‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأزمة السورية. إظهار كافة الرسائل

القامشلي السورية 'مدينة محايدة'




القامشلي السورية "مدينة محايدة"
مدينة القامشلي

القامشلي السورية "مدينة محايدة":
المشهد السياسي والعسكري والمجتمعي والاقتصادي، يبدو فريداً بمدينة القامشلي. تضم العديد من الميليشيات والتشكيلات العسكرية ، المعارضة والموالية، ولمختلف المكونات والقوميات المتعايشة فيها، الكردية والاشورية/السريانية والأرمنية والعربية. الى جانب جيش النظام. القامشلي ممر آمن للقوات الامريكية والروسية والايرانية .. في القامشلي، تتنشط العديد من الأحزاب والحركات السياسية، والتجمعات والمنظمات المدنية، الموالية والمعارضة، ولمختلف مكونات والقوميات.. في القامشلي تعمل العديد من المنظمات الدولية المعنية بشؤون الاغاثة والخدمات الانسانية.. في القامشلي، تتعايش دولتان واحدة شرعية، دولة ( بشار الأسد)، واخرى غير شرعية (دولة أمر الواقع/دولة صالح مسلم). ابن القامشلي حر في ان يلجأ لدولة بشار او لدولة مسلم في إدارة شؤونه.(باستثناء الوثائق الرسمية المعترف بها، فهي محصورة بالدوائر الحكومية الرسمية). مازال تمثال الدكتاتور الراحل (حافظ الأسد) مرتفعاً وسط المدينة ( ساحة سبع بحرات) ليس بعيداً عنه ترتفع صور الدكتاتور القادم (عبدالله أوج آلان) زعيم حزب العمال الكردستاني/تركيا . لا ترى صور لشخصيات آشورية سريانية لأن لا زعامات لهم، سياسية اوغير سياسية.. في القامشلي يعيش من جميع الطوائف والديانات والقوميات والمذاهب ومن مختلف المحافظات السورية. ولأنها مدينة محايدة،- كما هو حال سويسرا- فهي ترحب بكل من يطلب الاقامة والحماية واللجوء السياسي والانساني، من المعارضات ومن الموالاة، حتى لو كان الدكتاتور (بشار الأسد)، ومن اي دولة اخرى في العالم الشرقي والغربي، حتى من الجارة اسرائيل. ولأنها مدينة محايدة، مسموح للساكنين فيها التعامل بجميع العملات الأجنبية.. وأن يرفعوا اي علم او راية يختارونها. ولأن القامشلي مدينة محايدة ليس فقط سياسياً وإنما دينياً ايضاً، مسموح لك التبشير باي دين أو مذهب وأن تتبع اي دين وحتى تغير ديانتك وتتزوج زواج مدني..بقس عليكم أن تعرفوا ، أن هذا الحياد لا يعني بان سكان القامشلي يعيشون في (فردوس ديمقراطي)، ولا يعني بان مصير ومستقبل مدينتهم محسوم.. لكم طيب التحية من القامشلي، مدينة الحب والجمال، عروسة الجزيرة السورية..



سليمان يوسف

مسيحيون في سوريا يبحثون عن وطن بديل


تقرير ل DW عن أوضاع الآشوريين السريان , و المسيحيين في سوريا

www.dw.com

لماذا سَقطت الدولة السورية؟


15/12/2015

رابط المقال في موقع جريدة " مدار اليوم "


سليمان يوسف
سليمان يوسف

سليمان يوسف
تُولد وتنشأ الدول بفعل الحروب. وبالحروب تعدل حدود الدول، وتغيب دول قائمة عن الخريطة السياسية للعالم. ونشأت الدولة السورية الحديثة بحدودها الحالية عن الحرب العالمية الأولى 1914، وفق الخريطة السياسية، التي وضعها كل من الدبلوماسي الفرنسي “فرانسوا بيكو” والدبلوماسي البريطاني “مارك سايكس” بشكل سري خلال الحرب، واعتمدتها الدول المنتصرة فيها.
هل من خريطة سياسية جديدة أو اتفاقية سرية، شبيهة باتفاقية “سايس بيكو”، تطبخ على نار الحرب السورية، التي باتت أشبه بـ”حرب كونية” مع كثرة التدخلات السياسية والعسكرية (الإقليمية والدولية) فيها ؟؟.
السوريون، موالون ومعارضون، لا يخفون خشيتهم وقلقهم من وجود هكذا خرائط واتفاقيات. ففي معظم بيانتهم ووثائقهم وخطابتهم السياسية، يؤكدون على ضرورة أن يضمن أي حل سياسي لأزمة بلادهم وحدة الدولة السورية أرضاَ وشعباً. وقد شدد المجتمعون في مؤتمر المعارضات السورية، الذي عقد قبل أيام في الرياض بالمملكة العربية السعودية على “التمسك بوحدة الأراضي السورية”. من حق السوريين أن يخافوا على مصير ومستقبل بلادهم من حرب كارثية، مستعرة منذ نحو خمس سنوات، لا نهاية قريبة لها، فرضها عليهم نظام استبدادي متمسك بالسلطة، يرفض الاستجابة لمطالب شعبٍ انتفض لأجل حريته وكرامته. حرب بين السوريين وعلى السوريين، تشابك فيها الداخلي مع الخارجي، أعادت ترتيب الشارع السوري وفق القوة العددية، أنتجت على الأرض خرائط “كانتونات” ومحميات عرقية وطائفية ومذهبية، كما أنها أخرجت من درج “النسيان الدولي” المشروع الفرنسي (زمن الانتداب)، الذي كان يقضي بتقسيم سوريا الى خمس دويلات.
إزاء هذا الوضع السوري الهش وإزاء خارج (اقليمي – دولي) لا تهمه سوى مصالحه، ليس بمستغرب سقوط الدولة السورية، ككيان سياسي واجتماعي واقتصادي، في أول “حرب داخلية” عصفت بها. هي لم تسقط بـ”قرار سياسي” من الخارج أو من الداخل، ولم تسقط بفعل سلاح المتحاربين على أرضها، ولا بإعلان (أبو بكر البغدادي) “دولة الخلافة الإسلامية” على المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه الارهابي(داعش) في كل من سوريا العراق (كما ذهب الصحفي البريطاني روبيرت فيسك، في مقال له في صحيفة الاندبندنت البريطانية) بعنوان “داعش كتب نهاية سايكس بيكو”. استشهد فيسك بتسجيلاً مصوراً بثه “داعش” في أوائل 2014 مصوراً به بلدوزرًا يجرف حاجزًا رمليًا يحدد الحدود بين العراق وسوريا، وأسفله لافتة ملقاة على الرمل مكتوب عليها “نهاية سايكس – بيكو”” الدولية السورية سقطت لأنها، بحكم ظروف نشأتها وتركيبتها السكانية وبنيتها المجتمعية المتنوعة والغير متجانسة عرقياً ودينياً ومذهبياً، هي تحمل في داخلها كل عوامل وأسباب التفكك والانشطار. وقد كشفت الحرب السورية الراهنة بأن السوريين لم يرتقوا بعد الى مستوى الشعب الواحد. فلا أهداف وطنية ومصيرية مستقبلية واحدة لكل السوريين، ولا شعور مشترك بالانتماء لهوية وطنية سورية واحدة. من دون شك، ساهمت السياسات الخاطئة للنظام الاستبدادي – الذي ارسى قواعده حافظ الأسد وأورثه لأبنه بشار- التي قامت على احتكار السلطة والثروة في البلاد على مدى عقود طويلة واختزال الوطن والدولة بشخص الحاكم( الرئيس)، في تقوية الانتماءات والولاءات البدائية (ما قبل الدولة) في المجتمع السوري، وفي تقويض عملية “الاندماج الوطني” بين المكونات السورية وفي إضعاف “الوحدة الوطنية” والتماسك المجتمعي بين السوريين. لكن، يبقى السبب الأساسي والجوهري لسقوط الدولة السورية، هو عدم قيامها منذ البداية على “أسس ومرتكزات وطنية سورية صحيحة جامعة للسوريين”.
وبدلاً من اعتماد (السورية) هوية وطنية للدولة والشعب، تم فرض (العروبة والإسلام) كهوية وانتماء على شعب سوري، متنوع الثقافات والأعراق والديانات. وهذا كان خطأ تاريخياً وسياسياً جسيماً، أجهض كل محاولات النهضة بسوريا وقوض مفهوم الدولة والوطن والمواطنة وحال دون نجاح عملية الاندماج الوطني بين السوريين، ونسف منذ البداية إمكانية قيام دولة مواطنة ودولة مدنية ديمقراطية في سوريا. لأن (العروبة والاسلام) لم يكونا ولن يكونا ابداً محل إجماع وتوافق السوريين، ولم يشكلا ولن يشكلا رابطةً وطنية جامعة، تجمع وتوحد السوريين بقومياتهم واثنياتهم ودياناتهم ومذاهبهم المختلفة. فكما هو معلوم، السوريون ليسوا جميعاً من العرب، وليسوا جميعاً بمسلمين. فمنهم العربي والآشوري( سرياني/كلداني) والكردي واالتركماني والأرمني والشركسي والشيشاني، بينهم المسلم والمسيحي واليزيدي واليهودي. ليس من الوطنية والديمقراطية اختزال كل هذه الفسيفساء المجتمعية والتاريخية الجميلة، بالعروبة والإسلام. (سوريا الكبرى أو القديمة)،التي يعود تاريخها الى أكثر من 8000 عام قبل الميلاد، أغنى وأعظم من أن تنسب هويتها لقوم أو لدين معين. من هذا المنظور التاريخي والوطني، نرى بأن (السورية) وحدها، كهوية وانتماء لجميع السوريين، يمكن أن تكون سفينة إنقاذ ونجاة السوريين من الغرق في بحر التناقضات والصراعات والنزاعات، المسلحة وغير المسلحة، العرقية والطائفية والمذهبية، ويمكن لها أن تجنب سوريا والسوريين خطر السقوط النهائي في شرك التقسيم.

سليمان يوسف باحث سوري مهتم بقضايا الأقليات

عندما تتحول الضحية الى جلاد, الأكراد نموذجاً

الصورة من تل أبيض
عندما تتحول "الضحية" الى "جلاد" ، (الأكراد) نموذجاً : المتتبع للاعلام الكردي وللأدبيات الثقافية والسياسية الكردية ، يجد بأن الأكراد، الذين كانوا ضحية الاستبداد (السياسي والثقافي والقومي) للحكم العربي، كغيرهم من القوميات الأخرى الغير عربية، آشوريين(سران/كلدان) وارمن وتركمان وشركس، تحولوا اليوم الى جلاد ضحاياهم من الأقوام الأخرى . فمثلما انتهج العنصريون من القوميين العرب سياسية التعريب لجميع مناحي الحياة والتاريخ والجغرافية، بدأ العنصريون من القوميين الكورد ، ينتهجون ذات السياسة الممنهجة في تكريد الجزيرة السورية. آخر منجزاتهم على هذا الصعيد، تكريد هوية واسم بلدة (تل تمر) وتسميتها بـ ( كري خورما) وهي ترجمة حرفية لاسم البلدة من العربية الى الكردية. هذه التسمية الكردية وردت في موقع إخباري كردي http://xeber24.org/nuce/98353.html علماً أن بلدة (تل تمر) حتى سنوات قليلة لم يكن يسكنها أكراد و كانت ذات غالبية آشورية . و(تل تمر) مع جميع القرى الآشورية المنتشرة على ضفاف نهر الخابور هي بالأصل "كامبات" (مخيمات) بناها الأشوريين النازحون من العراق على اثر مذبحة (سيميل) عام 1933 التي ارتكبها الجيش العراقي بحق آشوريي نينوى .. مع هذا نقول : بأن تل تمر مثل سائر مدن وبلدات وقرى الجزيرة السورية هي بلدات ومدن وقرى سورية ويجب أن تبقى سورية أكانت ذات غالبية آشورية سريانية أو عربية أو كردية . طبعاً، نحن مع إعادة الأسماء القديمة والأصيلة( كردية آشورية سريانية ارمنية ) لجميع المدن والبلدات والقرى التي عربها الحكم العربي الاستبدادي .. لكننا نرفض ونعارض أن يقوم العنصريون الكورد يتكريد جميع القرى والبلدات والمدن الواقعة تحت سيطرتهم بحجة وذريعة أنها كانت كردية ، عربها الحكم العربي . فهم بهذه الممارسات الشوفينية يصبحون هم (الجلاد) بعد أن كانوا (الضحية) ،ويسقطون كل شعاراتهم التي تدعو الى الديمقراطية والتعددية والعيش المشترك واحترام حقوق وثقافة الآخر ..

سليمان يوسف

إسقاط المرشح الآشوري الوحيد عبد الأحد اسطيفو

لا مستقبل سياسي للمكونات الصغيرة مع ديمقراطية الغالبية العددية في الدول والمجتمعات العربية الاسلامية. وإلا بماذا يمكن تفسير إسقاط المرشح الآشوري الوحيد (عبد الأحد اسطيفو) العضو الدائم في الهيئة السياسية للاتلاف المعارض عن المنظمة الآثورية الديمقراطية ، في انتخابات مؤتمر المعارضات الذي عقد في الرياض لاختيار "الهيئة العليا للتفاوض مع النظام". إذا كانت هذه هي المعاير الديمقراطية لدى النخب السياسية المعارضة فأي فرص فوز سيكون للمرشحين الآشوريين ( سريان/كلدان) وللمسيحيين عامة إذا ما أجريت انتخابات عامة برلمانية ومحلية في سوريا الجديدة .. إسقاط المرشح الآشوري من قبل الغالبية العربية الإسلامية ، يجب أن يكون عبرة يدفع الآشوريين والمسيحيين وبقية المكونات السورية الصغيرة الى التمسك بنظام ( الكوتا - المحاصصة) لضمان تمثيلهم العادل في جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في سوريا الجديدة ..

سليمان يوسف

بين أمة محمد وأمة علي

 بين "أمة محمد" و"أمة علي"
ضعنا وضيعونا وضاع الوطن السوري بين "أمة محمد" و"أمة علي" : مؤتمر المعارضات السورية في الرياض كرس حالة الاستقطاب والانقسام (الشيعي- السني) في سوريا والمنطقة.. وذلك باختيارها( الرياض) عاصمة المملكة العربية السنية الوهابية مرجعية نهائية لها وتسليم قرارها السياسي والعسكري الى حكام السعودية لتحتمي وتتحصن بهم ، وبهذه الخطوة لم بعد لهذه المعارضات العربية والاسلامية السنية مرجعية وطنية سورية، حتى أنها تخلت عن مرجعيتها القومية العربية المتمثلة بالقاهرة حيث مقر الجامعة العربية!! ... وبهذا تكون هذه المعارضات تساوت مع النظام السوري ذات الرأس العلوي الشيعي (بشار الأسد)، الذي أخذ من طهران عاصمة ولاية الفقيه( ايران الشيعية) مرجعية نهائية له وحصناً منيعاً يحتمي به ، في تكريس وتجذير حالة الانقسام الشيعي – السني، اي بين أمة محمد وأمة علي في سوريا والمنطقة ..

سليمان يوسف

مؤتمر الشغب السياسي الكردي

مؤتمر المالكية ( ديريك) السورية
مؤتمر المالكية ( ديريك) السورية

ابرز نتائج مؤتمر المالكية ( ديريك) السورية (مؤتمر الشغب السياسي الكردي) :
1- تشكيل ما سمي بـ " مجلس سوريا الديمقراطية" بهيمنة كاملة عليه من قبل راعي المؤتمر (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وإدارته الذاتية الكردية ) ..2- شجار سياسي /قومي بين ممثلي (حزب الاتحاد السرياني) وممثلي (حزب الآشوري الديمقراطي)، حول هوية واسم الشعب الذي يزعمون بأنهم جاؤوا ممثلين عنه ومدافعين عن حقوقه .. اختلفوا وتشاجروا على تسمية هذا الشعب .. فقد أصر ممثلي الحزب الآشوري الديمقراطي على تسميته بـ( الآشوري) ، بينما أصر ممثلي حزب الاتحاد السرياني على تسميته بـ ( السرياني الآشوري الكلداني الآرامي).. تكريساً وتجذيراً لهذا الانشطار الشيطاني / الطائفي /المذهبي للشعب الواحد تم تخصيص في ما سمي بـ" مجلي سوريا الديمقراطية" التي انبثق عن المؤتمر، مقعد للسريان يشغله حزب الاتحاد السرياني ومقعد للآشوريين يشغله حزب الآشوري الديمقراطي ... يا للعار !!!


سليمان يوسف

الآشوريون ومؤتمر المعارضات السورية في الرياض

الآشوريون ومؤتمر المعارضات السورية في الرياض
عبد الأحد استيفو
يتساءل الكثير من الآشوريين( سريان -كلدان ) عن سبب إقصاء العضو الدائم والمدلل للمنظمة الآثورية (عبد الأحد استيفو) ،في الهيئة السياسية للاتلاف المعارض، عن "الهيئة العليا للمفاوضات" التي انبثقت عن المؤتمر والتي ستفاوض النظام حول حل سياسي للأزمة ووقف الحرب السورية ؟؟.. هل إقصاءه يحمل رسالة سياسية للمنظمة ومن خلفها للآشوريين السوريين ؟ وهل إقصائه سينعكس سلباً على الحصة الآشورية من الكعكة السورية ؟؟؟ أم أن إقصائه يعكس فشل المنظمة في فرض مندوبها الدائم في الوفد المفاوض ؟ ما نخشاه ويخشاه الآشوريون هو أن يختزل التمثيل الآشوري بالممثل المسيحي( جورج صبرا) وأن تختزل قضية الآشوريين المسيحيين ببعض الحقوق والحريات الدينية في سوريا الجديدة التي لن تكون (مدنية ديمقراطية) كما جاء في البيان الختامي للمؤتمر ،هذا إذا ما بقيت سوريا دولة موحدة ؟!

سليمان يوسف

هل حقاً بشار الأسد يعيش في سوريا ويحكمها

هل حقاً بشار الأسد يعيش في سوريا ويحكمها
هل حقاً بشار الأسد يعيش في سوريا ويحكمها
قال الرئيس السوري (بشار الأسد) في مقابلة له مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية قبل أيام رداً على سؤال حول واقع المعارضة السورية في الداخل " هناك معارضة في سورية.. وهم أحرار في أن يفعلوا ما يشاؤون " . وحول معارضة الخارج قال بشار " لقد قلنا بوضوح إنه عندما يكون هناك اجتماع في سورية يرغبون بحضوره فإننا نضمن ألا يتم اعتقالهم أو احتجازهم.. لقد قلنا ذلك مرارا.. ليست لدينا مشكلة في هذا الصدد .." . دققوا في كلام بشار، كم يبدو منفصلاً عن الواقع وبعيداً عن الحقيقة! هل يعقل أن يصدر هذا الكلام عن رئيس دولة وسجونه مكتظة بآلاف سجناء الراي والضمير والكلمة، معارضين سلميين ومدنيين وديمقراطيين لحكمه، ناهيك عن آلاف المعارضين الممنوعين من السفر خارج البلاد ؟؟ نذكر سيادته بأن قبل أيام توفي في القامشلي المعارض الآشوري الشاب ( نعمان حنا ) لم يتمكن من السفر خارج البلاد للعلاج لأنه مطلوب أمنياً وممنوع من السفر ، وبهذا سيادته يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية عن وفاته .. ونذكر سيادته ايضاً ، بالمعتقل السياسي الآشوري ( كبرائيل موشي كورية) وقد مضى على اعتقاله التعسفي سنتان من دون محاكمة ، هو في (سجن عدرا ) بالقرب من دمشق ، عله يتـأكد من اعتقاله ويفرج عنه وعن من معه في ذاك السجن سيء الصيت ؟؟؟

سليمان يوسف

شغب سياسي كردي

حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي
لا جدال على أن من حق كل فصيل سياسي سوري عقد مؤتمر و يدعو اليه القوى والأحزاب السياسية التي يُقدر أهمية وفوائد حضورها لبحث ومناقشة الأزمة السورية وسبل حلها. لكن أن يبادر حزب (الاتحاد الديمقراطي الكردي) والأحزاب المشاركة في "ادارته الذاتية" الى عقد مؤتمر في إحدى البلدات الخاضعة لسيطرته ( المالكية - ديريك) 100كم شرق القامشلي ، و بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الرياض للمعارضات السورية يومي 8 و9 من هذا الشهر، فقط لأنه لم يدع لمؤتمر الرياض. باعتقادي مبادرة حزب الاتحاد الديمقراطي لعقد مؤتمر في المالكية لقوى سياسية بالتزامن مع مؤتمر الرياض ، يندرج في اطار سياسة " الشغب والتشويش السياسي" على المعارضات السورية التي ستلتقي في الرياض. وهذا ليس بجديد على أحزاب الحركة الكردية فهي تنتهج سياسة التشويش والشغب السياسي بطرق وأشكال مختلفة عندما لا تعجبها مواقف وسياسات المعارضات السورية من القضية الكردية. وقد أصدرت منسقية "الادارة الذاتية الديمقراطية" الكردية بيان إلى الرأي العام بشأن مؤتمر الرياض جاء فيه "فإننا في الإدارة الذاتية الديمقراطية بكل مؤسساتها ومكوناتها نعتبر أنفسنا غير معنيين بكافة مخرجات مؤتمر الرياض، وسنعتبرها وكأنها لم تكن، ولن يستطيع أحد مهما كان أن يفرض علينا أي قرار أو توجه لم نشارك فيه."..
حتى لا يساء فهم وتفسير كلامي من قبل الأخوة الكورد وغير الكورد ، أؤكد على أنني لا اراهن على مؤتمر الرياض و أشكك كثيراً بدور المملكة العربية السعودية الوهابية في الأزمة السورية لقناعتي التامة بأنها من الدول الأساسية الداعمة والممولة للتنظيمات الإسلامية الإرهابية( داعش وشقيقاتها) ..

سليمان يوسف

ألا يستوجب من المعارضات السورية إعادة حسابتها

دول الغرب وامريكا تعيد حسابتها
بدأت دول الغرب وامريكا (حلفاء المعارضة) تعيد حسابتها وترتب أولوياتها ووضعت أمنها القومي وحماية مجتمعاتها وشعوبها في المقدمة وتراجعت عن مطلب اسقاط النظام السوري ورحيل بشار الى ما بعد القضاء على التنظيمات الاسلامية الارهابية مثل داعش وغيرها في سوريا والعراق والمنطقة،..تنامي خطر الارهاب الاسلامي، الذي يهدد بابتلاع المنطقة، ألا يستوجب من المعارضات السورية هي الأخرى إعادة حسابتها ووضع أمن الوطن والشعب ومستقبل الدولة السورية في مقدمة أولوياتها ؟ خمس سنوات والشعب السوري ينتظر سقوط الدكتاتورية ورحيل الطاغية (بشار) ، لكن للأسف، سقطت الوطن وتفتت الدولة، والدكتاتورية لم تسقط وبشار لم يرحل !!! جاء التدخل العسكري الروسي ليمد في عمر النظام سنوات وسنوات أخرى !! حتى الآن تبدو المعارضات مصرة على إسقاط النظام ورحيل بشار حتى لو كلف ذالك رحيل وتهجير وتشريد وقتل ما تبقى من الشعب السوري وتدمير ما تبقى من الدولة السورية !!! بالمقابل اهل الحكم متمسكون بشعارهم" إما بشار أو الخراب والدمار " !!! يبدو أن لا أحد يحترق قلبه على الشعب السوري ولا من منقذ له !!! حتى الآلهة أدارت ظهرها اليه !!!
سليمان يوسف

اذا يجري في الجزيرة السورية ؟؟

القوات الكردية في سوريا
 بعد أن بدأ العمل بإنشاء قاعدة عسكرية ضخمة ، على أنها روسية ، بالقرب من حقول رميلان للنفط والغاز ( 70 كم شرق القامشلي) وبالتزامن مع التدخل العسكري الروسي الكبير في الحرب السورية لصالح النظام ، أعلنت بعض المصادر، وصول العشرات من عناصر "القوات الأميركية" الخاصة إلى الجزيرة السورية للعمل كمستشارين عسكريين ومدربين للوحدات الكردية ضمن الخطة الأميركية في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية- داعش. طبعاً، ما من أحد يستطيع تحديد سقف وأهداف التعاون العسكري الأمريكي – الكردي في سوريا وفيما إذا كان سيقتصر على التدريب العسكري أم أن له أهداف سياسية !!! ولا ندري ما هو موقف النظام السوري ،الداعم للمقاتلين الأكراد، من هذا التعاون، وأميركا من الدول الأساسية الداعمة للمعارضة السورية والممولة بالمال والعتاد للتنظيمات الاسلامية المسلحة التي تقاتل جيش النظام لأجل إسقاطه !! ما يمكن قوله هو أن الجزيرة السورية مقبلة على تطورات عسكرية وسياسية كبيرة ودراماتيكية قد تقلب الطاولة فوق رؤوس جميع اللاعبين المحليين والاقليمين والدوليين في الحرب السورية ؟؟
سليمان يوسف

هل سينجح العثمانيون الجدد بجعل سوريا قبرص ثانية

العثماني الجديد  اردوغان
هل سينجح العثمانيون الجدد بجعل سوريا "قبرص ثانية" ؟؟؟ العثماني الجديد ( اردوغان) كشر عن "أنيابه الإسلامية" بإسقاطه الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية !!! مهما بلغت سيئات المسلم الإرهابي لا يجب أن يكفر(مبدأ إسلامي)... مهما بلغت مخاطر تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي – داعش وبقية التنظيمات الإسلامية الإرهابية ،التي تقاتل في سوريا ، يجب تفضيلها على التواجد الروسي وغير الروسي المسيحي في المنطقة (مبدأ تركي عثماني إسلامي)، هذه هي القاعدة والمنطلق الذي منهما قررت القيادة العثمانية الإسلامية الاردوغانية إسقاط الطائرة الروسية ومحاولة قتل الطيارين من قبل ميليشياتها التركمانية .. أن مشروع "المنطقة الآمنة" التي تريد تركيا إقامتها على الجانب السوري من حدوها في منطقة يكثر فيها التركمان، يخفي نية تركيا بتحويل سوريا الى "قبرص ثانية" بحجة الدفاع عن الأقلية التركمانية وضمان حقوق التركمان المسلمين السنة!!! نعم تركيا تريد من إسقاط الطائرة الروسية خلط الأوراق وإشعال حرب إقليمية وفوضى عسكرية وسياسية في سوريا لتتسلل من خلالها الى العمق السوري وتحقق أطماعها القديمة !!

سليمان يوسف

فتيات من النمسا تنضمن الى داعش

فتاة تنضم لداعش
تساؤلات مشروعة لشركائنا في الدنيا والآخرة: "لا تبحثوا عنا، فنحن ماضون لنقاتل في سبيل الله". هذا ما كتبته فتاتان نمساويتان تتحدران من أصول بوسنية ( سامرا 17 عام و سابينا 16 عام) في رسالة لأهلهن بعد أن غادرتا فيينا الى سوريا للقتال الى جانب تنظيم الدولة الإسلامي الإرهابي - داعش وقد وصلتا الى الرقة عبر تركيا !! .. لا أدري ما هو سحر هذه العقيدة الإسلامية التي تدفع بصبايا وصبيان الى ترك الحياة الرغيدة في دول اوربية حضارية ديمقراطية والالتحاق بتنظيمات إرهابية للقتال في سبيل الله..؟؟؟ ولا أدري أي إله أو الله هذا الذي هو بحاجة الى إرهابيين وقتلة يدافعون عنه ؟؟ ولا أدري حجم الضيق والخطر الذي يهدد وجود هذا الاله في سوريا أو العراق وفي مناطق أخرى حتى يتطوع المسلمون من كل أنحاء العالم لنجدته ؟؟ وهل هذا الله كلف أحدً للدفاع عنه وعين وزيراً للدفاع عن مملكته ؟؟ أم أن للمسلمين إله غير الله الذي تتحدث عنه الأديان الأخرى ؟؟ شخصياً، لا اعترف بالهكم هذا الذي يحتضن ويبارك الإرهابيين والقتلة وأنا بغنى عن هكذا إله عاجز وغير قادر عن الدفاع عن نفسه !!!

سليمان يوسف

الأحزاب السورية ومسألة الأقليات


الأقليات في سوريا
الأحزاب السورية ومسألة الأقليات (1/ 8)
مقدمة البحث:
 الأقليات: جماعات تتميز، عرقياً أو قومياً أو دينياً أو مذهبياً أو لغوياً أو ثقافياً ، عن بقية السكان في مجتمع ما. لديها شعور مشترك بالانتماء، وهي ترغب وتسعى للمحافظة على هذا الانتماء وعلى هويتها الخاصة. بسبب خصوصيتها، غالباً ما تضطهد الأقليات وتستبعد عن الحياة السياسية وعن المشاركة الفعلية في ادارة البلاد من قبل الأغلبية العددية  المهيمنة على الحكم وعلى مقدرات البلاد . أحياناً، ولظروف محلية وعوامل تاريخية وسياسية واجتماعية معينة واستثنائية ، تتمكن الأقلية في بلد ما من الوصول الى السلطة واحتكارها لها وتهميش الأغلبية. طبعاً، هكذا حالات وأوضاع لا تبدو صحية أو طبيعية في الحياة السياسية للدول والشعوب. فقد أثبتت تجارب التاريخ بأن الدول والمجتمعات البشرية لن تتقدم ولن تستقر سياسياً إلا في ظل حكم الأغلبية ( سياسية كانت أم عرقية، دينية كانت أم مذهبية) والتداول السلمي للسلطة.
بفعل التطورات والتحولات السياسية والفكرية الكبيرة التي حصلت في العالم والمنطقة في العقدين الأخيرين، أبرزها سقوط (جدار برلين) و تفكك الاتحاد السوفيتي وتحرر شعوبه من الاستعمار الروسي، برزت" مسألة الأقليات" على السطح السياسي والاجتماعي لتشكل بمفاعيلها إحدى أخطر التحديات الداخلية لكثير من الدول. وتبدو معضلة الأقليات أكثر خطورة وحدية في دول منطقة الشرق الأوسط، ،حيث يترعرع فيها كل أنواع الأقليات(القومية، الدينية ،الاثنية ،اللغوية ،المذهبية،..)،وحيث الرغبة القوية  لدى العديد من هذه الأقوام والشعوب في الانفصال  أو الحكم الذاتي، انطلاقا من مبدأ (حق تقرير حق المصير)،كخيار مناسب للتحرر والخلاص من هيمنة واستبداد الأغلبية.
الدولة السورية الحديثة، التي تأسست في عشرينات القرن الماضي وسط (سوريا الكبرى ،أو التاريخية)، ليست استثناءً عن هذا العالم الذي هي جزءاً منه ومن هذا "الشرق الفسيفسائي" بتركيبته السكانية والاجتماعية والثقافية .فنظراً لموقعها الحيوي والهام في قلب الشرق القديم، شكلت (سوريا) عبر تاريخها الطويل ومازالت، موطناً لكثير من الشعوب والأقوام والثقافات والديانات واللغات ،هي بحق "مهد الحضارات"،  تحتضن اليوم:
-   عرب مسلمون ، يتوزعون على العديد من المذاهب الاسلامية( سنة، وهم الغالبية، علويون ،إسماعيليون، دروز).
-   عرب مسيحيون، يتوزعون على العديد من المذاهب والطوائف (كاثوليك، أرثوذكس، بروتستانت).
-   مسيحيون غير عرب، معظمهم من الآشوريين(سريان/كلدان)، وأقلية أرمنية .
-   أقليات عرقية اسلامية غير عربية (أكراد، شركس ، تركمان.. شيشان).
-   أقلية صغيرة من أتباع الديانة اليزيدية، وأخرى من الطائفة الموسوية(اليهودية) السورية.
من المهم جداُ التأكيد في سياق هذه القضية، على أن جميع هذه الأقوام والشعوب تنتمي الى المجتمع السوري وهي جزء من نسيجه الوطني. هي ليست بشعوب أو أقليات دخيلة أو وافدة على الدولة السورية، كما يروج بعض القوميين العرب والاسلاميين. فأصغر وأحدث هذه الأقليات تعيش منذ عدة قرون على الأرض السورية. وبعض الشعوب السورية، مثل الآشوريون(السريان)،الذين يشكلون العمق الحضاري والتاريخي لسوريا الكبرى ولبلاد ما بين النهرين وعنهم أخذت سوريا اسمها، سبق وجودهم بعشرات القرون وجود العرب المسلمين، الذين استوطنوا في الأراضي السورية بعد الغزو الاسلامي. تجدر الاشارة هنا الى أن قادة "الانقلابات العسكرية" الثلاث، التي شهدتها سوريا في بداية استقلالها، كانوا من ابناء الاقليات ومن أصول غير عربية.(حسني الزعيم- كردي)،(سامي الحناوي- درزي)، (اديب الشيشكلي- من أصول تركمانية). رغم انتماءهم الأقلوي، لم يتصرف هؤلاء القادة في تعزيز سلطتهم على اساس طائفي او اثني. وانما  تطلعوا وسعوا، فترة حكمهم القصيرة( 1949- 1954)،الى تعزيز الروابط الوطنية بين ابناء المجتمع السوري ودمج الاقليات والطوائف فيه. وذلك إدراكا منهم لأهمية (الروابط الوطنية) في تجاوز حالة الانغلاق الطائفي والتكسر المجتمعي. وهم وجودوا في (الدولة المدنية) المخرج المناسب لوضع الأقليات وحماية حقوقها والحفاظ عليها من الذوبان والضياع في مشاريع وكيانات سياسية كبيرة، قومية (عربية) أو دينية (اسلامية). لكن مشروع "الدولة المدنية"، الذي تحمست له وسعت اليه النخب الليبرالية من الأقليات السورية وبشكل خاص النخب المسيحية الأكثر انفتاحاً على الثقافات والمجتمعات الأوربية، سقط بين مطرقة "الشريعة الاسلامية"، التي مازالت تشكل خطاً أحمراً في طريق الانتقال الى الدولة المدنية ، وبين سندان "الايديولوجيات الشمولية" للقوميين العرب .الأمر الذي تسبب، بعد نحو قرن كامل على نشأة الدولة السورية الحديثة وأكثر من ستة عقود على استقلالها، في صعود "مسألة الأقليات" لتلقي بظلالها على الحياة السياسية والاجتماعية في سوريا. ولتشكل اليوم اختباراً حقيقياً للقوى الوطنية والديمقراطية واليسارية في البلاد ولمصداقيتها في طرحها لمشروع (الدولة المدنية) ومطالبتها بالديمقراطية.
صحيح أن مشكلة الأقليات (الاثنية والدينية) في سوريا ليست بدرجة من الخطورة بحيث تهدد أمن واستقرار البلاد، كما هو حاصل في عديد من دول المنطقة والعالم. لكن هذا لا يعني أنها غير مرشحة للتصعيد والتفاقم والانفجار، اذا ما اجتمعت وتضافرت ظروف وعوامل داخلية وخارجية، في ظل الانقسامات العمودية الحاصلة وتنامي العصبيات الاثنية والعرقية والانتماءات المذهبية وتراجع المفاهيم والقيم الوطنية في المجتمع السوري. اذا كان نهج الاستبداد (السياسي / القومي) الذي انتهجه حزب (البعث العربي الاشتراكي) منذ انقلابه على السلطة عام 1963، أنتج أو أفرز مشكلة (الأقليات القومية) في البلاد، فان الاستبداد الديني، الذي يخشى منه اذا ما حكمت سوريا يوماً من قبل (قوى اسلامية)،أياً تكن طبيعة هذه القوى الاسلامية وشعاراتها- وهو أمر غير مستبعد في ضوء الصحوة الاسلامية التي تعم المنطقة- سيفجر (الاستبداد الديني)،الى جانب مسألة الأقليات القومية، مشكلة(الأقليات الدينية) أو بالأحرى(مشكلة مسيحية). حيث يعيش اليوم أكثر من 2 مليون مسيحي في سوريا، لن يتخلوا عن حقوقهم الدينية ولن يتنازلوا عن هامش الحريات الاجتماعية المقبول الذي يتمتعون به منذ نشأة الدولة السورية الحديثة. فكما هو معلوم في شرقنا المتدين لا بل المتعصب للدين، تعد(القضايا الدينية)،من المسائل الأكثر قدسية وحساسية وأهمية من القضايا القومية والسياسية .إزاء هذه الأوضاع والتحديات التي تواجه سوريا، تزداد الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتضافر جهود جميع الأحزاب والقوى الوطنية، سلطة ومعارضة ومنظمات المجتمع المدني، للإسراع في الانتقال بسوريا الى الدولة المدنية الحديثة (دولة المواطنة الكاملة) القائمة على تحييد (الدولة) وهويتها الوطنية السورية عن كل دين وعقيدة وعن كل قومية، عربية وغير عربية. اذ ليس من المبالغة القول: أن وحدتنا الوطنية اليوم باتت مرهونة ومتوقفة على الاحتواء الايجابي لقضية حقوق الأقليات وعلى المعالجات السياسية والديمقراطية العادلة لها ولغيرها من القضايا الوطنية العالقة.
في هذا البحث المتواضع، سنتناول بشيء من النقد والتحليل رؤية وموقف الأحزاب والحركات والتيارات السياسية الأساسية المتواجدة على الساحة السورية، بمختلف اتجاهاتها وانتماءاتها(القومية والإسلامية واليسارية)، من مسالة الأقليات(الاثنية والدينية) في سوريا. وذلك في ضوء ما هو متوفر لدينا من وثائق حزبية وبرامج سياسية ومواقف وتصريحات معلنة لمسئولي وقيادات هذه الأحزاب والمنظمات والحركات السياسية .على أمل أن تفيد وتخدم هذه الدراسة في إلقاء الضوء على (معضلة الأقليات) وأن تحث مختلف القوى الوطنية على البحث عن مخارج وطنية مناسبة لها.
طبعاً، ليس من السهل أن يتناول المرء موضوعاً شائكاً  كـ"معضلة الأقليات" في بلد شائك مثل سوريا. يحكمه نظام قومي عربي شمولي، شديد الخصوصية والحساسية من تناول أو طرح (ملف الأقليات).تديره وتتحكم به سلطة قمعية لا تحترم حقوق الانسان ولا تعير أي اهتمام أو اعتبار لمصالح وحقوق القوميات الغير عربية .أنه (ملف الأقليات) هو شائك اجتماعياً: حيث لدى الأكثريات كما لدى الأقليات على حد سواء، موروث ثقافي تاريخي عميق يشكل، بثقله الاجتماعي والفكري، إحدى العقبات الأساسية أمام انجاز وتحقيق الاندماج الوطني المنشود. شائك سياسياً: حيث  تخضع مسالة حقوق الاقليات، كغيرها من القضايا الوطنية الهامة والمصيرية، لمحاذير، سياسية وايديولوجية وعقائدية وأمنية، من قبل النظام. هذه المحاذير سببت فقراً ثقافياً وفكرياً حول كل ما يتعلق بماضي وحاضر (ظاهرة التنوع والتعددية )التي يتصف بها المجتمع السوري، من جهة أولى .كما أن نهج الاستبداد والمحاذير التي فرضها النظام على ملف الأقليات، أخرجت هذه الظاهرة الحضارية عن سياقها التاريخ الطبيعي وتحولت من عامل قوة وغنى وطني وحضاري لسوريا الى عامل ضعف لا بل الى نقمة على سوريا وشعبها، من جهة ثانية. حتى بات يخشى الكثيرون من أن تفرق السياسية، القائمة على التمايزات بين ابناء الوطن الواحد، ما جمعه التاريخ ووحدته الجغرافية، من شعوب وأقوام وملل سورية عريقة. 

سليمان يوسف

مناطق آمنة لأكراد وتركمان سوريا ، هل من مناطق آمنة للآشوريين

منطقة آمنة للتركمان
مناطقة آمنة للتركمان
 يبدو أن بعض الدول بلعت "الطعم التركي" تحت شعار( حماية السوريين من الصراع الدائر في بلادهم) . مصادر رسمية تركية كشفت لصحيفة الشرق الأوسط، أن "منطقة آمنة ستفرض خلال أسبوع ، بتأييد ودعم فرنسا ودول أخرى. تمتد هذه المنطقة من مدينة جرابلس إلى أعزاز السوريتين الحدوديتين مع تركيا" .. المتتبع للدور التركي في الأزمة السورية، يدرك جيداً بأن الهدف الحقيقي لتركيا هو إقامة( إقليم خاص بتركمان سوريا يكون تحت حمايتها) لمحاصرة التجمعات الكردية على حدودها الجنوبية مع سوريا التي باتت تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ،الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني( العدو اللدود لتركيا) . معلوم أن تركيا استغلت الحرب السورية في إنشاء "ميليشيا تركمانية" ، مدتها بالمال والسلاح والرجال،حتى غدت قوة أساسية في المنطقة الشمالية.. المنطقة الآمنة لتركمان الشمال السوري تذكرنا بالمنطقة الآمنة لأكراد الشمال العراقي التي أقامها التحالف الأمريكي/ الغربي 1991 في أعقاب غزو صدام حسين للكويت والحرب التي تسبب بها. بات للأكراد والتركمان السوريين مناطقهم الآمنة فهل سنرى مناطق آمنة للآشوريين السوريين ؟؟.. بغياب الحليف الإقليمي أو الدولي للآشوريين وبفقدانهم للجغرافيا السياسية، يبدو هذا صعباً، لكنه ليس بالمستحيل، إذا اتقن الآشوريون(سرياناً وكلداناً) قواعد اللعبة السياسية التي تدار في سوريا والمنطقة!! 

سليمان يوسف

الجزيرة السورية على طريق الشمال العراقي بمباركة النظام السوري

الجزيرة السورية
 افتتح الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا أعمال مؤتمره الدوري العام الرابع عشر في منتجع “بيلسان” بمدينة عامودا اليوم الجمعة 20/11/2015 تحت شعار "نحو تحقيق الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا ديمقراطية اتحادية". افتتح أعمال المؤتمر (عبد الحميد حاج درويش) سكرتير الحزب بكلمة ختمها قائلاً:" أحيي فخامة الرئيس جلال الطالباني وأنحني لفخامة الرئيس مسعود البارزاني، وأبعث سلامي وتحياتي الحارة للسيد عبدالله أوجلان". ألقى عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني (العراق)سعدي بيره كلمة حزبه ،جاء فيها: " في العام 2002 كنت جالساً مع المام جلال والرئيس السوري بشار الأسد فقال له المام جلال : “أنا أكثر منك خبرة و تجربة فاستمع لشعبك وامنحه حقوقه". كلمة المجلس الوطني الكردي ألقاها رئيس المجلس إبراهيم برو جاء فيها:"على الكرد أن يتمكنوا من تحقيق جميع أهدافهم والتوحد من أجل نيل الحقوق الكردية في كردستان سوريا". ألقى القيادي عبدالسلام أحمد كلمة حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem)- تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي- جاء فيها: "ارحب بجميع الضيوف في روجآفا المحررة ". الكلمات والخطب الكردية تؤكد على اتفاق جميع القوى الكردية على تكريد الجزيرة السورية وسلخها عن الجسد السوري والحاقها مستقبلاً بما يسمى ب"كردستان الكبرى" .. صمت النظام السوري، المتواجد بمدينتي القامشلي والحسكة، كبرى مدن الجزيرة ، يعني "اعتراف غير معلن من قبل النظام بالإدارة الكردية وبسلطة الأمر الواقع التي بدأ الأكراد بفرضها في منطقة الجزيرة السورية وعلى تكريد الجزيرة وسلخها عن سوريا " !!! 

سليمان يوسف

الأقليات، والتدخل التركي في الأزمة السورية

التدخل التركي في الأزمة السورية
 التدخل التركي في الأزمة السورية ، خاصة العسكري المباشر وغير المباشر، من خلال احتضانه للمعارضات السياسية ودعمه للمجموعات والتنظيمات الإسلامية المسلحة ، عمق مخاوف الأقليات على المصير والوجود ، بشكل أكثر مخاوف الأقليات الغير إسلامية والإسلامية الغير سنية . لأن هذه الأقليات تحمل معها إرث "الاضطهاد التاريخي" الذي عانت منه تحت الاحتلال العثماني الإسلامي السني على مدى 4 قرون . التدخل التركي فتح الذاكرة التاريخية الأليمة للأقليات على سجل المذابح والابادات الجماعية التي تعرضت لها على ايدي العثمانيين . إزاء هذه الحقائق، على الغالبية السنية في سوريا أن تقدر وتتفهم مخاوف الأقليات وهي مخاوف مشروعة من البديل الإسلامي السني المتشدد، الذي تدعمه تركيا الإسلامية بقيادة العثماني الجديد ( اردوغان ) وحزبه الإسلامي( العدالة والتنمية). قطعاً، هواجس الأقليات لا تعني تمسكها بالدكتاتورية الأسدية التي جرت البلاد الى الكارثة الغارقة بها..

سليمان يوسف

لماذا يقال لا دين للارهاب...

هوية ومصدر الارهاب
لماذا يقال " لا دين للارهاب " : هذه الوصفة اطلقها "الاسلام السياسي" لتضليل الراي العام في مسالة هوية ومصدر الارهاب، الذي يضرب العالم شرقاً وغرباً .. اراد مطلقي هذه المقولة ابعاد صفة" الارهاب " عن الاسلام وليساووا بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى في مسالة ممارسة العمليات والجرائم الارهابية ضد المدنيين الابرياء العزل الآمنين . للأسف نجح الاسلام السياسي والى حد ما في تضليل الكثيرين بطرح هذه الوصفة الكاذبة " لا دين للارهاب " .. لكن مع تصاعد موجة العنف الاسلامي الاعمى واستمرار العمليات الارهابية التي تقوم بها الجماعات الاسلامية المتطرفة في أكثر من منطقة من العالم ، بدأت وصفة أو مقولة " لا دين للارهاب" تفقد مصداقيتها ويتكشف زيفها وبطلانها لدى الراي العام الشعبي والنخبوي. وبات الجميع يدرك ويتيقن بأن " الإسلام هو دين الإرهاب". بمعنى أن "الإرهاب" الذي بات يقلق ويضرب العالم هو اسلامي المنشأ والهوية والأهداف..
سليمان يوسف

نقطة ضعف الدولة السورية



لماذا سقطت الدولة السورية



لماذا سقطت الدولة السورية مع أول حرب داخلية ؟؟ سؤال كبير ومهم الإجابة عليه تتطلب بحث ودراسة معمقة لتاريخ نشأة الدولة السورية الحديثة والمراحل التي مرت بها منذ الاستقلال .. لكن اختصاراً أقول: سقطت لأنها لم تقم ولم تؤسس على أسس وقواعد وطنية سورية مدنية ديمقراطية .. ولم تكون دولةً وطنية ودولة مواطنة .. هي قامت على المركزية في الحكم وعلى العروبة والإسلام كهوية وعلى احترام قيم الإٍسلام السني وشرائعه كقانون وقضاء ونظام عام . هذه المرتكزات جميعها لم تكن يوماً ولن تكون مستقبلاً محل إجماع السوريين ، لأنهم ليسوا جميعاً عرب وليسوا جميعاً بمسلمين .. وليس جميع المسلمين سنة. الحقيقة التي يجب أن يدركها العرب المسلمون السنة قبل غيرهم هي أن "العروبة والاسلام السني ولا الشيعي" لا يشكلان رابطةً وطنية عامة تجمع وتوحد السوريين بمختلف قومياتهم ودياناتهم ومذاهبهم ، والحرب الراهنة كشفت عن هذه الحقيقة . " الهوية السورية" وحدها القادرة على جمع السوريين وتوحيدهم في رابطة وطنية سورية و تصلح أن تكون الركن الأساس والركيزة في بناء وطنية سورية ودولة مواطنة لكل ابنائها.

سليمان يوسف