النظام السوري نظام لا يستحي



النظام السوري لا يستحي



سبع سنوات والشعب السوري يُذبح ..الوطن السوري يُنتهك ، يُستباح من قبل ميليشيات وقوى داخلية و خارجية غازية .. أكثر من نصف البلاد خارج سيطرة النظام . أكثر من نصف الشعب السوري، بين مهجر ونازح وشريد ومخطوف ومعتقل وشهيد وجريح ... "حرب كونية على سوريا" وفق توصيف النظام ذاته .. كل هذا حصل ويحصل ، والنظام البعثي الاسدي الدكتاتوري لم يغير شيئاً في طريقة تفكيره وادارته للبلاد وفي عقليته الامنية الاستبدادية.. مناسبة هذا الكلام عقد "المؤتمر السنوي لطلائع البعث في محافظة الحسكة" ، المؤتمر عقد اليوم الاربعاء في المركز الثقافي العربي بالقامشلي . كالعادة، تحت ضغط التهديد بالعقاب الزم عشرات المعلمين والمعلمات حضور المؤتمر . عقد المؤتمر بذات الشعارات الجوفاء والخطابات والهتافات القومية العربية الرنانة الطنانة ، التي باتت خارج الزمن السوري بل خارج التاريخ والمدنية والحضارة الانسانية !!! .. اي نظام هذا ؟؟.. نظام، تخلى عن السيادة والكرامة الوطنية ، سلم معظم محافظة الحسكة و الكثير من المدارس والمؤسسات والدوائر الحكومية في مدن وبلدات المحافظة، لميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.. منهاج التعليم الحكومي انحسر ببعض المدارس الحكومية المحاصرة داخل المربعات الأمنية في مدينتي القامشلي والحسكة .. كل هذا لا يهم النظام البعثي الاسدي المتهاوي.. نظام يتمسك بمنظمات مؤدلجة كمنظمة" طلائع البعث" ،والوطن يحتضر مقسم بين الميليشيات والغزاة ، والشعب يذبح ، هكذا نظام ليس من هذا الوطن وليس من هذا الشعب . نظام خارج الزمن و التاريخ ... أنه فعلاً " نظام لا يستحي " .. إذا ما بقي هذا النظام، سيعود يحكمنا بعقلية أمنية استبدادية تسلطية، أسوأ وأخطر مما كان يحكمنا، قبل انطلاق حركة الاحتجاجات الشعبية ضده في آذار 2011... لهذا، لا خيار أمام السوريين ، سوى تغير هذا النظام البعثي الأسدي الدكتاتوري الفاشي.. أنه "نظام لا يستحي" ...


24/01/2018
سليمان يوسف

على هامش 'معركة عفرين' السورية



حرب تركيا على عفرين
حرب تركيا على عفرين

على هامش "معركة عفرين" السورية:

الأوربيون الكاثوليك ومعهم(البابوية)، سلموا "القسطنطينية"، عاصمة المسيحية الأرثوذكسية في زمن الامبراطورية الرومانية، إلى المسلمين العثمانيين 1453(سلموها برفضهم تقديم الدعم العسكري للرومان لفك حصار العثمانيين للقسطنطينية ، الذي دام شهوراً).. الروس، غدروا بالآشوريين المسيحيين 1914 بتخليهم عنهم في اقليمي "اورمي وهيكاري" الآشوريان، وتركهم يواجهون الموت على ايدي الجيش التركي العثماني المسلم. الانكليز الذين زجوا بالآشوريين في الحرب العالمية الأولى كحليفهم ضد الامبراطورية العثمانية ،دفنوا حلم "الدولة الآشورية"، التي وعدوا الآشوريين بها . لا اعتقد بأن سياسات ومواقف الدولة الروسية والدول الاوربية الغربية ومعها امريكا، قد تغيرت حيال مصير ومستقبل الآشوريين (سريانا/كلدنا) ومسيحيي سوريا و مسحيي المشرق عموماً. لهذا ليس بغريب على حكومات هذه الدول، الباحثة عن مصالحها أولاً وأخيراً، أن تتخلى اليوم عن حلفائها الأكراد وتركهم يواجهون الموت على ايدي الجيش التركي العثماني ، وربما لاحقاً على يد الجيش العربي السوري.

22/01/2018

سليمان يوسف

العلاقة (الآشورية - الكردية )




العلم الآشوري والكردي


بحكم التاريخ والجغرافيا، اختلط الآشوريون (المتحدرون من أصول سامية) مع الكرد (المتحدرون من أصول آرية)، وتأثر كل منهما بثقافة وعادات الآخر، الى درجة يصعب في بعض مناطق "بلاد آشور- بلاد ما بين النهرين" و"كردستان" تميز الانسان الآشوري عن الكردي. غدا "الانتماء الديني" وحده العلامة الفارقة، بعد استحالة التمييز والفصل بينهما على اساس العرق

سوريا والنظام الطائفي:





الطائفية في سوريا
الطائفية


"الطائفية المجتمعية" التي كانت سائدة في المجتمع السوري ، هي التي أنتجت "طائفية سياسية"، أوصلت حافظ الاسد الى السلطة وعززت حكم الاقلية العلوية لسوريا . بمعنى ، أن "النظام الطائفي" هو حصيلة ونتاج بيئة طائفية كانت سائدة في المجتمع السوري، ولم تكن "الطائفية" نتاج نظام طائفي/علوي . الآشوريون (السريان) المسيحيون ، اكثر من عانى وكابد من النهج الطائفي للحكم في سوريا في عهد الوحدة المشؤومة مع مصر . برزت الطائفية السنية والعنصرية العربية في اقبح صورها، بزيارة جمال عبد الناصر الى القامشلي وتوصياته بتقويض الوجود الآشوري(سرياني/كلداني) المسيحي في القامشلي وبقية مدن وبلدات محافظة الحسكة، ذات الغالبية الآشورية المسيحية آنذاك.. وقد استمر النهج الطائفي في الحكم في سوريا بعد سقوط الوحدة وانقلاب البعث على السلطة 1963. سوريا تحترق بنار الطائفية الاسلامية والعنصرية العربية، المتعشعشة في قاع المجتمع السوري..


سليمان يوسف

لماذا نجح 'اليهود العبرانيون' في إعادة بناء دولتهم في وطنهم الأم، فيما أخفق الاشوريون:



اليهود العبرانيون- إعادة بناء دولتهم



تساؤل يطرح نفسه!! لماذا نجح "اليهود العبرانيون" في إعادة بناء دولتهم في وطنهم الأم (اسرائيل) بعد 2500 عام من الغزو الآشوري البابلي لبلادهم وسبي الكثير من شعب اسرائيل الى بلاد آشور، فيما أخفق الاشوريون في إعادة بناء دولتهم في وطنهم التاريخي (بلاد ما بين النهرين- بلاد آشور) رغم عظمة إمبراطورتيهم وعراقة حضارتهم؟؟.. باعتقادي، ان السر يكمن في الاختلاف الكبير والجوهري بين العقيدة الدينية لليهود الموسويين، والعقيدة الدينية للآشوريين المسيحيين... أنبياء وحاخامات اليهود بشروا بالوعد الالهي لشعبهم اليهودي/العبري بالعودة الى وطنهم وإعادة بناء (هيكل سليمان بن داوود) في اوراشاليم. إشعياء و ميخا وإرميا وحزقيال وغيرهم، أناروا الأفق أمام "الأمة اليهودية" بالحديث عن يقين العودة، ليس ليهوذا فقط بل لكل إسرائيل . الأمر الذي دفع اليهود المسبييون الى بلاد آشور للتمسك بشريعة موسى، حتى أصبحت رابطة "العقد القومي" لهم واصبحت تعاليم موسى أساس الحياة القومية والاجتماعية لليهود. وقد لعب (أنبياء وحاخامات يهود المهجر) دوراً مهماً في شد اليهود المسبيين ويهود الشتات الى وطنهم الأم اسرائيل وحثهم على التمسك بثقافتهم وعقيدتهم وتحذيرهم من خطر الانصهار في المجتمعات الأخرى الغريبة وعلى ضرورة التفكير في العودة إلى يهوذا .... أما بطاركتنا وكهنتنا، تخلوا عن شرائع وعقائد شعبهم و قوانين ملوكهم وعظمائهم وكل ما يمت بصلة الى الآشورية البابلية الأكادية قبل المسيحية، مثل شريعة حمورابي ونيبور وكلكامش واحكام أحيقار الحكيم. واستبدلوها بمقولات تعزز روح الاستسلام لديهم والهروب من مواجهة الواقع والتحديات ( مملكتي ليست من هذا العالم.. لا تفكروا بماذا نأكل أو ماذا نشرب فهذا من شان الله .. أحبوا اعدائكم.. سامحوا لا عينكم .. الصوم والصلاة سلاح المؤمن .. التمسك بحرم كنسي بحق نسطور واتباعه صدر قبل أكثر من 1500 عام على اجتهاده اللاهوتي لجهة طبيعة المسيح( الهو محرم نسطور من عيتو) . والأنكى أن بطاركة الاشوريين(سرياناً وكلدناً) قدسوا التوراة اليهودية وجعلوها جزءاً من عقيديتهم المسيحية ، و طلبوا من رعيتهم أن يكونوا حراساً لإله اليهود (يهوه) ولشعب اسرائيل .. حيث مازال يردد المصلون في الكنائس السريانية المقولة المهينة (( نطرين عامو دسرويل.. مور يهامر(يهوه) نوطوروخ))... باختصار العقائد اليهودية ساهمت في لم شمل اليهود العبرانيون والحفاظ عليهم وعززت فيهم الروح القومية والكفاح .. فيما العقائد المسيحية للآشوريين(سرياناً وكلدانا) ساهمت ومازالت تساهم في تعزيز روح الاستسلام والهزيمة لدى الانسان الآشوري وفي تشتيت الآشوريين وضياعهم القومي ..

سليمان يوسف

الانقسام السياسي في المجتمع الآشوري والمسيحي في الجزيرة السورية




المسيحيين في الجزيرة السورية
القامشلي

افرزت الأزمة السورية ثلاث تيارات سياسية في الساحة الآشورية والمسيحية في منطقة الجزيرة. تيار صغير، يرى بأن لا عودة للنظام الى منطقة الجزيرة ، وهو يعتبر سلطة "الأمر الواقع" أو ما يسمى بـ" الادارة الذاتية الكردية" الغير شرعية، التي يديرها حزب الاتحاد الديمقراطي، هي السلطة البديلة المستقبلية في منطقة الجزيرة كـ"إقليم فدرالي" في سوريا الجديدة ما بعد الحرب. لهذا أنصار هذا التيار انخرطوا في الادارة الكردية وباتوا جزءاً منها. طبعاً، لا ننفي وجود في اوساط هذا التيار من وجد لنفسه مصلحة وباب يرتزق منه من خلال العمل مع الادارة الكردية ، بعيداً عن المواقف السياسية.. تيار آخر محدود الشعبية محصور في اوساط المعارضة، يرى بأن نظام الاسد لا بد من أن يرحل وسترحل معه كل ملحقاته من ميليشيات ومجموعات وتشكيلات مسلحة وغير مسلحة، طارئة افرزتها الأزمة ، مثل ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، تالياً ، زوال الادارة الكردية . انطلاقاً من هذه القناعة ، أنصار هذا التيار يرفضون الاعتراف بالإدارة الكردية في منطقة الجزيرة والانخراط فيها .. تيار ثالث، هو الأوسع والأكثر شعبية في الأوساط الآشورية (السريانية/ الكلدانية) والمسيحية عموماً . هذا التيار يرتب أوضاعه على اساس ان بشار لن يرحل ونظامه سيبقى هو الحاكم في سوريا ما بعد الحرب. أنصار هذا التيار لا يعترفون بالإدارة الكردية ولا بالمعارضات السورية وهم يرون بان القامشلي وبقية مدن وبلدات الجزيرة السورية ستعود الى حضن النظام "الدولة المركزية" كما كانت قبل آذار 2011. 


سليمان يوسف






وقفة مع نتائج (الغزو العربي الاسلامي) ، و(الغزو الأوربي الغربي)







عام 11هـ / 633م ، بدأ المسلمون العرب غزواتهم . توجهوا اولاً الى( بلاد ما بين النهرين-العراق) القريبة من شبه جزيرتهم، وقد نجحوا بطرد الاحتلال الفارسي من ارض الرافدين. ثم توجهوا الى (سوريا الكبرى.. مصر.. بلاد النوبة/السودان.. وبلاد المغرب)، نجحوا بطرد الاحتلال (البيزنطي/الروماني) من هذه البلدان. المسلمون العرب، لم يكتفوا بنشر دينهم الجديد(الاسلام) في البلدان التي غزوها، بل استوطنوا فيها و تحولوا الى سلطة احتلال دائم ،ضموها الى "دولة الخلافة الاسلامية"، بعد أن سحقوا المطالبين بخروجهم منها وترك شعوبها يقررون مصيرهم. شعوب البلدان التي غزاها المسلمون العرب ، بغالبيتها الساحقة كانت على الديانة المسيحية، مثل( الآشوريون/السريان) في بلاد ما بين النهرين/العراق وسوريا الكبرى.. و( الاقباط الفراعنة) في مصر وبلاد النوبة /السودان .. و(الامازيغ/بربر) في بلاد المغرب وشمال افريقيا، البعض من شعوبها كانا على الديانة اليهودية(العبرانيون في اسرائيل/فلسطين) ، مع أقليات يزيدية ومانوية و وثنية، متناثرة هنا وهناك ). المسلمون العرب، حرموا الشعوب الأصيلة، من فرصة "الاستقلال السياسي" وإقامة كياناتها الخاصة في أوطانها.... مع بروز وصعود العثمانيين كقوة عسكرية، في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، وقعت (الشعوب العربية الاسلامية) تحت الاحتلال العثماني الاسلامي . دام استعمار العثمانيين للشعوب العربية الاسلامية ( اربعة قرون)، باسم حكم (الخلافة الاسلامية العثمانية). مع تفجر الحرب العالمية الأولى 1914، انهارت (الامبراطورية العثمانية الاسلامية) تحت ضربات قوات التحالف (بريطانيا، فرنسا، روسيا). احتلال (الجيوش الأوربية)، لبلاد ما بين النهرين/العراق ولسوريا الكبرى/بلاد الشام، ومصر ، لم يستمر كثيراً . حكومات الدول الأوربية حولت احتلالها الى (سلطة انتداب)، بموجب "معاهدات" ابرمتها مع ممثلين الشعوب الخاضعة لسيطرتها.. خلال سنوات الانتداب، دول الانتداب(بريطانيا- فرنسا) هيأت شعوب المنطقة لمرحلة الاستقلال ووفرت لها مقومات الدولة، من (دساتير وقوانين وانظمة إدارية وبنية تحتية ، مؤسسات علمية ومنشئات اقتصادية ). انسحبت الجيوش الأوربية ، وتشكلت غالبية الدول العربية الاسلامية الموجودة اليوم على الخريطة السياسية. (باستثناء دول الخليج- جزيرة العرب)، جميع (الدول العربية الاسلامية) قامت على حساب حقوق شعوب قديمة وأصيلة في المنطقة (آشوريون(سرياناً/كلداناً).. عبرانيون . اقباط/فراعنة.. أمازيغ/بربر..). فقد بقيت هذه الشعوب الاصيلة ،الأصحاب الحقيقين للأرض ، خاضعة لسلطة الاحتلال العربي الاسلامي. .. هكذا الغزو العربي الاسلامي ، سحق شعوباً واقواماً وطمس هويتها الدينية والثقافية وقوض كل مقومات شخصيتها القومية والتاريخية .. بينما الغزو الأوربي ساهم في قيام أكثر من عشرين دولة عربية اسلامية في المنطقة.

2018/01/07
سليمان يوسف

مسيحيو المشرق والعلاقة مع الاستبداد والحكام الطغاة







كثيرون يتساءلون عن سر وقوف غالبية المسيحيين الى جانب الحكام الطغاة في دول المشرق ؟؟.. في سوريا،لا ننفي وقوف الشارع المسيحي، خاصة بشقه الكنسي، الى جانب بشار الأسد ونظامه ، رغم إدراك المسيحيون بأن بشار طاغية ودكتاتور ونظامه استبدادي قمعي فاسد . بيد أن هذا الموقف ، لا يعني بأن المسيحيين يرفضون انتقال سوريا الى نظام ديمقراطي تعددي عادل. المسيحيون يدركون جيداً بأنهم والفئات المستضعفة هم أكبر المستفيدين من نظام وطني ديمقراطي يحقق العدل والمساواة بين المواطنين السوريين. لكنهم يخشون ارتدادات سقوط الاستبداد وما سيحصل من فوضى وفلتان أمني ، سيكون المسيحيون ابرز ضحاياه، مثلما حصل لمسيحيي العراق على اثر إسقاط الطاغية صدام حسين، حيث كان مصيرهم القتل والخطف على الهوية والتهجير والسطو على ممتلكاتهم . نعم ، مخاوف مسيحيي المشرق لها ما يبررها ، في التاريخ القديم وفي الماضي القريب وفي الحاضر الراهن. أنهم يخشون من هيجان "الشعوب والأقوام الاسلامية" التي يعيشون بينها وهي بغالبيتها الساحقة بعيدة عن قيم الديمقراطية ومفاهيم الحرية واحترام حقوق الآخر... إثناء الحملات العسكرية الأوربية على الشرق المعروفة بـ "الحروب الصليبية"، ثار المسلمون على مسيحيي المشرق، حيث كان ينظر اليهم على أنهم "عملاء الصلبيين ومتهمون بالتواطؤ معهم". مما اضطر الحكام المسلمين (الخلفاء) الى حماية المسيحيين من الهجمات الوحشية والهياجانات الشعبية المسلمة عليهم..... رغم مضي قرون طويلة على تلك الحقبة السوداء وسقوط دولة الخلافة الاسلامية ونشوء الدول الوطنية في المنطقة ، نظرة غالبية المسلمين لم تتغير كثيراً الى الانسان المسيحي . مسيحيو المشرق، مازالوا بنظر غالبية الشعوب الاسلامية، حتى بنظر الكثير من مثقفيهم "مشكوك بوطنيتهم .. بقايا الصليبيين.. متواطئون مع الغرب الكافر .. اقوام وافدة دخيلة على المنطقة .. أهل ذمة) .. هذا الواقع المرير الذي يعيشه مسيحيو المشرق ، انكشف وانجلى مع ظهور تنظيم الدولة الاسلامية- داعش الارهابي .. إذ راينا كيف تعرض المسيحيون في كل من العراق وسوريا ومصر وليبيا ، الى حملات تطهير عرقي وديني في المناطق التي اجتاحتها عصابات داعش.. حتى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، تكاد تخلو من المسيحيين..... بقي أن نشير، أن أحد المعارضين السوريين في لقاءات موسكو ، عندما بدأت "رندة قسيس" بالتحدث ، همس بأذن صديقه" انها من بقايا الصلبيين" ..


2018/1/2
سليمان يوسف

كلنا داعش - سليمان يوسف








"كلنا داعش" عنوان لمقال، كتبه وزير إعلام كويتي سابق ( سعد بن طفلة العجمي) نشر في صحيفة "الشرق" القطرية بتاريخ 7 آب 2014 يقول فيها:" الحقيقة التي لا نستطيع نكرانها، أن داعش تعلمت في مدارسنا وصلّت في مساجدنا، واستمعت لإعلامنا، وتسمّرت أمام فضائياتنا، وأنصتت لمنابرنا، ونهلت من كتبنا، وأصغت لمراجعنا، وأطاعوا أمراءهم بيننا، واتبعوا فتاوى من لدنا..".. يضيف" باختصار، نحن جميعا داعش، نحن الذين خلقناها وصنعناها وربيناها وعلمناها وجندناها وشحناها وعبأناها ثم وقفنا حيارى أمام أهوالها التي صنعناها بأيدينا..". كلام الوزير العجمي، فيه الكثير من الصراحة والجرأة ووصف دقيق للواقع العربي والاسلامي، لم نعتاده من المثقف العربي المسلم، في اكثر الدول العربية والاسلامية حرية وديمقراطية. للأسف، جميع المؤسسات والمرجعيات والسلطات الحكومية والدينية في العالمين ( العربي والاسلامي)، تتجاهل هذا الواقع، تتهرب من مسؤوليتها الوطنية (القانونية والاخلاقية) عن نمو الفكر الاسلامي المتطرف ونشأة التنظيمات والمجموعات الاسلامية الجهادية السلفية المتشددة، التي أعادت بالمنطقة الى زمن الحروب والغزوات العربية الاسلامية الأولى.
في مصر ، في الوقت الذي يتعرض مواطنيها الأقباط المسيحيين في منطقة سيناء لهجمة وحشية ولعمليات تطهير عرقي وديني على ايدي عصابات (بيت المقدس) التي بايعت داعش، أشاد البيان الختامي لـ"مؤتمر الأزهر الدولي للحرية والمواطنة" الذي احتضنته القاهرة يومي (28 شباط و1 آذار 2017) بما وصفها بـ"العلاقة التاريخية وتجارب العيش المشترك والمثمر على قاعدة المواطنة الكاملة حقوقاً وواجبات، في مصر والدول العربية الاسلامية". كيف يستقيم الحديث عن المواطنة والدولة المدنية والعيش المشترك ، مع نظام حكم يضطهد أكثر من 10مليون مواطن قبطي ويحرمهم من حقوق المواطنة الكاملة ؟؟.أي عيش مشترك وتسامح ديني هذا الذي في مصر، ومشيخة الأزهر والحكومة المصرية يلتزمان الصمت والسكوت حيال شتم وتحقير المسيحيين واليهود ونعتهم بـ" أحفاد القردة والخنازير" نهاراً جهاراً ومن على منابر ومآذن المساجد في مختلف المدن والبلدات المصرية و لا يحركان ساكناً حيال "قنابل الفتاوى"، التي يطلقها مشايخ السلفية المصرية في وجه اقباط مصر ويكفرونهم، يُحَرمون على المسلم تهنئتهم بأعيادهم الدينية ويدعون لمقاطعتهم اقتصادياً واجتماعياً ؟؟. الخطاب الديني لشيخ الأزهر لا يختلف كثيراً عن خطاب مشايخ السلفية برفضه تكفير داعش، متعللاً بعدم جواز تكفير المسلم لطالما هو ينطق بالشهادتين، مهما بلغت سيئاته وجرائمه. أي إيمان لمسلم، ينحر الرقاب، يحرق الأحياء، يغتصب النساء، وهو يهتف باسم الله الأكبر؟. إصرار الأزهر على عدم تكفير داعش وغيرها من التنظيمات الاسلامية الارهابية هو بمثابة دعم ومباركة رسمية من اعلى المرجعيات الاسلامية السنية في العالم (مشيخة الأزهر) ومن خلفها اهل الحكم في مصر، لإرهاب داعش ضد أقباط مصر وضد عموم مسيحيي المشرق. أن الانتقاص من حقوق فئة من المواطنين والانتقاص من كرامتهم ومكانتهم الوطنية لأسباب تتعلق بعقيدتهم الدينية أو هويتهم الاثنية أو المذهبية، يوفر الحجج والذرائع لقوى الشر والتطرف الديني التعدي عليهم واستهدافهم وشحن المجتمع بالكراهية الدينية والعرقية ضدهم تمهيداً لممارسة العنف الديني الطائفي ضدهم . تنظيم الدولة الاسلامية وغيره من التنظيمات الاسلامية المتشددة لم تأت من كوكب آخر . هي حصيلة موروث تاريخي عربي اسلامي متخلف مجبول بالدم منذ قتل أول خليفة في الاسلام (عمر بن الخطاب)، ونتاج بيئة مجتمعية ومناهج ثقافية تربوية دينية للأجيال العربية الاسلامية. فما المنتظر من مقررات ومناهج مدرسية تمجد قادة الغزوات والحروب الاسلامية ومحشوة بالأفكار الظلامية تمجد الغزو والقتل والذبح ؟.مناهج لا علاقة لها بروح العصر وقيم ومفاهيم المدنية والحداثة مثل( الديمقراطية والعدالة واحترام الآخر والإخلاص والتسامح وحب الوطن والمواطنة والعلمانية والليبرالية وغيرها). محنة مسيحي المشرق لم تبدأ مع ظهور تنظيم الدولة الاسلامية 2014. داعش هو النسخة الأكثر توحشاً وارهاباً بين التنظيمات الاسلامية المتشددة التي استهدفت مسيحيي المشرق على مدى العقود الماضية. قتل وتهجير اقباط مصر، قبلها قتل وخطف وتهجير آشوريي الحسكةالسورية، ثم خطف وقتل وتهجير آشوريي ومسيحيي نينوى العراقية، جميعها محطات وحلقات جديدة وإضافية في محنة مسيحيي المشرق ، تعزز الاعتقاد لدى بان ثمة مخطط قديم جديد يهدف الى تفريخ المنطقة من العنصر المسيحي المتجذر فيها ، بعد أن تم إفراغها من العنصر اليهودي.

09/03/2017

سليمان يوسف

المصدر: إيلاف

مسيحيون في سوريا يبحثون عن وطن بديل


تقرير ل DW عن أوضاع الآشوريين السريان , و المسيحيين في سوريا

www.dw.com