تصريح لوكالة قاسيون حول المطرانين المخطوفين

 رابط   تصريح لوكالة قاسيون حول المطرانين المخطوفين

طالب المعارض السوري، والباحث في قضايا الأقليات، «سليمان يوسف» من الهيئات والمنظمات الدولية، وأسرة الكنيسة العالمية، فتح ملف المطارنة المخطوفين منذ ثلاث سنوات دون أثر؛ أو أيّة معلومة عنهم.

وقال «يوسف» في حديث خاص مع وكالة «قاسيون» للأنباء، إنه سيعود بالذاكرة للوراء إلى ما قاله بطريرك السريان «أفرام كريم» لصحيفة «الشرق الأوسط» 18 ديسمبر/كانون الأول 2014: «عندما كنت بالولايات المتحدة الأمريكية- نهاية عام 2013- أكدت وزارة الخارجية لنا بادئ الأمر أنها على علم بمكان الأساقفة المخطوفين (يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي) وعندما سألناهم إذا كان من الممكن أن ينقلوا إلينا منهم خطاباً؛ أو صورة؛ أو رسالة صوتية مسجلة، أجابوا (ليس بإمكاننا ذلك... لكننا نعلم مكانهم، وهم يتلقون معاملة طيبة).

وأضاف «سليمان» أنه وانطلاقا من حديث البطريرك لا بد من القول وبالصوت العالي: «ها وقد مضى أكثر من ثلاثون شهراً، على خطف المطارنة، وما يزال مصيرهما مجهولاً، وقضيتهم باتت من القضايا المنسيّة، رغم أهميتها وحساسيتها الدينية والاجتماعية لملايين مسيحيي المشرق، إذ لا من دليل حسيّ أو مادي على أنهما على قيد الحياة».

وأوضح المعارض السوري، في سياق رده على ما قيل حينها: «إذا كان ما صرح به البطريرك (أفرام) صحيحاً ودقيقاً، كان من المفترض به، وبالتعاون؛ والتنسيق مع جميع المرجعيات المسيحية، لمختلف الكنائس السورية؛ والمشرقية، أن يتابع قضية المطارنة المخطوفين مع تلك الشخصيات في وزارة الخارجية الأمريكية، الذين قالوا له أنهم على علم بمكان المطارنة، ووضعهم أمام مسؤولياتهم الأخلاقية؛ والقانونية، باعتبار أمريكا دولة عظمى؛ ودائمة في مجلس الأمن الدولي، وهو المسؤول عن توفير الحماية الدولية للأفراد، والمجموعات البشرية الذين حياتهم في خطر، وتعجز حكومات بلدانهم عن توفير هذه الحماية لهم».

 واتهم «يوسف» الجهة الأمريكية، تواطؤها مع الجهات الخاطفة حين أكد أن «إقرار؛ أو إعلان سياسيين أمريكيين، عن علمهم بمكان وجود المطارنة، هذا يعني أنهم على صلة مباشرة؛ أو غير مباشرة، بالجهة الخاطفة، وعليهم أن يحثوا إدارتهم الأمريكية على التحرك (السياسي والعسكري) لإنقاذ حياة المطارنة المخطوفين...». 

 وعن الرأي العام المسيحي في القضية، أشار «يوسف» نظرًا لحساسية وضع المسيحيين في سورية، تركت عملية خطف المطارنة، أثار سلبية على معنويات؛ ومشاعر مسيحييّ هذا البلد، ولدى معظم مسيحييّ المنطقة والمشرق... حقيقة اليوم ثمّة استياء  مسيحي عام من المجتمع الدولي، الذي تخلى عن مسيحييّ (سوريا، والعراق) وهم يواجهون خطر الإبادة وعمليات تطهير عرقي؛ وديني على أيدي المجموعات الإسلامية المتطرفة، من دون أن يتحرك هذا المجتمع لفعل شيء لأجل إنقاذهم، وحمايتهم بعد أن فقدوا؛ أو خسروا الحماية والحصانة الوطنية في بلدانهم...».

 وأضاف «يوسف» باستغراب «والمثير في قضية المطارنة، أن كلٍ من المعارضات السورية؛ والنظام يتبادلان التهم بخطفهما... وفيما يخص الرأي العام، منقسم بين من يتهم مجموعات مسلحة معارضة بخطفهما، انتقاماً من المسيحيين لوقوفهم إلى جانب النظام، وفق ما تراه المجموعات المسلحة المعارضة، وبين من يتهم النظام السوري، بالوقوف خلف عملية خطفهما، واتهامه للتنظيمات الإسلامية بخطفهما، لأجل  استمالة المسيحيين إلى جانبه في معركته المصيرية على السلطة، من جهة أولى. ولكي يصور للعالم الغربي حجم الخطر المحدق بالمسيحيين السوريين، في حال سقط حكم بشار الأسد، وسادت الفوضى الأمنية والسياسية في البلاد، من جهة ثانية».

وأردف بالقول قاطعاً الشكّ باليقين: إن «استمرار خطف المطرانين، وعدم الكشف عن مصيرها، رغم مضي ثلاثون شهراً على خطفهما، يعني أن المسيحيين السوريين، وقعوا ضحية حرب ليسوا طرفاً فيها. وضحية أجندات سياسية، وطائفية، لقوى محلية وخارجية، دخلت على خط الحرب السورية... وإذا ما سلمنا بصحة ما قاله البطريرك (أفرام) للصحيفة المذكورة، اعتقد أن الجهة الخاطفة للمطارنة؛ ومن خلفها أمريكا، أرادت أن تقول للعالم أن النظام السوري، الذي يزعم أنه حامي المسيحيين؛ والأقليات من خطر المجموعات الإرهابية، هو أعجز من أن يوفر الحماية لهم ولكبار رجال كنائسهم». 

وختم الباحث في قضايا الأقليات، لقائه مع وكالة «قاسيون» للأنباء بالسؤال التالي: «قضية المطرانين المخطوفين، باتت أحد ألغاز الأزمة السورية... لذلك فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا لم تتبن أيّة جهة مسؤولية خطفهما، بالإضافة أنه لا مطالب سياسية؛ أو فدية نقدية؛ أو مطالب أخرى لقاء إطلاق سراحهما؟!... من فترة لأخرى نسمع ونقرأ عن مبادرات ومحاولات تقوم بها شخصيات إقليمية للتوسط لدى الخاطفين لأجل إطلاق سراح المطارنة، جميعها باءت بالفشل حتى أن تلك الشخصيات عجزت، أو فشلت في الحصول على دليل حسيّ؛ أو مادي، يثبت أن المطارنة على قيد الحياة... فشل الوسطاء، والتعتيم على قضية المطارنة، يعزز الخوف والقلق على حياتهما، ويرجح فرضية قتلهما، وتصفيتهما منذ الأيام الأولى لخطفهما، وهذا ما لا نتمناه حتماً...!!.



مراسل قاسيون: القامشلي

0 comments:

حديث لم يسبق نشره مع المطران المخطوف يوحنا إبراهيم

حديث لم يسبق نشره مع المطران المخطوف يوحنا إبراهيم: منذ اختطاف المطارنة( يوحنا إبراهيم و بولس اليازجي) ،في نيسان 2013 ، والسجال لم يتوقف حول الجهة الخاطفة ودوافع الخطف . البعض يتهم النظام السوري بالوقوف وراء عملية خطفهم . والبعض الآخر يتهم مجموعات إسلامية مسلحة متشددة محسوبة على المعارضة. في لقاء قصير مع المطران (يوحنا إبراهيم) جرى في حلب آذار 2009 على هامش عزاء الدكتور المرحوم ( كبرو شابو صليبا- دكتور في جامعة حلب)، سألني المطران: الا تخشى من عواقب كتاباتك وانتقاداتك للنظام ؟ سألني من غير أي كلمة ثناء أو شكر على ما أكتبه. بدا المطران من خلال حديثه غير راضي على ما أكتبه وأنشره وغير مرتاح لمواقفي المعارضة لسياسات النظام. بدلاً من أن يشجعني على الكتابة ويشكرني على تسليط الضوء على قضية الآشوريين السريان في سوريا المحرومين من أبسط حقوقهم القومية والسياسية. الأسى والحزن على المطران يوحنا وعلى الرعية التي يقودها بهذه "العقلية الأمنية" كادت أن تنسيني الأسى والحزن على رحيل الدكتور الشاب ابن خالي(كبرو) . بعد هذا اللقاء القصير، تعززت قناعة قديمة لدي، بأن المطران يوحنا إبراهيم هو من أزلام النظام السوري ويدور في فلك أجهزته الأمنية . وأدركت سبب استبعاده لي عن اللقاء التشاوري الأول للإعلام السرياني، الذي دعا اليه في حلب 1/أيلول/2009، في حين دعا لهذا اللقاء أشخاص لا علاقة لهم بالاعلام والكتابة والثقافة . بعد لقائي مع المطران يوحنا ، بفترة ليست بطويلة ، التقاه صحفي سوري لامع من أبناء شعبنا. في سياق الحديث بينهما جاء الصحفي على ذكري. الصحفي ،عاتب المطران على مقاطعته لي ككاتب مهتم بحقوق وقضية السريان السوريين. قال له :" استغرب وأنت مطران فاعل لك حضورك في الساحة السريانية والسورية وأنت عضو في مجلس كنائس المشرق ومجلس الكنائس العالمي وعضو فاعل في لجنة حوار الأديان ومعروف بسعة علاقاتك ، أن لا يكون لك علاقة وتواصل مع كاتب ربما الوحيد من أبناء شعبنا وكنيستنا يعيش في سوريا ،بدأ يبرز ويثبت حضوره يكتب في العديد من الصحف اللبنانية والعربية وبجرأة عن هموم وقضية السريان والمسيحيين المهمشين في سوريا ". وضعني الصديق الصحفي في أجواء اللقاء وما جرى بينهما من حديث وعن رغبة المطران بالتواصل معي والعمل معاً لما فيه خير شعبنا . قلت للصحفي: "صديقي أبو (أكاد) أنت صادق فيما تقول لكن صاحبك المطران يوحنا ليس صادقاً بل مناوراً ولن يفي بوعده لك ولن يتصل بي." مرت أيام وأشهر وسنوات والمطران يوحنا لم يتصل معي . طبعاً، كنت متقين بأنه لن يتصل . لأن أكثر من مرة اتصلت معه عبر الهاتف لأستفسر منه عن رايه أو موقفه في قضية أو حدث ما يهم شعبنا ، أو للحصول منه على معلومة تفيدني في الكتابة ، لم يكن المطران يوحنا يتجاوب معي بل كان يتهرب بأعذار وحجج واهية .. نشرت هذا الحديث ليس للتشفي بالمطران المخطوف يوحنا إبراهيم (نتمنى اطلاق سراحه وسراح المطران بولس اليازجي)، وإنما للرد على كل من يربط خطف المطران يوحنا بتصريحات ومقابلات إعلامية له، انتقد فيها حكم الطاغية بشار ونظامه الدكتاتوري وطريقة تعاطيه مع الأزمة السورية.

سليمان يوسف

0 comments:

ثعلب السياسة الكردية - عبد الحميد حاج درويش

" ثعلب السياسة الكردية - عبد الحميد حاج درويش" يعود الى القامشلي:
بعد عسكرة الانتفاضة الشعبية المناهضة لحكم بشار ، ترك الكثير من المعارضين السوريين البلاد هرباً من بطش النظام ، وبدأت ما سمي بمعارضة الخارج بتشكيل اطرها السياسية( المجلس الوطني ) ثم ( الاتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة) الذي حظي باعتراف الكثير من الدول والمنظمات كممثل للشعب السوري. في سياق هذه التطورات ومع تراجع وانحسار وانكسار قوات وسلطات النظام على الأرض، خرج العديد من مسؤولي الأحزاب الكردية من سوريا والتحقوا بمعارضة الخارج( الاتلاف) ، بينهم الاستاذ (عبد الحميد حاج درويش - سكرتير الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي)، وقد شارك ضمن وفد الاتلاف في لقاءات جنيف 2 مع وفد النظام.. لكن يبدو أن الرياح السورية في الخارج جرت بما لا تشتهيه سفن المعارضات وخاصة الكردية منها.. لهذا قرر السيد حميد درويش العودة الى مدينته ومعقل حزبه والأحزاب الكردية الأخرى ( القامشلي) ،التي تحتضن أكثر من 40 فصيل ومنظمة وحركة وجمعية وهيئة كردية.. عودة (حميد درويش) تأتي في سياق التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة التي شهدتها الساحة السورية في مقدمتها التدخل العسكري الروسي والتي تصب حتى الآن في صالح بشار ونظامه.. حميد درويش، يعرف من اين يؤكل الكتف .. يعيد حساباته ويرتب أوراقه السياسية مع كل تطور جديد .. يبدو أنه تيقن بـأن لا مستقبل سياسي لمعارضات الخارج في سوريا الجديدة، بعد أن سملت أمريكا ملف الأزمة السورية للروس وتخليها شيئاً فشيئاً عن حلفائها في المعارضات السورية (الاتلاف وفصائله المسلحة)، لهذا قرر حميد العودة واللحاق بعربة المعارضة الموالية لبشار في الداخل التي يقودها لا فروف . السيد حميد كان قد مهد لهذه العودة السياسية بتصريحات اطلقها من أربيل ابدى فيها عن استعداده للحوار مع بشار الأسد.. رغم كبر سنه(قارب الثمانون ) أطال الله في عمره، لم يتعب ولم ييأس من السياسة. بل لدية نزعة قوية للسلطة والقيادة.. رغم الانشقاقات عن حزبه بقي متمسك برئاسة الحزب، منذ أن انشق 1963عن الحزب الكردي الأم ( البارتي) .. يُحضر أخيه الدكتور( صلاح) لخلافة الحزب من بعده ... كان نائباً في مجلس الشعب في عهد حافظ الأسد ( 1990- 1994). مازال يحلم بموقع أو منصب سياسي رفيع في سوريا الجديدة يختم به حياته ومسيرته السياسية الطويلة والشاقة، لا يهم بقيادة من تكون سوريا الجديدة ،بشار أو غير بشار!!! هل ستنجح هذه المرة "حيلة" ثعلب السياسية الكردية( عبد الحميد حاج درويش) ويحقق حلمه ؟؟؟ الجواب لدى "آلهة السياسة"


سليمان يوسف

0 comments:

بشائر الإسلام ,الدين الجديد لأوربا

بشائر " الإسلام" الدين الجديد لأوربا والأوربيين بدأت "مبروك " !!! في رمضان الماضي وعلى مأدبة إفطار رمضانية قالت مستشارة المانيا ( انجيلا ميركل) " نفتخر بأن الإسلام بات جزء من المجتمع الألماني ".العديد من الزعماء الأوربيين قالوا كلاماً بهذا المعنى مرحبين بالإسلام والمسلمين وسيعملون جهدهم لادماجهم في المجتمع الأوربي .. للأسف ، رغم آلاف مراكز البحوث والدراسات العلمية والبحثية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والنفسية والدينية المنتشرة في العواصم والمدن الأوربية ، وآلاف المستشرقين والباحثين الأوربيين والامريكيين الذين قدموا الى الشرق الإسلامي لم يكتشفوا حقيقة الإسلام والعقيدة الإسلامية وهي " استحالة أن يتعايش الإسلام مع الديانات والثقافات الأخرى" .. انظروا الى الشرق مهد جميع الديانات والثقافات والعقائد السماوية والأرضية، ماذا بقي منها بعد أن غزاها الإسلام.. معظمها تلاشى واندثر وما تبقى منها حتى المسيحية في طريقها للتلاشي والاندثار .. نعم هناك قلة من المسلمين اندمجوا في المجتمع الأوربي الغربي وباتوا جزءاً من ثقافته وحضارته، لكن هذه القلة القليلة تخلت عن الإسلام كعقيدة وثقافة وعن طقوسه وشعائره وهؤلاء بنظر الإسلام الحقيقي لم يعودوا ولم يبقوا مسلمين بل مرتدين .. نعم مبروك لأوربا دينها الجديد " الإسلام" الذي اعلن أولى غزواته الارهابية المقدسة الجديدة "فتوحاته" يوم أمس من العاصمة الفرنسية باريس ، عاصمة الثقافة والديمقراطية والجمال !!!

سليمان يوسف

0 comments:

الارهاب دينه الاسلام



" الارهاب" دينه الاسلام : نعم ..من يقول " لا دين للارهاب" نقول : دينه "الاسلام" ,, أنه "الارهاب المحمود" بحسب وصف زعيم تنظيم القاعدة الشيخ الشهيد المرحوم (اسامة بن لادن) قال هذا الكلام في اعقاب التفجيرات الارهابية التي ضربت نيويورك (غزوة منهاتن) وواشنطن والتي قام بها تنظبم القاعدة ايلول 2001 .. (الله أكبر) يرددها جميع الارهابيون مع تنفيذ عملياتهم الارهابية ...حتى تلك التي حصلت يوم أمس في باريس.. نعم تحت شعار (الجهاد المقدس) وهو من صلب العقيدة الاسلامية تمارس كل أنواع الارهاب الاسلامي ..
سليمان يوسف

0 comments:

مسلحو سوريا السريان منقسمون بين النظام والأكراد


رابط المقال في موقع صحيفة العرب اللندنية
  • لم يسبق في تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية أن قام أحد رؤسائها بتفقد أحوال مقاتلين على جبهات القتال، فحتى إبان مذابح (سيفو) ضد سريان ومسيحيي السلطنة العثمانية عام 1915 لم يحصل هذا الأمر، لكن يبدو أن الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، وبما حملته من خطر على الوجود السرياني الآشوري والمسيحي عامة في سوريا، غيّرت الكثير من المفاهيم والقناعات الدينية واللاهوتية لدى بعض رجال الدين المسيحيين.
العرب باسل العودات [نُشر في 10/11/2015، العدد: 10093، ص(7)]

مبدأ ابتعاد مسيحيي سوريا عن مسلميها يشكل خطرا يفوق كل المخاطر الأخرى

دمشق- قام بطريرك الكنيسة السريانية (أفرام الثاني كريم) ابن القامشلي، بشكل غير متوقع، وسط الكثير من ردود الفعل المنتقدة منها والمرحبة، بزيارة مفاجئة إلى الخطوط القتالية الأمامية حول بلدة صدد السريانية السورية، حيث ينتشر مقاتلون سريان آشوريون أرمن من الجزيرة السورية، تابعون لـ(سوتورو ـ مكتب الحماية) ومقره القامشلي، وهم يقاتلون إلى جانب مقاتلين سوريين من مختلف الديانات والطوائف السورية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وصلى من أجل نصرتهم.
وكانت هيئات وتنظيمات مسيحية ـ مدنية وكنسية وحزبية ـ أعلنت قبل نحو سنتين عن تشكيل ميليشيات عسكرية في شمال سوريا تحمل اسم سوتورو وهي تعني (الحماية) باللغة السريانية، بهدف الدفاع عن البلدات والمناطق المسيحية في حال تعرضها لأي اعتداء من أي جهة من المتشددين أم النظام، وصار لأول مرة لمسيحيي سوريا ذراع عسكرية أسوة بالقوى والتيارات والقوميات السورية الأخرى التي تمتلك ميليشيات خاصة بها.
لكن ما لا يعرفه غالبية السوريين أن هذه الميليشيات انقسمت إلى اثنتين، بسبب حالة عدم الانسجام بين المسيحيين في المنطقة، فمن قوى وتيارات مؤيدة للنظام السوري وأخرى مؤيدة للمعارضة وثالثة متحالفة مع الأكراد بشكل كامل، ومن بينها تيارات تعتبر أن نضال الداخل هو الأصل وأخرى تعتبر أن نضال الخارج هو الأساس.
الميليشيات المسيحية قامت مع ميليشيات كردية بحرق ونهب قرى مسيحية، وإسلامية عربية
وأوضحت مصادر خاصة من داخل تلك الميليشيات، تحفّظت على ذكر اسمها بسبب حساسية الموضوع، لـ”العرب” وجود فصيلين أو تشكيلين عسكريين باسم السوتورو في منطقة الجزيرة شمال شرق سوريا، الأول يُعرف باسم (مكتب الحماية)، وهو يُعتبر الجناح العسكري لتجمع شباب سوريا الأم المقرب من النظام السوري، ومقاتلي السوتورو وهم أشبه بقوات الدفاع الوطني، تلك الميليشيا غير النظامية التي شكلها النظام لقمع معارضيه، لكنها هنا قوات خاصة بمسيحيي الجزيرة السورية، حيث تضم جنسيات من مختلف القوميات والطوائف المسيحية.
الكثير من مقاتلي هذا التشكيل المسلّح يتقاضون رواتب من الفوج العسكري (154) للجيش السوري المنتشر في محيط القامشلي، ويحصلون على دعم عسكري من النظام، كما ينالون رضى مختلف الكنائس في القامشلي، وأيضا مباركة بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية (مار أغناطيوس أفرام الثاني كريم)، ويُقدّر عدد مقاتليه بنحو 200 مسلح.
أما ميليشيا سوتورو الأخرى، فتعرف بالمجلس العسكري السرياني، وهو الجناح العسكري لحزب الاتحاد السرياني المرتبط عسكريا وسياسيا بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ومنه يتلقى الدعم المادي والعسكري، وهو يُقاتل إلى جانب قوات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في كل المعارك من الحسكة إلى الرقة، وقد انضم إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تشكلت حديثا وتقاتل في الرقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ويُقدر عدد مقاتليه بنحو 250 مسلحا بينهم نسبة 10 بالمئة من أبناء العشائر العربية.
غالبية السوريين لا يعرفون أن هذه الميليشيات انقسمت إلى اثنتين، بسبب حالة عدم الانسجام بين المسيحيين في المنطقة
وتؤكد الوقائع أن القوات العسكرية المسيحية المتحالفة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا تتلقى الأوامر من القادة العسكريين لميليشيات هذا الحزب، وهناك اتهامات متزايدة لها بالتعاون مع النظام السوري.
حزب الاتحاد السرياني هو الحزب الآشوري السرياني الوحيد الذي انضم إلى الإدارة الذاتية الكردية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في منطقة الجزيرة بشمال سوريا، وغالبية قوى المعارضة السورية تتهم كلا من حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب الاتحاد السرياني بأنهما ليسا بعيدين عن النظام السوري، ففي بداية الأزمة السورية سحب النظام جميع سلطاته من البلدات والمناطق ذات الغالبية الكردية في الجزيرة وسلمها تسليما إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الذي أعلنها إدارة ذاتية تخضع له، كما أن هناك تفاهما واتفاقا بين النظام وهذا الحزب الكردي في إدارة واستثمار آبار النفط والغاز في حقول رميلان، وكذلك الإشراف على منشآت ومؤسسات اقتصادية حكومية أخرى في محافظة الحسكة.
يتقاسم حزب الاتحاد الديمقراطي من خلال ما يُعرف بقوات الأسايش أو الشرطة الكردية التابعة له، السلطة في مدينتي القامشلي والحسكة مع سلطات النظام السوري (العسكرية والأمنية والسياسية) المتواجدة بكثافة فيهما، وقد قاتلت قوات حماية الشعب الكردية ومعها قوات السوتورو المجلس العسكري السرياني إلى جانب جيش النظام والدفاع الوطني الموالي له في معارك الحسكة في يونيو الماضي ضد تنظيم الدولة الإسلامية عندما سيطر على الأحياء الجنوبية للمدينة، وهي حاليا تُقاتل ضمن ما يُعرف بقوات سوريا الديمقراطية التي شُكّلت حديثا وتحظى بدعم عسكري من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وهي تضم قوات حماية الشعب الكردية وقوات المجلس العسكري السرياني وقوات الصناديد العربية في ريف الحسكة وكذلك في الرقة.

عقبات كثيرة تحول دون تشكيل هيئة مسلحة للدفاع عن المسيحيين

وفق مصادر مسيحية سورية من شمال سوريا (الحسكة/القامشلي) فإن هذه الميليشيات المسيحية قامت مع ميليشيات كردية بحرق ونهب قرى مسيحية وإسلامية عربية، وقد تحدث العديد من الآشوريين من قرى الخابور لـ”العرب” عن أعمال نهب من القرى الآشورية قام بها مسلحو المجلس العسكري السرياني بالتعاون والمشاركة مع مقاتلين من قوات حماية الشعب الكردية، كما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي صورا تُظهر سيارات مقاتلي السوتورو التابع للمجلس العسكري السرياني وهي تحمل أثاثا منزليا من إحدى القرى الآشورية، وكما يؤكد آشوريون على حصول اشتباك مسلح في مدينة القامشلي قبل شهر بين مسلحين من المجلس العسكري السرياني وتسبب بوقوع إصابات خطيرة، جرت بسبب الخلاف على غنائم الحرب، غنائم مسروقة أثناء معارك مدينة الحسكة.
وحتى الشبكات الحقوقية الآشورية اتّهمت مقاتلي المجلس العسكري السرياني بنهب المنازل في قرى الخابور الآشورية التي أحرقها (زملاؤهم) من مقاتلي قوات حماية الشعب الكردية، بعد أن اختطف تنظيم الدولة الإسلامية أهل تلك القرى كأسرى.
هذا الفصيل من السوتورو التابع للمجلس العسكري السرياني، لا يحظى بتأييد شعبي مهم وكبير في الأوساط السريانية الآشورية والمسيحية في الجزيرة السورية، بسبب تبعيته المطلقة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وبسبب عدم شفافيته في علاقته مع الكنائس والأحزاب والمنظمات الآشورية السريانية والمسيحية في الجزيرة.
فحزب الاتحاد السرياني يسعى إلى فرض رؤيته وشروطه على الآشوريين السريان والانفراد بالقرار السرياني الآشوري كما يفعل حزب الاتحاد الديمقراطي في الساحة الكردية، وجدير بالذكر هنا أن الأحزاب والمنظمات والكنائس والتجمعات الآشورية السريانية الأرمنية في الجزيرة كانت قد أصدرت بيانا للرأي العام أدانت فيه واستنكرت القوانين الصادرة عن الإدارة الكردية وخاصة قانون التجنيد الإلزامي للشباب المسيحيين في القوات الكردية وقانون فرض المنهاج الكردي في المدارس الخاصة وقانون مصادرة ممتلكات المغتربين، وفقط وحده حزب الاتحاد السرياني رفض التوقيع على هذا البيان.
ابتعاد آشوريو سوريا عن عربها فيه من الخطر ما يفوق كل المخاطر الأخرى، ورهانهم على الأكراد رهان خاسر
وثمة مخاوف حقيقية لدى الكثير من مسيحيي شمال سوريا عموما ولدى الآشوريين (سريان/كلدان) خصوصا من زجّ وتوريط المسيحيين بالجزيرة في نزاع عرقي محتمل تفجّره بين الأكراد والعرب، وفي هذه الحالة غالبا سيُقاتل مسلحو المجلس العسكري السرياني إلى جانب القوات الكردية، فيما مسلحو سوتورو (مكتب الحماية) التابع لتجمع شباب سوريا الأم سيقاتلون إلى جانب قوات العشائر العربية.
وبالإضافة إلى هذين التشكيلين العسكريين المسيحيين، يوجد في الحسكة وريفها الآشوري فصيلان مسلحان آشوريان، واحد باسم (قوات حرس الخابور)، وهذا الفصيل مُقرّب من المجلس العسكري السرياني، وفصيل آخر باسم (مجلس حرس الخابور) تابع للحزب الآشوري الديمقراطي، وتعداد كل فصيل هو بضع عشرات من المقاتلين.
ومن دون أن نقلل من أهمية تشكيل هيئة مسيحية مسلحةـ للدفاع عن المسيحيين في سوريا، فإن عقبات كثيرة تعترض نجاح هذه التجربة المتأخرة، خاصة أن عدد مقاتليها سيكون قليلا جدا وستكون نقطة في بحر يضم ما يقرب من ربع مليون مسلّح للمعارضة السورية والنظام والتنظيمات المتشددة الإرهابية والميليشيات الكردية، وعليه فإن تأثيرها سيكون شبه معدوم.
ويرى الكثيرون أن ابتعاد آشوريو سوريا عن عربها فيه من الخطر ما يفوق كل المخاطر الأخرى، ورهانهم على الأكراد رهان خاسر، كما أن رهانهم على النظام أمر فاشل بالتجربة والبرهان، ومن التهور الوثوق بنظام عانت منه جميع أديان وقوميات سوريا.
باسل العودات

0 comments:

التعايش في سوريا

رغم عمق الجراح ، هذه هي سوريا .. هكذا ستبقى: عندما دخلت تنظيمات إسلامية سنية متطرفة ارهابية ، شاذة وغربية عن طبيعة وثقافة وأخلاق المجتمع السوري، بلدة (عدرا العمالية) قرب دمشق وقامت بعمليات قتل وذبح وخطف على الهوية لعائلات علوية في البلدة .. بادرت العديد من العائلات السنية بتقديم أوراق مزورة لعائلات علوية تثبت بأنها سنية مكنتها من الهروب من البلدة والخلاص من الموت والقتل والخطف على ايدي تلك العصابات المجرمة .. إثناء الأحداث الدموية التي شهدتها مدينة القامشلي آذار 2004 على خلفية مبارة بكرة القدم بين فريق الجهاد وفريق الفتوة القادم من ديرالزور .. العديد من أبناء ديرالزور تبرعوا بنقل عشرات الطالبات الكرديات الى القامشلي بسياراتهم الخاصة حرصاً على سلامتهن من عمليات انتقامية قد يتعرضن لها على الطريق.. بعد نزوح مسيحيي ديرالزور هرباً من المعارك ومن التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي دخلت المدينة، توفي أحد المسنين المسيحيين من مَن لم يتمكنوا من الهروب ، قام مسلمون من الحي بدفنه في حديقة الكنيسة .. كل التحية والتقدير لتلك العائلات السنية والعربية المسلمة في عدرا وديرالزور التي عبرت عن اصالة وأخلاق السوري الحقيقي.. نعم ، رغم عمق الجراح ، سوريا ستبقى كما كانت لكل السوريين، بلد التسامح والعيش المشترك والوئام الاجتماعي بين مختلف الديانات والمذاهب والطوائف والاثنيات والثقافات ... 

سليمان يوسف

0 comments:

المعارضات السورية بين الأسد وصدام والبعث

صدام و الأسد
 غالبية المعارضات السورية ، خاصة العربية والإسلامية منها، تتجاهل في انتقاداتها وتناولها لحكم بشار الأسد ، وجود حزب (البعث العربي الاشتراكي) في الحكم ،أمينه العام بشار الأسد.. كـأنه (البعث) بريء مما يحصل في البلاد ولا علاقة للبعث بما تُحمله للنظام من مسؤولية الكارثة التي حلت بالسوريين. فهي (المعارضات)تركز فقط على بشار الأسد وتطالب برحيله وإسقاط نظامه الأمني العسكري. .المعارضات تبرر موقفها المتجاهل للبعث بأنه ليس هو الحاكم الفعلي لسوريا وإنما هو مجرد غطاء لنظام عسكري أمني فئوي عائلي متحكم بكل مفاصل الدولة والمجتمع والحزب، يقوم على راس هذا النظام دكتاتور( بشار الأسد) . قد نتفق الى حد ما مع هذا التوصيف لطبيعة النظام والحكم في سوريا . لكن ليس من الواقعية السياسية، أن يُنظر لـ( بشار) ،الذي ورث الحكم عن ابيه، على أنه نتاج عائلة أو طائفة علوية أقلوية خطفت الدولة والسلطة من الغالبية السنية. لأن الحقيقة، الأسدان (الأب والابن) هما نتاج حزب قومي عربي فاشي عنصري مستبد شوفيني ( حزب البعث) يحتكر السلطة منذ انقلابه عليها 1963.. الأنكى أن الكثير من المعارضات العربية والإسلامية السورية التي تطالب اليوم برحيل الطاغية بشار ، كانت تمدح وتشيد بالطاغية صدام حسين وتعتبره زعيماً وقائداً عربياً واسلامياً !! أتساءل بماذا يختلف حافظ وبشار عن صدام حسين السني البعثي (قائد مجلس قيادة الثورة البعثية في العراق) وقد فاق استبداده وبطشه وقمعه الوحشي بحق الشعب العراقي ، بطش واستبداد وقمع حافظ وبشار بحق الشعب السوري. فقط ، نذكر هذه المعارضات وكل المهتمين بالشأن السوري، بأن (حافظ وبشار وصدام ) هم خريجي ونتاج ذات المدرسة القومية العربية البعثية الفاشية.. لهذ من المهم جداً أن يُجتث الفكر القومي العربي الفاشي لحزب البعث من الحياة السياسية والثقافية والفكرية في سوريا .. سوريا لن تتخلص من الاستبداد والدكتاتورية فقط بمجرد رحيل بشار الأسد !!!

سليمان يوسف

0 comments:

آشورية ترفض القاء الحجاب الداعشي

 من بين الآشوريات المخطوفات لدى تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) واللواتي اطلق سراحهن يوم أمس السبت ، امرأة آشورية ،رغم وصولها الى أهلها في بلدتها تل تمر ، ترفض القاء الحجاب الاسلامي الذي فرضه التنظيم على النساء الآشوريات عندما كن أسيرات لديه .. هذه المرأة حملت معها رعبها من الدواعش الإرهابيين.. فهي مازالت تخشى أن تتخلى عن الحجاب الداعشي الذي يغطي كامل وجهها عدا العيون خوفاً من عودة الدواعش ثانية وخطفها من جديد... حالة هذه الآشورية تصور حجم المعناة والضغوط والعذابات النفسية والمعنوية التي مورست وتمارس على المخطوفين الآشوريين من قبل تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي.. بكل الأحوال نقول : سلامات لكل المفرج عنهم.. الشكر والتحية لكل فاعل خير سعى لهذه اللحظات التاريخية السعيدة .. نتمنى الافراج السريع عن كل من تبقى من الآشوريين ومن غير الآشوريين في الأسر لدى داعش .. 

سليمان يوسف

0 comments: