التعايش في سوريا

رغم عمق الجراح ، هذه هي سوريا .. هكذا ستبقى: عندما دخلت تنظيمات إسلامية سنية متطرفة ارهابية ، شاذة وغربية عن طبيعة وثقافة وأخلاق المجتمع السوري، بلدة (عدرا العمالية) قرب دمشق وقامت بعمليات قتل وذبح وخطف على الهوية لعائلات علوية في البلدة .. بادرت العديد من العائلات السنية بتقديم أوراق مزورة لعائلات علوية تثبت بأنها سنية مكنتها من الهروب من البلدة والخلاص من الموت والقتل والخطف على ايدي تلك العصابات المجرمة .. إثناء الأحداث الدموية التي شهدتها مدينة القامشلي آذار 2004 على خلفية مبارة بكرة القدم بين فريق الجهاد وفريق الفتوة القادم من ديرالزور .. العديد من أبناء ديرالزور تبرعوا بنقل عشرات الطالبات الكرديات الى القامشلي بسياراتهم الخاصة حرصاً على سلامتهن من عمليات انتقامية قد يتعرضن لها على الطريق.. بعد نزوح مسيحيي ديرالزور هرباً من المعارك ومن التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي دخلت المدينة، توفي أحد المسنين المسيحيين من مَن لم يتمكنوا من الهروب ، قام مسلمون من الحي بدفنه في حديقة الكنيسة .. كل التحية والتقدير لتلك العائلات السنية والعربية المسلمة في عدرا وديرالزور التي عبرت عن اصالة وأخلاق السوري الحقيقي.. نعم ، رغم عمق الجراح ، سوريا ستبقى كما كانت لكل السوريين، بلد التسامح والعيش المشترك والوئام الاجتماعي بين مختلف الديانات والمذاهب والطوائف والاثنيات والثقافات ... 

سليمان يوسف

0 comments: