرفض ونعارض أن يقوم العنصريون الكورد يتكريد جميع القرى والبلدات والمدن الواقعة تحت سيطرتهم بحجة وذريعة أنها كانت كردية ، عربها الحكم العربي . فهم بهذه الممارسات الشوفينية يصبحون هم (الجلاد) بعد أن كانوا (الضحية) ،ويسقطون كل شعاراتهم التي تدعو الى الديمقراطية والتعددية والعيش المشترك واحترام حقوق وثقافة الآخر ..

سليمان يوسف

إسقاط المرشح الآشوري الوحيد عبد الأحد اسطيفو

لا مستقبل سياسي للمكونات الصغيرة مع ديمقراطية الغالبية العددية في الدول والمجتمعات العربية الاسلامية. وإلا بماذا يمكن تفسير إسقاط المرشح الآشوري الوحيد (عبد الأحد اسطيفو) العضو الدائم في الهيئة السياسية للاتلاف المعارض عن المنظمة الآثورية الديمقراطية ، في انتخابات مؤتمر المعارضات الذي عقد في الرياض لاختيار "الهيئة العليا للتفاوض مع النظام". إذا كانت هذه هي المعاير الديمقراطية لدى النخب السياسية المعارضة فأي فرص فوز سيكون للمرشحين الآشوريين ( سريان/كلدان) وللمسيحيين عامة إذا ما أجريت انتخابات عامة برلمانية ومحلية في سوريا الجديدة .. إسقاط المرشح الآشوري من قبل الغالبية العربية الإسلامية ، يجب أن يكون عبرة يدفع الآشوريين والمسيحيين وبقية المكونات السورية الصغيرة الى التمسك بنظام ( الكوتا - المحاصصة) لضمان تمثيلهم العادل في جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في سوريا الجديدة ..

سليمان يوسف

الآشوريون ومؤتمر المعارضات السورية في الرياض

الآشوريون ومؤتمر المعارضات السورية في الرياض
عبد الأحد استيفو
يتساءل الكثير من الآشوريين( سريان -كلدان ) عن سبب إقصاء العضو الدائم والمدلل للمنظمة الآثورية (عبد الأحد استيفو) ،في الهيئة السياسية للاتلاف المعارض، عن "الهيئة العليا للمفاوضات" التي انبثقت عن المؤتمر والتي ستفاوض النظام حول حل سياسي للأزمة ووقف الحرب السورية ؟؟.. هل إقصاءه يحمل رسالة سياسية للمنظمة ومن خلفها للآشوريين السوريين ؟ وهل إقصائه سينعكس سلباً على الحصة الآشورية من الكعكة السورية ؟؟؟ أم أن إقصائه يعكس فشل المنظمة في فرض مندوبها الدائم في الوفد المفاوض ؟ ما نخشاه ويخشاه الآشوريون هو أن يختزل التمثيل الآشوري بالممثل المسيحي( جورج صبرا) وأن تختزل قضية الآشوريين المسيحيين ببعض الحقوق والحريات الدينية في سوريا الجديدة التي لن تكون (مدنية ديمقراطية) كما جاء في البيان الختامي للمؤتمر ،هذا إذا ما بقيت سوريا دولة موحدة ؟!

سليمان يوسف

الآشوريون بين خدع المثقفين ودسائس السياسيين


"المقال الذي رفضت جريدة الحياة اللندنية نشره"
نشرت صحيفة "الحياة" اللندنية ، الأربعاء ١-;-١-;- مارس/ آذار ٢-;-٠-;-١-;-٥-;- ،مقالاً للكاتب السوري ( رستم محمود ) بعنوان "آشوريو الخابور: الرحلة والخديعة الأخيرتان". جاء فيه " بشيء من الثقة يمكن القول إن كل هذه السنوات الطويلة بالنسبة إلى الآشوريين، كانت تركيباً من ثلاثة أنماط من "مخادعة الذات": تتمثل المخادعة الأولى بالثقة بضمانات وتحالفات القوى الكبرى، تحت واعز الانتماء للأرومة الدينية المشتركة. فما تحرر الآشوريون من وهم الثقة بالقوة الروسية «العظمى» التي تعهدت حماية مسيحيي الإمبراطورية العثمانية أوائل القرن المنصرم، خلال حربها الطويلة مع العثمانيين، حتى وقعوا في شرك الثقة بنظيرتها البريطانية في العراق. وما إن تعرضوا لمجازر سهل نينوى عام 1933، في ظل صمت بريطاني تام، حتى استسلموا للوعود الفرنسية في سورية. وهكذا، ليس في ما حدث لآشوريي الخابور أخيراً، سوى التثبيت لأوهام الخطوط/الوعود الروسية، بل حتى الأميركية، بتقديم حماية خاصة لمسيحيي سورية حيال مصائب هذا التصارع الداخلي المرعب، في ما لو حافظوا على حياد تام.".
لقد أقحم السيد رستم موقفه السياسي الراهن في تحليلاته ومقاربته لأحداث سياسية وعسكرية مضى على بعضها قرن كامل من الزمن، مما أوقعه في مغالطات سياسية وتاريخية عديدة استوجبت منا الرد والتوضيح. لأن مثل هذه المقاربات الخاطئة والمؤدلجة للواقع المرير الذي عاشه ويعيشه الآشوريون تنطوي على كثير من التضليل السياسي لمواقف وخيارات حركة التحرر الآشورية ، ومن حيث يدري أو لا يدري صاحبها، هي ضمناً تبرر المظالم التي لحقت بالآشوريين وتحرض على ارتكاب المزيد بحقهم . صحيح، أن دول التحالف( بريطانيا – فرنسا- روسيا) ، بشكل خاص بريطانيا التي كلفت بملف القضية الآشورية في العراق باعتبارها الدولة المنتدبة عليه ،خذلت الآشوريين وتخلت عنهم ولم تنفذ الوعود التي قطعتها على نفسها لهم قبل الحرب والمتعلقة بإنشاء "كيان آشوري" في مناطقهم التاريخية، وهي اتخذت مواقف سلبية من القضية الآشورية إثناء مناقشتها في عصبة الأمم. لكن الصحيح أيضاً، أن الأوضاع الاقليمية والدولية عشية الحرب الكونية الأولى واستمرار المظالم والاضطهادات بحق آشوريي ومسيحيي السلطنة العثمانية، لم تترك للآشوريين أية خيارات أخرى سوى المشاركة في الحرب الى جانب دول التحالف ضد السلطنة العثمانية للخلاص من ظلمها واحتلالها للمناطق الاشورية. يبدو أن (رستم ) يجهل أو تجاهل ، بأن الأكراد أيضاً وقعوا في "شرك الثقة" ببريطانيا ودول التحالف. وقد خدعتنهم هذه الدول بتخليها عن معاهدة "سيفر" التي أبرمتها في باريس في أغسطس 1920، والتي اقرت بـ ( إقامة كيان قومي لأكراد تركيا) ، وتوقيع ممثلي دول التحالف على معاهدة "لوزان" لعام 1923، التي الغت معاهدة "سيفر" .
بالنسبة لمذبحة "سيميل" الآشورية العراقية صيف 1933 التي جاء الكاتب على ذكرها ووضعها في سياق "مخادعة الذات" ، اي وقوع الآشوريين في "شرك الثقة" ببريطانيا المحتلة للعراق آنذاك . فيما الحقيقة هي أن هذه المذبحة المروعة كانت مؤامرة أحاكتها حكومة (رشيد علي الكيلاني) ضد الآشوريين بهدف صرف نظر العراقيين عن المشاكل الداخلية التي كانت تعاني منها وبغية تشويه حقيقة المسالة الآشورية واخراجها عن سياقاتها الوطنية العراقية. فقد صعدت حكومة الكيلاني الموقف مع الآشوريين باستدعاء البطريرك ( مار شمعون) الى بغداد بحجة التفاوض معه حول المطالب التي رفعها المؤتمر الآشوري العام الذي عقد في (سر عمادية) يومي 15 و16 حزيران 1932 (اعتراف دولة العراق بالآشوريين شعباً عراقياً أصيلاً - وجوب اعادة مناطقهم التاريخية، التي ضمتها تركيا الى العراق- أن يكون للآشوريين نائباً في البرلمان العراقي). لكن بدلاً من التفاوض مع البطريرك تم اعتقاله وزج به في السجن مع مرافقيه بتهمة التواطؤ مع بريطانيا . كان هذا الاجراء التعسفي واللاقانوني هو الفتيل الذي فجر الاصطدام المسلح مع الآشوريين وارتكاب الجيش العراقي لمذبحة سيميل. وقد صورت حكومة الكيلاني المذبحة على أنها نصراً تاريخياً ضد بريطانيا وإفشال مخططاتها لتفتيت العراق.
يقول رستم " أما رأس المخادعات التي راكمها الآشوريون خلال هذا القرن، فتتعلق بالثقة بالأنظمة الشمولية، بوصفها ضمانة لأحوالهم واستقرارهم كجماعة...". هنا ، تحامل الكاتب كثيراً على الآشوريين بوضعه لهم في خانة المولاة ومناصرة لأنظمة الاستبداد والدكتاتورية . الحقيقة أن الاشوريين والمسيحيين عموماً ،بحكم خصوصيتهم الدينية والاجتماعية، كانت رهاناتهم ومازالت على " الدولة " لا على الأنظمة، ومولاتهم هي للأوطان وليست للحكام . أخطأ السيد رستم ،كما الكثير من الكتاب والمثقفين، باختزال محنة الآشوريين والمسيحيين بأنظمة الاستبداد والدكتاتوريات . أن مقاربة موضوعية وواقعية لتاريخ وظروف محنة مسيحيي المشرق سنجد أن قضيتهم لا ترتبط فقط بطبيعة الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية وهي لن تنتهي بزوال هذه الانظمة . إنها قضية "فوق سياسية" ،تتداخل فيها العوامل السياسية بالعوامل الاجتماعية والثقافية . كما أنها ترتبط بشكل وثيق بقاعدة " اللامساواة الدينية" السائدة في المجتمعات والدول العربية والإسلامية. وإلا بماذا نفسر تدهور وتراجع أحوال وأوضاع الآشوريين والمسيحيين بشكل خطير في الدول التي طالها ما يسمى بالربيع العربي وسقطت أنظمتها المستبدة. وليس من المبالغة القول ، أن هذا الربيع السياسي اصبح وبالاً على مسيحيي البلدان التي عصف بها.
في العراق الجديد ، بعد الخلاص من الاستبداد والدكتاتورية وإسقاط الطاغية (صدام حسين)، كان من المفترض أن تعالج مشكلات وقضايا الشعب العراقي بشكل جذري وسليم في اطار دستور ديمقراطي، يؤسس لدولة عراقية تعددية مدنية، وبما يحقق علاقات وطنية مستقرة ومتوازنة بين مختلف المكونات والاقوام العراقية. لكن ما جرى هو استئثار زعماء الطوائف الكبيرة وقادة الميليشيات المسلحة بالقرار وفرض سياسية أمر الواقع واغراق العراق بحروب طائفية وصراعات عرقية مدمرة. كل طرف سعى لتوسيع حدود دويلته الطائفية والمذهبية والعرقية على حساب وحدة الوطن العراقي. بينما تركت المكونات الصغيرة، مثل الآشوريين (سرياناً وكلدناً) ،مكشوفين ومن غير حصانة أو حماية وطنية، في مواجهة العنف المنفلت للقوى الاسلامية والتنظيمات الارهابية ولعصابات السطو التي مارست بحقهم القتل والخطف ودفعتهم للتهجير القسري من مناطقهم التاريخية حتى كاد العراق ان يخلو من هذا المكون العراقي الأصيل،في ظل صمت وسكوت الحكومات العراقية ،التي تدعي الديمقراطية واحترام حقوق الانسان العراقي.
شخصياً، أعيش في سوريا ومهتم بالشأن الآشوري والمسيحي، لم اسمع بأن الآشوريين والمسيحيين السوريين تلقوا وعوداً من الأمريكان او الروس او من غيرهم بتقديم حماية خاصة لهم من مخاطر الصراع في سوريا فيما لو حافظوا على حياد تام، كما ذكر رستم في مقاله المشار اليه . أنه لموقف مستهجن ومفارقة كبيرة، أن يتهم رستم محمود، وهو كردي سوري، الآشوريين والمسيحيين السوريين بالرهان على الأمريكيين وغير الامريكيين في حمايتهم من مخاطر الحرب السورية، فيما الأمريكان وحلفائهم في التحالف الدولي قدموا ومازالوا يقدمون دعماً عسكرياً ولوجستياً مفتوحاً لأكراد سوريا والعراق في حربهم ضد داعش ولتوسيع مناطق سيطرتهم في كلا البلدين . ناسياً أو متناسياً، رستم، أن بفضل الامريكان وحلفائهم الغربيين، بفرضهم الشمال العراقي منطقة حظر جوي على جيش صدام حسين 1990، حقق أكراد العراق ما حققوه من مكاسب قومية وسياسية. ففي الوقت الذي وقع الآشوريون ضحية الأجندات الطائفية والعرقية للقوى المتصارعة على الكعكة العراقية، استحوذ الأكراد على النصيب الأكبر من الكعكة، فكانوا أكثر المستفيدين من الغزو الامريكي للعراق 2003 بتحويله الى دولة اتحادية فدرالية بين اقليم عربي وآخر كردي في الشمال ،والاقليم الكردي بات قاب قوسين أو اقرب من الانفصال وإعلان الدولة الكردية. 


سليمان يوسف 

باحث سوري مهتم بقضايا الأقليات
shuosin@gmail.com

التوراة تتضمن آيات ونصوص تدعو للقتل وتحرض على العنف

التوراة تدعو للقتل و التمييز العنصري

لا لـ" للتوراة " : أنا كآشوري وكمسيحي سوري أتبرأ كلياً من "العهد القديم" من الانجيل المسيحي والمعروف بـ" التوراة" ، كتاب "الديانة اليهودية" وهو يتضمن حياة وشريعة "موسى" ، نبي اليهود.. نعم ، كمسيحي اتبرأ من كتاب التوراة ولا اعترف به ككتاب ديني مقدس جزء من الانجيل المسيحي .. ولا تعنيني التوراة اليهودية بشيء ،لأنها تتضمن آيات ونصوص وأسفار تدعو للقتل وتحرض على العنف وتنشر وتبث الكراهية والحقد بين شعوب وديانات الأرض وتفضل اليهود وتميزهم عن باقي شعوب وأمم العالم. بعكس العهد الجديد (الأنجيل) الذي يتضمن رسالة المسيح ووصاياه العشر وهي تدعو الى المحبة والتسامح والسلام وتحقيق العدل والمساواة بين البشر ،جميع البشر على الكرة الأرضية.. كما ادعو جميع المسيحيين في العالم ،خاصة السوريين والمشرقيين بكنائسهم ومرجعياتهم الدينية، الى رفض التوراة ونبذها والغائها من الانجيل وسحب الاعتراف بها كجزء من الانجيل(الكتاب المقدس) للمسيحيين ..

سليمان يوسف

حديث لم يسبق نشره مع المطران المخطوف يوحنا إبراهيم

حديث لم يسبق نشره مع المطران المخطوف يوحنا إبراهيم: منذ اختطاف المطارنة( يوحنا إبراهيم و بولس اليازجي) ،في نيسان 2013 ، والسجال لم يتوقف حول الجهة الخاطفة ودوافع الخطف . البعض يتهم النظام السوري بالوقوف وراء عملية خطفهم . والبعض الآخر يتهم مجموعات إسلامية مسلحة متشددة محسوبة على المعارضة. في لقاء قصير مع المطران (يوحنا إبراهيم) جرى في حلب آذار 2009 على هامش عزاء الدكتور المرحوم ( كبرو شابو صليبا- دكتور في جامعة حلب)، سألني المطران: الا تخشى من عواقب كتاباتك وانتقاداتك للنظام ؟ سألني من غير أي كلمة ثناء أو شكر على ما أكتبه. بدا المطران من خلال حديثه غير راضي على ما أكتبه وأنشره وغير مرتاح لمواقفي المعارضة لسياسات النظام. بدلاً من أن يشجعني على الكتابة ويشكرني على تسليط الضوء على قضية الآشوريين السريان في سوريا المحرومين من أبسط حقوقهم القومية والسياسية. الأسى والحزن على المطران يوحنا وعلى الرعية التي يقودها بهذه "العقلية الأمنية" كادت أن تنسيني الأسى والحزن على رحيل الدكتور الشاب ابن خالي(كبرو) . بعد هذا اللقاء القصير، تعززت قناعة قديمة لدي، بأن المطران يوحنا إبراهيم هو من أزلام النظام السوري ويدور في فلك أجهزته الأمنية . وأدركت سبب استبعاده لي عن اللقاء التشاوري الأول للإعلام السرياني، الذي دعا اليه في حلب 1/أيلول/2009، في حين دعا لهذا اللقاء أشخاص لا علاقة لهم بالاعلام والكتابة والثقافة . بعد لقائي مع المطران يوحنا ، بفترة ليست بطويلة ، التقاه صحفي سوري لامع من أبناء شعبنا. في سياق الحديث بينهما جاء الصحفي على ذكري. الصحفي ،عاتب المطران على مقاطعته لي ككاتب مهتم بحقوق وقضية السريان السوريين. قال له :" استغرب وأنت مطران فاعل لك حضورك في الساحة السريانية والسورية وأنت عضو في مجلس كنائس المشرق ومجلس الكنائس العالمي وعضو فاعل في لجنة حوار الأديان ومعروف بسعة علاقاتك ، أن لا يكون لك علاقة وتواصل مع كاتب ربما الوحيد من أبناء شعبنا وكنيستنا يعيش في سوريا ،بدأ يبرز ويثبت حضوره يكتب في العديد من الصحف اللبنانية والعربية وبجرأة عن هموم وقضية السريان والمسيحيين المهمشين في سوريا ". وضعني الصديق الصحفي في أجواء اللقاء وما جرى بينهما من حديث وعن رغبة المطران بالتواصل معي والعمل معاً لما فيه خير شعبنا . قلت للصحفي: "صديقي أبو (أكاد) أنت صادق فيما تقول لكن صاحبك المطران يوحنا ليس صادقاً بل مناوراً ولن يفي بوعده لك ولن يتصل بي." مرت أيام وأشهر وسنوات والمطران يوحنا لم يتصل معي . طبعاً، كنت متقين بأنه لن يتصل . لأن أكثر من مرة اتصلت معه عبر الهاتف لأستفسر منه عن رايه أو موقفه في قضية أو حدث ما يهم شعبنا ، أو للحصول منه على معلومة تفيدني في الكتابة ، لم يكن المطران يوحنا يتجاوب معي بل كان يتهرب بأعذار وحجج واهية .. نشرت هذا الحديث ليس للتشفي بالمطران المخطوف يوحنا إبراهيم (نتمنى اطلاق سراحه وسراح المطران بولس اليازجي)، وإنما للرد على كل من يربط خطف المطران يوحنا بتصريحات ومقابلات إعلامية له، انتقد فيها حكم الطاغية بشار ونظامه الدكتاتوري وطريقة تعاطيه مع الأزمة السورية.

سليمان يوسف

مسلحو سوريا السريان منقسمون بين النظام والأكراد


رابط المقال في موقع صحيفة العرب اللندنية
  • لم يسبق في تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية أن قام أحد رؤسائها بتفقد أحوال مقاتلين على جبهات القتال، فحتى إبان مذابح (سيفو) ضد سريان ومسيحيي السلطنة العثمانية عام 1915 لم يحصل هذا الأمر، لكن يبدو أن الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، وبما حملته من خطر على الوجود السرياني الآشوري والمسيحي عامة في سوريا، غيّرت الكثير من المفاهيم والقناعات الدينية واللاهوتية لدى بعض رجال الدين المسيحيين.
العرب باسل العودات [نُشر في 10/11/2015، العدد: 10093، ص(7)]

مبدأ ابتعاد مسيحيي سوريا عن مسلميها يشكل خطرا يفوق كل المخاطر الأخرى

دمشق- قام بطريرك الكنيسة السريانية (أفرام الثاني كريم) ابن القامشلي، بشكل غير متوقع، وسط الكثير من ردود الفعل المنتقدة منها والمرحبة، بزيارة مفاجئة إلى الخطوط القتالية الأمامية حول بلدة صدد السريانية السورية، حيث ينتشر مقاتلون سريان آشوريون أرمن من الجزيرة السورية، تابعون لـ(سوتورو ـ مكتب الحماية) ومقره القامشلي، وهم يقاتلون إلى جانب مقاتلين سوريين من مختلف الديانات والطوائف السورية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وصلى من أجل نصرتهم.
وكانت هيئات وتنظيمات مسيحية ـ مدنية وكنسية وحزبية ـ أعلنت قبل نحو سنتين عن تشكيل ميليشيات عسكرية في شمال سوريا تحمل اسم سوتورو وهي تعني (الحماية) باللغة السريانية، بهدف الدفاع عن البلدات والمناطق المسيحية في حال تعرضها لأي اعتداء من أي جهة من المتشددين أم النظام، وصار لأول مرة لمسيحيي سوريا ذراع عسكرية أسوة بالقوى والتيارات والقوميات السورية الأخرى التي تمتلك ميليشيات خاصة بها.
لكن ما لا يعرفه غالبية السوريين أن هذه الميليشيات انقسمت إلى اثنتين، بسبب حالة عدم الانسجام بين المسيحيين في المنطقة، فمن قوى وتيارات مؤيدة للنظام السوري وأخرى مؤيدة للمعارضة وثالثة متحالفة مع الأكراد بشكل كامل، ومن بينها تيارات تعتبر أن نضال الداخل هو الأصل وأخرى تعتبر أن نضال الخارج هو الأساس.
الميليشيات المسيحية قامت مع ميليشيات كردية بحرق ونهب قرى مسيحية، وإسلامية عربية
وأوضحت مصادر خاصة من داخل تلك الميليشيات، تحفّظت على ذكر اسمها بسبب حساسية الموضوع، لـ”العرب” وجود فصيلين أو تشكيلين عسكريين باسم السوتورو في منطقة الجزيرة شمال شرق سوريا، الأول يُعرف باسم (مكتب الحماية)، وهو يُعتبر الجناح العسكري لتجمع شباب سوريا الأم المقرب من النظام السوري، ومقاتلي السوتورو وهم أشبه بقوات الدفاع الوطني، تلك الميليشيا غير النظامية التي شكلها النظام لقمع معارضيه، لكنها هنا قوات خاصة بمسيحيي الجزيرة السورية، حيث تضم جنسيات من مختلف القوميات والطوائف المسيحية.
الكثير من مقاتلي هذا التشكيل المسلّح يتقاضون رواتب من الفوج العسكري (154) للجيش السوري المنتشر في محيط القامشلي، ويحصلون على دعم عسكري من النظام، كما ينالون رضى مختلف الكنائس في القامشلي، وأيضا مباركة بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية (مار أغناطيوس أفرام الثاني كريم)، ويُقدّر عدد مقاتليه بنحو 200 مسلح.
أما ميليشيا سوتورو الأخرى، فتعرف بالمجلس العسكري السرياني، وهو الجناح العسكري لحزب الاتحاد السرياني المرتبط عسكريا وسياسيا بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ومنه يتلقى الدعم المادي والعسكري، وهو يُقاتل إلى جانب قوات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في كل المعارك من الحسكة إلى الرقة، وقد انضم إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تشكلت حديثا وتقاتل في الرقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ويُقدر عدد مقاتليه بنحو 250 مسلحا بينهم نسبة 10 بالمئة من أبناء العشائر العربية.
غالبية السوريين لا يعرفون أن هذه الميليشيات انقسمت إلى اثنتين، بسبب حالة عدم الانسجام بين المسيحيين في المنطقة
وتؤكد الوقائع أن القوات العسكرية المسيحية المتحالفة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا تتلقى الأوامر من القادة العسكريين لميليشيات هذا الحزب، وهناك اتهامات متزايدة لها بالتعاون مع النظام السوري.
حزب الاتحاد السرياني هو الحزب الآشوري السرياني الوحيد الذي انضم إلى الإدارة الذاتية الكردية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في منطقة الجزيرة بشمال سوريا، وغالبية قوى المعارضة السورية تتهم كلا من حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب الاتحاد السرياني بأنهما ليسا بعيدين عن النظام السوري، ففي بداية الأزمة السورية سحب النظام جميع سلطاته من البلدات والمناطق ذات الغالبية الكردية في الجزيرة وسلمها تسليما إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الذي أعلنها إدارة ذاتية تخضع له، كما أن هناك تفاهما واتفاقا بين النظام وهذا الحزب الكردي في إدارة واستثمار آبار النفط والغاز في حقول رميلان، وكذلك الإشراف على منشآت ومؤسسات اقتصادية حكومية أخرى في محافظة الحسكة.
يتقاسم حزب الاتحاد الديمقراطي من خلال ما يُعرف بقوات الأسايش أو الشرطة الكردية التابعة له، السلطة في مدينتي القامشلي والحسكة مع سلطات النظام السوري (العسكرية والأمنية والسياسية) المتواجدة بكثافة فيهما، وقد قاتلت قوات حماية الشعب الكردية ومعها قوات السوتورو المجلس العسكري السرياني إلى جانب جيش النظام والدفاع الوطني الموالي له في معارك الحسكة في يونيو الماضي ضد تنظيم الدولة الإسلامية عندما سيطر على الأحياء الجنوبية للمدينة، وهي حاليا تُقاتل ضمن ما يُعرف بقوات سوريا الديمقراطية التي شُكّلت حديثا وتحظى بدعم عسكري من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وهي تضم قوات حماية الشعب الكردية وقوات المجلس العسكري السرياني وقوات الصناديد العربية في ريف الحسكة وكذلك في الرقة.

عقبات كثيرة تحول دون تشكيل هيئة مسلحة للدفاع عن المسيحيين

وفق مصادر مسيحية سورية من شمال سوريا (الحسكة/القامشلي) فإن هذه الميليشيات المسيحية قامت مع ميليشيات كردية بحرق ونهب قرى مسيحية وإسلامية عربية، وقد تحدث العديد من الآشوريين من قرى الخابور لـ”العرب” عن أعمال نهب من القرى الآشورية قام بها مسلحو المجلس العسكري السرياني بالتعاون والمشاركة مع مقاتلين من قوات حماية الشعب الكردية، كما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي صورا تُظهر سيارات مقاتلي السوتورو التابع للمجلس العسكري السرياني وهي تحمل أثاثا منزليا من إحدى القرى الآشورية، وكما يؤكد آشوريون على حصول اشتباك مسلح في مدينة القامشلي قبل شهر بين مسلحين من المجلس العسكري السرياني وتسبب بوقوع إصابات خطيرة، جرت بسبب الخلاف على غنائم الحرب، غنائم مسروقة أثناء معارك مدينة الحسكة.
وحتى الشبكات الحقوقية الآشورية اتّهمت مقاتلي المجلس العسكري السرياني بنهب المنازل في قرى الخابور الآشورية التي أحرقها (زملاؤهم) من مقاتلي قوات حماية الشعب الكردية، بعد أن اختطف تنظيم الدولة الإسلامية أهل تلك القرى كأسرى.
هذا الفصيل من السوتورو التابع للمجلس العسكري السرياني، لا يحظى بتأييد شعبي مهم وكبير في الأوساط السريانية الآشورية والمسيحية في الجزيرة السورية، بسبب تبعيته المطلقة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وبسبب عدم شفافيته في علاقته مع الكنائس والأحزاب والمنظمات الآشورية السريانية والمسيحية في الجزيرة.
فحزب الاتحاد السرياني يسعى إلى فرض رؤيته وشروطه على الآشوريين السريان والانفراد بالقرار السرياني الآشوري كما يفعل حزب الاتحاد الديمقراطي في الساحة الكردية، وجدير بالذكر هنا أن الأحزاب والمنظمات والكنائس والتجمعات الآشورية السريانية الأرمنية في الجزيرة كانت قد أصدرت بيانا للرأي العام أدانت فيه واستنكرت القوانين الصادرة عن الإدارة الكردية وخاصة قانون التجنيد الإلزامي للشباب المسيحيين في القوات الكردية وقانون فرض المنهاج الكردي في المدارس الخاصة وقانون مصادرة ممتلكات المغتربين، وفقط وحده حزب الاتحاد السرياني رفض التوقيع على هذا البيان.
ابتعاد آشوريو سوريا عن عربها فيه من الخطر ما يفوق كل المخاطر الأخرى، ورهانهم على الأكراد رهان خاسر
وثمة مخاوف حقيقية لدى الكثير من مسيحيي شمال سوريا عموما ولدى الآشوريين (سريان/كلدان) خصوصا من زجّ وتوريط المسيحيين بالجزيرة في نزاع عرقي محتمل تفجّره بين الأكراد والعرب، وفي هذه الحالة غالبا سيُقاتل مسلحو المجلس العسكري السرياني إلى جانب القوات الكردية، فيما مسلحو سوتورو (مكتب الحماية) التابع لتجمع شباب سوريا الأم سيقاتلون إلى جانب قوات العشائر العربية.
وبالإضافة إلى هذين التشكيلين العسكريين المسيحيين، يوجد في الحسكة وريفها الآشوري فصيلان مسلحان آشوريان، واحد باسم (قوات حرس الخابور)، وهذا الفصيل مُقرّب من المجلس العسكري السرياني، وفصيل آخر باسم (مجلس حرس الخابور) تابع للحزب الآشوري الديمقراطي، وتعداد كل فصيل هو بضع عشرات من المقاتلين.
ومن دون أن نقلل من أهمية تشكيل هيئة مسيحية مسلحةـ للدفاع عن المسيحيين في سوريا، فإن عقبات كثيرة تعترض نجاح هذه التجربة المتأخرة، خاصة أن عدد مقاتليها سيكون قليلا جدا وستكون نقطة في بحر يضم ما يقرب من ربع مليون مسلّح للمعارضة السورية والنظام والتنظيمات المتشددة الإرهابية والميليشيات الكردية، وعليه فإن تأثيرها سيكون شبه معدوم.
ويرى الكثيرون أن ابتعاد آشوريو سوريا عن عربها فيه من الخطر ما يفوق كل المخاطر الأخرى، ورهانهم على الأكراد رهان خاسر، كما أن رهانهم على النظام أمر فاشل بالتجربة والبرهان، ومن التهور الوثوق بنظام عانت منه جميع أديان وقوميات سوريا.
باسل العودات

المطارنة المخطوفين في ذمة الامريكان



المطارنة المخطوفين في ذمة الامريكان: بالعودة الى ما قاله بطريرك السريان (أفرام كريم) لجريدة الشرق الأوسط 18 ديسمبر/كانون الأول 2014 : " "عندما كنت بالولايات المتحدة - نهاية عام 2013- أكدت وزارة الخارجية لنا بادئ الأمر أنها على علم بمكان الأساقفة المخطوفين ( يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي ) وعندما سالناهم إذا كان من الممكن أن ينقلوا الينا منهم خطاباً أو صورة أو رسالة صوتية مسجلة ، أجابوا ( ليس بإمكاننا ذلك لكننا نعلم مكانهم وهم يتلقون معاملة طيبة" .. ها وقد مضى أكثر من ثلاثون شهراً على خطف المطارنة ومازال مصيرهما مجهولاً وقضيتهم باتت من القضايا المنسية، رغم أهميتها وحساسيتها الدينية والاجتماعية لملايين مسيحيي المشرق. إذ لا من دليل حسي أو مادي على أنهما على قيد الحياة .. إذا كان ما صرح به البطريرك افرام صحيحاً ودقيقاً ، كان من المفترض به ،بالتعاون والتنسيق مع جميع المرجعيات المسيحية لمختلف الكنائس السورية و المشرقية ، أن يتابع قضية المطارنة المخطوفين مع تلك الشخصيات في وزارة الخارجية الامريكية الذين قالوا له بأنهم على علم بمكان المطارنة ووضعهم أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية باعتبار أمريكا دولة عظمى ودائمة في مجلس الأمن الدولي وهو المسؤول عن توفير الحماية الدولية للأفراد والمجموعات البشرية الذين حياتهم في خطر وتعجز حكومات بلدانهم عن توفير هذه الحماية لهم .. أن إقرار أو اعلان سياسيين أمريكيين عن علمهم بمكان وجود المطارنة هذا يعني أنهم على صلة مباشرة أو غير مباشرة بالجهة الخاطفة ، هذا يستوجب عليهم أن يحثوا ادارتهم الامريكية على التحرك( السياسي والعسكري) لإنقاذ حياة المطارنة المخطوفين..


سليمان يوسف

الإدارة الذاتية في الجزيرة السورية، بين المشروع الوطني والطموح كردي





رابط المقال في موقع الحوار المتمدن
  لا جدال على أن "الإدارة الذاتية" ، للأقاليم في الدول والأمم الحضارية، هي إحدى آليات العمل الديمقراطي لإشراك المواطنين في تقرير مصيرهم وتطوير أوضاعهم وصناعة مستقبلهم. من هذا المنطلق تُعتبر الإدارة الذاتية حق مشروع ومطلب ملح لمختلف المناطق والمحافظات السورية، خاصة وقد فشل "الحكم المركزي" على مدى عقود في بناء (دولة مواطنة) حقيقية، وفي إنجاز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.   "منطقة الجزيرة - محافظة الحسكة" ، باعتبارها الأكثر بعداً عن العاصمة (دمشق) وأكثر المناطق السوريةعانت من "حكم مركزي شمولي" نهب واستنزاف ثرواتها وخيراتها حتى جعلها أكثر مناطق البلاد فقراً وعوزاً وتأخراً  رغم أنها أغناها بـ(الثروة الزراعية والحيوانية والنفطية)، هي أكثر المناطق والأقاليم السورية حاجة لـ "إدارة ذاتية" أو لـ"حكم ذاتي". على أن تأتي "الإدارة الذاتية" في سياق مشروع وطني تحديثي، وفي اطار (نظام حكم لا مركزي – ديمقراطي تعددي) لسوريا الجديدة. يتيح لأبناء منطقة الجزيرة فرصة المشاركة الفعلية والمتوازنة في إدارة شؤونهم والنهوض بمنطقتهم، وتطوير مختلف الثقافات واللغات المحلية ( الآشورية /السريانية، الكردية ،الأرمنية، العربية ) التي تزخر بها. لا أن تكون "الإدارة الذاتية" مشروع سلطة وغطاءً لمشروع سياسي /حزبي/عرقي. كما هو حال "الإدارة الذاتية" التي أعلنها ويسعى لفرضها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي - الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني ذو النشأة التركية -  في المناطق التي انسحبت منها سلطة الاستبداد وباتت تحت سيطرته وسلطته، مستغلاً الظروف والأوضاع الاستثنائية التي تعصف بالبلاد. ولأنها كذلك " مشروع سلطة وغطاء لمشروع عرقي"، رفضت الغالبية الساحقة من أبناء الجزيرة، بعربها وكردها وآشورييها وأرمنها ، الانخراط في مجالس وهيئات الإدارة الكردية. إذ يكاد ينحسر جمهورها على أنصار (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) و (حزب الاتحاد السرياني) المرتبط به. تطعيم مجالس وهيئات الادارة ببعض الآشوريين السريان والعرب والأرمن، ممن أرادوا الانتفاع والارتزاق، لا يعني بأنها تحظى بدعم وتأييد هذه المكونات، وإنما هذا التطعيم هو لتجميل صورة " الإدارة الكردية" والتسويق لها في الداخل والخارج.
دفاعاً عن (المشروع الكردي) ، المتمثل بالإدارة الذاتية المعلنة، صرحت ( الهام احمد) - القيادية في حركة المجتمع الديمقراطي  ‹TEV-DE"" الرديفة لحزب الاتحاد الديمقراطي - على موقع ولاتي نت بتاريخ  15/8/2015 "على الجميع معرفة أن الإدارة الذاتية تُسيّر نظام في غرب كردستان ومن يرى نفسه خارج هذا النظام يجب أن يرى نفسه خارج غرب كردستان"  .كلام السيدة الهام يحمل تهديدات صريحة وواضحة بطرد وابعاد، عن المناطق المشمولة بالإدارة الكردية، كل من يعترض ويرفض المشروع الكردي.  وهي تذكرنا بتهديدات القوميين العرب ، بطرد كل من يرفض المشروع القومي العربي ويعترض على توحيد الشعوب والأراضي العربية في دولة أو (أمة عربية واحدة).
حتى الآن ، لا من حكومة أو جهة، سورية أو غير سورية، اعترفت بالإدارة الكردية. لهذا، بقيت جميع قراراتها وقوانينها من غير قيمة قانونية ، ولا يؤخذ بها. مع هذا يستعجل الأوصياء على هذه الإدارة ، كأنهم في سباق مع الحدث السوري، في استصدار القوانين والقرارات وتشكيل مجالس ومؤسسات وهيئات "دويلتهم" وبناء جيشهم الخاص (وحدات حماية الشعبYPG   ) ، بموازاة مؤسسات ودوائر الحكومة السورية ، التي مازالت تعمل في كبرى مدن المحافظة(الحسكة والقامشلي). ناهيك عن سيطرة "الأسايش الكردية" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي على الكثير من المؤسسات والمنشئات والدوائر والأبنية الحكومية. وقد اُزيلت عنها أعلام الدولة السورية واعلام  حزب البعث العربي الحاكم وصور بشار الأسد، واستُبدلت بالأعلام الكردية واعلام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وصور زعيم حزب العمال الكردستاني pkk  (عبد الله آجلان ). كما استُبدلت اسماء الكثير من الساحات والشوارع والملاعب والمدارس بأسماء كردية. وترغم المحال التجارية والمدارس الحكومية والخاصة على التعطيل بالمناسبات الكردية وبمناسبات تخص الحزب. وفرض ترديد النشيد القومي الكردي (أي رقيب) في المدارس الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية . كل هذا حصل ويحصل أمام أعين السلطات الأمنية والعسكرية والسياسية التابعة للنظام من غير أن تحرك ساكناً. أنها لمفارقة سياسية تاريخية مدهشة، أن يقبل نظام "قومي عربي" ،ممثلاً بحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم لسوريا منذ أكثر من نصف قرن، بتقاسم (السلطة والثروة) في منطقة الجزيرة السورية ذات الغالبية العربية مع (حزب كردي) والعديد من قياديي هذا الحزب، كانوا في السجون أو منفيين عن البلاد ، حتى بعد أشهر من انطلاق حركة الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكم بشار الأسد. أنها حالة شاذة واستثنائية عن أخلاق وقواعد نظام قومي عربي دكتاتوري شديد المركزية ، املتها ظروف الحرب الداخلية والصراع على السلطة ومصالح سياسية واقتصادية مشتركة مع خصوم الأمس، رغم التناقضات السياسية والأيديولوجية العميقة بينهما. أنها "لعبة السياسة"، في كل زمان ومكان، حيث لا أعداء ولا أصدقاء دائمين، فقط توجد مصالح ثابتة.
لا ننفي الدور الأساسي لقوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ( قوات حماية الشعب ) في طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية - داعش من  المناطق التي سيطر عليها هذا التنظيم الارهابي في منطقة الجزيرة ومناطق سورية أخرى. بيد أن تضحيات الحزب لا تبرر له استغلال الأوضاع الراهنة ليجعل من الجزيرة ، التي يتصف مجتمعها بالتنوع الديني والعرقي والثقافي واللغوي، " كانتون كردي" وتنفيذ أجندة حزبية وقومية خاصة تتصادم مع المشروع الوطني السوري العام، وتتعارض مع الأهداف الوطنية التي من أجلها انطلقت حركة الاحتجاجات الشعبية ضد الدكتاتورية والاستبداد. الانفراد بتقرير مصير ومستقبل الجزيرة السورية من قبل أي حزب أو مكون سوري، بغض النظر عن هويته القومية والسياسية، سيولد ردود أفعال سلبية لدى المكونات والأحزاب الأخرى و يؤسس لعلاقات غير طبيعية بينها ، ويوفر بيئة خصبة ومناسبة للتطرف وإثارة الحساسيات والنزعات العرقية والطائفية. بالفعل، بدأ العرب والسريان الاشوريين والمسيحيين عموماً بالتعبير عن استيائهم وامتعاضهم من سياسات وممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الهادفة الى تعزيز سلطته والانفراد في تقرير مصير ومستقبل الجزيرة السورية وفرض الهوية الكردية وإعادة صياغة الحياة ورسم المستقبل في هذه المنطقة الحيوية من سوريا ، بما يتفق مع عقيدة وفلسفة الحزب. عربياً: أعلنت العشائر العربية في حزيران الماضي عن تشكيل ما اُطلق عليه "لواء درع الجزيرة السورية" . جاء في بيان الاعلان عنه " أنه سيتصدى لخطر تنظيم الدولة الاسلامية – داعش الارهابي.  ومن غير المسموح لأي جهة استغلال الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن من اجل تنفيذ أية أجندة انفصالية أو فدرالية تحت أي عنوان.. وسنواجه بقوة وبكل الأسلحة المتاحة والكبيرة والمتعددة أي محاولات عبثية بمصير الجزيرة السورية"، في إشارة واضحة لـ (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي)  و(قوات حماية الشعب) التابعة له.  آشوريا /مسيحياً: قبل أسابيع ، اصدرت الكنائس والمؤسسات والأحزاب السياسية الآشورية السريانية والأرمنية والتجمعات المدنية والهيئات المجتمعية المسيحية، بيانا للراي العام ، استنكرت فيه قوانين وقرارات الإدارة الكردية ،خاصة تلك المتعلقة بإدارة أموال المهاجرين والتجنيد الاجباري في القوات الكردية وفرض المنهاج الكردي في المدارس الحكومية والخاصة التابعة للكنائس. وحذرت في بيانها من العواقب الخطيرة لمثل هذه القوانين والقرارات التعسفية والغير مدروسة وتناقضها مع مبادئ حقوق الإنسان وحقوق المواطنة وحق التملك وما قد تسببه من إثارة للفتن الطائفية بين إثنيات المجتمع . واتهمت في بيانها الإدارة بمحاولة الاستيلاء على أملاك المسيحيين من عقارات واراض زراعية بحجة استثمارها لصالح المجتمع ، ودفع المسيحين للهجرة من مناطقهم التاريخية وإحداث خلل ديمغرافي يشكل خطراً على الوجود الآشوري السرياني والمسيحي في الجزيرة. ختمت بيانها - بمقاضاة الإدارة الكردية - بالمطالبة بإلغاء هذه القوانين والقرارات "نعتبر أنفسنا مدّعيين شرعاً وقانوناً أمام المحاكم ودوائر القضاء المحلي والدولي للمطالبة بإلغاء هذا القانون". البيان يعكس حالة الإحباط واليائس والاستياء العام في الشارع المسيحي ، من نظام شمولي دكتاتوري تخلى عن البلاد والعباد وتمسك بالسلطة. كما ان البيان يحمل هواجس ومخاوف المسيحيين من مستقبل مجهول يبدو قاتماً في ظل "سلطة كردية" ناشئة ، تسعى لتكون بديلاً لهذا النظام في منطقة الجزيرة ، لا يبدو أنها تختلف عنه في سلب الارادات وفرض الأجندات وتمجيد الشعارات وتأليه الرموز . 

سليمان يوسف
باحث سوري مهتم بقضايا الأقليات