عاجل : اختطاف الناشط و الاعلامي سليمان يوسف يوسف







سليمان يوسف يوسف
سليمان يوسف يوسف


قام مسلحين تابعين ل "حزب الاتحاد السرياني" الحليف للقوات الكردية والمنضوي تحت ما يمسى بالإدارة الذاتية الكردية في منطقة الجزيرة السورية  باختطاف الكاتب و الناشط السياسي الاشوري المعارض سليمان يوسف يوسف من منزله وامام اسرته مساء 2018\09\30 ومايزال مصيره مجهول حتى اللحظة .
https://www.facebook.com/souleman.yusph

كيف لك أن تعيش في سوريا وتعارض نظامها؟



الكاتب سليمان يوسف يوسف

كثيراً ما أًسئل: كيف لك أن تعيش في سوريا، وأنت تنتقد نقداً لاذعاً نظامه االسياسي القائم، من غير أن تتعرض للملاحقات والمضايقات الأمنية والاعتقال، والنظام السوري معروف باستبداده وبكمه لأفواه معارضيه ؟ . لا جواب على أسئلة يفترض أن توجه للدوائر والأجهزة الأمنية والمخابراتية لدى هذا النظام، صاحبة القرار في توقيف واعتقال من تشاء من السوريين. كمعارض مستقل ، ومن منطلق وطني، بقدر ما انتقد النظام، كذلك انتقد المعارضات (المتحزبة) ، خاصة (معارضات الخارج) ، التي راهنت على الخارج في إسقاط النظام ودعت الى عسكرة (الحراك الشعبي المدني)، كما انتقدتُ (المعارضات المسلحة) على احتمائها بالمدن والبلدات والمناطق المأهولة، الأمر الذي جعل المدنيين ابرز ضحايا النزاع المسلح على السلطة .
لا أدري إذا ( قلمي )، سلاحي الوحيد، يشكل خطراً على أمن ومستقبل النظام. لكن مؤكد أنه ليس خطراً على أمن الوطن، ولا يمكن أن أكون خطراً على وطن، نشأت فيه ، تعلمت في مدارسه ، يحمل هوية شعبي. فسوريا بالنسبة لنا السريان (الآشوريين) هي أكثر من وطن نعيش فيه وأكبر من دولة نحمل جنسيتها. لم ولن ارتكب جرماً ضد الدولة السورية . كل ما اصرح به وما أنشره واكتبه، حق يكفله دستور البلاد " لكل مواطن الحق في أن يُعرب عن رأيه بحرية وعلانية بالقول أو الكتابة أو بوسائل التعبير كافة". أعلم جيداً، في ظل الانظمة الدكتاتورية واللاديمقراطية، الدساتير معطلة. لا حصانة للمعارضين. وطنية المعارض، لن تحميه من الملاحقات والمضايقات الامنية ومن المحاكمات الصورية والحبس بتهم جاهزة (وهن نفسية الأمة، مناهضة أهداف الثورة، إثارة النعرات الطائفية، التحريض على الارهاب، وغيرها). خلال مسيرتي السياسية، تعرضت للكثير من المضايقات والضغوطات الأمنية. اُستدعيت لجميع الأفرع والدوائر الأمنية في القامشلي ودمشق. الاستدعاء إحدى وسائل الضغط والترهيب والتهديد بالاعتقال، لإرغام المعارض على التراجع عن مواقفه. بعد عودتي من (مهمة سياسية) الى دول اوربية 2004، السلطات الأمنية سحبتمني (جواز السفر) ، مع الحرمان من الحصول على جواز سفر جديد والمنع من مغادرة سوريا. بإيعاز من احد (الأفرع الأمنية) المطلوب مني مراجعته، تم حجز (راتبي التقاعدي) منذ بداية هذا العام 2018 . أجراء تعسفي، غير قانوني وغير دستوري، يتعارض مع ابسط حقوق الانسان والمواطن. أنه تعدي صارخ على حقوقي وحقوق اسرتي، بحرمانها من مصدر رزقها. بعد الحجز على الراتب، السؤال الذي يجب أن يسأله هؤلاء السائلون: كيف لك أن تعيش في سوريا بلا راتب ومن غير دخل ؟؟. ما يمكن قوله في مسالة "الاعتقال السياسي"، ثمة اعتقاد سائد في مختلف الأوساط السورية، أن (السلطات الأمنية) تترك بعض المعارضين، يكتبون ويصرحون، ينتقدون سياسات النظام من غير أن تتعرض لهم، بهدف تجميل صورة (النظام) أمام الراي العام المحلي والخارجي. ولتأخذ منهم، شهادة "حسن سلوك" باحترام حقوق الانسان وبالديمقراطية والحريات السياسية والاعلامية. طبعاً، هذه ليست قاعدة ثابتة يعتمدها (نظام أمني) شديد الخصوصية والمركزية، وإنما مجرد "تكتيك " يتبعه النظام عندما يكون مستقراً، مطمئناً لوضعه ، مرتاحاً بعلاقاته الداخلية والخارجية. أما في الظروف الصعبة والاستثنائية، كالحرب الراهنة التي مزقت الوطن وحيث النظام يخوض "معركة البقاء"، لا تساهل مع المعارضين، ولن يكترث النظام بما يقوله الآخرون عنه .
(بشار الأسد) ، خلف والده في الحكم عام 2000. في خطابه الأول (خطاب القسم) ارسل (إشارات إصلاحية) ، أوحت بعزمه على إرخاء "القبضة الحديدية" التيفرضها والده (حافظ الأسد) على المجتمع السياسي. بالفعل، طرأ تحسناً ملحوظاً على مسار محاكمات الموقوفين السياسيين، وإن بقيت الشفافية والعدالة غائبتان عن محاكمات المعارضين. فلم يعد يُلقى بالمعارض سنوات وسنوات في السجون من غير أن يحاكم، كما كان يحصل في عهد الأسد الأب. الرئيس الشاب (بشار) شجع المعارضة على التحرك واطلاق نشاط (سياسي وحقوقي) معارض وتأسيس (منتديات سياسية ،جمعيات ولجان حقوقية)، طالبت النظام بإصلاحات سياسية وقضائية. تلك المناخات الايجابية، عرفت بـ"ربيع دمشق"، شجعت المعارضين (وأنا منهم)- رغم الخوف من الاعتقال- على مراجعة (الأفرع الأمنية) حين تستدعيهم للتحقيق. عندما استشعر النظام خطر استمرار "ربيع دمشق " على وجوده، سارع الى وأده، باعتقال ابرز ناشطيه. اليوم، البلاد غارقة في حرب داخلية، وقد اكتظت السجون وأقبية الأفرع الأمنية بالموقوفين والمعتقلين السياسيين والارهابيين والقتلة المجرمين. وضع (أمني ، سياسي ، قضائي) استثنائي، لا يشجع المعارض على مراجعة الأفرع الأمنية . الكثير من المعارضين ممن تم استدعائهم فضلوا الهجرة وترك البلد. بالنسبة لي، خيار (الهجرة) غير وارد، تحت أي ظرف .
المصدر: إيلاف
2018/05/12

سليمان يوسف يوسف - كاتب سوري

المعارضة السورية و خيبات الأمل من صواريخ ترمب الذكية


الضربة الامريكية


فجر السبت 14 نيسان الجاري، ردا على هجوم كيميائي مفترض اتهم النظام السوري بشنه في معركة دوما مع الفصائل الاسلامية المعارضة في الغوطة الشرقية، شنت الولايات المتحدة الامريكية ، بمشاركة كل من فرنسا وبريطانيا، ضربات صاروخية على مواقع عسكرية للجيش السوري، بينها منشآت كيميائية. ملايين السوريين، بين قتيل وجريح ومهجر ونازح ومفقود ، مأساتهم ومحنتهم لم تحرك "الضمير الامريكي". فقط لأجل عشرات القتلى والمصابين بالكيماوي المفترض، حرك ترامب أساطيله وأطلق على قوات النظام صواريخه " الجديدة الجميلة الذكية"، كما وصفها في تغريده له على حسابه الشخصي. حتى وإن أثبتت التحقيقات، التي يقوم بها فريق المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، بأن النظام السوري فعلاً استخدم "سلاح كيماوي" في معركة دوما، يبقى الكيماوي مجرد "ذريعة" للضربات العسكرية الغربيةالتي قادتها امريكا على سوريا. إذ ، ثمة أسباب امريكية داخلية، سياسية وغير سياسية، تتعلق بملفات ترامب (التحقيقات حول احتمالات التدخل الروسي بحملته الانتخابية – و قضايا أخلاقية) ، دفعت الرئيس الامريكي (دونالد ترمب) للتحرك العسكري وقصف قوات النظام ، بعد اسبوعين فقط من كلام ترمب عن "انسحاب امريكي قريب جداً من سوريا".
السوريون،(نظاماً وشعباً)، في معظم محطات ومراحل حربهم الداخلية العبثية الكارثية، المستمرة منذ سبع سنوات، أثبتوا على أنهم خارج التاريخ والعصر . سوريون، موالاة ومعارضة، هللوا لضربات العدوان الثلاثي على بلادهم. المعارضون هللوا ابتهاجاً وطلباً للمزيد منها. الموالون هللوا واقامواالدبكات تحدياً واستنكاراً ، متناغمين ملتصقين بذلك مع نظام "دكتاتوري مستبد" ، برع في تضليل الشعب ، امتهن تحويل الهزائم العسكرية الى انتصارات ظافرة والاخفاقات الاقتصادية و السياسية الى منجزات عظيمة .وفق تقديرات متابعين للشأن السوري، الضربات (الامريكية الفرنسية البريطانية) رفعت من شعبية ورصيد الرئيس ( بشار الأسد) بين السوريين، رغم "الجحيم القاتل"، الذي انزلقت اليه البلاد في عهده. أما في الدول الثلاث المنفذة للضربات على سوريا، شكلت الضربات مناسبة وفرصة للمعارضات لتوجيه انتقادات حادة لحكومات بلدانها . غارات صاروخية ، كان لها وقع الـ ''هزيمة'' بطعم "النصر" على السوريين وحلفائهم الروس والفرس. ووقع "النصر" بطعمة "الهزيمة" على الامريكيين وحلفائهم من الاوربيين والعرب والمسلمين. لأنها كانت ضربات " ناعمة" ، غير مؤذية للنظام السوري، شكلت خيبة أمل كبيرة وجديدة للمعارضات السورية، بجناحيها (العسكري والسياسي)، من حلفائها وداعميها الامريكيين والأوربيين. المعارضات، كانت تتأمل وتنتظر من الضربات الصاروخية أن تقوض القدرات العسكرية والقتالية للنظام، تمهيداً لإسقاطه. مثلما اسقطت امريكا وحلفائها ( نظام صدام حسين- 2003 ) في العراق و (نظام معمر القذافي- 2011) في ليبيا. صحيح، أن الغارات الأمريكية الأوربية لم تكن بالقوة والشمولية التي توقعها الكثيرون ولا بمستوى التأهب العسكري (جواً وبحراً) للدولة الثلاث و لا بزخم (الحملة الإعلامية) على النظام عشية الضربة، لكن الصحيح ايضاً أنها اربكت المشهد السوري، المضطرب اصلاً ، وخلطت اوراق اللاعبين في الساحة السورية، ومازالت بتداعياتها العسكرية والسياسية تتفاعل في مختلف الأوساط (السورية والاقليمية والدولية). الغارات أثارت سجالات وجدالات حامية حول أهدافها الحقيقية وحول الأسباب التي حالت دون توسيعها لتكون "حملة عسكرية" شاملة على مواقع ومراكز الجيش السوري، تمهيداً لأسقاط حكم بشار الأسد، على غرار ما فعلت امريكا وحلفائها في الناتو ، لنظام ( سلوبودان ميلوفيتش) في صربيا اليوغسلافية 1999 على خلفية مذبحة "سربرنيتشا".
الاسباب والدوافع الداخلية الخاصة للصواريخ الامريكية على سوريا ، لا تنفي وجود أهداف خارجية لها (سياسية وعسكرية). صواريخ ترامب حملت رسائل سياسية عديدة وبأكثر من اتجاه، الى جميع اللاعبين في الساحة السورية. اقوى الرسائل هي للاعب الأساسي (بوتين ). الإدارة الامريكية، ومن خلال ضرباتها، أكدت على أنها لن تسمح لموسكو الانفراد بالملف السوري. في ذات الوقت، أكدت الادارة الامريكية للمعارضات السورية، التي راهنت منذ اليوم الأول لعسكرة "الثورة" على التدخل العسكري الخارجي في إسقاط حكم الأسد، "على أن إسقاط النظام السوري لم ولن يكون ضمن الاجندة وأولويات السياسية للإدارة ". الخارجية الامريكية كررت أكثر من مرة على لسان المتحدث باسمها على "الحل السياسي" للأزمة السورية، عبر مسار جنيف المعترف به دولياً . لهذا ، من المتوقع أن تحرك الضربات الغربية "العملية التفاوضية" المعطلة بين النظام والمعارضة . ومن المقرر أن تقدم الدول التي شاركت في الضربات ( فرنسا ،الولايات المتحدة ، بريطانيا) خلال الايام القادمة "مشروع قرار" الى مجلس الأمن، يجمع الجوانب (الكيميائية والإنسانية والسياسية) حول الحرب السورية. في المجال السياسي، يطالب مشروع القرار "السلطات السورية بالدخول في مفاوضات (سورية- سورية) جدية وبطريقة بنّاءة وبلا شروط مسبقة".
المصدر: إيلاف
21/04/2018

سليمان يوسف

نوروز مناسبة للفرح والتسامح، أم فرصة لنشر الكراهية العرقية؟





شعوب عديدة تحتفل بعيد عيد نوروز ( اليوم الجديد)، الذي يصادف 21 آذار من كل عام ، مثل الفرس والاكراد والأفغان والآذاريين والطاجيك والبلوش. تعود جذور هذا العيد القديم الى (الديانة الزرادشتية). كان يحتفل أتباعها بانتهاء فصل الشتاء ، أشهر البرد والسبات، وانبعاث الحياة من جديد في الطبيعة مع بدء فصل الربيع والاعتدال في آذار. لا الأكراد ولا غيرهم من الأقوام والشعوب التي تحتفل بعيد النوروز، لديه وثائق ومستندات تاريخية، توثق للعيد أوتبين حدث تاريخي (سياسي او عسكري أو اجتماعي) محدد بالزمان والمكان يرتبط بعيد النوروز وتؤرخ له، كما هو حال الأعياد الدينية المعروفة لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين. كل ما يحكى ويُروى عن نوروز لا سند علمي أو تاريخي له، إنما هو من نسج الخيال والحكايات الشعبية والقصص والاساطير والملاحم الشعبية، تناقلتها الاجيال. لكل قوم رؤيته ومفاهيمه ودلالاته الرمزية الخاصة بهذا العيد، تتوافق وتنسجم مع تاريخه وثقافته وتخدم الاهداف السياسية والاجندة القومية التي يريدها من الاحتفال بعيد النوروز. لا بل، داخل كل شعب نرى أكثر من تصور لمعاني ودلالات هذا العيد. من بين الروايات الكردية لعيد النوروز، تلك التي تُبرز "كاوا الحداد"،كشخصية اسطورية، ثارت وانتصرت على ملك آشوري، تصفه بـالشرير، مارس الظلم والقهر على الكرد. تقول الرواية " كان هناك ملكُ اشوري شريّرُ يسَمّى (الضحاك). هذا الملك ومملكته قد لُعِنا بسبب شرِّه. حتى الشمس رَفضتْ الشْروق وكان من المستحيلَ نَمُو أيّ نبات. كان لدى الملك (الضحاك) لعنةُ إضافيةُ وهي امتِلاك أفعيين رَبطتا بأكتافِه. عندما كَانتْ الأفاعي تجوع، كَانَ الملك يشعر بألمِ عظيمِ، والشيء الوحيد الذي يَرضي جوعَ الأفاعي كَانتْ أدمغةَ الأطفال. لذا كان كُلّ يوم يقتل اثنان من أطفالِ القُرى المجاورة ويقدم أدمغتهم إلى الأفاعي. كاوى كَانَ الحدادَ المحليَّ الذي كُرِهَ الملكَ لأنه قتل 16 مِنْ أطفالِه الـ17 الذين ضُحّي بهم لأفاعي الملكَ.... كبر الأطفال في الجبال وخلق كاوى منهم جيشاً لا يهزم بهدف القضاء على الملكِ الشريّرِ. وعندما أصبحت اعدادهم عظيمة، نَزلوا مِنْ الجبالِ واقتحموا القلعةَ. وكان كاوى قد أخذ على عاتقه إنزال الضربةَ القاتلةَ بالملكِ الشريّر (الضحاك). وكانت إشارة البدء بالثورة هي إضرام النار في قمة الجبل، ذلك الصباح بدأت الشمس بالشروق ثانية وأزهرت النباتات من جديد وبات ذلك اليوم هو يوم عيد النوروز. عيد الكرد وسائر شعوب المنطقة". هكذا، في الوقت الذي يُطلب وينتظر تحرير العلاقة (الكردية – الآشورية) من رواسب وتراكمات الماضي السلبي ومد جسورالثقة والتعاون السياسي والثقافي والمجتمعي والاقتصادي، بما يعزز اسس التآخي وأواصر العيش المشترك بين الشعبين المتجاورين في الجغرافيا والتاريخ، قامت مجلة (مزكين) الكردية للأطفال، بعددها (78) 15 آذار 2018، بنشر هذه الحكاية الكردية الشعبية المسيئة جداً للشعب الآشوري. مجلة (مزكين) تصدرها (مؤسسة روناهي في شمال سوريا)، وهي من المؤسسات الثقافية الاعلامية التابعة لـ(حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردي، الذي يدير كـ"سلطة أمر واقع " ما يسمى بـ"الادارة الذاتية الديمقراطية- الكردية" التي اعلنها في الشمال السوري". الرواية الكردية، تفتقر الى المصداقية والتوثيق. فهي لا تحدد زمان ومكان وقوع أحداثها. ما من (وثيقة تاريخية) تشير الى ظهور ملك آشوري باسم (الضحاك). أنها مجرد أسطورة " خرافة" لا تمت للواقع بشيء ولا اساس لها في التاريخ. ونحن نتناول الرواية الكردية المتعلقة بعيد النوروز، نتساءل: هل قدرت هيئة تحرير مجلة "مزكين" التأثير السلبي والخطير لهكذا رواية، مسيئة للشعب الآشوري، على مشاعرالطفل الكردي تجاه الطفل الآشوري، وهما يجلسان معاً على ذات المقعد الدراسي ؟؟. شعار المجلة " الاطفال مستقبلنا". لأي مستقبل ولأي نوع من العلاقة (الكردية – الآشورية) تسعى، ما يسمى بالإدارة الكردية، من خلال قيام مؤسساتها الثقافية والاعلامية (مؤسسة روناهي) نشر رواية في مجلة للطفولة، مسمومة ببذور الحقد والكراهية العرقية؟؟ . نشأة الاطفال في بيئة ثقافية واجتماعية مشوهة ومشحونة بثقافة الحقد والكراهية العرقية، تنسف مصداقية المؤسسات الثقافية والسياسية والمجتمعية والمدنية التابعة لما يسمى بالإدارة الكردية، لجهة العمل على تعزيز "أخوة الشعوب" وإحقاق مشروع "الأمم الديمقراطية". الأمر سيكون أكثر سوءاً وخطورة، إذا ما أُدرجت هذه الرواية السيئة، ضمن مناهج التعليم في المدارس الخاضعة لسلطة "الأمر الواقع" الكردية. الكثير من الأخوة الكرد، يشتمون ويهاجمون كل من يشير الى المشاركة الكردية، الى جانب الاتراك العثمانيين، في المذابحوعمليات (الابادة الجماعية) لعام 1915 بحق مسيحيي السلطنة العثمانية، من آشوريين(سرياناً وكلدناً) وارمن وغيرهم، علماً أن الابادة حصلت وهي موثقة بتفاصيلها وأحداثها والعديد من الشهود على تلك المذابح والناجين منها مازالوا أحياء يعيشون بيننا، وقد اعترفت بها عشرات من دول العالم. بعد أيام (24 نيسان) تحل ذكراها الثالثة بعد المئة. الشاتمون الكرد ، يجدون في الاشارة الى المشاركة الكردية بالجرائم الانسانية التي ارتكبت بحق مسيحيي السلطنة العثمانية الاسلامية، اساءة للشعب الكردي وتشويهاً لتاريخه. لا أدري ماذا سيقول هؤلاء الكرد عن قيام مجلة "مزكين" الكردية، بنشر حكاية اسطورية، كاذبة سخيفة، لا من عاقل يقبلها ويصدقها، لا تمت الى الواقع والحقيقة بشيء، الهدف الاساسي وربما الوحيد من نشرها، هو الاساءة للشعب الآشوري وتصوريه على أنه العدو التاريخي للكرد. نشر هكذا روايات مسمومة، يندرج في اطار نهج التسيس للتاريخ ، وبهدف ترسيخ ثقافة الانتقام لدى الانسان الكردي من الشعب الآشوري ؟؟
أخيراً: هل ستتحرك "هيئة أو وزارة حقوق الانسان" في ما يسمى بـ"الإدارة الذاتية" الكردية، للضغط على "مؤسسة روناهي في شمال سوريا " وارغامها على تقديم "اعتذار" صريح للشعب الآشوري (سرياني/كلداني) عن الاساءة التي لحقت به جراء نشر الرواية المشارة اليها في مجلة "مزكين" ؟؟
المصدر: إيلاف

08/04/2018
سليمان يوسف يوسف.. باحث سوري مهتم بقضايا الاقليات

عطاءات الامير محمد بن سلمان للمسيحيين !!!





محمد بن سلمان للمسيحيين


 إثناء زيارته لمصر ولقاءه البابا تواضروس الثاني في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، تفاخر ولي العهد السعودي، بالقول " نؤكد على حق المسيحيين بممارسة شعائرهم داخل منازلهم في المملكة" اي بشكل سري وخفي عن الانظار وإذا انكشف أمرهم مصيرهم الجلد والحبس وربما الاعدام والطرد من السعودية. في حين ، مشايخ وأئمة (أمة محمد) ومعهم غالبية الشعوب الاسلامية في السعودية وكل الدول الاسلامية، يرون من حق "الجاليات الاسلامية" في أوربا أن تبني مساجد ومراكز ومدارس دينية اسلامية ومن حق المسلمين الصلاة في الساحات والشوارع العامة ويعرقلوا حركة السير، إن لم يجدوا مسجداً، ومن حقهم أن يعيشوا وفق شريعتهم الاسلامية من حيث المأكل والمشرب والملبس والزواج وحتى الحق بالتعليم الاسلامي لأبنائهم ، وحق التبشير بالإسلام علناً في المجتمعات الاوربية ... طبعاً هذا كل محقق لهم وعلى نفقة الدول الاوربية المستضيفة لهم ، مع هذا تبقى دول الغرب، دول "كافرة" تضطهد المسلمين لديها . ولأنها دول وشعوب كافرة لا تدين بالاسلام ، غالبية المسلمين تبرر "الارهاب الاسلامي" الذي يضرب المدن والعواصم الاوربية والامريكية من حين لآخر .. مؤكد لم يهدأ بال لأئمة" أمة محمد" حتى يحكم "الاسلام" أوربا والعالم أجمع !!!

06/03/2018

سليمان يوسف

أميركا وحلفاؤها الأعداء (أتراك- أكراد)


أميركا وحلفاؤها (أتراك- أكراد)


الفرات ودجلة نهران توأمان ينبعان من (الهضبة الارمنية) المحتلة من قبل الدولة التركية. معاً، يرسمان (بلاد مابين النهرين) موطن الأكاديين(الآشوريين- البابليين). الفرات/أفرت، كلمة سريانية تعني (الخصب والنمو). بابل كانت أعظم مدينة على شواطئ نهر الفرات. ضفاف هذا النهر شهدت الكثير من المعارك بين الجيش الآشوري وجيوش الغزاة القادمين من الغرب والشرق. ابرز تلك المعارك،المعركة التي انتصر فيها القائد الآشوري/البابلي (نبوخذ نصر) على (فرعون نخو) المصري 605 ق.م . لأهميته الحيوية في حياة سكان بلاد ما بين النهرين، ذُكر نهر الفرات في الكتب المقدسة.
بدأ التاريخ يعيد نفسه على هذا النهر الطويل العابر لحدود العديد من الدول.الحرب السورية الراهنة، بمفاعيلها المختلفة والتدخلات الخارجية فيها ،اعادت للنهر أهميته السياسية والعسكرية الى جانب أهميته الاقتصادية، وقد تجعل منه حدوداً وخرائط لكيانات سياسية جديدة تقوم على أنقاض الدولة السورية، الممزقة اليوم بين القوى (الاقليمية والدولية) المتصارعة على ارضها. منطقة شرقي الفرات، المعروفة بـ(الجزيرة السورية)، تشكل ثلث مساحة اراضي الدولة السورية وتحوي نحو 80% من مخزون النفط والغاز السوري، باتت منطقة نفوذ لأمريكا، حيث اقامت فيها الكثير من القواعد العسكرية وحددت نهر الفرات "خطاً أحمر" يفصل شرق الفرات، كمنطقة نفوذ لها، عن مناطق نفوذ النظام وحلفاءه الروس والايرانيين. وسط هذا التجاذب الاقليمي والدولي وتعارض الارادات السياسية حول الازمة السورية، برز (حزب الاتحاد الديمقراطي- pyd)الكردي، متصدراً المشهد السياسي والعسكري في منطقة شرق الفرات، مستفيداً من تجربة الحزب الأم (حزب العمال الكردستاني pkk- تركيا)، ومن التناقضات بين أطراف الصراع في سوريا. كما هو معلوم، لتحييد (الشارع الكردي) عن معركة الصراع على السلطة، سلم النظام السوري للبيدا ومن دون قتال معظم مدن وبلدات محافظة الحسكة. نجاح حزب الاتحاد الديمقراطي في إخراج (المرأة الكردية) من تحت "العباءة الاسلامية" الى ساحات المعارك وجبهات الحرب للقتال الى جانب الرجل، التنظيمات الاسلامية المتشددة والارهابية مثل (داعش والقاعدة والنصرة)، جعله يحظى بتعاطف غربي و نيل ثقة الامريكان، كشريك لهم في الحرب على الارهاب. وقد تكفلت الادارة الامريكية بمد الجناح العسكري للحزب (قوات حماية الشعب YPG)، عماد ما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، بالمال والسلاح وحمايته من هجمات النظام وحلفاءه. بالفعل، خلال الاسابيع الماضية، قام الطيران الامريكي أكثر من مرة باستهداف قوات روسية وايرانية وقوات النظام وميلشيات مواليه له، حاولت التقدم شرقاً نحو قوات سوريا الديمقراطية. ادارة ترامب لن تترك موسكو تنفرد بملف الأزمة السورية. هي تربط تفكيك قواعدها وسحب قواتها بـ"حل سياسي" ينهي حكم الأسد ويكفل خروج القوات الايرانية وجميع الميليشيات المرتبطة بها من سوريا. هذه شروط تعجيزية ستأخذ امريكا منها ذريعة لإطالة أمد وجودها العسكري في شرقي الفرات، ربما لعقود، ولأهداف لم تكشف عنها بعد. تركيا، التي تضم أكبر تجمع كردي في المنطقة، ترى في تنامي قوة ونفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي تهديداً لأمنها القومي. هي تخشى أن يذهب الامريكان بعيداً في دعمهم العسكري والسياسي لحزب، ترى فيه امتداداً لحركة كردية تركية انفصالية (حزب العمال الكردستاني- pkk) وهي تخشى من أن ينتقل السلاح الامريكي من أكراد pyd الى أكراد الـ pkk . الاحتضان الامريكي لحزب الاتحاد الديمقراطي لم يمنع تركيا من توجيه ضربات سياسية وعسكرية موجعة للحزب. قبل نحو عام قصفت طائرات تركية مواقع عسكرية تابعة لقيادة وحدات حماية الشعب YPG الجناح العسكري لـ PYD في جبل كرا تشوك القريب من القاعدة العسكرية الامريكية في رميلان . الضغوطات التركية المستمرة على الدبلوماسية الروسية وعلى المعارضات السورية، نجحت حتى الآن بحرمان البيدا من المشاركة في جلسات الحوار والمفاوضات بين النظام والمعارضات في (جنيف وسوتشي والآسيتانة). تحت ضغط شبح (الملف الكردي)، ولقطع الطريق أمام المشروع القومي لأكراد سوريا، دفعت تركيا بجيشها للتوغل في عمق الاراضي السورية في أكثر من منطقة حدودية ( (جرابلس ، الباب، عفرين) وهي تهدد بغزو (منبج) وملاحقة مسلحي YPG حتى نهر الدجلة على الحدود العراقية.
امتداد سيطرة "قوات حماية الشعب" الكردية، في الجغرافيا السورية في عمق التجمعات العربية، مثل منبج والرقة وشرق الفرات حتى الحدود (السورية – العراقية)، تصب في صالح حزب الاتحاد الديمقراطي، لجهة تأكيده على أن الأكراد السوريين هم جزء من الشعب السوري ولا نية لديهم بالانفصال وبأن مشروعهم الفدرالي هو مشروع ديمقراطي لكل السوريين وفي اطار الدولة السورية الواحدة. بيد أن السلوك (السياسي والدبلوماسي) للحزب يأتي خلافاً لما يعلنه. بدءاً من انفراد الحزب بإعلان "الادارة الذاتية" ومن ثم "الفدرالية" للمناطق الخاضعة لسيطرته، بتسميات دخيلة على التاريخ السوري "غرب كردستان - روج آفا "، ومن دون مراعاة مواقف ومصالح بقية مكونات المنطقة ، مثل الآشوريين والعرب والارمن. الغاء المنهاج الحكومي الرسمي وفرض المنهاج الكردي في المدارس التي استولى عليها. رفع صور زعيم حزب العمال الكردستاني "عبدالله أوج آلان " على مقراته ومراكزه الحزبية والعسكرية ودوائره المدنية. دبلوماسياً تتنشط ممثليات ومنظمات الحزب في الخارج وكأن المقاطعات السورية التي يديرها هي دويلات بذاتها. ما يعزز الشكوك والاعتقاد بوجود نوايا أو "نزعة انفصالية" لدى حزب الاتحاد الديمقراطي، تصريحات بعض قادته حول مشاريع الحزب. كتلك التي أدلت بها (هدية يوسف) في ايار 2017 لصحيفة "الأوبزرفر" البريطانية: "إنَّ الوصول إلى البحر المتوسط ضمن مشروعنا في شمالي سوريا، وهو حقٌّ مشروع لنا". وعند سؤال هدية عمَّا إذا كان ذلك يعني مطالبة الولايات المتحدة بتقديم دعمها السياسي لهم من أجل الحصول على طريقٍ تجاري يصل إلى البحر، بمجرد أن يساعدوها على استئصال داعش من شمالي سوريا، أجابت "بالطبع". مثل هذه التصريحات، غير المحسوبة النتائج ، تعزز مخاوف الاتراك وتزعزع ثقتهم بحليفهم الامريكي، وتجعل الدولة التركية غير مطمئنة للسياسات الامريكية في المنطقة. فرغم النفي المستمر للإدارات الامريكية لوجود نية أو خطط لديها لتقسيم دول المنطقة، الاتراك يخشون من استراتيجية جديدة لأمريكا بعد غزوها للعراق 2003، تقوم على تقسيم العراق وسوريا ومن ثم تركيا وايران لأجل إقامة ما يسمى بـ "كردستان الكبرى" ، في اطار هذه الاستراتيجية يضع الاتراك الدعم الامريكي لأكراد العراق و سوريا. المفارقة في المشهد، أن مخاوف الاتراك من حليفهم الامريكي لا يعني بأن أعدائهم من الاكراد مطمئنين كثيراً للسياسات الامريكية في سوريا . (اكراد الـ pyd)، الشريك الصغير لأمريكا في حربها على الارهاب، يخشون، بعد الانتهاء من الحرب على داعش، من أن تتخلى أمريكا عنهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، (منبج ومنطقة شرق الفرات)، كما خيبت آمالهم وتخلت عنهم في عفرين، حيث تركتهم مكشوفين يواجهون عدوان الغزو التركي ومرتزقته من ما يسمى بـ"فصائل الجيش السوري الحر".

03/03/2018

سليمان يوسف


المصدر : إيلاف

مهزلة 'الدستور الجديد' لسوريا



مهزلة الدستور الجديد لسوريا



امريكا اعلنت صراحة، بأنها لن تخرج من شرقي الفرات، الغنية بالنفط والغاز والثروات الزراعية، حتى بعد القضاء على عصابات داعش ،حيث لها العديد من القواعد العسكرية لدعم وحماية حلفائها من المليشيات المحلية (قوات سوريا الديمقراطية). امريكا أصبحت تتحدث عن "إعادة إعمار" هذه المناطق بدون العودة للنظام السوري وحكومته بدمشق، وهي تربط سحب قواتها بحل سياسي ينهي حكم الأسد ويكفل خروج القوات الايرانية وجميع الميليشيات المرتبطة بها من سوريا ويضمن مصالح وحقوق حلفائها في قوات سوريا الديمقراطية ، وبشكل خاص أكراد حزب الاتحاد الديمقراطي ، الذي تشكل قواته عمادها الأساسي . شروط ومطالب الامريكان تصطدم برفض النظام وداعميه (الروس والايرانيين). تركيا، الرافضة بقوة لمشروع الفدرالية الكردية في الشمال الشرق السوري، ولأجل ضرب هذا المشروع، احتلت مناطق سورية حدودية (جرابلس- الباب) ومنذ اسابيع تشن عدواناً على عفرين بهدف السيطرة عليها وطرد منها قوات حماية الشعب الكردية، حتى أنها هددت باجتياح منبج بعد عفرين وضرب القوات الامريكية ما لم تنسحب من المدينة الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية . التدخل العسكر التركي زاد الوضع السوري تعقيداً وتشابكاً. تركيا ، كما امريكا، لن تسحب قواتها قبل أن تحقق أهدافها ، الأمنية والسياسية، في سوريا. روسيا تعتبر تدخلها العسكري في سوريا شرعياً لأنه تم بموافقة حكومة دمشق ووقعت معها اتفاقية دفاع مشترك لمدة 49 عام. نظام (ولاية الفقيه) في طهران يعتبر سوريا حجر الاساس في مشروعه الشيعي (الهلال الشيعي) ، الذي يعمل عليه في المنطقة، لهذا ايران لن تخرج من سوريا لو الجميع طلبوا منها وقاتلوها .. إزاء هذا الوضع السياسي والعسكري المعقد والمتشابك في سوريا، أليست مهزلة لا بل "أم المهازل" أن يتحدث الروس عن أن مؤتمر سوتشي نجح في توافق المشاركون على تشكيل "لجنة دستورية" لوضع دستور جديد لسوريا ما بعد الحرب، وأن يشغلوا معهم ممثل الأمم المتحدة الى سوريا (دي مستورا) كذلك المعارضات والموالاة وكل المعنيين بالقضية السورية، بتشكل هذه اللجنة؟؟. اليس من المعيب والسخرية الحديث عن دستور جديد لسوريا وهي ممزقة بين جيوش غازية لدول عديدة (امريكا - روسيا- تركيا- ايران) ، لكل دولة أهداف وأجندات ومصالح خاصة، تتعارض مع أهداف ومصالح الدول الأخرى، وقد يتحول هذا التمزق الى تقسيم أمر واقع للدولة السورية ؟؟؟. متى يستفيق السوريون (موالاة ومعارضة) من غفوتهم ويدركوا بان الجميع يستهزئ بهم وبمستقبلهم و يتاجر بدمائهم ؟؟؟


14/02/2018

سليمان يوسف

العشائر العربية في الجزيرة السورية تفقد ثقتها بالنظام الحاكم




حزب المحافظين الديمقراطي - القامشلي



العشائر العربية في الجزيرة السورية تفقد ثقتها بالنظام وبحزب البعث العربي الحاكم.. وتنظم نفسها في اطار حزب جديد (المحافظين الديمقراطي) الذي اعلن عنه مؤخراً وافتتح مكتب له الخميس 28/08/2017 وسط مدينة القامشلي.. وفق القيادي في الحزب( بسمان العساف) ، " تأسيس الحزب جاء رداً على تهميش العشائر العربية ولأجل أن تأخذ دورها بالمشاركة في الحل السياسي للأزمة السورية ، والحزب منفتح على جميع القوى السياسية والحزبية في الجزيرة وعموم سوريا ".. يبدو لي ومن خلال كلام السيد العساف بأن العشائر العربية قد فقدت ثقتها بحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم وهو حزب قومي عربي وكان للعشائر حضورها القوي الفاعل فيه، بعد انقلاب الاسد الأب على السلطة 1970 حيث أعاد للعشائر اعتبارها ودورها ومكانتها في المجتمع السوري على حساب القوى والتيارات الوطنية المدنية ... فهل ستنجح العشائر العربية، المستاءة من حكم بشار الأسد بسبب تسليمه منطقة الجزيرة لميليشيات حزب (الاتحاد الديمقراطي) الكردي ، في سحب البساط من تحت أقدام النظام وحزبه ( البعث) في الجزيرة ؟؟؟ ... ما هو موقف حزب (المحافظين الديمقراطي ) العشائري، من ما يسمى في "الادارة الذاتية الكردية" في الجزيرة ؟؟... ما يهمنا ويهم كل أبناء الجزيرة السورية بمختلف طيفهم القومي والديني والسياسي ، أن يكون الحزب الجديد (المحافظين الديمقراطي) صمام أمان للسلم الأهلي والمجتمعي في الجزيرة. يتمسك بالهوية السورية للجزيرة وان يكون عامل قوة عنصر فاعل في التيار الوطني السوري ، وأن لا يستنسخ تجربة حزب البعث العربي في الانحياز والتعصب للعروبة والإسلام ...



سليمان يوسف

مسيحيو المشرق والغزو الاسلامي


مسيحيو المشرق والغزو الاسلامي
سليمان يوسف



تأمل مسيحيو المشرق أن يروا البدو العرب وهم يعودوا الى من حيث أتوا، الى الصحراء، بعد أن تُدفع لهم الأموال والمؤن ، كما كانوا يفعلون دائماً عند غاراتهم على أهل الحضر قبل ظهور الاسلام . لم يكن في وسع المسيحيين المتحضرين، خاصة الآشوريين(السريان)، أن يقيم البدو الغزاة "إمبراطورية اسلامية" تحل مكان "المحتل (الروماني – الفارسي). تتحدث بعض المصادر عن أن قادة الغزوات العربية الاسلامية رفضوا قبض مبالغ مالية كبيرة عرضتها عليهم الكنائس، لقاء طردهم المحتلين، والعودة الى من حيث أتوا وترك المسيحيين يديرون شؤونهم ويحكمون مناطقهم. العرب بعد أن اعتنقوا الاسلام، لم تعد أهداف غزواتهم تقتصر على الغنائم والمنافع المادية، كما كان الحال قبل الاسلام، وإنما تطلعوا الى نشر دينهم الجديد "الاسلام" بين الشعوب الأخرى وإقامة "دولة اسلامية" تضم جميع المناطق والبلدان التي يتحلونها. جاء في كتاب (ماردين)، للمؤرخ والباحث الفرنسي( إيف ترنون)، " عام 833 قام الغزاة العرب المسلمين يقودهم الأمير الحمداني - مبعوث الخليفة في بغداد- بغزو المناطق التاريخية للسريان المسيحيين في موزوبوتاميا العليا( ماردين- نصيبين- راس العين) بذبح المسيحيين وأجبروا الناجين على اعتناق الاسلام ، حتى سقطت المنطقة 868 م تحت سلطة الحمدانيين القادمون من الجزيرة ووصلت غزواتهم حلب 944" . هذه الوقائع والأحداث التاريخية تُدحض كل ما قيل عن أن الآشوريين(السريان) استقبلوا الغزاة العرب المسلمين بالترحاب وسلموا لهم مفاتيح المدن السريانية المسيحية في سوريا وبلادالرافدين من دون قتال. الاسلام لم يكتف بحرمان مسيحيي المشرق (اصحاب الارض) من فرصة إقامة دولهم وكياناتهم الوطنية الخاصة بهم في مناطقهم التاريخية، وإنما ومن خلال الشروط التي فرضها عليهم - العيش كرعايا وأهل ذمة منتقصي الحقوق في كنف الدولة الاسلامية- نجح بمحاصرة "المسيحية" في موطنها ، حتى تلاشت من كثير من مناطق المشرق وغدت التجمعات المسيحية المتبقية فيه اشبه بـ"جزر" معزولة ،مهددة بالغرق في "بحر اسلامي" يقضم أجزاءً منها مع كل هيجان جديد له.
سقوط وتفكك (دولة الخلافة الاسلامية العثمانية)، الأكثر ظلماً واضطهاداً للمسيحيين، على أيدي الجيوش الأوربية إبان الحرب العالمية الأولى، أتاح الفرصة لشعوب المنطقة التحرر من الاحتلال العثماني وإنشاء دولها وكياناتها الوطنية الخاصة. بيد أن حكومات الدول العربية الاسلامية الناشئة خيبت آمل مسيحيها، باعتمادها الطائفية والعنصرية العرقية نهجاً لها في الحكم والادارة. مازالت قاعدة " اللامساواة الدينية" - تفضيل المسلم على غير المسلم - التي جاء بها الاسلام، معمولاً بها بشكل أو آخر في هذه الدول. حكوماتها وأنظمتها السياسية، تمارس الاضطهاد (ديني- عرقي) الموصوف في دساتيرها وقوانينها. أبقت على "العقيدة الاسلامية" والاحكام المتفرعة عنها كمصدر اساسي للتشريع. اعتمدت "نظام الملل" العثماني- التمتع ببعض الحقوق الدينية – كقاعدة واساس الحل لقضية الاقليات المسيحية. السياسات الطائفية لحكومات الدولة العربية الاسلامية، حالت ومازالت تحول دون قيام "دولة مواطنة" يتساوى فيها الجميع (مسلمون ومسيحيون واتباع الديانات الأخرى) في الحقوق والواجبات. المستور أو المخفي من الواقع المرير، الذي يعيشه مسيحيو المشرق والمخاطر التي يواجهونها ،انكشف مع ظهور "تنظيم الدولة الاسلامية- داعش" الارهابي. فقد شاهد العالم ، كيف تعرض المسيحيون في كل من العراق وسوريا ومصر وليبيا ، الى عمليات إبادة وحملات تطهير عرقي وديني في المناطق التي اجتاحتها عصابات تنظيم الدولة الاسلامية.
للأسف ، تبدو كل الخيارات المستقبلية أمام المسيحيين المتبقين في المشرق صعبة وقاسية ومحبطة للآمال . جولات الحوار (الاسلامي – المسيحي) لم تثمر ولن تثمر عن اي نتيجة ايجابية على صعيد تبديد هواجس المسيحيين المشرقيين من المستقبل المجهول الذي ينتظرهم في أوطانهم الأم. خيار العيش المشترك في ظل "دولة مواطنة مدنية"، الذي عمل عليه المتنورون المسيحيون والمسلمون، اصطدم ومازال برفض الاسلام السياسي والاسلام التقليدي . يبقى السبيل الوحيد لبقاء المسيحية في المشرق الى جانب الاسلام، هو إقامات كيانات ودويلات خاصة بالمكونات المسيحية المشرقية (قبطية - آشورية/ سريانية/ كلدانية- مارونية ) بحماية دولية. لأكثر من سبب وسبب، لا فرصة لاستقلال الشعوب المسيحية المشرقية في كيانات سياسية خاصة به .

المصدر إيلاف

سليمان يوسف

باحث سوري مهتم بقضايا الاقليات



القامشلي السورية 'مدينة محايدة'




القامشلي السورية "مدينة محايدة"
مدينة القامشلي

القامشلي السورية "مدينة محايدة":
المشهد السياسي والعسكري والمجتمعي والاقتصادي، يبدو فريداً بمدينة القامشلي. تضم العديد من الميليشيات والتشكيلات العسكرية ، المعارضة والموالية، ولمختلف المكونات والقوميات المتعايشة فيها، الكردية والاشورية/السريانية والأرمنية والعربية. الى جانب جيش النظام. القامشلي ممر آمن للقوات الامريكية والروسية والايرانية .. في القامشلي، تتنشط العديد من الأحزاب والحركات السياسية، والتجمعات والمنظمات المدنية، الموالية والمعارضة، ولمختلف مكونات والقوميات.. في القامشلي تعمل العديد من المنظمات الدولية المعنية بشؤون الاغاثة والخدمات الانسانية.. في القامشلي، تتعايش دولتان واحدة شرعية، دولة ( بشار الأسد)، واخرى غير شرعية (دولة أمر الواقع/دولة صالح مسلم). ابن القامشلي حر في ان يلجأ لدولة بشار او لدولة مسلم في إدارة شؤونه.(باستثناء الوثائق الرسمية المعترف بها، فهي محصورة بالدوائر الحكومية الرسمية). مازال تمثال الدكتاتور الراحل (حافظ الأسد) مرتفعاً وسط المدينة ( ساحة سبع بحرات) ليس بعيداً عنه ترتفع صور الدكتاتور القادم (عبدالله أوج آلان) زعيم حزب العمال الكردستاني/تركيا . لا ترى صور لشخصيات آشورية سريانية لأن لا زعامات لهم، سياسية اوغير سياسية.. في القامشلي يعيش من جميع الطوائف والديانات والقوميات والمذاهب ومن مختلف المحافظات السورية. ولأنها مدينة محايدة،- كما هو حال سويسرا- فهي ترحب بكل من يطلب الاقامة والحماية واللجوء السياسي والانساني، من المعارضات ومن الموالاة، حتى لو كان الدكتاتور (بشار الأسد)، ومن اي دولة اخرى في العالم الشرقي والغربي، حتى من الجارة اسرائيل. ولأنها مدينة محايدة، مسموح للساكنين فيها التعامل بجميع العملات الأجنبية.. وأن يرفعوا اي علم او راية يختارونها. ولأن القامشلي مدينة محايدة ليس فقط سياسياً وإنما دينياً ايضاً، مسموح لك التبشير باي دين أو مذهب وأن تتبع اي دين وحتى تغير ديانتك وتتزوج زواج مدني..بقس عليكم أن تعرفوا ، أن هذا الحياد لا يعني بان سكان القامشلي يعيشون في (فردوس ديمقراطي)، ولا يعني بان مصير ومستقبل مدينتهم محسوم.. لكم طيب التحية من القامشلي، مدينة الحب والجمال، عروسة الجزيرة السورية..



سليمان يوسف