ثعلب السياسة الكردية - عبد الحميد حاج درويش

" ثعلب السياسة الكردية - عبد الحميد حاج درويش" يعود الى القامشلي:
بعد عسكرة الانتفاضة الشعبية المناهضة لحكم بشار ، ترك الكثير من المعارضين السوريين البلاد هرباً من بطش النظام ، وبدأت ما سمي بمعارضة الخارج بتشكيل اطرها السياسية( المجلس الوطني ) ثم ( الاتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة) الذي حظي باعتراف الكثير من الدول والمنظمات كممثل للشعب السوري. في سياق هذه التطورات ومع تراجع وانحسار وانكسار قوات وسلطات النظام على الأرض، خرج العديد من مسؤولي الأحزاب الكردية من سوريا والتحقوا بمعارضة الخارج( الاتلاف) ، بينهم الاستاذ (عبد الحميد حاج درويش - سكرتير الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي)، وقد شارك ضمن وفد الاتلاف في لقاءات جنيف 2 مع وفد النظام.. لكن يبدو أن الرياح السورية في الخارج جرت بما لا تشتهيه سفن المعارضات وخاصة الكردية منها.. لهذا قرر السيد حميد درويش العودة الى مدينته ومعقل حزبه والأحزاب الكردية الأخرى ( القامشلي) ،التي تحتضن أكثر من 40 فصيل ومنظمة وحركة وجمعية وهيئة كردية.. عودة (حميد درويش) تأتي في سياق التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة التي شهدتها الساحة السورية في مقدمتها التدخل العسكري الروسي والتي تصب حتى الآن في صالح بشار ونظامه.. حميد درويش، يعرف من اين يؤكل الكتف .. يعيد حساباته ويرتب أوراقه السياسية مع كل تطور جديد .. يبدو أنه تيقن بـأن لا مستقبل سياسي لمعارضات الخارج في سوريا الجديدة، بعد أن سملت أمريكا ملف الأزمة السورية للروس وتخليها شيئاً فشيئاً عن حلفائها في المعارضات السورية (الاتلاف وفصائله المسلحة)، لهذا قرر حميد العودة واللحاق بعربة المعارضة الموالية لبشار في الداخل التي يقودها لا فروف . السيد حميد كان قد مهد لهذه العودة السياسية بتصريحات اطلقها من أربيل ابدى فيها عن استعداده للحوار مع بشار الأسد.. رغم كبر سنه(قارب الثمانون ) أطال الله في عمره، لم يتعب ولم ييأس من السياسة. بل لدية نزعة قوية للسلطة والقيادة.. رغم الانشقاقات عن حزبه بقي متمسك برئاسة الحزب، منذ أن انشق 1963عن الحزب الكردي الأم ( البارتي) .. يُحضر أخيه الدكتور( صلاح) لخلافة الحزب من بعده ... كان نائباً في مجلس الشعب في عهد حافظ الأسد ( 1990- 1994). مازال يحلم بموقع أو منصب سياسي رفيع في سوريا الجديدة يختم به حياته ومسيرته السياسية الطويلة والشاقة، لا يهم بقيادة من تكون سوريا الجديدة ،بشار أو غير بشار!!! هل ستنجح هذه المرة "حيلة" ثعلب السياسية الكردية( عبد الحميد حاج درويش) ويحقق حلمه ؟؟؟ الجواب لدى "آلهة السياسة"


سليمان يوسف

0 comments: