تصريح لوكالة قاسيون حول المطرانين المخطوفين

 رابط   تصريح لوكالة قاسيون حول المطرانين المخطوفين

طالب المعارض السوري، والباحث في قضايا الأقليات، «سليمان يوسف» من الهيئات والمنظمات الدولية، وأسرة الكنيسة العالمية، فتح ملف المطارنة المخطوفين منذ ثلاث سنوات دون أثر؛ أو أيّة معلومة عنهم.

وقال «يوسف» في حديث خاص مع وكالة «قاسيون» للأنباء، إنه سيعود بالذاكرة للوراء إلى ما قاله بطريرك السريان «أفرام كريم» لصحيفة «الشرق الأوسط» 18 ديسمبر/كانون الأول 2014: «عندما كنت بالولايات المتحدة الأمريكية- نهاية عام 2013- أكدت وزارة الخارجية لنا بادئ الأمر أنها على علم بمكان الأساقفة المخطوفين (يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي) وعندما سألناهم إذا كان من الممكن أن ينقلوا إلينا منهم خطاباً؛ أو صورة؛ أو رسالة صوتية مسجلة، أجابوا (ليس بإمكاننا ذلك... لكننا نعلم مكانهم، وهم يتلقون معاملة طيبة).

وأضاف «سليمان» أنه وانطلاقا من حديث البطريرك لا بد من القول وبالصوت العالي: «ها وقد مضى أكثر من ثلاثون شهراً، على خطف المطارنة، وما يزال مصيرهما مجهولاً، وقضيتهم باتت من القضايا المنسيّة، رغم أهميتها وحساسيتها الدينية والاجتماعية لملايين مسيحيي المشرق، إذ لا من دليل حسيّ أو مادي على أنهما على قيد الحياة».

وأوضح المعارض السوري، في سياق رده على ما قيل حينها: «إذا كان ما صرح به البطريرك (أفرام) صحيحاً ودقيقاً، كان من المفترض به، وبالتعاون؛ والتنسيق مع جميع المرجعيات المسيحية، لمختلف الكنائس السورية؛ والمشرقية، أن يتابع قضية المطارنة المخطوفين مع تلك الشخصيات في وزارة الخارجية الأمريكية، الذين قالوا له أنهم على علم بمكان المطارنة، ووضعهم أمام مسؤولياتهم الأخلاقية؛ والقانونية، باعتبار أمريكا دولة عظمى؛ ودائمة في مجلس الأمن الدولي، وهو المسؤول عن توفير الحماية الدولية للأفراد، والمجموعات البشرية الذين حياتهم في خطر، وتعجز حكومات بلدانهم عن توفير هذه الحماية لهم».

 واتهم «يوسف» الجهة الأمريكية، تواطؤها مع الجهات الخاطفة حين أكد أن «إقرار؛ أو إعلان سياسيين أمريكيين، عن علمهم بمكان وجود المطارنة، هذا يعني أنهم على صلة مباشرة؛ أو غير مباشرة، بالجهة الخاطفة، وعليهم أن يحثوا إدارتهم الأمريكية على التحرك (السياسي والعسكري) لإنقاذ حياة المطارنة المخطوفين...». 

 وعن الرأي العام المسيحي في القضية، أشار «يوسف» نظرًا لحساسية وضع المسيحيين في سورية، تركت عملية خطف المطارنة، أثار سلبية على معنويات؛ ومشاعر مسيحييّ هذا البلد، ولدى معظم مسيحييّ المنطقة والمشرق... حقيقة اليوم ثمّة استياء  مسيحي عام من المجتمع الدولي، الذي تخلى عن مسيحييّ (سوريا، والعراق) وهم يواجهون خطر الإبادة وعمليات تطهير عرقي؛ وديني على أيدي المجموعات الإسلامية المتطرفة، من دون أن يتحرك هذا المجتمع لفعل شيء لأجل إنقاذهم، وحمايتهم بعد أن فقدوا؛ أو خسروا الحماية والحصانة الوطنية في بلدانهم...».

 وأضاف «يوسف» باستغراب «والمثير في قضية المطارنة، أن كلٍ من المعارضات السورية؛ والنظام يتبادلان التهم بخطفهما... وفيما يخص الرأي العام، منقسم بين من يتهم مجموعات مسلحة معارضة بخطفهما، انتقاماً من المسيحيين لوقوفهم إلى جانب النظام، وفق ما تراه المجموعات المسلحة المعارضة، وبين من يتهم النظام السوري، بالوقوف خلف عملية خطفهما، واتهامه للتنظيمات الإسلامية بخطفهما، لأجل  استمالة المسيحيين إلى جانبه في معركته المصيرية على السلطة، من جهة أولى. ولكي يصور للعالم الغربي حجم الخطر المحدق بالمسيحيين السوريين، في حال سقط حكم بشار الأسد، وسادت الفوضى الأمنية والسياسية في البلاد، من جهة ثانية».

وأردف بالقول قاطعاً الشكّ باليقين: إن «استمرار خطف المطرانين، وعدم الكشف عن مصيرها، رغم مضي ثلاثون شهراً على خطفهما، يعني أن المسيحيين السوريين، وقعوا ضحية حرب ليسوا طرفاً فيها. وضحية أجندات سياسية، وطائفية، لقوى محلية وخارجية، دخلت على خط الحرب السورية... وإذا ما سلمنا بصحة ما قاله البطريرك (أفرام) للصحيفة المذكورة، اعتقد أن الجهة الخاطفة للمطارنة؛ ومن خلفها أمريكا، أرادت أن تقول للعالم أن النظام السوري، الذي يزعم أنه حامي المسيحيين؛ والأقليات من خطر المجموعات الإرهابية، هو أعجز من أن يوفر الحماية لهم ولكبار رجال كنائسهم». 

وختم الباحث في قضايا الأقليات، لقائه مع وكالة «قاسيون» للأنباء بالسؤال التالي: «قضية المطرانين المخطوفين، باتت أحد ألغاز الأزمة السورية... لذلك فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا لم تتبن أيّة جهة مسؤولية خطفهما، بالإضافة أنه لا مطالب سياسية؛ أو فدية نقدية؛ أو مطالب أخرى لقاء إطلاق سراحهما؟!... من فترة لأخرى نسمع ونقرأ عن مبادرات ومحاولات تقوم بها شخصيات إقليمية للتوسط لدى الخاطفين لأجل إطلاق سراح المطارنة، جميعها باءت بالفشل حتى أن تلك الشخصيات عجزت، أو فشلت في الحصول على دليل حسيّ؛ أو مادي، يثبت أن المطارنة على قيد الحياة... فشل الوسطاء، والتعتيم على قضية المطارنة، يعزز الخوف والقلق على حياتهما، ويرجح فرضية قتلهما، وتصفيتهما منذ الأيام الأولى لخطفهما، وهذا ما لا نتمناه حتماً...!!.



مراسل قاسيون: القامشلي

0 comments: